بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الفردوس المفقود ( سلسلة حلقات ) الحلقة الخامسة . الاستدعاء والنهاية لموسى وطارق .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-07-2008, 03:26 PM   #1
فارس الأندلس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 176
الفردوس المفقود ( سلسلة حلقات ) الحلقة الخامسة . الاستدعاء والنهاية لموسى وطارق .

[SIZE="6"

]السُّؤَالُ الذي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُوَ :
مَا هيَ الدّوافعُ التي جَعلت الخلِيفةَ الوليدَ يَسْتَدْعِي مُوسَى وطارِقاً ؟
ـ قَدْ يَكُونُ السّببُ وَاحِداً مِن هَذهِ الأَسبابِ أَو أَكثَرَ ، أَو قَدْ يَكُونُ كُلُّها وَهِيَ :
1 / مَا نَمَى إِلى الخلِيفةِ مِن خِلافٍ حَدَثَ بَيْنَ مُوسَى وطَارقٍ وَخَوفِه أَن يَنتَهِيَ هَذا الخلافُ بِتَفَرُّقِ كَلمةِ المسْلمينَ ، وَنَكْبَتِهِمْ في تِلكَ الأَقْطارِ الجدِيدةِ المجْهُولةِ التي افْتَتَحُوهَا .

2 / أَوْ لعل الخلِيفةَ الوليدَ حِينَمَا بَلَغَهُ أنّ مُوسَى يُفَكِّرُ بَلْ وَيَعْتَزِمُ أَن يَأْتِيَ المشرقَ مِن نَاحيةِ القسْطَنْطِينِيَّةِ ، حَتى يَلْحَقَ بِدَارِ الخلافةِ ، وَذَلكَ عَن طَريقِ البَحْرِ الأَسْوَدِ ثُمَّ تُرْكِيَا حتى يَصِلَ إلى سُورِيَا ، [ يَعْنِي : يَقْطَعَ أُورُبَّا كُلَّها ]كما ذكر ذلك ابن خلدون في تاريخه [ 4 / 150 ] خَافَ على المسْلمينَ ؛ لأَنّ عَواقبَها قَدْ تَكُونُ وَخِيمَةً .
وَخَاصَّةً أَنّ الخلِيفةَ الوليدَ مُتَخَوِّفٌ مِن غَزْوِ الأَنْدَلُسِ مِن الأَصْلِ ، وَيُؤيِّدُ ذَلكَ : أَن الخلِيفةَ الوليدَ كانَ منذُ البدَايةِ قَدْ كَتَبَ إِلى مُوسَى يُحَذِّرُهُ لاتِّخَاذِ كافّةِ التّدابيرِ لِوِقَايَةِ المقَاتِلينَ .

3 / أَوْ لَعَلَّ الخلِيفةَ الوليدَ خَافَ أَن يُفَكِّرَ مُوسَى بالاسْتِقْلالِ ، وَهُوَ القَائدُ الفَذُّ القَوِيُّ الدَّاهِيةُ المطَاعُ ، ( وَهذَا هُوَ شَأْنُ بَعضِ الخلَفَاءِ والأُمَرَاءِ ) إِذَا رَأَوْا قَائداً تَفَوَّقَ وَعَلا شأْنُهُ ، وَسَطعَ نَجْمُهُ ، وَكَثُرَ أَتْباعُه ، فَإِنّهم يُحَاوِلونَ إِسْقاطَه خَوفاً عَلى سُلطَانِهِمْ ومُلْكِهِمْ .
كَمَا فَعَلَ أَبوجَعْفرٍ المنْصورُ الخليفةُ العبَّاسِيُّ الثّاني مَع أَبي مُسْلِمٍ الخُرَسانِيِّ وَهُوَ أَيْ ( أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ العَبّاسيةِ ) حِينَمَا اسْتَطَاعَ أَن يَسْتَدْرِجَ المنْصورُ أَبَا مُسْلِمٍ مِن خُرَسَان إِلى دَارِ الخِلافةِ بالعِرَاقِ وَقَتَلَهُ بِيَدِهِ.

وَهذِهِ الأَسْبَابُ أَوْ قرِيبٌ مِنْها كَانتْ وَرَاءَ اسْتِدْعَاءِ طَارِقِ بنِ زِيَادٍ رَحِمَهُمَا اللهُ جَمِيعاً .

