بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-08-2008, 03:14 PM   #1
أسامة النجدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 22
فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟




بسم الله
ربًّ الأرباب ومُسخّر الشمسِ والقمرِ والسحاب




" فلك ٌ أم دجل ؟ دوران الأرض أم ثباتها ؟ "



" 1 "

" في هذا المعبد الكبير، من ذا الذي يستطيع أن يضع تلك الشعلة المضيئة
في مكان آخر سوى المركز، حيث تضئ كل الأشياء في وقت واحد، فهذه
الشمس هي نور العالم، بل هي روحه بل هي التي تتحكم فيه وهي جالسة
على عرشها القدسي، ترشد أسرة الكواكب إلى طريقها ".
كوبر نيكوس 1473-1543



هكذا كانت البداية، الشمس هي مركز السماء وأم الكواكب، وحولها تدور النجوم والأجرام كأطفالٍ صغارٍ يلعبون حول أمهم .

بذرةٌ ملحدة زرعتها الثورة ضد الدين في أوروبا " الثورة الفرنسية " وعليها بنى العلماء التجريبيون كل نظرياتهم وأبحاثهم، وتبعهم الناس في خطأهم وصوابهم، وعقلانيتهم وجنونهم، حتى وصل الأمر لأن يتبعهم في تلك النظريات والأبحاث من تنزّل القرآن بلغتهم وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه منهم !


تدور الأرض حول نفسها بشكلٍ مغزلي فتنتج حركة الليل والنهار .
وتدور الأرض حول الشمس بشكلٍ بيضوي فتنتج لنا حركة الفصول الأربعة ويكتمل العام .
هذا ما درسناه في المرحلة الابتدائية بناءاً على " نظريات " علماء الفلك .

وأنا - وأعوذ بالله من كلمة أنا - أقول بأن هذه النظريات لا يمكن أن تكون صحيحة كما يقول هؤلاء وسنأتي للتفصيل في ذلك .
بل أقول أن الشمس هي التي تدور حول الأرض !
وأن الأرض والسماء ثابتتين، وغيرهما في فلكٍ يسبحون !


سيظنّ بعضكم الآن أنني أشعث الرأس كثّ اللحية والشارب أرتدي جلود الحيوانات، أنقش نظرياتي ورسومي على جدار حجرتي الواقعة في أخر الكهف الذي أقطنه في جبال الهمالايا، بيني وبين التطور والحضارة سنوات ضوئية عديدة مديدة !

لا يا سادة ، هذا غير صحيح - هذا في حال أنكم فعلاً قد ظننتم ذلك -

أنا لا أرتدي الجلود ولا أقطن في الكهوف ولم أزر في حياتي يوماً جبال الهمالايا ، بل إنني حسن الخط والكتابة كما أنني أكثر من كثيرٍ من الرجال وسامة - آها بس ... لا يكثر -

عودةٌ على ذي بدء .
كرة القدم لعبةٌ عالميةٌ معروفة، بدايتها كانت أن يلاحق الناس رأس طاغيةٍ من الطغاة، فيركله أحدهم تارة ويلكمه الأخر تارةً أخرى، هكذا دونما ضابطٍ لتلك اللعبة، ثم بدأ التطوير وسنّ القوانين للعبة فمنعوا أن تُلمس بالأيادي و وضعوا مستطيلاً لا يجوز أن تخرج الكرة منه ثم الإنذارات الصفراء والحمراء وهكذا حتى أصبحت على النحو الذي نعرفه .

الشيء الوحيد الذي لم يتغير منذ معرفة الناس لكرة القدم حتى عصرنا هذا، أنها لابدّ أن تكون كرة ولا شيء سواها .


والأمر كذلك بالنسبة لعلماء الفلك، فالشيء الوحيد الذي لم يتغير في نظرياتهم والذي بنوا عليه دراساتهم هو أن الشمس مركز، فتارةً قالوا بأنها مركز الكون كله، ثم قالوا بأنها مركز للمجوعة الشمسية فقط، لمّا تبين لهم أنها مجرد نجمٍ في مجرّة عملاقة، وقالوا بأنها ثابتةٌ تدور حولها الكواكب بشكلٍ بيضوي، ولمّا تبين لهم أنها " تجري " لم يعودوا عن قولهم بأنها مركز تدور حوله الأجرام والكواكب، بل قالوا أن الكواكب والأجرام تجري معها بشكلٍ لولبي !

