[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
النظام / خطبة جمعة 25/2/1430هـ د. صالح التويجري
سبحان الله العظيم شرع لعباده ما يصلح الدنيا والآخرة ، وجعل الدولة حارساً للنظام ، والأمة ميداناً تثمر فيه الجهود أهدافها .. وجعل الناس طبقات في المدارك والقدرات والأفهام ، يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ، جعل الأمانة سياجاً ، والصدق منهاجاً ، والصبر مفتاحاً ، ولقد سادت القيم وفق النظم ، فلا تعارض ولا تناقض حتى توسعت رقعة الإسلام في المعمورة وتداخلت المفاهيم والأعراف ، فشوهت التعاليم وتناحرت الجهود .. فاحتاج الناس إلى سياسة الدين والدنيا واختيار أكفاء الأمة حفاظاً على مكتسباتها وإثراءً من الأمم المجاورة عبر بوابة الانتقاء والاصطفاء ، وليس التبعية والارتماء .. ومهما كان سمو الأنظمة فإن رشد البشر دعامة أساسية لإثبات نجاحها أو فشلها ، فمن المسئول عن حوادث المرور ، ومن المسئول عن طول المطالبات بالحقوق ومن المسئول عن استعداء الناس على الأجهزة ، ومن المسئول عن الهجوم بحق وبغير حق عبر الصحف والإنترنت إلا القصور أو التقصير في فهم النظام أو تطبيقه.
هل تعلم أن الأنظمة تنسجم مع بعضها ، وإنما أنشئت لتحقيق خدمتك أنت ، وهل تعلم أن نجاح النظام مرهون بالعقلاء .. أما السفهاء فهم متمردون على كل شيء .
هل اطلعت على أنظمة الجهة التي تعمل فيها وصلاحياتها وحدودها ، هل تعرف حدودك أنت وحقوقك قبل أن تحاكم الآخرين إلى حقوقهم .
تساؤلات كثيرة .. لم وضع النظام ؟ هل هو للحد من حرياتنا ؟ وهل الناس المنظمون أقل من أن يأخذوا حقوقهم بالمخالفات والتجاوزات ، وهل لدى المجتمع آليات تدعم النظام في محاصرة المخالفين ، وأي مرتبة يحتلها المجتمع الفوضوي في عالمنا الحاضر.
هل تعلم أن نظرة انتقاد أقوى من دفتر مخالفات ؟ ..
وهل تأخرت عن موعدك في المستشفى ؟ هل فاتك الاختبار ؟ هل أقلعت الطائر قبل أن تصل إلى المطار ؟ هل لديك قسائم لم تسدد ؟ هل لديك غرامات مالية ؟ هل خوطبت بلفت نظر عن التأخر ؟ هل رفع بيان التحضير ولم توقع؟ ظاهرة نقاط التفتيش ومكاتب الرقابة وأنظمة المتابعة ، كل هذا دليل على عدم احترام النظام ، وكأن أهدافنا لا تتحقق إلا بالتجاوزات والاحتيال على الأنظمة .
*إنما شرعت الأنظمة لي ولك .. النظام سر النجاح ، في النظام احترام الآخرين ، وحفظ حقوقهم ، في النظام الإنجاز والإتقان ، وتحقيق أكبر قدر من الإنتاج ، في النظام راحة البال ، وهدوء الأعصاب وترتيب الأولويات ، في النظام ترويض النفس على تبعات المسؤولية .
النظام منه شرعي ثابت لا يتغير ، كأوقات الصلوات ، الصيام والحج ، مصارف الزكاة ، ومنظومة الحقوق كلها تؤكد خدمة النظام للجماعة والأمة ، فماذا لو سن كل واحد منا لنفسه نظاماً.
ومن النظام ما تعارف عليه الناس وتواطئوا عليه من غير مخالفة للشرع .. في الشريعة الدية على العاقلة ، وفي الحديث كبر كبر .. النظام أكبر من طابور تنتظم به عند المخبز أو الصراف ، النظام في مواعيدك الخاصة وإنجاز أعمالك بشكل صحيح ، وفي علاقاتك وأسرتك .. والنظام ما تضعه الدولة لتنظيم حياة الناس وحراسة نظم الشريعة وأحكامها ، ومصالح الأمة .. بارك الله لي ولكم في القرآن ...
