الاعتكاف (2) ....
فتوى
بعض أحكام الاعتكاف
س / ما حكم الاعتكاف في المساجد ، وما معناه شرعاً ، وهل هو شامل للنوم مع الأكل في المساجد وإباحته أم لا ؟
ج / لا ريب أن الاعتكاف في المسجد قربة من القرب ، وفي رمضان أفضل من غيره، لقول الله تعالى : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد [ البقرة : 187 ] ولأن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وترك ذلك مرة فاعتكف في شوال ، والمقصود من ذلك هو التفرغ للعبادة والخلوة بالله لذلك ، وهذه هي الخلوة الشرعية ، وقال بعضهم في تعريف الاعتكاف : (( هو قطع العلائق عن كل الخلائق ، للاتصال بخدمة الخالق )) والمقصود من ذلك قطع العلائق الشاغلة عن طاعة الله وعبادته ، وهو مشروع في رمضان وغيره كما تقدم ، ومع الصيام أفضل ، وإن اعتكف من غير صوم فلا بأس على الصحيح من قولي العلماء ، لما ثبت في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله إني نذرت أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام ، وكان ذلك قبل أن يسلم فقال له النبي (( أوف بنذرك )) .
ومعلوم أن الليل ليس محلا للصوم ، وإنما محله النهار ، ولا بأس بالنوم والأكل في المسجد للمعتكف وغيره ، لأحاديث وآثار وردت في ذلك ، ولما ثبت من حال أهل الصفة ، مع مراعاة الحرص على نظافة المسجد والحذر من أسباب توسيخه من فضول الطعام أو غيرها ، لما جاء في الحديث عن النبي أنه قال : (( عرضت على أجور أمتي ، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد )) رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن خزيمة . ولحيث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب )) رواه الخمسة إلا النسائي وسنده جيد . والدور : هي الحارات والقبائل القاطنة في المدن . وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا إنه سميع قريب .
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
|