[أبو ريّـان]

.

بسم الله الرحمن الرحيم .

حياتنا عبارة عن قرارت نتخذها في حقنا وفي حق الآخرين , إما أن تكون صائبة , أو تكون خاطئة, ثم يتمخض من ذلك مواقف إما أن تكون مفرحة , أو محزنة , وعلى حسب مايقتضيه الحال والموقف
لذا قد يندم المرء على أشياء بأن ليته لم يفعلها , وترتاح نفسه لأفعال قد فَعلها , والندم والأرتياح من هذه المواقف, يأتي في نهاية اليوم , بعد أن يرخي الليل سدولهُ , وتقذف بجسمك المنهك على فراشكَ الوثير فتستعرض مامضى عليك من أحداث !!
بعد ذلك تأتي مهمة العقل الباطن فيسجل تلك المواقف ويختزلها في الذاكرة البعيدة المدى
(تحت ملف يسمى ملف الذكريات)

كم هو جميل حقًا أن تغلق على نفسك في غرفة هادئةِ ؛ جالسًا على كرسي متأرجح رافعًا رأسك نحو السقف , وممسكًا بورقة بيضاء , وقلم ومِداد , وترسم على صفحات البياض, مارأيت من مواقف وحوارات دارت بينك وبين الناس
تستنبطٌ منها الفوائد والعبر !!
ثم أرفع تلك الورقة ورفرفَ بها عاليًا , وسمها

~[مـواقف وتجـارب]~

هذه الورقة التي بين أحضانك فيها من الفوائد والنتائج مالا تجده في بطون الكتب ولاظهور الصفحات ..
فيها تَجارب قد خُضعتَ أنت غِمارهَا, ووغِرت في أوحَالها , فصَنعَت مِنك
حِكمة, وفَهمًا, وذكًاء, ودهاء ..!!
ولإننا في هذه الحياة نختبر ونقاسي ونكابد , ثم بعد ذلك نتخرج متعلمين !
(عكس ماعليه السلم الدراسي حاليًا)
لذا أجدت متعةً كبيرة حينما أقرأ مذكرات دايل كرنيجي أو الأخلاق والسير لإبن حزم وماشاكلها ..
أو حينما أجلس بجانب رجل طَاعنِ في السِنِّ لعب فيه الدهر لعبته , ورسمت السنين في وجهه علامات الكِبرِ والكُهولة
فأسأله عن حياته ومواقفهِ !! فيبوحُ لي بكلمات صادقة لم تأتي عبثًا إنما جاءت عن خبرة وتجربة
والخبرةُ عندنا لها وزن ومثقال .
وما أريده مِنكَ _أبقاك الله _ حينما تجالس الناس, وتخالطهم ,وتعاشرهم, لاتجعل أحاديثهم تذهب عليك أدراج الرياح .. بل تأملها , واعصِرهَا , ومحِصَّها
واجعلها تصقل معدنك وتذكي فهمك , وتزيد من فطنتك .
وأخرج ماكان قبيحًا منها لكي تتجنبه , وماكان حسنًا منها فتتحلى به ..

وتَذَكر بأنَّ مَواقف الحَيَاةِ تَجعَلُ مِنكَ إنِسَانًا حَكِيمَا .

زادكم الحكيم حكمةً .. وتولاكم برعايته .

عبدالرحمن .

.