بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أكثر من ( 15 ) قصة عجيبة من القديم والحديث في الاستشفاء بالصدقة....

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-01-2008, 12:02 AM   #1
بريداوي بحت
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 165
أكثر من ( 15 ) قصة عجيبة من القديم والحديث في الاستشفاء بالصدقة....

بسم الله الرحمن الرحيم

مِن عجائبِ العلاجِ بالصَّدَقة

أكثر من ( 15 ) قصة عجيبة من القديم والحديث في الاستشفاء بالصدقة

من الأمراض الجسَدية والنفْسية

عن أبِي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : قال النبي :

( دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة ) حسنه الألباني في ( صحيح الجامع ، برقم : 3358 ) .

وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي r أنه قال :

( فتنة الرجل في أهله وماله ونفْسه وولده وجاره ، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه البخاري ( 1435 ) ومسلم ( 144 ) .

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ، ص 49 – 50 ) :

( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى .

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) :

( ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُ أكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليها علومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلُّل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبة والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ؛ فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ؛ وقد جَرَّبنا نحنُ وغيرنا من هذا أموراً كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ! ) انتهى .

قامَ بإعدادِه وجَمْعِه / بعضُ طلبةِ العلم

وفَّقهم الله ، وحَفِظَهم ، وغفرَ لهم ، وعافاهم ووالديهم وذرِّياتهم وجميع المسلمين في الدنيا والآخرة

` قد يسأل البعض بأنه يعالج مريضه بالرقية الشرعية فهل يتوقف عنها ويكتفي بالصدقة ؟! ، والجواب : كلا .. بل العلاج بالرقية الشرعية مع العلاج بالصدقة يُعتبر من أقوى الأسباب الجالبة للنفع ، ومعلومٌ بَدَاهَةً بأن العلاج بِدَوائين مناسبين أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بدواءٍ واحدٍ ، وكذلك العلاج بعِدَّةِ أدوية شرعية من رُقية وصدقة واستغفار ودعاء ونحوها أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بعلاجين .. وهكـذا ..

فكلما أكْثر العبد من استعمال الأدوية الشرعية من دعاء وصدقة ورُقية واستغفار وتوبة وقراءة للقرآن والذكر ونحو ذلك كُلَّما كان الشفاء أتَمّ وأكمل وأعظم بمشيئة الله تعالى ، وكم ممن كان أثناء معالجته بالرقية تصدق بنية الشفاء فعجل الله له بالشفاء فكان أسرع شفاءاً ممن اكتفى بالرقية ولكنه لم يتصدق ، فتنبه لهذا وتأمله فهو مهمٌّ جداً .

` وقبل أن نذكر بعض آداب العلاج بالصدقة ينبغي أن تعلم أولاً وقبل كل شيء أن المال الذي عندك هو لله تعالى وهو الذي أعطاك إياه والله ممتحنك فيه فإن أديت حق الله فيه فقد أفلحت إن شاء الله ، وإن بخلت به على المستضعفين من عباده ولم تؤدِّ حق الله فيه فإنه يُخشى عليك من أن يسلبه الله منك وتخسر دنياك وآخرتك ، وقد ندبك الله كثيراً وحثَّك للتصدق من هذا المال لتفوز بخيري الدنيا والآخرة ، قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ { ( سورة البقرة ، من آية : 254) ، وفي ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة شيء كثير جداً مما يدل على ما للصدقة والإنفاق في وجوه الخير من الخير العظيم للعبد في دنياه وآخرته .

` وإذا أردت معالجة مريضك بالصدقة لتجني ثمرة ذلك - بإذن الله تعالى - مثلما جناها أصحاب القصص الواقعية المرفقة ، فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :

@ إذا أردت أن يكون شفاء مريضك بالصدقة سريعاً تامًّا فتصدق من طـيِّب مالِكَ الذي أعطاك الله تعالى فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً - كما جاء في الحديث الصحيح - ، وقد قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيـدٌ { ( سورة البقرة ، الآية : 267) .

@ إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّـة شفـاء مريضك ، قال رسول الله r : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ) رواه البخاري .

@ إن كنت غَنِـيًّا فكُن سَخِـيًّا في صدقتـك ، وقد كان النبي r سَخياً كريمـاً ( يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر ) رواه مسلم .

@ اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ، فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ، وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والذي ذكر رسول الله r منهم : ( ورجل تصدق بصدقـة فأخفاها حتى لا تعلم يمينـه ما تنفق شماله ) متفق عليه ، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل .

@ لكي تكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك محتاجاً صالحاً تقياً كما جاء في الحديث عن النبيِّ r أنه قال : ( لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي ) رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث حسَن ، وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقة كلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظـم ! ، مع العلم أن ( في كل كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر ) متفق عليه مرفوعاً ، فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك فسوف يُشفى إن شاء الله تعالى ، والله واسع عليم .



@ حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلا تقل : ( سأجَرِّب ) ، بل كان جازماً موقناً واثقاً بأن الله - تبارك وتعالى - سيشفي مريضك ، ولا تستعجل النتيجة ، ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاً به فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع .. والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. والذي إذا أراد شيئاً قال له ( كن ) فيكون ، فأحسن الظن به وأنه سيشفي مريضك .. فالله عند حسن ظن عبده به .. ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ما أحسن الظن به .

@ إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك - وهذا قد يحصل ولكنه نادر جداً - فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقة أن صدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى - سبحانه وبحمده - ، وأنه إن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمة ربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدَّق ، بل قد يلطف بعبده المتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضك وتخلصوا من الذنوب والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبوله صَدَقتكم وشفائه ومعافاتـه ما لا يخطر لكم على بال ! .. وقد قال تعالـى : } وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَـةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ { ، ولذا قيل في الحِكَم الشرعية : ( ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة ) .

@ إذا شفى الله مريضك وأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد والشكر والهج بذلك كثيراً قائلاً ( الحمد لله رب العالمين ) لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناً عظيماً بالزيادة لمن وفقه لشكره حيث قال في كتابه الكريم : } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ { ( سورة إبراهيم ، من آية : 7 ) ، فمن مثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض ، وقد جاء عن النبي r أنه قال : ( عجباً لأمر المؤمن ! ، إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سَرَّاءَ شكَرَ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .

نسأل الله تعالى أن يشفي مريضك شفاءاً لا يغادر سقماً وأن يجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعة لدرجاته وحجاباً له عن النار .

إليك بعض القصص العجيبة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عظيم أثر الصدقة في علاج المرضى :

القصة الأولى :

أمره النبي في المنام أن يتصدق ،

ففعل فشفاه الله وعاش بوجه مشرق جميل :

جاء في ( صحيح الترغيب والترهيب ، م 964 ) عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه الله تعالى – أنه قال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله - ، فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً مِن سنة ، فسأل الأستاذ الإمام " أبا عثمان الصابوني " أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له وأكثَرَ الناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله r كأنه يقول لها : " قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين " ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين ) .

القصة الثانية : حَفر بئراً للناس فشفاه الله من مرض شديد :

جاء في ( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى .

القصة الثالثة : تصدق على أم أيتام فشفاه الله من مرض السرطان :

يُذكر أن رجلاً أصيب بالسرطان ، فطاف الدنيا بحثاً عن العلاج ، فلم يجده ، فتصدق على أمِّ أيتام ، فشفاه الله تعالى .

القصة الرابعة : شفاها الله من مرض السرطان لسعيها على أيتام :

وشبيه بالقصة السابقة تقول إحدى الأخوات الجزائريات الفاضلات - وهي مقيمة في السعودية - : ( أُصبت بمرض السرطان منذ عدة سنوات وتيقنت بقرب الموت ، وكنت أنفق ما أكسبه من مهنة الطرازة على يتامى ، وكل ما أنفقته عليهم رده الله لي مضاعفاً ، وسخَّر لي المحسنين في الجزائر كي يعالجونني ، ثم سخَّر لي هنا في السعودية مَن يهتم بي ويرعاني ومع أني لا أعرف أحداً في المملكة إلا أني وجدت أخوات صالحات ، وقد واصلت علاجي إلى أن شُفيت تماماً بحمد الله تعالى ؛ ومع أني لا أعرف أي أحد في هذا البلد إلا أن الله تعالى سخَّر لي كل شيء ويسَّره لي بسبب إنفاقي على هؤلاء الأيتام ) .

القصة الخامسة : عقيمة تصدقت فرزقها الله بتوأمين :

ابتليت امرأة بالعقم وقد أيسها الأطباء من إمكانية الحمل وأنه لا علاج لها ! ، فوفقها الله تعالى إلى أن تتصدق على امرأة فقيرة ، وبعدما تصدقت عليها طلبت منها أن تدعو لها بالولد الصالح ، وما مضت ثلاثة أشهر إلا وهي حامل بتوأم ولدين ! .

القصة السادسة : أنقذه الله من الموت بصدقته :

كانت إحدى الداعيات المشهورات تروي قصة في أثر الصدقة وتبدي عجبها فقالت لها إحدى الحاضرات : ( لا تعجبي ! ، والدنا جاءه محتاج في خيمته فأعطاه حليب " في غضارة " وسقاه حتى شبع ، وبينما كان يتنقل تعطلت به السيارة وجلس تحت ظل شجرة وقد شارف على الموت وإذا برجل يأتيه وقد أعطاه حليب وشربه ، وإذا بهذا الرجل هو نفسه الذي سقاه والدي ) اهـ ، ولعله ملَك كريم تمثل في صورة الشخص الذي تصدق

والدها عليه ، والله على كل شيء قدير .. ولا يضيع أجر مَن أحسن عملاً .

القصة السابعـة : رجـع بصَرهـا كمـا كـان بسبـب صدقـة والدتـها عنها

كان صبي صغير يلعب مع أخته حاملاً بيده سكيناً ، وفجأة ضرَبها في عينها ، فَنُقِلت على الفور إلى المستشفى ، ولخطورة الإصابة حُوِّلت منه إلى ( الرياض ) حيث الأطباء الاستشاريين ، وبعد الفحوصات والأشعة قرَّر الأطباء أن إعادة ( قرنية ) عينها أمرٌ ضعيف والأمل برجوع بصرها ضئيل ، وفي يوم تذَكَّرت الأم المرافقة مع ابنتها فضلَ الصدقة ، فطلبت من زوجها أن يُحضِر لها تلك القطعة من الذهب التي لا تملك غيـرَها وتصدقت بها على الرغم من ضَعف حالتها المادية ودَعت ربها الكريم الرحيم قائلةً : ( ربي إنك تعلم أني لا أملك غيرها فاجعل صَدَقتي بها سبباً في شفاء ابنتي ) .

