[الشهيد]

أحلام النساء المقترضات تتلاشى تحت جنازير الجرافات


أسرعت الحاجة زهية الطهراوي (55 عاماً) من سكان مخيم البريج الى بستان الزيتون الذي استأجرته.. لملمت حاجياتها وكل ما يلزم لجني ثمار الزيتون.



في الطريق الى البستان تخيلت نفسها وهي تبيع المحصول للتجار والمواطنين وتعود بالنقود الى أسرتها وتسدد ديونا تراكمت عليها.



فرحت في قرارة نفسها، وشعرت بالراحة إلا أنها واصلت التفكير.. ولم تفق من أحلامها إلا وهي تقترب من بستان الزيتون الذي استأجرته في مدينة دير البلح، بالقرب من المستوطنة الإسرائيلية "كفار داروم" التي طالما كرهتها وتمنت زوالها.



"يا حاجة"، نادى عليها أحد الشبان القاطنين في المكان، لا تواصلي السير.. انهم يطلقون النار على كل من يقترب من مكان التجريف، توقفت لحظة، استفسرت مرة أخرى فكرر عليها الجواب نفسه.



وكانت قوات الاحتلال تقوم بأعمال تجريف في محيط مستوطنة كفار داروم منذ الليلة الماضية، والجنود يطلقون النار على كل من يقترب من المكان، قالها الشاب والحزن يعلو محياه لما حل بهذه الأسرة من دمار، وبما سيكون مصيرها بعد فقدان مصدر رزقها.



لم تصدق الحاجة الخبر.. واصلت سيرها بحذر أخذت تراقب البستان من بين البيوت البعيدة.. يا الله .. الجرافة تعمل في المكان وتقتلع أشجار الزيتون غير آبهة بالسنوات الطويلة التي انغرست فيها بالأرض.



وضعت يدها على رأسها وجلست على الأرض مستعينة بالجدار… وشعرت بالحزن الكبير..ضاعت الأشجار .. وضاع شقا العمر، ماذا تفعل لمواجهة هذه المصيبة؟



معاناة الحاجة الطهراوي بدأت منذ توفي زوجها قبل ثلاث سنوات، واضطرت الى مواصلة استئجار بساتين الزيتون كما كان يفعل زوجها، مستعينة بالقروض التي توفرها لجنة الإغاثة الزراعية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.



وقالت بعد أن هدأت قليلاً: "لم تعترضني في بداية عملي أية مشاكل تذكر، وكنت أواظب على تسديد الأقساط حسب شروط المؤسسة التي ساعدتني في تسويق جزء كبير من المحصول".



وتابعت: " في شهر أيار من العام الماضي دفعت قيمة استئجار البستان، البالغة 500 دولار من قيمة القرض الذي أخذته من المؤسسة، على أمل النجاح في تسديده كما افعل دائماً، ولكن جنود الاحتلال جرفوا الحقل المجاور للمستوطنة واقتلعوا 350 شجرة زيتون مثمرة هي كل ما يحتويه البستان.



الحاجة الطهراوي التي تعيل 13 فرداً ويعاني أربعة منهم من إعاقات مختلفة، عجزت عن تسديد القرض، خاصة وأن صاحب الأرض والوسيط الذي استأجرت منه الأرض تضررا كليهما.



ووصفت الطهراوي حالة أبنائها: "أبنائي الثلاثة عشر، أكبرهم فريد 27 عاماً معاق جسدياً، أما عبد الرحمن فيعاني من تشنجات عصبية، وصفاء بكماء، أما بسمة فتعاني من نوبات صرع، والى جانب هذا كله فجميع أفراد الأسرة لا يعملون.



الحاجة الطهراوي بدأت تعتمد منذ ذلك اليوم على ما تقدمه وزارة الشؤون الإجتماعية والمؤسسات الخيرية من مساعدات مادية وعينية، إلا أنها لا تكف عن صب لعنتها على الاحتلال الذي دمر حياتها ومستقبل ابنائها وجعلهم يعيشون تحت خط الفقر.
فلا تنسوا أخوانكم من الدعاء

[مدحت شوقي بريده]

اخوي الشهيد ...

لاحول ولا قوة الا بالله ...

شردوهم وقطعو سبل رزقهم ...

لكن نصر الله قريب ...

[هايم الشوق]

لاحول ولا قوة الا بالله ...