[قاهر الروس]

.
.

يَا شَعْبَ مِـصْــرَ العَظيمَ إنِّي أَسْمَعُك‏..!

***

جُمْلَةً لَطَالَمَا نَحِنُّ لِسَمَاعِهَا وَمَازِلْنَا ، وَكَلِمَات حَانِيَة تُنْعِشُ قُلوبَنَا ، وَشَيءٌ رُبَّما نَبْني عَليْهِ أَحْلامُنَا ، وَرُبَّما تَكُونُ يَدُ الرَّاعيَ مَرْكَبَاً يَحضُنُ بِهِ أَرْوَاحنا ..!

أَيُّهَا الشَّعْبُ الكَريم ..
اُمَّتُنَا لَمْ تُصْنَع بِيَدٍ وَاحِدَة ، بَلْ هِيَ تَرْبيَةُ أَيَادٍ مُتَعَدِّدَةْ ، وَأرْوَاحُ شُعوبُ الأمَّةِ رُبَّما تَحْزَنُ ، وَتَبْكَي ، فَتُظْهِرُ آلامهَا بابْتسَامَةْ ، وَرُغْمَ صَمْتِهَا ، إِلا أَنَّ في الأرْوَاحِ جِرَاحٌ مُوجِعَةْ ..!

يَا أَيَّتُهَا الشُّعوبُ الصَّامِتَة ..!
قَدْ نَفْقُد الحُلُمَ حِينمَا تَزْدَادُ جِرَاحُنَا ، وَتَغْرَوْرِقُ بِالدُّموعِ أَعْيُنَنا ، وَنُلْقي المَلامَةَ عَلى حُكومَتِنَا ، وَلكِنْ دَعونَا نُوقِظُ حِسَّاً نَائِمَاً فينا ، أَرْزَاقُنَا وَحَيَاتُنَا لَيْسَتْ هِبَةً مِنْ حُكومَاتِنَا ، وَلَنْ يَحس بِجِرَاحِنَا سِوى مَنْ مَنْ سَيَنْزِلُ وَيَلْبس لِبَاسُنَا ..!

حَيَاةُ الشُّعوبِ بَاتَتْ على مَحَكِّ الانْهِيَار ، وَمُجْتَمَعاَتٌ تَهْوي للسُّقوطِ والانْحِدَارْ ، وَمَرَضٌ فَتَّاكٌّ قَدْ زَادَ بِالانْتِشَارْ ، فَقْرٌ وَبَطَالَةٌ وَعَجْزٌ قَدْ أَظْهَرَ المُجْتَمَع كَالحُطَامْ ..!

لِمَاذا يُؤْخَذُ صَمْتَ الشُّعوبِ وَصَبْرَهَا امْتصَاصَاً لِعَواطِفِهَا وَتَرَاقُصَاً على جِرَاحِهَا ؟!
إِنَّ الشَّعُوبَ لَتُؤْثِرُ الصَّمْتَ عَلى شَقِّ الصُّفوفْ فِي أُمّتِهَا ، وَمَهْمَا زَادَتِ الجِرَاحُ سَتَبْقَى تُسَلِّي نَفْسَهَا عَلى مَواجِعِهَا ..!

يَا شَعْبَ مِصْرَ العَظيمَ إنِّي أَسْمَعُكْ ..!
وَقَسَمَاتُ وَجْهِكَ في مِرْآةِ الحَيَاةِ حَزيَنة ، وَمَرَارَةُ العَيْشِ دَاخِلَ أَحْضَانِكَ تُرْهِقُكْ ..!
بِأَيِّ زَمَنٍ نَحْنُ تَرَى البَاحِثَ عَنْ لُقْمَةِ عَيْشِهِ فِيْ مَجْمَعٍ للقُمَامَةْ ..!
وَبِأيِّ رُوحٍ تَطيبُ نَفْسُ الرَّاعيَ وَشَعْبُهُ يَشْرَبُ المُرَّ لِيروي ظَمَأهـ ..!
وَبِأيِّ نَفْسٍ يَعيشُ الغَنيُّ وَجَارُهـُ قَدْ أَثْقَلَتْهُ دُيونَه ..!
كَيْفَ تَهْنئُ حَيَاةُ مَنْ تَولَّى أَمْرُ أُمَّةٍ تَفْتَرِشُ الطُّرُقَ وَ الأرْصِفَة ..!

