بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الوالدة الارهابية

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-03-2009, 02:32 PM   #1
سامي عبدالرحمن
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 76
الوالدة الارهابية

بسم الله الرحمن القائل(إلا من تاب وامن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئتهم حسنات وكان
الله غفوراً رحيما) واصلي على النبي المبعوث رحمة للعالمين حيث قال بابي هو وأمي
(الرحماء يرحمهم الله ) ثم بعد
حدثني احد منسوبي الإسعاف عن هذه القصة التي حدثت في مدينتنا المحافظة حيث قال : لي
وهو ثقة نحسبه كذلك والله هو حسيبه تلقينا اتصال من احد الأشخاص يخبرنا بوجود صراخ وبكاء طفل في احد حاويات النظافة القريبة من منزله يقول ثم ذهبنا مسرعين لتفقد تلك الحاوية فإذا بذلك الطفل الصغير حديث الولادة ليس عليه سوى قطعة قماش غطت جسده يقول لم تحرك مشاعرنا تلك العبرات والأنين وسرعان ما تبدل الحال حينما رأينا بأعيننا تلك الهرة التي باتت تأكل من ذراع الطفل الذي لا حول له ولا قوة إلا الصراخ والصياح ثم أخذتنا عاصفة من البكاء وأخذنا معنا بحزن لم يسبقه حزن هذا الطفل الجميل وسلمنه إلى الجهات المختصة لتتولى شانه ...........انتهى
هو انتهى من هذه الرواية المريرة ولكني غرقت بأفكار حول مستقبل هذا الطفل (الضحية)
إلى من تركته تلك الأم هي استغنت عنه وهي قد تصبح ذات يوم أم لابن جديد ولكنه
سيعيش طول عمره وهو بلا أم أو (بدون) .
تخلصت منه لأنها تعتقد أنها بذلك تنهي مسلسل (العار) التي جرته على نفسها بمجرد نزغة
شيطن لكنها نسيت أن ذلك الابن سيعيش حينما يكبر تحت حالات من مسلسلات التفكير السلبي
حول ما يتعلق بأمه وأبيه بل سيعيش بلا أسرة ترعاه وتهتم لأمره وتقف إلى جانبه .........
تساءلت كثيراً عن عاطفتها أتستطيع أن ترميها أيضاً مع ذلك الضان الغالي على قلبها؟
هل شاهدت هذه الأم مكن العناية بأولئك الأطفال؟
هل حاولت هذه الأم أن تتخيل نفسها بلا أم وأب مجرد لحظة فقط؟
أي نفس استحضرتها هذه الأم حينما ألقت بابنها في مكان كهذا بل كيف استطعت أن تستحضر
ما يشجعها على الذهاب بدون ابنها؟
ثم أخذتني تلك الأفكار أن أكون محامي لتلك الأم المجرمة لعلي أجد ما يجعلني اقنع نفسي
بعملها الإرهابي .................
فقلت لعل المجتمع لم يتقبل بعد فكرة العودة للحق تمحو الباطل من سيغفر لهذه الزانية
ويتزوجها وهي تعتني بابنها بل من هم الأهل الذين يقبلون العيش مع فضيحة ابنتهم سنين
لاشك من هذا الجانب أظهرت تعاطف مع تلك الأم المسكينة لان الإنسان ليس معصوم
عن الخطأ وأيضاً المسلم لدية خوف من ربه مما يجعله يندم ويتراجع ويحاول أن يتوب
والتوبة تسقط حق الله عز وجل حيث أن الزاني آو الزانية أذا تاب أو تابت قبل القبض عليهما لا يقام فيهما الرجم ...............
لكني عدت وقلت هذه الأم ارتكبت خطا قد يغفره الله سبحانه وتعالى أذا صدقت في عودتها
عنه ولكنها ارتكبت جريمة بحق هذا الولد المسكين البريء لن يسامحها عليها مهما كان
