[الداهيه]

أثارة إحدى القنوات الفضائية الجديدة التي تهتم بالفن الأسلامى من خلال عرضها لأناشيد الهيب هوب الغربية حفيضة عديد من المتابعين المحافضين كما أنها لفتت انتباة بعض المراقبين على الساحة الفنية الذين اعتبروا أن هذا النوع من التلاعب بالالفاظ والمصطلاحات مما يسمونة (( بالراب الأسلامى))
أو الهيب هوب الإسلامى ....
وكما يقول مطلقوا القناة هي لترسيخ الهوية الإ سلامية و العادات العربية للشباب الممزق بين العادات العربية و التقاليد الغربية .....



ظاهرة "الهيب هوب"(وشبيهاتها من الظواهر التي تحمل أسماء لا أحفظها) في مجتمعنا بشكل مريع، حتى أن المرء لا يرى في أحياء مدننا إلا أشخاصا قد تحسبهم من المكدِّين أقرب ، سراويلهم عريضة تتسع لشخصين في الغالب، وقبعاتهم مزركشة بألوان وأشكال ما أنزل الله بها من سلطان، وما شابهها من "روتوشات" يزينون بها أنفسهم. هؤلاء هم رواد النهضة حسب زعم الكثيرين ممن يمنون أنفسهم الأماني. فالإعلام المغربي مثلا لا ينفك يعطيهم قيمة أكبر من التي كان يتمتع بها رجال السياسة ويستضيفهم في برامج تعنى بالشباب. بل وصل الأمر بهؤلاء "الرجال" إلى الاستعانة بهم ويستغيثون لإنجاح مشروعهم الانتخابي..



هؤلاء المميعين أخلاقيا ودينيا، والمفتقرين إلى ثقافة مبنية على أساس، لا يستحقون منا سوى نظرات الاشمئزاز والتأفف، لأنهم لا يزيدون الأمور إلا تعقيدا. فأسلوبهم النابي في "أغانيهم" السوقية وبكل محتوياتها يؤثر سلبا، سواء اليوم أو غدا، على شبابنا الذي يعيش فراغا مهولا على جميع الأصعدة!!!
وإذا ما رجعنا إلى أصول هذا "الفن" سنجد أنها تعود إلى ضواحي كبريات مدن الولايات المتحدة الأمريكية التي عانت من الفقر والتهميش الطبقي والتحرر الأخلاقي وغياب الرادع الأمني، حيث كانت لغة السلاح هي الحاكمة. فأين، إذن، لمثل هذا الواقع في عالمنا؟؟؟ وأتساءل، كيف هي حياة وواقع "الهيب" في المغرب مثلا؟ "الهيب هوب" ينتمون في أغلبهم إلى عائلات متوسطة الدخل، لأن العائلات الفقيرة لا تقدر على شراء كسوة أبناءهم عن طريق كسوتهم بشراء ماركات مسجلة وباهظة الثمن، وسر اكتسابهم للغة سوقية راجع ربما إلى فراغ اجتماعي فرضه غياب الوالدين بسبب العمل وعدم الاكتراث لهم وعدم السؤال عن أحوالهم، ولأنهم يقضون وقتا أكثر في الشارع. كلها عوامل، بالإضافة إلى أخرى، تدخل في تكوينهم وسلوكهم ومظهرهم.
وشخصيا أرى أن الموضوع أكبر مما نتصور، لأن الوضعية تختلف من بلد عربي لآخر، كما أنه لا يمكننا تصور مدى عمق التأثير الذي تفرضه هذه الحالة الاجتماعية الشاذة...
أنتظر تفاعل الأعضاء لإثراء النقاش، لتصحيح نقطة مما، لإضافة فكرة ما...المهم أن نتبادل أفكارنا على أمل أن نغني معارفنا...