خطبة الجمعة أو ما يطلبه المستمعون
نعم أتفهم الغضب العام بسبب الانقطاعات الكهربائية, ولا ألوم أحداً أطلق حكما جاهزاً لحظة شعور بحر أو تلف جهاز لديه لإيماني بأن لا أحد معصوم من الخطأ وأحمل الشركة السعودية للكهرباء كامل مسؤولية ضحالة الوعي الاجتماعي بالخدمة الكهربائية, والضعف في التفاعل مع الحراك الإعلامي حولها. ولكني أقف حائراً أمام ممارسات النخبة من أصحاب المنابر والأقلام.
ذلك أن من خصائص النخبة أنهم يعرفون كيف يحصلون على المعلومة الصحيحة ولا يطلقون أحكامهم إلا من خلال تحرٍّ تمليه عليهم أمانة المنبر والقلم, ولكن قد ينساق النخبة مع صوت الجماهير فيكون كلامهم إنما هو حسب طلب المستمعين. هذا ما حصل اليوم في جامع حي الربوة فقد كانت خطبة الشيخ الدكتور حفظه الله -والذي أكن له كل الاحترام- حول الانقطاعات الكهربائية في المنطقة، وليس من حرج أن تلامس الخطبة هموم الناس وأن توجه انفعالاتهم فذلك دورها وتلك مسؤوليتها. ولكن المؤسف أن تكون الخطبة صدىً لحديث المجالس ومنتديات الانترنت بكل ما فيها من غث وسمين, وبدلاً من أن تساهم في توجيه وعي المجتمع وتصحيحه, على العكس تزيد التضليل والتعميه.
لست هنا في معرض انتقاد رأي الخطيب -وفقه الله- وإن كنت أخالفه, وإنما أعيب عليه مصادر معلومته وتصوره للواقعة, فالحكم على الشيء فرع عن تصوره وقد أبان فضيلته عن سطحية تصوره واتفاقه مع عامة الناس في التصور والرأي. بالفعل كانت صدمة كبيرة أن يستوي في الوعي عامة الناس والنخبة وأن يجاري النخبة هوى الجماهير بقصد أو بدون قصد.
لا يفوتني أن أشكر للخطيب كلامه حول دور المواطن في بداية خطبته الثانية, ولكني أدعو الشيخ وغيره ممن يحترمون الإنصاف أن يبحثوا عن المعلومة من مصادرها, وأن يتحروا الصدق فيما يقولون مما تمليه عليهم أمانة الكلمة. ولكم التحية.
|