[علوان]

[c]لم تكن احداث 11 سبتمبر السبب الوحيد الذي من اجله اتهمت المملكه العربية السعودية بالتشدد الديني , فقد نال السعودية حكومة وشعبا من النعوت مانالهم بسبب التمسك بالشريعة شعارا ومنهجا يطبق في هذه البلاد المقدسه . ولكن تميز 11 سبتمبر باضافة مسمى جديد ( الارهاب ) .
وقد الصقت بالسعودية طوال العقود الماضية نعوت من جهات عده اذكر منها الوهابية , المتدينه , الرجعية , المتخلفه , المتشدده .

ثم زادت هذه النعوت والمصطلحات الى الاسلام السعودي , والسلفية السعودية , واسلام البدو , والاسلام المتحجر ‍‍!!!!

مايهمنا هنا الان هو هذا المصطلح الجديد وهو راعية الارهاب حيث تشن الان الولايات المتحده الامريكية حملة على السعودية متهمة اياها برعاية الارهاب والتشجيع عليه من خلال ترسيخ دور المؤسسة الدينية في السعودية ومناهجها التعليمية والدعويه ومحاولة ( تصدير ) فكر ومنهج هذه المؤسسة عبر المراكز الاسلامية التى تقيمها الحكومة السعودية في انحاء العالم وعبر مليارات الدولارات التى تخرج من السعودية على هيئة تبرعات خيرية لمسلمي العالم .

وبصريح العبارة اعلن الرئيس بوش ان على السعودية ان تغير مناهجها الدينية وان تحد من قدرات ونفوذ المؤسسة الدينية وتغيرها بما يتماشى مع العصر اي عصر العولمة ( الامريكية ) .

ومعلوم ان الولايات المتحده الامريكية تقيم علاقات قويه واضحه ومعلنة مع السعودية منذ 70 سنه تقوم على اساس المصالح المشتركه بين البلدين وعمادها النفط ولم يسبق للحكومة الامريكية ان حاولت التدخل بقوة في الشأن الداخلي السعودي وعبر رئيسها مباشرة وبهذا الشكل المعلن على الرغم من التقارير السنوية الاعتيادية التى تخرج من منظمات امريكية واروبية تتهم فيها السعودية بانتهاك حقوق الانسان وحقوق المرأة وحتى حقوق الحيوان !!!!

لكن احداث 11 سبتمبر التى ( غيرت ) امريكا قلبت الموازين كليا و اصبحت المواجهه بين السعودية وامريكا مواجهة علنية حيث اشترك 15 سعودي في ضرب امريكا ونادت امريكا علنا باحتلال السعودية !! صحيح ان الحكومتين السعودية والامريكية لم تشاركا مباشرة في صناعة تلك الاحداث ولكن التهمة وجهت اساسا للحكومة البلدين .

وتتهم امريكا السعودية بانها ارض خصبة لانبات الارهاب والحل لمكافحة ذلك يتطلب من الحكومة السعودية ان تتدخل مباشرة عبر اجراءات عده ذكر منها تغيير المناهج الدينية والتى تعتبرها مناهج متشدده تحث على الارهاب ونبذ الاخرين ومعاداتهم , وكذلك الحد من دور المؤسسة الدينية وتأثيرها على الحكومة وعلى الرأي العام , و مراقبة الاموال الخارجه من السعودية والموجهه للعمل الخيري .

الغريب ان كثير من الدول العربية والاسلامية تسابقت لتنفيذ رغبات الرئيس الامريكي وراحت تغير في مناهجها الدراسية وتغلق الكثير من المدارس الدينية ولكن الدولة المعنية بالامر اساسا وهي السعودية رفضت ذلك !!!!