مَا هِيَ نِهَايةُ مُوسَى بنِ نُصَيرٍ وطَارقِ بنِ زِيادٍ ؟



ـ أَمّا مُوسَى بنُ نُصَيرٍ فَكَانَتْ نِهَايتُه صَعْبةً وَبَئِيسَةً ، لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَليْه بوَسَاطَةِ يَزَيدَ بنِ الْمُهَلَّبِ وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ .
ـ حَيثُ وَصلَ دارَ الخلافةِ في دِمشْق والوَليدُ في مَرَضِ مَوتِه ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ وَقتٍ قَصِيرٍ مِن وُصُولِ مُوسَى .
ـ وَتَولَّى الخلافةَ بَعْدَه أَخُوهُ سُليمانُ بنُ عبدِ الملكِ وَهوَ أَشَدُّ غَضَباً عَلى مُوسى لِمُخالفتِه لَهُ مِن جِهةٍ ، وَلاتِّفَاقِه مَع الوَليدِ في وِجْهَةِ نَظَرهِ بِالنِّسبةِ لِمَا يُشَكِّلُهُ مُوسَى مِن الخطُورَةِ ،
ـ اسْتَدْعَى سُلَيمَانُ مُوسَى وَوَبَّخَهُ بِقَسْوَةٍ ، وَأَغْرَمَهُ ( يَعْنِي : طَلَبَ مِنْهُ كُلَّ ما أَخَذَ مِن مَال ) بَلْ وَجَرَّدَهُ مِن أَمْوالِه ، وقِيلَ إنّه سَجَنَهُ ، وقِيلَ إنّه أَقَامَه في الشّمسِ يَوماً كَاملاً حَتى أُغْمِيَ عَلَيه .
ـ تَوَسَّطَ في الأَمْرِ يَزَيدُ بنُ الْمُهَلَّبِ وعُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ حتى عَفَا عَنه وَاسْتبقاهُ عِندَه وَرَضِيَ عَليه بَعضَ الشّئِ " هَكَذَا تَذْكُرُ كُتبُ التّاريخِ " والله أعْلَم
ـ وَلَمَّا حَجّ سُلَيمَانُ أَخَذَ مُوسَى مَعَهُ عامَ ( 97 ) هـ وَتُوُفَّيَ بِوَادِي القُرَى على طَريقِ مَكَّة ، فَرحمهُ اللهُ رَحمةً وَاسِعةً .
ـ لقدْ كانَ بإِمكانِ مُوسَى بنِ نُصَيرٍ أَنْ لا يَحْضَرَ إِلى الخلِيفةِ لَمّا اسْتَدْعَاهُ وَيَبقَى في قُوّتِه وسُلطانِه ، لَكِنّ مُوسَى لا يُريدُ أَن يَشُقَّ عَصَا الطَّاعَةِ ويُظْهِرَ الخلافَ ، ولقَدْ آثَرَ اللهَ ورسُولَهُ والدّارَ الآخِرةَ وَيظْهرُ ذلكَ في المحادَثةِ التي جَرَتْ بَيْنَهُ وبَيْنَ يَزَيدَ بنِ الْمُهَلَّبِ .
ـ فَلَقدْ سَأَلَ يَزَيدُ بنُ الْمُهَلَّبِ يَوماً مُوسَى بنَ نُصَيرٍ وَهو يُحَادِثُهُ : (( كَيفَ أَلْقَيْتَ بِنفْسِكَ إِلى التَّهْلُكَةِ وَأَنتَ عَلى ما وَصَفْتَ مِن المنَعَةِ والقُوّةِ ؟ أَفَلا أَقَمْتَ في قَرارِ عِزِّكَ وَمَوضِعِ سُلطَانِكَ ، وَامْتَنَعْتَ بِمَا قَدِمْتَ بِهِ ؟ فَإِنْ أُعْطِيتَ الرِّضَا وإِلا كُنتَ على عِزِّكَ وسُلطانِكَ )) ؟ فَقالَ له : (( واللهِ لَوْ أَردتُ ذَلكَ لَمَا نَالُوا مِنْ أَطْرَافِي طَرَفاً ، وَلَكنِّي آثَرْتُ اللهَ ورسُولَهُ ، وَلَمْ نَرَ الخروجَ عَن الطَّاعةِ والجمَاعةِ )) .
ـ أمَّا طَارِقُ بنُ زِيَادٍ فقَدِ قَالَ الْمِقَّرِيُّ في كِتابِهِ [ نَفْحُ الطِّيب] : ( ورحل ـ يَعْنِي طَارِقَ بنَ زِيَادٍ ـ مع سيده بعد فتح الأندلس إلى الشام وانقطع خبره ) انتهى [ 1 / 230 ]
في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف يكون الحديث عن :
قصة إحراق السفن ، هل هي ثابتة أم لا ؟
[/SIZE]
فارس الأندلس غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)