هؤلاء لا يمكنهم إلا تأويل أي ناقضٍ في نظرياتهم ليتماشى مع نظريتهم الأساس التي تقول بأن الشمس مركز !


وقفة لابدّ منها قبل أن يستشيظ أحدكم غضباً مني ويزداد حنقه عليّ :

أولاً / يجب عزيزي القارئ أن تضع في حسبانك أن علم الفلك يقوم على " نظريات " وليست حقائق، وكلما تطور العلم التجريبي كلما نقض عدداً من تلك النظريات، فالقرون الثلاثة الماضية شهدت سُخرية وازدراء عجيبين لمن يُفكر فقط في أن الشمس تتحرك، عوضاً عن أن يتكلم في ذلك، ومع الأسف الشديد أن هناك من أهل الإسلام والقرآن من كان يؤمن ويُصدّق بأن الشمس ثابتةٌ في مكانها ويسخر ممن يستدل على حركة الشمس بقوله تعالى : " والشمس تجري لمستقرٍ لها " !

والآن يُقسم علماء الفلك أيماناً مُغلظة أن الشمس تجري بسرعة هائلة، وأن ما قيل عن كونها ثابتة كان خطأً محض !

ثلاثة قرون أو يزيد عليها، مما يعني أن هناك قرابة عشرة أجيال من البشر كانوا في غيٍّ وجهلٍ عميقين في تلك المسألة، ليس ذلك فحسب بل كانوا يسخرون ممن يقول الحق والصواب، فحذاري من أن يكون حالك عزيزي القارئ كحال العشرة أجيال السابقة !


ثانياً / غالباً ما نسمع عبارة " العلم الحديث يؤكد صدق القرآن " !

وتطير بتلك العبارة الركبان من أهل الإسلام فرحاً بما يقوله العلماء جون وأرثر ولويس، الذين طابقت أقوالهم وأبحاثهم الحديثة ما قاله الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز وما قال لنا نبينا الكريم قبل أكثر من ألف وأربع مئة عام !

أن يُصبح العلم التجريبي وأبحاث ونظريات العلماء لدى البعض أدلة ثابتة تؤكد أو تدعم أو تُصدّق كلام الله وكلام رسوله، ويُستدل بها على صدق وصحّة ما قاله الله ورسوله، هذا والله من البلية في الدين !

بل آياتُ الرحمان هي الحقائق، وكلام النبيّ ثابتٌ صادق، ويُستدل بها على صدق كل قولٍ لاحق .

فالعبارة التي يجب على كل مخلوقٍ أن يتّبعها - عوضاً عن أن يكون مسلماً موحداً - هي : " القرآن والسُنّة تؤكد صحّة بعض ما ذهب إليه العلم الحديث " .


بعد هذه المقدمة الطويلة، أسوق لكم رأييّ الشخصي في قول هؤلاء، ثم الأدلة على كلامي .

بعد أن عرفنا أن علم الفلك يقوم على نظريات، وأن كل نظرية يُعمل بها حتى يوجد ما يناقضها، فترمى وأهلها في غياهب الذاكرة موصمين بالجهل والتخلف، أقول :

إن علم الفلك ادعى أن الشمس ثابتةً تدور حولها الأرض والكواكب بشكلٍ بيضوي وهذا القول يمكن أن يقبله العقل نظرياً إذا لم توجد معلومات ثابتة صحيحة عمن خلق الشمس والأرض والسماء تقول بغير ذلك القول، ولكنها وُجدت .
قال تعالى : " والشمس تجري لمستقرٍ لها " .

إذن فالشمس تجري وليس لعاقلٍ أن ينكر ذلك، وبناءاً على ذلك فالنظرية التي ادعاها علم الفلك ساقطة لا يُعتد بها .

ولكن علماء الفلك استكبروا وأبوا أن تكون نظرياتهم ساقطةٌ خاطئة، ولم يتراجعوا عن قولهم الأول - بعد ثبات جريان الشمس عندهم - واستمروا في غيّهم فقالوا : إن الشمس تجري ولكن مع ذلك فإن الأرض والكواكب تدور حولها !