كيف ترفض الحكومة السعودية اوامر ( امريكا ) وهي اي السعودية دولة توصف بانها اقوى حليف للولايات المتحدة الامريكية ؟

كيف ترفض الحكومة السعودية اوامر امريكا الدولة العظمى التى اصيبت اصابة بليغة في عقر دارها ومن قبل اشخاص معظمهم سعوديون ؟

كيف ترفض الحكومة السعودية الاستجابة لمطالب امريكا وهي كما يقال تحت الحماية الامريكية ؟

كيف ترفض الحكومة السعودية مطالب امريكا والجيش الامريكي متواجد في قلب السعودية وفي طرفها الشرقي ؟

في عام 90 قام صدام حسين بغزو الكويت وعلى اثر ذلك تواجد على ارض السعودية نصف مليون جندي امريكي وكانت مشكلة الجنود وقادتهم امرين مهمين بالنسبة لهم الاول عدم تواجد الخمور والثاني حاجتهم لاقامة صلواتهم الدينية وكانت تلك شكاوى متكرره من قبل الجنود لقادتهم وكان موقف الحكومة السعودية الرفض التام لذلك حتى جاء عيد الميلاد وهو امر مقدس لهؤلاء الجنود وتكررت المطالب الامريكية بالسماح باقامة قداس لهؤلاء الجنود الذين جاءوا لحماية السعودية ولكن الرد السعودي كان الرفض مما اضطر الرئيس بوش وقادته الى اقامة هذا القداس على حاملة طائرات امريكية في مياه الخليج .

لم تكن السعودية في يوم من الايام باضعف موقف من تلك الايام العصيبة حيث اراضيها مهدده وعليها يتواجد نصف مليون جندي امريكي ومع ذلك رفضت السعودية الاستجابة لمطالب امريكا وهي مطالب يراها الكثير مطالب مشروعه .

ماذا كان الرد السعودي على طلب امريكا القوي والحثيث تجاه تغيير المناهج في السعودية وتحجيم دور المؤسسة الدينية ؟

حدثان يراهما البعض ( صغيرين ) وانا اراهما عملاقين ردت بهما السعودية على امريكا ووصلت الرسالة بقوه وهما رفض تدريس اللغة الانجليزية في المدارس الابتدائية السعودية واقامة مخيمات دعوية صيفية في جميع مناطق المملكة .

كان بامكان الحكومة السعودية ان تؤجل او تلغي تدريس الانجليزية عبر قرار داخلي يصدره مدير تعليم باحد المناطق فيموت هذا المشروع كما ماتت كثير من المشاريع المماثله والخاصة بالتعليم ولكن ان يصدر هذا القرار من مجلس الوزراء في جلسه يرأسها الامير عبدالله وفي هذا الوقت بالذات ثم يعقب بعض المسؤولين السعوديين على ذلك بالقول ان تدريس اللغة الانجليزية هو نوع من التبعية التى نرفضها فهذا يعني ان السعودية تريد توجيه رسالة واضحة لامريكا بان لاتغيير في المناهج الدراسية ولا رضوخ لطلبات امريكا ولن تتغير السياسة التعليمية في هذه البلاد .

اما الثاني فهو قرار الملك فهد وامره باقامة المخيمات الدعوية الصيفية وكأن الحكومة السعودية لم تكتفي بالعام الدراسي كله حتى تستغل وقت اجازة الطلاب في اقامة تلك المخيمات الدعوية الدينية .

هذا العام اختلف عن الاعوام السابقة فقد اتنشرت المخيمات الدعوية في جميع مناطق الممكلة بل ان العاصمة السعودية اقيم بها مخيمان احدهما في الشرق والاخر في الغرب واقيما على نفقه الملك مباشرة وبأمر منه وحضرها عشرات الالاف من الشباب السعودي وغيرهم وشارك فيها الكثير من الدعاه وكأن مشاركة الشباب السعودي واستجابتهم هي رد بليغ على امريكا ودعواتها لتجفيف منابع الدين .

اخيرا تبقى هذه البلاد على نهج واحد بداء قبل اكثر من 250 سنه اي قبل قيام الولايات المتحدة الامريكية ولن يتغير هذا النهج لانه نهج يمس جوهر الانسان السعودي وهو العقيده ولن تستطيع امريكا بكل جبروتها ان تغير هذا المنهج مهما وصلت اليه درجة العلاقة بين البلدين سلبا كان ام ايجابا .


[/c]