بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الترفق في النصيحة أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-04-2008, 07:37 PM   #1
عاشق المستحيل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 329
الترفق في النصيحة أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله

التـرفق في النصيحة أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله

للنصيحة في الإسلام شأن عظيم، فالدين النصيحة كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم،
لكن واقع النصيحة بين المسلمين ليس له ذلك الأثر المطلوب شرعاً؛
بسبب الأخطاء الواقعة من الناصح والمنصوح، وعدم وجود
القدوة في أفعال الناصح قبل أقواله.

بعض الناس يعتبر النصيحه تعدياً على الحرية الشخصية ..
أيها الإخوة: الحرية مكفولة للمسلمين -والحمد لله- في هذا الدين،
لا يحتاج المسلم لضمان حريته إلى أكثر من التقيد بشرائع الإسلام والإسلام يضمن لكل مسلم
حريته بالأشياء التي جاء بها في إقرار حقوق المسلم وتحريم التعدي عليه ..

النصيحة لها شروط في الناصح والمنصوح والنصيحة في ذاتها، ولا يسعنا الوقت للكلام عن هذه الأشياء جميعها لكن
لا بد للناصح أن يكون -يا إخواني- رفيقاً بمن ينصح، وألا يكون متعالياً عليه بنصيحته، أو ينصب نفسه أستاذاً له في إلقاء النصيحة؛
لأن هذا الأمر يسبب نفور الشخص المقابل؛ لأنه يشعر بأنك تتعالى عليه وتتكبر عليه أثناء نصحه، وقد جبلت النفوس على رفض مثل هذه الطرق التي
تؤدي إلى إهانتها في الظاهر، لذلك كان لا بد من الرفق بالناس، وعدم التكبر أو التعالي عليهم أثناء إسداء النصح لهم، وتجنب الألفاظ الجارحة التي تؤدي إلى صدود
كثير من المسلمين عن تقبل النصيحة. بعض الناس عندما يرى شخصاً لا يطبق شيئاً من شرائع الدين في مظهره أو أعماله، فقد يقول له: أنت فاسق، أنت فاجر، أنت كذا، أنت عاصٍ،
ومن هذه الألفاظ التي تنفر الناس بظاهرها، وقد يكون الحق مع هذا الرجل الناصح أن هذا الأمر الذي ينصح به هو حقيقة إذا لم يطبقه الشخص المقابل فإنه قد يكون فاسقاً؛ لان
الخروج عن طاعة الله ومعصيته فسق، هذا لاشك فيه مطلقاً، ولكن يا أخي عندما تقول للشخص الآخر مباشرة قبل أن تقيم عليه الحجة، تقول: أنت فاسق،
أنت كذا، أنت مرتد، أو أنت كافر، أو أنت عاصٍ، مثلاً، هل حلت المشكلة؟؟؟ الجواب: كلا، لم تحل المشكلة مطلقاً، لذلك كان
لا بد من الترفق في النصيحة. لقد حدثت في عهده صلى الله عليه وسلم من الأحداث التي هيأها الله حتى نرى
بها الطريقة الصحيحة في إسداء النصيحة، حدثت أشياء عظيمة كان موقفه عليه السلام منها مدعاةً
ومثاراً للتعجب والاندهاش من حلم ذلك الرجل العظيم صلى الله عليه وسلم. هل هناك ذنب
أقبح من أن يبول إنسان في المسجد أمام الناس؟! كلا، وربما لا يكون هناك في
ذلك الموضع ما هو أقبح من ذلك، أفترى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف عالج الأمر؟ لما همَّ الصحابة بذلك الرجل الأعرابي الجاهل الذي أتى ليبول، قال:
( لا تزرموه، تقطعوا عليه بوله ) وبعدما انتهى الرجل؛ ناداه عليه الصلاة والسلام وعلمه حق المساجد وواجب المسلم نحو المسجد، وأن هذا الأمر لا يجوز وذلك بكل رفق وتؤده ..