يلزم من قولهم هذا أن تكون سرعة الأرض والكواكب والأقمار أسرع من الشمس، حتى يمكنهم اللحاق بها والدوران حولها !

حتى إنهم يقولون بأن الشمس تجري في مسارٍ ثابت حول المجرة، إذن فالأرض والكواكب والأقمار تسير حولها بحركةٍ عنيفةٍ جداً، شبيهة بالزوبعة في هذا الفضاء .

ولأصبح للأرض ثلاث حركات بدلاً من اثنتين ، حركةٌ حول نفسها وحركة حول الشمس وحركة مع الشمس حتى يمكنها اللحاق بها، ويمكن أن يُقال حركتين فقط إذا اعتبرنا أن حركة الأرض حول ومع الشمس حركة لولبية .

ومع ذلك فأهل الفلك يقولون أن للأرض عدّة حركات قد تصل إلى ست حركات !

وهذا في نظري - عقلاً - كافٍ للقول ببطلان ما يدّعون، وبسقوط نظريتهم هذه .


والأهم هنا وما لم يذكره علماء الفلك هو أن كل كلامهم حول مركزية الشمس ودوران الأرض حولها لا يملكون له دليلاً واحداً، فقط مجرد نظريات لا يجدون ما يدحضها ! - من المهم هنا أن نذكر أنهم لا يعترفون بالكتاب ولا بالسُنّة وإلا لوجدوا ذلك -


أما الأدلة لديّ على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها فهي كثيرة متواترة، لا أعلم حقيقةً كيف للمسلم أن يقول بغيرها، أذكر لكم جزءاً بسيطاً منها :

1- قال تعالى : " جعل الأرض قراراً " ، يقول ابن كثير: أي قارة، ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها، ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها عيش ولا حياة .
وكل آيات القرار في القرآن جاءت بمعنى الثبات، وابن كثير من أعلم الناس بألفاظ القرآن .

2- السموات والأرض أمسكهن الرحمن، وكيف للممسوك أن يتحرك ؟
يقول ابن كثير:" أخبر تعالى عن قدرته العظيمة التي تقوم بها السموات والأرض عن أمره وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال: " إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا " أي أن تضطربا عن أماكنهما "، وكما أسلفت فابن كثير من أعلم الناس بألفاظ القرآن .

3- ذكرت الارض في القرآن الكريم أكثر من 400 مرة ولم يرد معها أي بيانٍ لحركةٍ أو غيرها إلا التسبيح، بينما ذُكرت الشمس 30 مرة ورد معها بيان لحركتها في أكثر من موضع .

4- حديث " البيت المعمور " وقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مبنيٌ في السماء يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ولو سقط لكان محل سقوطه فوق الكعبة، وفي رواية " بحيال الكعبة " أي : فوقها، ويقول الشيخ الألباني فيها أنها ثابتةٌ بمجموع طرقها .
فكيف يكون البيت المعمور الذي في السماء مباشرةً فوق الكعبة التي في الأرض، إن كانت الأرض تدور ؟

هذه يا أعزّائي بعض الأدلة التي جعلتني أقول بثبات الأرض، وللحق أنني كُنت في تردد من أن أقول رأيي في هذا الموضوع، وكنت إلى فترة قريبة أقول أنه من الممكن أن تكون للأرض حركة لكنها ليست حول الشمس، أي حركة أخرى لا تتعلق بالشمس، لكن ما إن بدأت البحث في الموضوع إلا ازددت يقيناً بثبات الأرض .

في الختام أذكركم بأمرين مهمّين :
الأول : أن علم الفلك يقوم على نظريات " افتراضات " وليست حقائق ثابتة، تسقط حين يوجد ما يدحضها من اكتشافات جديدة .
الثاني : أعلم أن كثيراً منكم سيُخالفني، ولا بأس بذلك عندي، لكن أتمنى وأرجو أن يكون الخلاف عن علمٍ ويقين لا استكبار .

دُمتم بودّ .
أسامة النجدي غير متصل  


قديم(ـة) 04-08-2008, 03:26 PM   #2
أسامة النجدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 22
ينبغي لهذه المشاركة أن تكون - بإذن الله - الجزء الثاني المكمل للموضوع الأساسي وفيها تكملةٌ للنقص وتبيانٌ لما قد يُشكل على البعض .