ينطبق عليها(أرادت أن تكحلها فأعمتها) هي بكل تأكيد تريد أن تدفن عار كبير لكنها فتحت
على نفسها أبواب من الخزي والدمار المهيب ستعيش أماً ماحية لابن لن تراه إلا في الصراط
المستقيم , تساءلت عن قصة في الصحيح تلك المرأة التي جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تخبره بأنها قد زنت فقال لها اذهبي حتى تلدي الطفل (أي رحمة هذه) ثم جاءت بعد
ما وضعته فقال لها اذهبي حتى تفطميه ( أي إنسان أنت يا رسول الله ) ثم جاءت به وبيد كسرة خبز وقالت هاهو يا رسول الله طهرني فأمر بها ورجمها وقال (والله أنها تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لو سعتهم )
كيف عاشت هذه الصحابة رضي الله عنها وهي قد زنت مدة الولادة وما بعدها حتى فطمت الطفل في أجواء عربية متشددة لولا وجود الإسلام الحقيقي فيما بينهم .
بل كيف عاش ذاك الابن بعد موت والدته وحينما كبر لاشك بعز وشرف قوة تلك الأم التي اختارت أن تكون الضحية دون ابنها الذي لا ذنب له فيما جرى لا اشك انه لم ينسها أبداً.
أخذتني الحيرة في ما يتعلق بقبولنا واقعنا كما هو (حتى لو كان غير صحيح) أو نحاول
صناعة واقع جديد يكتبه التاريخ كما فعلت هذه الصحابية رضي الله عنها.
ثم دخلت في نقاش مع بعض المقربين حول هذه الجزئية ومدى قبولهم خطوة تلك
الأم المجرمة فكان العجب هو قبولهم موقفها للمناخيات الأسرية المغلقة ......
انتابني بعدها شعور ممزوج بالحزن والألم والقلق حول مستقبل كثير من أطفالنا
مع توفر وسائل الدعاية التي تجر لهذه الجريمة البشعة بشكل قوي ومؤثر في
زمن تهيئة فيه أرضية ومناخ مناسب لانتشار مثل هذه الكوارث الاجتماعية
فأنت حينما تضع (البنزين) قريب من (النار) فلا تنتظر أجواء امن من الحريق
وحينما ينتشر لقاح ( النظر) المحرم فلا تأمن على شبابنا وبناتنا من أن ينبت
من خلالهم في مجتمعنا مثل هذه الجرائم (الزنا .....وغيرها)
فأقول في الختام لمثل هذه الأم وغيرها أن تتقي الله فأنتي وان تخلصت من
هذا الولد في الدنيا فأنتي مسئولة عنه يوم القيامة أمام الله عز وجل وسيظل
ابنك رغم تخلصك الحسي عنه فهو قد خرج من أحشائك ....فمن يقيم العثرات ويغفر الزلات غير فاطر السموات سبحانه يقبل توبة الراجعات بل ويبدلهن من الحسنات والخيرات.......
وأقول لمن قد بدأت تسلك طريق يؤدي لمثل هذا الجرم أن تتقي الله في
حسنها وجمالها وإلا تصرفه ألا لمن يستحقه وحده وهو زوجها ولا تغتر
بمن حولها من الغافلات فهن ليسن قدوه لها وإذا نجت احدهن من ما يترتب
على فعلتها مرة فلن تنجو من الأخرى .
يعلم الله أني خصصت الأم بالمسئولية لأنك صمام أمان المجتمعات والعادات
ولولا الله ثم الأمهات لسمعتم من الانتحار ما يشيب له الرؤوس
فاختاري من أي الأمهات أنتي .
اسأل الله أن يجزي الأمهات خير ما جزء محسن على إحسانه وان يرزق الأبناء
بر الأمهات فهن مقدمات على الآباء ثلاث مرات في حديث رسول الرحمات
عليه أفضل الصلوات وأخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .



أخوكم/ أبو طيف
20/2/1430هــــ
سامي عبدالرحمن غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)