ولابد في النصيحة من ثلاثة أمور :

أولها : الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال , ولأن النصيحة من حق المؤمن على المؤمن , فوجب فيها
التجرد عن الهوى والأغراض الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل , وتورث الشحناء وفساد ذات البين .

وثانيها : الرفق في النصح ,وإذا خلت النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام .

وثالثها : الحِلْم بعد النصح , لأن الناصح قد يواجه من يتجرأ عليه أو يرد نصيحته , فعليه أن يتحلى بالحلم , ومن مقتضيات الحلم : الستر والحياء وعدم البذاءة , وترك الفحش .
وإن من الحكمة والبصيرة في النصيحة معرفة أقدار الناس , وإنزالهم منازلهم ، والترفق معهم, وتخير وقت النصح المناسب ,
وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات , وانتقاء الكلم الطيب والوجه البشوش والصدر الرحب ،
فهو أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله..

فإذاً أيها الإخوة، هذا الأسلوب الجذاب في النصيحة هو الذي يحمل الناس على قبول النصيحة، وهذه المسألة فيها خطورة كبيرة؛ لأن كثيراً من الناصحين
يكون الحق معهم في كل كلمة يقولونها، فالحكم الذي أمروا به صحيح والدليل صحيح،
والمعالم التي في هذا الطريق صحيحة، لكن المشكلة أن
أسلوبهم يعمي على الناس قبول هذا الحق ..

أيها الإخوة: هذه مسألة خطيرة؛ أن نعرض على الناس حقاً، ولكن لا يقبلونه بسبب أسلوبنا نحن، هذا يؤدي إلى نكوص الناس عن شرع الله
وارتدادهم عن دين الله واتباع الباطل، إذا كان معك الحق يا أخي كما أنه حسن في ذاته؛ فكن أنت حسناً في تأديته إلى الناس ..
ومع ذكرنا لهذا الجانب فإننا لابد أن نعرج على أولئك المنصوحين الذين توجه إليهم النصيحة، فأقول لكل واحد أسديت إليهم
نصيحة صحيحة تيقن أنها حق: يا أخي! لا يحملنك شيء من فضاضة أخيك المسلم ..وإذا استطعنا
فهم هذين الجانبين زال الإشكال واقترب الناس من الدين وسمع كل منصوح لناصحه.
ومن الأمور التي ينبغي عقلها وفهمها وفقهها للناصح: أن يعرف الفرق بين النصيحة والتشهير،
لأن الناس لهم كرامة، والناس لهم مشاعر وأحاسيس، ولذلك لا بد من احترام أحاسيسهم ومشاعرهم ..

أيها الإخوة: النصيحة تسدى بقالب حسن سراً بين الناصح والمنصوح؛ لأن الناس لا يريدون بطبيعتهم أن تقرأ على الآخرين
أخطاءهم وعيوبهم، ففي المجالس تقول: يا فلان! لماذا فعلت أمس كذا؟ ولماذا قلت كذا؟ أنت مخطئ
وأنت كذا وكذا، هذا تشهير لا يصح أبداً، لا بد أن نحفظ حقوق الناس وكرامتهم،
لا بد أن نصون مشاعرهم وأحاسيسهم ..

الإسلام أيها الإخوة أخلاق وسلوك وآداب، كما أنه عقائد وسنن وأوامر وتشريعات وأحكام ومناسك،
فينبغي الأخذ به كله، ولا تدعوا منه شيئاً على قدر الطاقة والسعة ..

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم للطريقة الصحيحة في إسداء النصيحة لإخواننا المسلمين،
وأن ينعم علينا وعليكم بإصابة الحق وحسن الألفاظ
وجودة التعبير في نصح إخواننا المسلمين ..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،
وصلى الله على نبينا محمدٍ،
والحمد لله أولاً وآخراً.

وتقبلوا فائق احترامي
__________________
[img][/img]

آخر من قام بالتعديل المسفهل; بتاريخ 20-04-2008 الساعة 09:13 PM.
عاشق المستحيل غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)