" 2 "



إن الفكرة التي أدافع عنها لا تتجزئ لجزئين، فأنا لا أنفي عن الأرض دورانها حول الشمس واثبته لها حول محورها !

فالأدلةُ التي وردت ظاهرها ثبات الأرض ثباتاً كاملاً، فلا تدور ولا تميل ولا تميد، لا حول الشمس ولا القمر ولا المحور .


ولكن بقي هناك دليلٌ واحد اختلف المتأخرون في تفسيره وأشكل على بعض الناس فهمه، ألا وهو قوله تعالى : " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرُّ مَرَّ السحاب صُنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون " ، واستدل بعض أهل العلم المتأخرين بهذه الآية الكريمة على دوران الأرض واعتبروها من الإعجاز العلمي في القرآن .

وقبل أن أسوق أدلتي وأُبيّن حُجّتي فيها لابدّ من قول كلماتٍ بسيطةٍ تكون تمهيداً لذلك، أقول :

إن هذه الآية لم يُختلف في تفسيرها إلا بعد أن " أثبت " - وضعوا تحت أثبت مئة خط - أثبت علماء الفلك دوران الأرض - بنظرياتهم طبعاً - فقال بعض العلماء المتأخرين -غفر الله لهم - أنها آيةٌ في الإعجاز العلمي في القرآن وأنها تدل على دوران الأرض .


فلاحظوا معي :

أولاً / الآية بقيت قروناً على تفسيرٍ واحد وهو أن الأية تتحدث عن يوم القيامة وأحداثها، أذكر منه تفسير ابن كثير لهذه الآية .
يقول ابن كثير في قوله تعالى : " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرُّ مرَّ السحاب " : أيّ تراها كأنها ثابتةٌ باقية على ما كانت عليه وهي تمر مر السحاب أي تزول عن أماكنها
كما قال تعالى : " يوم تمور الأرض مورا وتسير الجبال سيرا "
وقال تعالى : " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا "
وقال تعالى : " ويوم تُسيّر الجبال وترى الأرض بارزة "
وقوله تعالى : " صُنع الله الذي أتقن كل شيء " أي يفعل ذلك بقدرته العظيمة
" الذي أتقن كل شيء " أي أتقن كل ما خلق وأودع فيه من الحكمة ما أودع
" إنه خبيرٌ بما تفعلون " أي هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر وسيجازيهم عليه أتمّ الجزاء . انتهى كلام ابن كثير

هذا التفسير ونحوه هو التفسير الذي قال به علماء أهل السنة منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم، ما الذي تغيّر إذاً ؟ وهل كانوا مُخطئين ؟


ثانياً / أن التفسير والتأويل الجديد لهذه الأية جاء بناءاً على اكتشاف علماء الفلك أن الأرض تدور وما قال به أحدٌ قبل ذلك، واعتبروها آيةٌ في الإعجاز العلمي .
هم قدّموا قول علماء الفلك على قول علماء السُنّة واعتبروا تفسير العلماء بأن هذه الآية في الأخرة تفسيرٌ خاطئ، بينما قول علماء الفلك وافتراضاتهم أمرٌ لا جدال فيه ولذا أتوا بتفسيرٍ جديدٍ للأية يوافق ما توصلت إليه نظريات وأبحاث علماء الفلك .

* المتقدمون من العلماء يقولون بأن الآية تتحدث عن أحداث يوم القيامة، والمتأخرون يقولون أنها تتحدث عن الحاضر وأن الجبال تتحرك بتحرك الأرض ودورانها حول نفسها .

من أقرب للصواب ؟
القول الذي أنتصر له وأقول بصوابه هو قول العلماء الأوائل، وأن الآية تتحدث عن الأحداث المصاحبة ليوم القيامة، وذلك لشواهد عدّة :
1- أن الجبال من أظهر الأدلة وأوضحها على ثبات الأرض، فكيف يُستدل بها على تحركها ؟
وغالباً ما تُذكر في القرآن بألفاظٍ مثل : أوتاد و رواسي !
وما فائدة الأوتاد والمراسي إلا التثبيت ؟
قال تعالى : " وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم " أي حتى لا تضطرب بكم وتتحرك وتهتز .
وقال تعالى : " ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً " أي تُثبتها كما تُثبت الخيمة بالأوتاد .
وآياتٍ أخرى كثيرة نحو ذلك تصف الجبال بالأوتاد والرواسي .

