[أبو تميم التميمي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:

فإني لما رأيت كثرة المتهافتين على الدعوة للتقريب بين أهل السنة والرافضة على أساس خرِب ، عزمت على هذا الموضوع ، كي أكشف بذلك زيغ منهجهم ، وقبح طريقتهم ، وانحرافهم عن سبيل السلف الصالح ، لا سيما في هذا الزمن ؛ الذي أصبح المنكر فيه معروفاً ، والمعروف منكرًا.

وقبل ذلك لابد من الإشارة إلى أن الشيعة ليس مذهبًا واحداً ، بل هم فرق متعددة ، خرجت من بينها فرقة الأمامية الاثنى عشرية (الرافضة) ، وهذه أيضاً انقسمت إلى فرق متناحرة ، ومن أعجب ما قرأت عنها ، أن منها مَن تـُكفّر الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ! ، بحجة أنه لم يُصرح بإمامته ! ، ولا تعجب !.

وإنك لتجد هذه الفرق تـُولد بسرعة فائقة ، ففي زمن غبر ، لم يكن لهذه الفرقة (الاثنى عشرية) كبير ذكر ، فلا تجد للمتقدمين فيها كلام إلا قليلاً ؛ بيد أن المعروف آنذاك هم الشيعة ، الذين يُفضلون علي على عثمان رضي الله عنهما ، وهي مسألة لا يُضلل بها المخالف -كما يقول ابن تيمية(العقيدة الواسيطة) ، وهؤلاء ليس لهم وُجود في عصرنا ، وإنما تجد تحريفًا للقرآن ، ونهبًا لأموال العامّة ، وعبثًا بنسائهم ، وتكفيرًا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغيرها من الأمور التي تقشعر لها الأبدان ، وتنفر منها الأسماع ، مما يدين به هؤلاء الروافض.

وإليكم قطفاً يسيرًا من كلام الأئمة والحكم فيهم:

( الإمام مالك رحمه الله )

قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) .


( الإمام الشافعي)

سمعت الشافعي يقول لم أر أحدا من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة. (الكفاية 1\126)

(الإمام أحمد بن حنبل)

عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال :ما أراه على الإسلام.
سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين . السنة للخلال ( 2 / 557)

(الإمام ابن حزم)

قال ابن حزم: وأما قولهم ( يعني النصارى ) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين ، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر ) . الفصل في الملل والنحل ( 2 / 213 )

وقال أيضًا: ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة ، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن وأنه المتلو عندنا ، وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع أهل ملتنا ) . الإحكام لإبن حزم ( 1 / 96 ).

( الإمام البخاري)

قال البخاري: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم. (خلق أفعال العباد ص 125 )

(الإمام أبو حامد الغزالي)

قال الغزالي: ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، و حكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمره بذبحه. إلى أن قال: وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) .


(الإمام ابن السمعاني)

قال ابن السمعاني: واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم . الأنساب ( 6 / 341 )


(الإمام الألباني)
قال رحمه الله في جواب عن كتاب للخميني: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة ، يتعاونون مع (الخمينيين ) في الدعوة إلى إقامة دولتهم ، والتمكين لها في أرض المسلمين ، جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال ، والفساد في الأرض ، والله لا يحب الفساد .. الخ كلامه.

(الشيخ بن جبرين)
قال بن جبرين رحمه الله في معرض الجواب عن سؤال عن دفع الزكاة للرافضة:
لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر، ولا لمبتدع، فالرافضة بلا شك كفار.. ثم استدل لذلك.


هذه أقوال الأئمة منثورة بين أيديكم ، فلا يأتينا رجل عليه أثر الجهل والغفلة ثم يزعم أننا لا نعلم مدى سماحة الإسلام ! ، والْحظ معي أخي القارئ الكريم ، كيف أن كل عصر أشد حكماً من الذي يليه وأصرح قولاً ، وهذا إشارة إلى بدء انتشارهم مع تزايد العصور ، والله المستعان.


أبو تميم التميمي