وفي الغَدِ جاءَ الطبيب فَعُرِضَت عليه حالةُ البنتِ فكان قوله كسابقيه وأنه لا أمل في الشفاء ، وبعد أيامٍ جاء طبيب آخر فعُرِضت عليه ففكَّر وتأمَّل وكانت المفاجأة أن أجريت العملية ونجحت بفضلٍ من الله تعالى ، ثم عادت الطفلة سليمة دون أي أثَرٍ على وجهها وقد رجع بصرها - بحمد الله تعالى - كما كان .

القصة الثامنة : شفى الله بنته بسبب الصدقة :

يقول الشيخ / سليمان المفرج - وفقه الله - : هذه قصة يرويها صاحبها لي حيث يقول : ( لي بنت صغيرة أصابها مرض في حلقها ، فذهبت بها للمستشفيات وعرضتها على كثير من الأطباء ، ولكن دون فائدة ، فمَرَضها أصبح مستعصياً ، وأكاد أن أكون أنا المريض بسبب مرضها الذي أرَّق كل العائلة ، وأصبحنا نعطيها إبراً للتخفيف فقط من آلامها حتى يئسنا من كل شيء إلا من رحمة الله تعالى .

إلى أن جاء الأمل وفتح باب الفرج ، فقد اتصل بي أحد الصالحين وذكر لي حديث رسول الله r : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) فقلت له : " قد تصدقت كثيراًُ " .

فقال : " تصدق هذه المرة بنية شفاء ابنتك " ، وفِعلاً تصدقت بصدقة متواضعة لأحد الفقراء ولم يتغير شيء ، فأخبرته فقال : " أنت ممن لديهم نعمة ومال كثير ، فلتكن صدقتك بحجم مالك " ، فذهبت للمرة الثانية وملأت سيارتي من الأرز والدجاج والخيرات بمبلغ كبير ووزعتها على كثير من المحتاجين ، ففرحوا بصدقتي ووالله لم أكن أتوقع أبداً أن آخر إبرة أخذتها ابنتي هي التي كانت قبل صدقتي ، فشُفِيت تماماً بحمد الله .

فأيقنت بأن الصدقة من أكبر أسباب الشفاء ، والآن ابنتي بفضل الله لها ثلاث سنوات ليس بها أيّ مرض على الإطلاق ، ومن تلك اللحظة أصبحت أُكثر من الصدقة خصوصاً على الأوقاف الخيرية ، وأنا كل يوم أشعر بالنعمة والبركة والعافية في مالي وعائلتي ، وأنصح كل مريض بأن يتصدق من أعز ما يملك ، ويكرر ذلك فسيشفيه الله تعالى ، وأدين الله بصحة ما ذكرت ، والله لا يضيع أجر المحسنين .

القصة التاسعة : تصدقت بكل ذهبها فشُفِي ابنها :

دخل أحد الشباب المستشفى إثْرَ مرضٍ شديد ألَمَّ به - نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين - ، وبعد الفحوصات قرر الأطباء أنه لا أمل في شفائه حيث قال الطبيب لأمه المرافقة : ( خُذي أغراضه فلا أمل في شفائه والعلم عند الله ) ؛ فتأثرت الأمُّ وتذكرت فلَذَة كبدها ومفارقته لها فقامت وباعت كلَّ ما تملك من ذهَبٍ وتصدقت بثمنـه ، ولم تمضِ سوى عِدَّة أيام حتى أبدى الطبيب لأمه أن هناك أملاً في شفائه ، حتى تحسَّنت حالتـه شيئاً فشيئـاً حتى خرجت بعد أيامٍ سليماً مُعافى ، فحَمِد الجميعُ ربَّهـم - تبارك وتعالى - على شفائه ولُطفه .

القصة العاشرة : أصيب بعين فشفاه الله بصَدقـَة :

ويقول الشيخ أيضاً : وهذه قصة أخرى ذكَرها صاحبها لي حيث يقول : ( ذهب أخي إلى مكان ما ووقف في أحد الشوارع وبينما هو كذلك ولم يكن يشتكي من شيء إذ به يسقط مغشياً عليه وكأنه رمي بطلقة من بندقية على رأسه ، فتوقعنا أنه أصيب بعين أو بورم سرطاني أو بجلطة دماغية ، فذهبنا به لمستشفيات ومستوصفات عدة وأجرينا له الفحوصات والأشعة ، فكان رأسه سليماً لكنه يشتكي من ألَمٍ أقض مضجعه وحَرَمَه النوم والعافية لفترة طويلة ، بل إذا اشتد عليه الألم لا يستطيع التنفس فضلاً عن الكلام ) ، فقلت له : ( هل معك مال نتصدق به عنك لعل الله أن يشفيك ؟! ) فقال : نعم ، فسحبت ما يقارب السبعة آلاف ريال ، واتصلتُ برجل صالح يعرف الفقراء ليوزعها عليهم ، وأقسم بالله العظيم أن أخي شفي من مرضه في نفس اليوم وقبل أن يصل الفقراء شيء ! ، وعلمت حقاً أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج .

القصة الحادية عشرة : أصيبت طفلته بالحمى فشفاها الله بصدَقته :

ويقول الشيخ أيضاً : هذه قصة أخرى حدثني بها صاحبها فقال : ( لقد اشتكت طفلتي من الحمى والحرارة ولم تعد تأكل الطعام وذهبت بها لعدة مستوصفات فلم تنزل حرارتها وحالتها تسوء ، فدخلت المنزل مهموماً لا أدري ما أصنع ! ؛ فقالت لي زوجتي : " لنتصدق عنها " ، فاتصلت بشخص له علاقة بالمساكين وقلت له : " أرجو أن تصلي العصر في المسجد وتأخذ مني 20 كيس أرز و 20 كرتون دجاج وتوزعها على المحتاجين " ، وأحلف بالله ولا أبالغ أنني بعد أن أقفلت سماعة الهاتف بخمس دقائق وإذا بطفلتي تركض وتلعب وتقفز على الكنبات وأكلـَت حتى شبعت وشفيت تماماً بفضل الله تعالى ثم الصدقة ، وأوصي الناس بالاهتمام بها عند كل مرض ) .

القصة الثانية عشرة : امرأة مصابة بمرض نفسي أنجاها الله بالصَّدقة :

وهذه امرأة مُصابة بمرض نفسي قاهر ، فقام أحد أقاربها - جزاه الله خيراً - وتصدَّق بنية شفائها على رجل صالحٍ فقير يعول عائلتين وسأله الدعاء لها ، فما هي إلا أيام يسيرة حتى يسَّر الله لها مَن ينتشلها مما هي فيه من البلاء ويكون سبباً في شفائها حيث يقول الأخ المتصدق : ( واللهِ لم يعلم أحدٌ من عائلتها بصَدَقتي وإنما جعلتها خالصة لوجه الله تعالى ، ولكن الله تعالى أحدث في عائلتها وبعض العارفين بأمرها من أهل الخير استنفاراً كاملاً لرعايتها ولإنقاذها من مرضها - ولله الحمد والمنة - ) انتهى .

القصة الثالثة عشرة : لم يجدوا أثراً للمرض بعد صدَقتها :

وهذه امرأة أخرى أصيبت بفشَل كلوي - نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين من كل بلاء وداء - ، وقد عانت الأخت من مرضها هذا كثيراً بين مراجعات وعلاجات ، فطَلَبَت مَن يتبرع لها بكلْيَة بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال ، وقد تناقل الناس الخبر ، ومن بينهن امرأة فقيرة ، وقد حضَرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات وفي اليوم الْمُحَدَّد دخلت المريضة على المتبرعة فإذا هي تبكي ، فتعجبت وسألتها عن حالها ما إذا كانت مُكْرَهَةً ؟! ، فقالت : ( ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي للمال ) ، ثم أجهشت بالبكاء ، فهدَّأتها المريضة وقالت : ( المال لكِ ، ولا ريد منكِ شيئاً ) ولا تسأل عن فرحة الفقيرة بذلك ! ، وبعد أيام جاءت المريضة للمستشفى وعند الكشف عليها كانت المفاجأة المدوية التي أذهلت الأطباء حيث لم يجدوا أي أثرٍ للمرض فقد شفاها الله تعالى - وله الحمد والمنة - .

القصـة الرابعـة عشـرة : تصـدَّق عنهـا أحـد المحسنيـن فشفاهـا الله تعالى

دخَلَت امرأةٌ العناية المركَّزة لمرض شديد ألَمَّ بها ، فعلم بذلك أحد المحسنين فقام وذبح ( بعيراً ) ونوى الأجر لها وتصدق بلحمه على عائلات فقيرة ، فما هي إلا إلا عِدة أيام حتى شُفِيت المرأة ولله الحمد والمنة .

القصـة الخامسـة عشـرة : تصـدقـت فـكـان فـي ذلك شـفـاؤهـا من السِّحر :

لم ينتهِ حديثُ تلك النساء عن فضْل الصدقة حتى خلعت واحدة من الحاضرات عِقْدها الغالي الثمن وأعطته إحداهن لتقوم ببيعه وإعطاء ثمنه لعائلات فقيرة ، فلما ذهبت به لبائع الذهب واراد وزنه أخرج ( فُصًّا ) في وسَط العِقد فأذهله ما رأى وتعجب حيث شاهد شيئاً من عمل السحر داخل ( الفُصّ ) ، فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه ولله الحمد والمنة .

القصـة السادسة عشـرة : تـصدَّق عـنهـا زوجهـا بكـل ( ذَهَبِها ) فتحسَّنت حالتها على الفور :

اتصل الطبيب على زوج تلك المرأة التي ترقد في المستشفى ، وأخبره بأن زوجته في حالة خطيرة وقد أبْعَد الأمل في شفائها طِبِّياً ، فتأثر الزوج بهذا الخبر ولكنه أسرع بالصدقة عنها بما تملكه من ذَهَب ، ثم ذهَب إلى المستشفى بعد عِدَّةِ ساعات فأخبره الطبيب بأنه قبل قليل ( أيْ في نفْسِ الوقت الذي تصدَّق فيه الزوج ! ) ظهَرَت علامات التحسُّن والشفاء على الزوجة ، ثم نُقِلَت من العناية المركزة إلى غرفة المرضى ، وبعد أيام خرَجت من المستشفى ، والحمد لله ذي الفضل والإحسان .