فالوتد يقوم بتثبيت الخيام والمرساة تقوم بتثبيت السُفن، والجبال تقوم بتثبيت الأرض .

ما يقول العلماء التجريبون في الجبال ؟
هذا دليلٌ ظاهر لأهل الإسلام أن هؤلاء العلماء على خطأ وضلال، فالجبال هي من صنع الله وهو الذي ألقاها في الأرض ونصبها بقدرته جلّ في علاه .
قال تعالى : " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي "
وفي السُنّة : حديث الرجل الذي أتى يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فقال : يا رسول الله! مَن رفع السماء؟ قال: الله، قال: مَن بسط الأرض؟ قال: الله، قال: مَن نصب الجبال؟ قال: الله، قال: أسألك بمَن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أرسلك إلينا رسولاً؟ فتربع وقال: اللهم نعم. قال: أسألك بمَن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. قال: أسألك بمَن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك أن تأخذ من أغنيائنا صدقة فتردها على فقرائنا؟ قال: اللهم نعم .

إذن فالجبال هي من صنع الله .
أما العلماء التجريبيون يقولون بأن الجبال كانت نتيجة لما يُسمى " زحزحة القارات " وهي نظرية افترضها العالم ألفريد فاجنر في القرن العشرين، تقول بأن القارات تتحرك بشكل بطيء فتتقارب وتتشكل الجبال، وبناءاً على هذه النظرية فإن هناك جبالاً ستختفي وجبالاً أخرى ستظهر جديدة !

2- نأتي للمهم هنا وهو قول الله تعالى : " وترى الجبال تحسبها جامدة وفي تمرّ مرّ السحاب " وهل يدل على دوران الأرض وحركتها ؟
بكل تأكيد وبما لا يقبل الشك أنها لا تدل على حركة الأرض وأنها تتحدث عن الأخرة .
سأقوم بتفسير الآية بناءاً على تفسير أهل العلم واللغة .
أولاً : " تحسبها جامدة " جامدة لا تعني ثابتة، بل تعني أنك تحسبها بقيت على حالتها القديمة الحالة الصلبة القاسية التي عهدتها عليها، لكنها يوم القيامة تكون كما يقول الله تعالى : " يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش " وتكون " كثيباً مهيلاً " ويكون هذا بعد النسف والدك والمور فتكون كالصوف المنفوش يظن الرائي أنها جامدة بينما هي قد تحولت إلى كثبان رملية تسير وتمرّ كما يمرّ السحاب .

ثانياً : أن الأية تحدثت عن المرور لا عن السير، والمرور يلزم أن يتعدى المار ما مرّ عليه، بينما السير والحركة لا تلزم ذلك، فإن قلنا أن الجبال تمر يوم القيامة مثلما يمر السحاب باعتبارها دُكّت ونُسفت وأصبحت كالصوف أو كالكثبان الرملية تتحرك وتُرى رأي العين كان ذلك أصوب وأقرب من التأويل الذي يقول أن الجبال الصلبة هذه التي جعلها الله بقدرته أوتاداً و رواسي تسير وتتحرك .
فالحركة والسير والمرور للجبال كلها وردت في أحداث يوم القيامة، ولم ترد في غير ذلك .

عوضاً أن ابن عباس وابن كثير وغيرهم الكثير فسّروا الأية بأنها تتحدث عن يوم القيامة !
فهل نأخذ بالظاهر من الكتاب والسُنّة وما تؤيده الأدلة الأخرى وأقوال أهل العلم المتقدمين أم ناخذ بقول علماء الفلك والجيولوجيا ؟

وآسفٌ على الإطالة .
والحمد لله رب العالمين
أسامة النجدي غير متصل  
قديم(ـة) 04-08-2008, 08:45 PM   #3
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
أسامة :

أتشرف بأول توقيع في موضوعك الفريد المتميّز
قرأته فلا أدري هل أعجب من حسن لغتك , أو من ثاقب نظرتك , أو من سعة اطلاعك , أو قوة حججك !
ما شاء الله تبارك الله
وسأقرؤه ثانية لاستيعاب أكثر

" ويمكن أن يُقال حركتين فقط إذا اعتبرنا أن حركة الأرض حول ومع الشمس حركة لولبية "
ما أشد نباهتك !

