|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
ورطةُ كاتِب !
بسم الله الرحمن الرحيم تطالعنا المطابع والمنتديات -كلَّ يوم- بركام هائل من المقالات والتعليقات يشهد بفشوِّ القلم في هذا العصر العصيب. وليست كل السطور كلاما يطير في الهواء؛ بلا تبعة أو أثر. بل إن كثيرا منها ليبني في ذهن القارئ تصورات أو يهدم أخرى. ومن شؤم الكلمة أن تكون وبالا على صاحبها بما تجره على القارئ من شر في دينه أو دنياه.. فالمحرِّف في الحقائق غاشٌّ يضع الزيف مكان الأصيل والسم في العسل. قال أديب العربيَّة محمود محمد شاكر -رحمه الله-: «إنَّ الجماهيرَ تأخذ الآراء كلاما لم يحذر فيه صاحبُه، وتعطيه للدنيا عملا لا يخاف مغبتَه فاعلُه» [جمهرة مقالاته: 2/ 829]. وصدق رحمه الله، وليس في قوله أو ما أسلفتُ أنا: شيئا جديدا. إلا أنَّ خطرَ هذا الأمرِ يتجدد! ومن النصيحة: تذكير الغافل وتنبيه الساهي. ومن الغفلة أن يقدِّم (الكاتبُ) الاهتمام بجانب الإبداع أو الإغراب أو البوح بجائش الصدر وخواطر الفكر: على أن يصون القارئ عن (ورطات الفِكَر)؛ فلن ينفعك سكون نفسك إثرَ البوح أو مدائح القارئين لما كتبتَ إذا فشَتْ سيئة فكرِك في عقول الناس وتتابعت عليك الآثام حتى تلقى ربَّك متلخطا بما جنيتَ على غيرِك ونفسِك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «إنَّ العبد ليتكلَّمُ بالكلمة، ما يتبيَّنُ ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب» [صحيح مسلم (2988)]. قال الشيخ صفي الرحمن -رحمه الله-: «في الحديث التأكيدُ للمرء على أن لا يتكلم إلا بما يعرف حسنَه من قبحِهِ» [منة المنعم في شرح صحيح مسلم: 4/ 404، ط/ دار السلام]. وأنت أيها القارئ الكريم لا تعن المخطئ -طالبا تطييبَ خاطره- بمدحك له؛ بل اشكر للمحسن، وانصح لأخيك إن وقعتَ منه على خطأ. فالدين النصيحة، والنصيحةُ أنفع لمن تحب من المديح والإطراء. ناصر الكاتب 26 / 2 / 1430هـ.
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 21-02-2009 الساعة 05:11 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|