القصة السابعة عشرة : شُفي ضرسها تماماً بسبب صدقة :

تقول إحدى الداعيات المشهورات : ( كنتُ في الحرم منذ عدة سنوات ، فآلمني ضرسي الذي أجلت معالجته وحشوه ، وكنت سعيدة بوجودي في الحرم وأريد أن أشتغل بالقرآن ، ولكن لو استمر الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي ، فَخَطَرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة ، فتصدقت على واحدة من البنات في الحرم ، فوالله ما هو إلا وقت قصير حتى سَكَن ألَمِي ، ومنذ تلك السنة وإلى هذه الساعة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعُد يؤلمني أبداً ! ) .

القصة الثامنة عشرة : قرر الأطبـاء موت طفلـه فأنقذه الله بصَدَقَةِ وَالده :

قال الشيخ / عبد الهادي بدلة إمام جامع الرضوان في حَلَب السورية , وهو من العلماء القلائل الذين يخاطبون العقل والقلب معاً - بارك الله فيه ونفع به - , قال : ( في بدايـة زواجي مَـنّ الله علينا بطفلنا الأول ، ففرحنا بـه فرحاً شديـداً ، لكن شاء الله - سبحانه - أن يُصاب هذا الطفل بمرض شديد ، عجِزَ عنه الطب حينها ، وبَدَأت تسوء حالة الطفل وتسوء حالنا نحن أكثر حُزناً على فلذة كبدنا ونور عيوننا..وكلكم يعلم ماذا يعني الطفل لوالديه وخاصة أنه طفلنا الأول !! .

لكن الشعور الأسوأ هو شعورنا بالعجز لأن نقدم له العلاج لمعاناته !! .

إلا أننا سلمنا أمرنا لله وقضائه ، لكن كان علينا الأخذ بالأسباب وعدم ترك أي فرصة أو سبيل لعلاجه .

دلنا أهل الخير على طبيب ذي خبرة وشهرة فذهبتُ إليه بالطفل , والطفل يشكو من

الحمى - التي تأكل قبل الطفل جسدي وجسد أمه وقلبها وقلبي - فقال لنا : " إذا لم تنْزِل حرارة الطفل هذه الليلة فسيفارق الحياة غدا ! " .

عدتُ بالطفل حزينا كئيباً ، يقض الألم قلبي حتى فارق النوم جفني ، فقمت لأصَلِّي ، ثم ذهبت هائماُ على وجهي تاركاٌ زوجتي عند رأس ابني باكيةً حزينةً ، مشيت في الشوارع لا أعرف ماذا اعمل لابني !! ، لكنني تذكرت الصدقة وحديث حبيبي رسول الله r حينما قال : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، ولكن من سأجد في هذا الوقت المتأخر لأطرق بابه وأتصدق عليه ، وماذا سيقول عني إن فعلت ذلك ؟! .

وبينما أنا كذلك إذ بِهِرَّة جائعة تموء في الليل الأسود .. تذكرت قول رسول الله r حينما سأله الصحابة : ( وإنَّ لنا في البهائم أجـراً ؟! ) فقال r : ( في كل كبد رطبة أجر ) رواه البخاري ومسلم ، فدخلت منْزِلي وأخذت قطعةً من اللحم ، فأطعمتها الهرة .

أغلقت الباب خلفي ، غير أن صوت الباب اختلط بصوت زوجتي : " هل عدت .. إليَّ .. إليّ .. سريعاً " !! ، فهرعت إليها .. وجدت وجه زوجتي قد تغير وعلى صفحة وجهها تهليلة بِشْر ! .

فقلت : عُدتُ لتوي .

قالت : " بعدما ذهبت ، أغفيت قليلاً وأنا جالسة .. فرأيت رؤيا عجيبة ! ..

لقد رأيت نفسي محتضنةً ابني .. وإذ بطيرٍ أسودٍ كبيرٍ يهوي من السماء لينقض على طفلنا ليأخذه مني وأنا خائفة أضمّ ابني بشدة لا أعرف ماذا أفعل ! وإذ بي بِقِطٍّ يدفع الطيرَ دفعاً شديداً ويعاركه عِراكاً ما رأيت أقوى منه ، مع أن الطير كان ضخماً , وظل يدفعه ويعاركه حتى دفع الصقرَ بعيداً , واستيقظت على صوتك تأتي " ..

يقول الشيخ : فتبسمت واستبشرت خيراً ، نَظَرَت إلَيَّ زوجتي مندهشة من تبسمي !.

فقلت لها : عسى أن يكون خيراً ..

هرعنا إلى طفلنا .. لا نعرف مَن يصِل أولاً وإذ بالحمى تزول عنه ويفتح الطفل عيناه ، وصباح اليوم التالي - والذي لا إله إلا هو - كان الطفل يلهو مع الأطفال في الحي والحمد لله ) انتهى كلام الشيخ .

بعد أن ذكر الشيخ هذه القصة العجيبة ألقى هذا الطفل - الذي بات شاباً وعمره الآن حوالي 17سنة وقد أكمل حفظ القرآن الكريم ، ويتابع تعليمه الشرعي - ، ألقى موعظةً بليغة بالمسلمين في مسجد والده ، مسجد الرضوان في حلب، في أحد آخر ليال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ..

وحيث أوردنا لكم إخواننا الأفاضل هذه القصة وأخواتها لما لها من روعة إلهية ومعنى واضح جليّ للصدقة التي من أعظم ثمراتها في الدنيا دفع البلاء .

