بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الخطاب الديني وفتنة التشكيك والإلحاد (2) / للشيخ ابراهيم الدويش

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 08-11-2008, 08:48 PM   #1
dordm
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 69
الخطاب الديني وفتنة التشكيك والإلحاد (2) / للشيخ ابراهيم الدويش

السلام عليكم إخواني في هذا المنتدى الرائع والمميز

كما بدأنا معكم الأسبوع الماضي في نشر مقال لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبد الله الدويش بإذن الله سوف نضع اليوم بين أيديكم مقال الجزء الثاني من هذا الموضع المهم في هذه الأيام والأزمان آملين منكم < التفاعل معنا ... التفاعل معنا > وأن يدلي كل واحد منكم برأيه
ونحن نتقبل منكم اقتراحاتكم وأرائكم ... لا تبخلوا عنا بما عندكم من الردود على هذا المقال فنحن منكم وإليكم , آملين من الله تعالى أن تعم الفائدة والأجر الجميع خصوصا في هذه المواضيع ولكم جزيل الأجر والمثوبة ولإيصال رأيك أخي على بريد الشيخ الخاص aldwayish3@gmail.com

علما أن هذا المقال تم نشرة في ملحق الرسالة في جريدة المدينة ، أو ملحق الدين والحياة في جريدة عكاظ كل يوم خميس


وهذا عنوان المقال


الخطاب الديني.. وفتنة التشكيك والإلحاد (2)