الخطبة الثانية
الحمد لله وبعد //النظام منه ما هو ثابت ومنه المتغير ، فهو يحترم بحسب قيمته وجدواه ، فحين تنقلب مصلحة النظام إلى مفسدة فإن من حق واضعه تغييره أو إلغاؤه ، وأحياناً يصح كسر النظام لصالح الإنسان ، فسيارة الإسعاف تتجاوز الإشارة الحمراء لتنقذ الإنسان ، وأجهزة الدفاع المدني تقتحم الحريق دون استئذان لتنقذ الإنسان .
*ما واضع النظام فيجب عليه حين يضعه أن يدرك أنه سيُجري على البشر فمنهم محدودي القدرة وهم عرضة للخطأ والنسيان والاضطرار ، فلا بد أن تضع فيه من المرونة ما يسع ظروف الناس ، والحالات الطارئة ونقاط الاختناق ، لأن قسوة النظام وجموده يحملان على كسره دون سبب ، فمساحة الأعذار والضعف واسعة ، وبقدر الحرية تكون المسؤولية . واجعل لمنفذ النظام صلاحيات مرنة عند التطبيق لان الحالات لها احكام كما في الشريعة اختلاف الفتوى والحكم بحسب حال السائل احيانا
* مراجعة النظام .. لا بد أن يكون لدينا استعداد نفسي وعملي لتقبل تغيير النظام ومراجعته ضمن منظومة التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية *على أن المراجعة لا تعني الهدم والإلغاء بقدر ما تعني التحديث والتجديد والتقدم إلى الأفضل مع التمسك بالثوابت والمكتسبات .
* من هو الذي فوق النظام .. الواسطة والنفوذ يلغيان قيمة النظام وفقد المصداقية ، *ولماذا تخلفنا وتقدم الآخرون .. الأننا فوق المحاسبة وخارج المؤاخذة ام الفوضوية في حياتنا والأثرة والانا
* ومن المرجع في فهم الأنظمة .. لا بد من لوائح تشرح النظام لئلا يخضع للذوق والمزاج ، فمن المسئول عن الخلل في تطبيق النظام حين يخضع لنفسية المنفذين .. ومن يحرس النظام سوى المواطن الواعي ، ولماذا شاعت أساليب كسر النظام والاحتيال عليه.
الأجل الغطرسة في تطبيقه أو تهاون في إجرائه ، وما نصيب التعليم والإعلام من دراسة وتطبيق النظام . والارتقاء بالمجتمع لمستوى النظام
ومن يحاسب الكبار حين يتلاعبون بالنظام ولو كانوا كباراً ماتلاعبوا ..
ومن أكبر مجرة إلى أصغر ذرة كلها بحسبان ..
وخلف الوعد من شعب النفاق حيث جنى على النظام الوقت وتهاون بحقوق الآخرين.

[الوليد00]

دكتور صالح
لمذا اقتراح . وثائق. او مراجع
فا الموضوع امامك فأتمنى وياليت ان تكون خطبك من هذا المنتى والمنتديات الأخرى وماذا يجري في المنتديات من نساء وشباب وماوضيع تطرح وردود سخيفه من متزوجات وعازبات وشباب وتعارف فصار النت نقمة على شبابنا وبناتنا وأمور كثيرة لاكني ارت ان أختصر لأني اكتب لك وأنا في غاية العجلة
لي رجعة معك حيث ان أمور كثيرة تريد التفاصيل والدقة اكثر

[د. صالح التويجري]

اخي الوليد لا زلت انتظر عودتك للاستفادة من آرائك /// وشكرا لك

[دعبل نجد]

أثاب الله شيخنا المفضال . . وجعله موفقا اينما كان . .


ياشيخ : أحبك في الله