إنها كنْز من الكنوز الربانية وعلاج عظيم النفع فخذوا به وداووا به مرضاكم .

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته وأصحابه أجمعين وعلى تابعيهم وتابع التابعين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وسلم تسليماً كثيراً




منقول...
__________________
بريداوي بحت غير متصل  


قديم(ـة) 25-01-2008, 02:24 AM   #2
قناص الفوائد
عـضـو
 
صورة قناص الفوائد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: !!!!
المشاركات: 961
للفائدة هذا مقال من ملتقى أهل الحديث مفيد .

حديث "داووا مرضاكم بالصدقة" تخريج موسع للحديث، وحكايات والأخبار فيه ( لمحمد زياد التكلة ) الحمد لله، طلب مني أحد مشايخي الأجلاء أن أبحث له عن صحة حديث: «داوُوا مرضاكم بالصدقة»، وما يتصل به من حكايات وأخبار، فأقول مستعيناً بالله تعالى:
رُوي الحديث عن جماعة من الصحابة:
1- حديث ابن مسعود مرفوعا:
رواه العسكري (كما في المقاصد الحسنة رقم 413) والطبراني في المعجم الكبير (10/128 رقم 10196) والأوسط (2/274 رقم 1963) وفي الدعاء (2/806 رقم 48) وابن عدي (6/341) وأبونعيم في الحلية (2/104 و4/237) والخطيب (6/334 و13/20) -ومن طريقهما ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/2 رقم 815)- والقضاعي في مسند الشهاب (691) والبيهقي في السنن (3/382) وإسماعيل التيمي الأصبهاني في الترغيب (565) وأبوالغنائم النرسي في فوائد الكوفيين (25/أ كما في الضعيفة 3492) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (6) والشجري في أماليه (1/224) وابن العديم في بغية الطلب (3/1497) كلهم من طريق موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداوُوا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء دعاء».
قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن الحكم إلا موسى، وبنحوه قال ابن عدي والخطيب وابن الجوزي، وكذا نقل البيهقي عن الحاكم، وكذا قال محمد بن سعدون الاندلسي (آخر علل صحيح مسلم لابن عمار الشهيد 145)، وقال أبونعيم في الموضع الثاني: غريب من حديث الحكم وإبراهيم، تفرد به موسى.
وموسى متروك، وكذّبه أبوحاتم. (كما في الميزان 4/215 وغيره)
وبه أعله ابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (2676) والذهبي في السير (4/51) وفي مهذب سنن البيهقي (3/1314 رقم 5857) وابن مفلح في الفروع (2/144) والهيثمي في مجمع الزوائد (3/64) والألباني في الضعيفة (3492)، وقال ابن الجوزي: لا يصح، وكذلك حكم النووي في خلاصة الأحكام (3249).
تنبيه: عزاه المناوي للبيهقي في السنن من حديث ابن مسعود، فاستدرك عليه الغماري في المداوي (4/7) قائلا: وأما عزو الشارح له إلى البيهقي في السنن فذاك من تهوراته وأوهامه، بل هو عند البيهقي في شعب الإيمان. ا.هـ قلت: بل هو في سنن البيهقي كما تقدم، وحديث ابن مسعود ليس في الشعب!
2- حديث عبادة بن الصامت:
رواه الطبراني في الدعاء (2/801 رقم 34) ومسند الشاميين (1/34 رقم 18) -ومن طريقه ابن عساكر (40/164)- من طريق هشام بن عمار، نا عراك بن خالد بن يزيد، نا أبي، سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت، قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أُتي على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تلف مال في بحر ولا بر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه».
قال أبوحاتم الرازي في العلل (1/220-221 رقم 640): هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
وقال الطبراني في الشاميين: إن إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة بن الصامت.
وذكره الألباني في الضعيفة (575)، وقال: منكر.
قلت: سنده شديد الضعف.
3- حديث ابن عمر:
رواه البيهقي في الشعب (7/156 رقم 3278 السلفية، 3/282 رقم 3556 العلمية) وابن الديلمي في مسند الفردوس (2/140 كما في الضعيفة 3591) من طريق محمد بن يونس الكديمي، نا بدل بن المحبر، نا هلال بن مالك [الهزاني]، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: «تصدقوا، وداووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعمالكم وحسناتكم».
اللفظ للبيهقي، وقال عقبه: هذا منكر بهذا الإسناد، ونقله مُقراً له: السخاوي في المقاصد الحسنة (413) فمن بعده.
وقال الألباني: هذا موضوع، آفته محمد بن يونس الكديمي؛ فإنه متهم بالوضع.
قلت: وهلال بن مالك لم أجد له ترجمة.
هذا؛ ولم يتضح شيخ يونس (نافع) عند الديلمي، حيث وقع محله بياضاً في النسخة التي نقل منها الألباني، ونقل السخاوي: يونس عن راو عن ابن عمر، وما أثبتُّه فمن الشعب للبيهقي.
4- حديث أبي أمامة:
رواه البيهقي في الشعب (7/157 رقم 3279 السلفية، 3/282 رقم 3557 العلمية) من طريق محمد بن يحيى العمي، ثنا طالوت، ثنا فضال بن جبير، عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء».
ولم أجده في نسخة طالوت بن عباد المخطوطة من رواية البغوي.