هل حقاً أن الخطابَ الدينيَّ أحدُ أسبابِ تنامي هذه النبتةِ التشكيكيةِ- فتنةِ التشكيكِ والإلحادِ-،كما يرددُ ويقولُ البعضُ؟ فيذكرونَ أنه أحدُ الأسبابِ، إما لتركيزهِ غالباً على مخاطبةِ القلبِ والعاطفةِ فقط، دونَ إثارةِ التفكيرِ وتحريكِ العقلِ وإشباعِ جوعتِه الفطريةِ التي اهتمَّ بها الأسلوبُ القرآنيُّ كثيراً أثناءَ حواراتِه معَ المعارضينَ والمعاندينَ، أو حَتى مع المؤمنينَ والمخبتينَ زيادةً لإيمانِهم على منهجِ إبراهيمَ الخليلِ  "بلى ولكن ليطمئن قلبي". وإما لعدمِ مبادرته – الخطاب الديني- بفصلِ مسائلِ النوازلِ خاصةً المتنازعِ فيها مما أعطى فرصةً لإيجادِ أرضٍ خصبةٍ لترعرعَ هذه البذرةِ الخطيرةِ. ومما قالوا: أنَّ أحدَ الأسبابِ في اتهامِ الخطابِ الدينيِّ وضلوعِه في تنامي هذهِ الفتنةِ-بذرةِ التشكيكِ والإلحادِ-: خلطُه بينَ الأحكامِ النابعةِ من نصوصِ الوحيينِ، وبينَ الأقوالِ النابعةِ من التقاليدِ والعاداتِ، أو حتى خلطُه المباح والسنة بالفرضِ والواجبِ، وتشديد الخطابِ فيها والذي قد يصلُ إلى إلزامِ الناسِ بالسنةِ أو تركِ المباحِ بعلةِ سدِّ الذرائعِ، مما أوجدَ تشدداً باسمِ الدينِ نفّرَ البعضَ من الدينِ، والدينُ منه براءٌ، وأنا أقولُ بكلِّ شفافيةٍ: غالباً لا تكمنُ مشكلةُ الخطابِ الدينيِّ في أهلِه الشرعيينَ من أهلِ الفقهِ والبصيرةِ العارفينَ، بل منْ الدخيلينَ عليه، ومن الغالينِ وأنصافِ المتعلمينَ وحماسِ الواعظينَ، أليسَ في الحديثِ النبويِّ قوله : «يحملُ هذا العلمَ من كلِّ خلفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ، وانتحالَ المبطلينَ، وتأويلَ الجاهلينَ» رواهُ البيهقي في السننِ الكبرى، وفي الإنابةِ لابن بطة. فإذا أردنا أن نحاكمَ أو نُقَيِّمَ الخطابَ الدينيَّ بإنصافٍ فلننظر للمأخوذِ عنهم من العدولِ الثقاتِ المتقونَ كما بينهُ الحديثُ. والذي يؤكدُ إلى أنَّ الدينَ ينبغي أن لا يؤخذَ إلا عنِ العدولِ الذينَ ذهبتْ أعمارُهُم في دراسةِ وتدارسِ العلمِ الشرعيِّ، وأيامُهم في العيشِ بينَ بطونِ أمهاتِه وأصولِه، فإعجازُ هذا الحديثِ في تحذيرِه من ثلاثةِ أصنافٍ موجودة اليومَ وبشكلٍ كبيرٍ وخطيرٍ على الدينِ وعلى الناسِ، تأملْ كيفَ وصفَهم : (تحريف الغالين)، (وانتحال المبطلين)، (وتأويل الجاهلين)، فلا نتلقى الخطابَ الدينيَّ عن متشددٍ غالٍ يُحرِّف، ولا عن مبطلٍ فاسقٍ منتحلٍ للدينِ، ولا عن جاهلٍ متحمسٍ يتأولُ برأيهِ وهواه. أليسَ هذا من أعلامِ نبوتِه صلى الله عليه وسلم؛ فهل أفسدَ على الناسِ دينَهم اليوم، وأثرَ على سلامةِ الخطابِ الدينيِّ الصحيحِ إلا تحريفُ وانتحالُ وتأويلُ هؤلاءِ عبرَ وسائل بثٍ كثيرة، أهواءٌ تُذاعُ بكلِّ فضاءٍ وقرطاسٍ، واللهُ تعالى يوفقُ بحكمتِه في كلِّ عصرٍ خلقًا من العدولِ يحملونَ هذا الدينَ وينفونَ عنه التحريفَ، ولم يخلُ عصرٌ من قائمٍ للّهِ بالحجةِ، ولا تزالُ الطائفةُ المنصورةُ ظاهرةً، كما قالَ رسولُ اللهِ : «لا تزالُ طائفةٌ من أمتي على الحقِّ ظاهرينَ لا يَضُرُّهُم من خذلَهم ولا من خالفَهم حتى تقومَ الساعةُ». لكننا نتساءلُ بدهشةٍ .. إلى متى سيستمرُّ سكوتُ الكثيرِ من هؤلاءِ العدولِ القادرينَ من أهلِ التخصصِ العقديِّ والعقلاءِ من العارفينَ والمثقفينَ على التصدي لمناقشةِ الأطروحاتِ الإلحاديةِ والتشكيكةِ المعلنةِ عبرَ الصحفِ والفضائياتِ، وفي المجالسِ والمنتدياتِ خاصةً ممن نعرف أنهم يملكونَ العلمَ والوعيَ في الدينِ، مع قدرتِهم على الإقناعِ والمجادلةِ بالتي هي أحسنُ، وإبداعُهم في عرضِ الحجةِ الدامغةِ والدليلِ الحسيِّ القاطعِ لمعرفتِهم بأنَّ الملحدَ يرفضُ مبدأَ الإيمانِ القلبيِّ بوجودِ اللهِ وبالغيبِ لإصرارِه على معرفتِه بحواسِّه،كما هو معلومٌ. فإلى متى سكوتُكُم؟! فتأخيرُ البيانِ عن وقتِ الحاجةِ خيانةٌ لأمانةِ العلمِ، فكيفَ والمساسُ هنا بالعقيدةِ، كيفَ والضحايا تتكاثرُ، شبابٌ بأعمارِ الزهورِ يترنحونَ على جنباتِ الطريقِ، {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}. فهيا قوموا بالبيانِ وجادلُوا وحاورُوا واكتبُوا وركِّزُوا على إثارةِ العقلِ ومحاولةِ إشباعِ الفكرِ والتفكيرِ والإقناعِ، فالكثيرُ من هؤلاءِ المشككينَ يبحثونَ عمن يشبعُ عقولَهم بإجاباتٍ مفحمةٍ على أسئلةٍ عقديةٍ وشبهاتٍ فكريةٍ تثارُ من حولِهم حيَّرتْهُم وأشغَلَتْهُم، فإن لم يكن العلماءُ الربانيونَ والمثقفونَ العارفونَ لها فمَن؟!. والله من وراء القصد.


د. إبراهيم بن عبد الله الدُّويِّش
dordm غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)