" سيظنّ بعضكم الآن أنني أشعث الرأس كثّ اللحية والشارب أرتدي جلود الحيوانات، أنقش نظرياتي ورسومي على جدار حجرتي الواقعة في أخر الكهف الذي أقطنه في جبال الهمالايا، "
تصوّرت شكلك وأنت طالع من الكهف تدوّر لك ديناصور تاكله حيّ !
أضحك الله سنك

أخي الغالي :
في نفسي إشكالات لا أقول إنها تنقض أدلتك , بل هي محاولة فهم من شخص يجهل في باب الفلك هو ( أنا )
أحب أن نلقي عليها الضوء , فتتبيّن حقيقتها , ويبقى منها ما يببقى شاهدا مادّيا له اعتباره وليس دليلا دامغا ,,, فأظن صدرك رحبا لها
ولا أدري هل ترى أن ( أنثرها ) جميعا أو ( على أقسطها )

شاكرا طرحك الرفيع
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له
برق1 غير متصل  
قديم(ـة) 05-08-2008, 12:11 AM   #4
ibraheem
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: في قلوب من أحب !
المشاركات: 688
أهلاً بكـ أخينا العزيز أسامة النجدي

أتشرّف كما تشرّف أخي برق1 بأن أردّ على موضوعك المميّز ...

وأتمنى بأن يتسع صدر شخصك الكريم لـ طرح إشكاليتي ( المتواضعة ) .

لكن أود قبل كل شئ أن أوضح أنه ليس لدي ادنى اطلاع على أيٍ من علوم الفلك

اقتباس
ولأصبح للأرض ثلاث حركات بدلاً من اثنتين ، حركةٌ حول نفسها وحركة حول الشمس وحركة مع الشمس حتى يمكنها اللحاق بها، ويمكن أن يُقال حركتين فقط إذا اعتبرنا أن حركة الأرض حول ومع الشمس حركة لولبية .

ومع ذلك فأهل الفلك يقولون أن للأرض عدّة حركات قد تصل إلى ست حركات !

وهذا في نظري - عقلاً - كافٍ للقول ببطلان ما يدّعون، وبسقوط نظريتهم هذه .

لا أخفيك أنني قرأت هذه الفقرة عدّة مرّات لكنني لم أجد ما وجدته ! ؛ ربّما بسبب جهلي !

فـ أنا ما أزال اظن أنّ هذه النظرية مقبولة ( عقليّاً )

فـ عندما يكون للأرض - على سبيل المثال - ثمانين حركة في آنٍ واحد ؛ فبنظرك ماللذي ( قد ) يؤثر على استقرارها ؟!

فـ كما تعلم وأعلم أن للعالم المحيط بالأرض قوانين ليست بالضرورة أن تكون كـ قوانين الأرض ؟!



اتمنى بأن يتسع صدرك لـ ضحالة معرفتي وضعف إدراكي

محبّك
abraheem
__________________



لكل شئ إذا ماتم نقصــــان *** فـــلا يغر بطيـــب العيـش إنسان
هي الأمور كما شـــاهدتها *** دول من سره زمن سائته أزمان

آخر من قام بالتعديل ibraheem; بتاريخ 05-08-2008 الساعة 12:15 AM.
ibraheem غير متصل  
قديم(ـة) 05-08-2008, 04:10 AM   #5
الصباخ
هوية صامتة
 
صورة الصباخ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: Buraydah City
المشاركات: 12,458
ماشاء الله عليك، تصدق إني طبعت مقالك وجلست أقرأه مرة ومرة مرة، وحتى الآن لم تتضح الرؤية لدي.
لكن لعل لي عودة قريبة بإذن الله إذا اتضحت لي بعض الملامح.
شكراً لك، لإثارتك مثل هذا الموضوع.
__________________

الصباخ | Buraydah City

الصباخ غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)