وعزاه في كنز العمال (28181) لأبي الشيخ في الثواب مقتصراً على المداواة بالصدقة.
وقد عزا محل الشاهد أيضاً السخاوي في المقاصد (413) والسيوطي في الدرر المنتثرة (224) للطبراني عن أبي أمامة، ولم أجده في المطبوع من معاجمه الثلاثة، ولا في مسند الشاميين، ولا كتاب الدعاء، فالله أعلم.
وقال البيهقي عقبه: فضال بن جبير صاحب مناكير. وأقره السخاوي. وقال ابن عدي (6/21): إن لفضال عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة. قلت: فسنده واه.
5- حديث سمرة بن جندب:
رواه البيهقي في الشعب (7/158 رقم 3280 السلفية، 3/282-283 رقم 3558 العلمية) من طريق الحسن بن الفضل بن السمح، حدثنا غياث بن كلوب، حدثنا مطرف بن سمرة بن جندب، عن أبيه مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، ورُدُّوا نائبة البلاء بالدعاء».
قال البيهقي: غياث هذا مجهول.
قلت: وكذلك قال الحافظ أبوالعلاء العطار (التمهيد في معرفة التجويد ص62)، وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: له نسخة عن مطرف بن سمرة لا تُعرف إلا به، وهو ضعيف. (الضعفاء والمتروكين 1690)
والراوي عنه - الحسن بن الفضل- تالف، قال ابن المنادي: أكثر الناس عنه، ثم انكشف، فتركوه وخرقوا حديثه. وقال ابن حزم: مجهول. (اللسان 2/244)
فالإسناد ضعيف جدا، وضعفه السخاوي بجهالة راويه (المقاصد الحسنة 413).
6- حديث أنس مرفوعا:
هكذا ورد في المطبوع من كتاب الفردوس للديلمي (2/129 رقم 2658 زغلول، و2/206 رقم 2480 الزمرلي) بنحو لفظ حديث ابن مسعود.
ولم أقف على سنده، ولم أر أحداً عزا الحديث إليه، وتفرد الديلمي به دليلٌ على نكارته وغرابته الشديدة، على أن ابن حجر لما خرجه في تسديد القوس قال: الطبراني وأبونعيم عن ابن مسعود. (كما في هامش طبعة الزمرلي) فلم يخرّجه من حديث أنس، وأنبّه أن هناك أخطاء كثيرة في بعض نسخ الفردوس في عزو متون الأحاديث لصحابة آخرين، وأخشى أن يكون هذا الحديث منها.
7- حديث أنس مرفوعا بلفظ: «ما عولج مريض بأفضل من الصدقة».
رواه ابن الديلمي في مسند الفردوس (4/118 رقم 6368) من طريق محمد بن يحيى، ثنا محمد بن أحمد بن صالح، ثنا أبي، ثنا محمد بن [أبي السري]، عن الرَّبيع بن صَبيح، عن عطاء -هو ابن أبي رباح- عن أنس به.
والربيع ضعيف، وابن أبي السري كثير الوهم، وكلاهما له مناكير، ورواية عطاء عن أنس غريبة لم أهتد لمن ذكرها، ومَن دون ابن أبي السري لم أهتد لهم كذلك لكثرة التحريف في المطبوعة، والحديث ضعيف جداً على أقل الأحوال.
ولم يعزه في المقاصد الحسنة (413) وكنز العمال (28182) لغير الديلمي، مما يؤكد غرابته الشديدة.
8- مرسل الحسن البصري:
رواه أبوداود في المراسيل (105) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/3 رقم 816)- عن محمد بن سليمان الأنباري، نا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع».
وعزاه في كنز العمال (43305) للعسكري.
قلت: سنده حسن إلى الحسن.
وقال البيهقي في السنن (3/382) بعد إيراد حديث ابن مسعود: وإنما يُعرف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وقال المنذري: إنه رُوي عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلاً، والمرسل أشبه. (الترغيب والترهيب 1/301)
وقال ابن الجوزي بعد أن روى المرفوع: إنما رُوي هذا مرسلاً.
وضعّف ابن رشد المرفوعات، كما سيأتي.
قلت: وهذا المرسل هو أقوى ما في الباب، إلا مراسيل الحسن خصوصاً من أوهى المراسيل.
من الحكايات والأخبار:
9- وقال البيهقي في الشعب (6/554 رقم 3109 السلفية، 3/221 رقم 3381 العلمية): أخبرنا أبوعبد الله الحافظ، نا أبوبكر محمد بن عبد الله المعدل المروزي، نا مكي بن عبدان، نا حاتم بن الجراح، قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت ابن المبارك؛ وسأله رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن! قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجتُ بأنواع العلاج، وسألتُ الأطباء فلم أنتفع به! فقال: اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس إلى الماء فاحفر هناك بئراً، فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل، فبرأ.
قلت: رجاله ثقات، إلا حاتم بن الجراح فلم أجد له ترجمة، والقصة ضعفها الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (565) للجهالة.
10- وقال البيهقي عقب الحكاية السابقة: وفي هذا المعنى حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله، فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة؛ فلم يذهب، وبقي فيه قريباً من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس؛ بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها: قولوا لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها، وطرح الجمد [يعني الثلج] في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين.