يَا أَيَّتُهَا الشُّعوبُ الصَّامِتَة ..!!
لَنْ يَعُودَ الخَليفَةُ عُمر لِيَطُوفَ الليَّلَ يَتَفَقَّدُ أَحْوالَ رَعِيَّتِهِ ، وَلَنْ تَرَاهـ امْرَأةً يَطْبَخُ للمَسَاكِينِ وَيَتَخَلَّلُّ الدُّخانُ لِحَيَتِهِ ..!
لالا لَنْ نَرَاهـُ يَطُوفُ شَوَارِعَ المَدينَةِ يَحْمِلُ عَلى ظَهْرِهِـ بَعْض الأطْعِمَة ، لَيْسَ لأنَّ بُيوتَ المَدينَةِ مَحْدُودَةْ وَدِيَارُنَا مُتَعَدِّدَةْ ، بَلْ هُو مَنْ تَوَلَّى مِنْ المَدينَةِ إلى مِصْرٍ حَتى البَصْرَةْ ..!

لا نُريدُ عُمَرَ ، بَلْ نُريدُ إيمَانَاً كَإيمَانِ عُمر ، وَقُوَّةً كَقُوَّةِ عُمَرْ ، وَخَوْفَاً مِنْ اللهِ كَخَوْفِ عُمَرْ ، وَقَبلَ كُلِّ ذَلِكَ نُريدُ مُجْتَمَعَاً كَالمُجْتَمع الذيْ صَنَعَ عُمَر ..!

لَمْ تَكُنْ الحُكومَاتُ أبدَاً لِتَسْتَعمِرَ شُعوبَهَا ، وَتدقَّ أَجْرَاسَ الخَطِرِ في مَعَيشَتِهَا ، فَقَطْ جَاءَتْ مِنْ أجلِ تَنْظِيمِهَا ، وَ لِوحْدَةِ صَفِّهَا ، فَلِمَاذَا الذيْ يُشَرِّدُ بَعْضَ الشُّعوبِ هُم حُكَّامُهَا..!

يَا أَيَّتُهَا الشُّعوبُ المُسْلِمَة، جَرْحٌ عَلى يَدْيكِ النَّاعِمَة جَرْحٌ عَلى قُلُوبُنَا المُرْهَفَةْ ، وَ إِنْ طَالَ صَمْتُنَا فَإنَّ أَعيْنُنَا بِدُموعِهَا مُثْقَلَةْ .!

يَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ وَ يَا أَيُّهَا السَّاسَة ..
قَالَ كِسنْجَر لِرَئيسِ الوُزرَاءِ الصُّهيونيُّ حِينَ تَوْقيعِ مُعَاهَدَةِ "كَامب ديفيد " :[ لَقَدْ سَلَّمْتُكَ أُمَّة نَائِمَة تَغُطُّ في سُبَاتٍ عَميقٍ وَلاكِنَّها لا تَمُوتْ ، فَحافِظْ عَلى أَنْ لا تَصْحُو هَذهِـ الأمَّة، فَإنْ صَحَتْ اسْتَرَدَّتْ في سَنَواتٍ قَليلَةٍ مَا سُلِبَ مِنْهَا في قُرون ] فَمَتى يَسْتَيْقِظَ وُلاةُ الأمَّةِ الإسْلاميَّةِ لِتَسْتَيْقِظَ شُعوبُهم ؟!

يَا مِصْرَ العَظِيمَة ، غَابَ الذيْ قَالَ اللهُ عَلى لِسَانِهِ : [ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ]


***

أَسْألُ اللَّهَ العَظيم أَنْ يَحْفَظَ البُلْدَانَ الاسْلاميَّةَ ، وَيَرْزُقَهَا الأمْنَ والأمَانَ والحَيَاةَ السَّعيدَةْ

أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

.
.