أولاً : نسأل الله للمتوَفين المغفرة والرحمة ، وللمصابين الشفاء والعافية ، وللمتضررين العوض والبركة .. كما نعزي جميع إخواننا المكلومين هناك .
ثانياً : تلك المصائب وهذه الكوارث إمّا أن تكون ابتلاءً وامتحاناً من الله لعباده لينظر كيف يعملون {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }.. وإمّا أن تكون لرفعة الدرجات وحط الخطيئات عن المؤمن " مايصيب المؤمن من هم ولانصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".. وإمّا أن تكون نُذُراً وعقوبات من الله على جرائم ارتكبت وفرائض ضيعت {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } .. { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } .. وقدتكون لقوم كذا ولقوم كذا.
ثالثاً : لا أحد يستطيع الجزم والقطع بأن ماحصل إنما هو عقوبة من الله عز وجل ، أو القطع والجزم بخلاف ذلك ، فذلك أمر غيبي مردُ علمه إلى الله عز وجل ، فله ـ سبحانه ـ العلم المطلق والحكمة البالغة .
ثالثاً : يجب علينا جميعاً ان نتألم لمصاب إخواننا المسلمين أياً كان هذا المصاب ، لأن ذلك تجسيد لمفهوم الجسد الواحد " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" .
رابعاً : ولنحذر من الشماتة والتندر ، فإن ذلك قد يصيبنا بعقوبة عاجلة أو آجلة .
أسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا ، وان يردنا إليه رداً جميلاً ، وأن يقِينا والمسلمين شر الكوارث والمصائب .