قلت: هذه حكاية صحيحة، وصححها الألباني في صحيح الترغيب والترغيب (964)، وقد توفي الحاكم سنة 405 رحمه الله تعالى.
11- قال أبوطاهر السِّلَفي في معجم السفر (827): سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المِينزي بدمشق يقول: سمعت أبا بكر الخبّازي بنيسابور يقول: مرضتُ مرضاً خطراً، فرآني جارٌ لي صالح، فقال: استعمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وكان الوقت ضيقاً [كذا في المطبوع، ولعله: صيفاً]، فاشتريتُ بطيخاَ كثيراَ، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا، ورفعوا أيديهم إلى الله عز وجل، ودعوا لي بالشفاء، فوالله ما أصبحتُ إلا وأنا في كل عافية من الله تبارك وتعالى.
قلت: القصة ثابتة؛ فالمينزي أثنى عليه السِّلَفي خيراً، والخبازي مقرئ صالح نبيل، توفي سنة 449. (السير 18/44 وتاريخ الإسلام ص234)
12- وقال ابن مفلح في الفروع (2/144) بعد أن أعل حديث ابن مسعود: وجماعةٌ من أصحابنا وغيرهم يفعلون هذا، وهو حسن، ومعناه صحيح.
13- وقال البرزلي (ت841) في فتاويه (5/612): سئل ابن رشد عن قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» هل هو صحيح أم لا، وما معناه؟ فإن رجلاًمرض وداوى علته بكل دواء فما نفع، فكيف صفة دواء الصدقة؟ أجاب: لست أذكره في نص من المصنفات الصحيحة، ولو صح فمعناه الحث على عيادة المرضى، لأنه من الحقوق الواجبة من السنة للمسلم على أخيه المسلم أن يعوده إذا مرض، وقولُه: «المسلم أخو المسلم يشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض، وبنصح له إذا غاب أو شهد»، وعيادته معروف، وكل معروف صدقة، لأنه له صلة وإدخال السرور عليه، والدعاء، ولا شك في رجاء الإجابة له والشفاء، فينفعه في الدواء، لقوله صلى الله عليه وسلم: «الذي أنزل الداء أنزل الدواء».
قال البرزلي: وحمله بعض شيوخنا القرويين على ظاهره، وأنه إذا تصدق عنه، ويطلب له الدعاء من المتصدَّق عليه يرجى له الشفاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: دعاء أحدكم لأخيه بظاهر الغيب مستجاب، مع قوله: جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فيدعو له بقريحة فيُرجى له القَبول، والله أعلم.
ونقله الحطاب في مواهب الجليل (6/49-50) عن البرزلي بتصرف.
14- وقال المناوي في التيسير (2/2): وقد جرب ذلك الموفَّقون من أهل الله؛ فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الحسيّة.
لطيفة حول الحديث:
15- قال الحسين بن المفضل الأصبهاني في محاضرات الأدباء (2/466) بعد ما أورده: عاد حاتمُ الأصم بعضَ الأغنياء، فلما خرج بعث إليه بمال، فقال: أهذا كان فعلُه في الصحة؟ فقيل: لا! فقال اللهم أَدِمْ حاله هذه، فإنه صلاح الفقراء!
ومما يتصل بالباب وإن لم يكن فيه المداواة:
16- روى الدُّوري في التاريخ (1219) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/158 رقم 3281 السلفية، 3/283 رقم 3559 العلمية)- من طريق أبي داود الحَفَري، عن محمد بن السماك، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي أنه قال: كان يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل الظُّلوم.
قلت: رجاله ثقات، إلا ابن السماك فلم أهتد له، وقد توبع:
فرواه البيهقي أيضا (6/529 رقم 3082 السلفية، 3/214 رقم 3352 العلمية) بسند صحيح للثوري عن الأعمش به، ولفظه: كانوا يرون أن الرجل المظلوم إذا تصدق بشيء دُفع عنه.
فالقصة صحيحة إن شاء الله تعالى، وقوله «كانوا يرون» تدل على اشتهار ذلك عند التابعين وأتباعهم.
وفي الختام: فإن حديث النص على التداوي بالصدقة لم يصح من حيث الصناعة الحديثية، وكل طرقه شديدة الضعف لا تتقوى ببعضها، وأمثلها مرسل الحسن، وهو واه.
ولكن يدخل التداوي ضمن ما ورد في دفع البلاء بالصدقة، فذاك أشمل من الصدقة للتداوي فقط، وقد عمل به السلف والخلف، والقصص المعاصرة في ذلك كثيرة مشتهرة، وفضل الله واسع لا يُحد، وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين سبحانه.
كتبه محمد زياد التكلة، الرياض، حي المنار، يوم الاثنين 29 شعبان 1426
__________________

كلما زاد نصيبك من (اقرأ) زادت عليك التبعة في (أنذر)


قناص الفوائد غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2008, 02:42 AM   #3
المثنى 2007
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
السلام عليكم
موضوع رائع
جزاك الله خيرآ
المثنى 2007 غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2008, 05:39 AM   #4
بريداوي بحت
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 165
ما شاء بحث رائع وأكثر من رائع يا( قناص الفوائد ) اسم على مسمى
__________________
بريداوي بحت غير متصل  
قديم(ـة) 25-01-2008, 06:00 AM   #5
YOSEF
عـضـو
 
صورة YOSEF الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: العارض
المشاركات: 286
جزاك الله خير ماقصرت
YOSEF غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)