بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » يا الله ما أعظمها من كلمة (رسالة إلى الشيخ صالح كامل) من القلب إلى القلب

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-11-2010, 07:54 AM   #1
جبل أحد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 289
يا الله ما أعظمها من كلمة (رسالة إلى الشيخ صالح كامل) من القلب إلى القلب

منقول من لجينياترسالة إلى الشيخ صالح كامل
الخميس 18, نوفمبر 2010

علي بن جابر الفيفي
رسالة إلى الشيخ صالح كامل

رائد الإعلام الإسلامي الشيخ "صالح عبد الله كامل" .... الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ....وبعد

فإني أرفع إليك التهنئة والتعزية ، وأعلم أن من أصعب وأشد المواقف تلقيهما في وقت واحد أو متقارب ، فهذا من أعظم البلاء ، وعلى العبد في ذلك واجبان ، واجب الشكر على النعماء ، والصبر على البلاء ، وأحسب أنّك من الصابرين الشاكرين بإذن الله ، وله _ أي للعبد _ عطيّتان إن هو قام بذلك ، الزيادة مع الشكر " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" ، والبشارة مع الصبر " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".

فأهنئك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليك وعلينا وعلى المسلمين ونحن بصحة وعافية .

وأعزيك في وفاة شقيق روحك ، ورفيق دربك معالي الدكتور محمد عبده يماني ، وقد علمنا طرفا من سيرتكما الأخويّة ، والتي كللتها بوفاء ما بعده وفاء ، حين قطعت جميع ارتباطاتك ، وأنت الرجل المسكون بالارتباطات ، لتعبر فضاءات الشوق والحزن والكمد ، وتصل إليه وهو يجود بأنفاسه الأخيرة ، فتجلس عند رأسه متأمّلا كيف يغادر الصادقون الحياة .. ثم تودعه في قبره .. وتودّع حبّك وإخلاصك وأجزاء منك أسكنتها ذلك الصدر العامر .. وتقول ودمعتك تتأرجح بين جفنيك : وداعا يا أخي .. وداعا لا لقاء بعده .

أسأل الله أن يكون في جنّات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر . صبّرك المولى على مفارقة شهم مثله ، ورزقكما حسن المصاحبة في الآخرة كما كنتما في الدنيا بعد عمر عامر بالصالحات .

وقد ساءني ما بلغني من بعض التوعّكات الصحية التي تمر بها ، أسأل الله أن يجعلها عوارض سرعان ما تزول ، وأن ينيلك تمام الصحة والعافية ، ويجعل يومك خيرا من أمسك إنه جواد كريم .

أيّها الشيخ النبيل ، إني ساعة حديثي معك أعلم أني أقف وجها لوجه مع من كان له الفضل في إطلاق أول قناة إسلامية ( قناة اقرأ) هذه القناة الرائدة بحق ، والتي نفع الله بها الفئام من الناس ، فأشكرك باسمي واسم كل مسلم نفعه الله بها ، وأسأله سبحانه أن يجزل لك العطاء ، وأن يجعلها خير ما يدخره لك ، حين لا ينفع المرء مال ولا بنون .

وأعلم أني أتحدث مع قامة رفيعة المستوى ، رجل يملك أكثر من ثلاثمئة شركة ( ثلاثمئة وأربعين شركة بالضبط ) ، بدأ حياته من الصفر ، ولكنّه استطاع بجهده ومثابرته أن يكون من الأسماء القليلة التي غيّرت بإيجابية خارطة الفكر والاقتصاد العربي !

أنا واحد من الملايين المعجبين بهذا النجاح الباهر الذي وصلت إليه جهودكم العصامية في جميع الجهات الاستثمارية التي كنت فيها رائدا بحق .

ثم أستأذن حضرتك في أن أتحدّث معك حديثا أخويّا هامسا ، أسأل الله أن يقع من قلبك موقعا حسنا ، سواء رأيت صوابه فأخذت به ، أم رأيت خطأه فأعرضت عنه .

أنت يا شيخ صالح من روّادنا الإعلاميين ، فقد شققت في سبيل الإعلام المرئي والمقروء طريقا لاحبا ، فأنت من مؤسسي مجموعة mbc وأنت المالك لموسسة art ، والتي جاوزت السابعة عشر من عمرها ، وأنت المساهم الكبير في بعض الصحف الشهيرة كالوطن وعكاظ .

سيدي ما رأيك وأنت الحاذق اللبيب ، والذي تفكر جيدا في الغد ، أن تعيد التفكير في وضع موسستك ( art ) والتي يشترك فيها أكثر من مليون مشترك ، والتي تبث عبر بعض قنواتها العديد من الأفلام السينمائية ، وقد قيل أن ثلث التركة السينمائية المصرية هي من نصيب مؤسستكم ! أقول ما رأيك أن تبيعها لله تعالى ، وهو أهل أن تباع له الدنيا وما فيها ؟ ولن يبخسك سبحانه ثمنها ، فهو الجواد الكريم .

أعلم أنها الآن بإدارة أحد أبنائك الكرام ، وأنّك قد رفعت يدك عن مشاريعك الخاصة ، ولكني أعلم أيضا أن كلمتك مازالت مسموعة ، وأنك تستطيع إقناع من أوكلت إليه أمر إدارتها بما تراه صوابا في شأنها .

لقد جاوزت السبعين من عمرك ، الذي أسأل الله أن يطيله على الخير والصالحات ، وقد قال نبينا الكريم "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ" فأنت الآن من القليل ، فاحمد الله تعالى على أن أمد في عمرك ، ومن تمام الحمد أن تبذل له ، وهو الذي منّ عليك كثيرا في هذه الحياة .. أن تبذل له شيئا يسيرا مما أعطاك ، بأن تغيّر مسار هذه الشبكة القنواتية ، وتصبغها باللون الذي تتمنّى أن تغادر الدنيا _ بعد عمر مديد _ وهي عليه .

ولست بحاجة إلى تحديد ذلك اللون ، فتجربتك الرائدة والناجحة في قناة اقرأ كفيلة بأن تمدّك بالكثير مما قد تحتاجه في هذا الصدد . مع أني أحيل كثيرا من النجاح المرتقب إلى عقليّتك اللوذعية ، وحكمتك وفاضل علمك ، والذي كثيرا ما يبهر المشاهدين الذين يتمتّعون بمشاهدة ندواتك حول الاقتصاد الإسلامي في قناة اقرأ ، فتجمع لهم المتعة والفائدة وحكمة السنين في طبق من البساطة الذكيّة المناسبة لأبناء هذا الزمن .

وبما أن الحديث قد جرّني لذكر الاقتصاد الإسلامي وأنت صاحب اليد الطولى في هذا المجال وجهودك الجبارة في الاستثمار في المصرفيّة الإسلامية مشهودة مشكورة ، فإني أذكرك بنصيحة أمّك التقيّة ، والتي أوصتك بعدم وضع مالك في الاستثمارات الربوية ، فانظر كيف أن تجارتك قد تضاعفت وقفزت قفزات خرافية ، حين صدفت عن داعي الهوى ، ولجأت إلى ما يُرضي المولى سبحانه ، وكيف وصلت الثلاثة ملايين إلى ثلاثة مليارات في غضون سنوات يسيرة لا تتجاوز الخمس ، فهذا من فضل الله الذي يزيده ويضاعفه لمن ترك شيئا له سبحانه ..

فهل يعز على من هذه إحدى تجاربه مع الله أن يترك شيئا لله ..

لقد أعجبتني كلمة سمعتها منك في إحدى اللقاءات التلفزيونية والتي قلت فيها أن المال هو مال الله ، فيجب أن يوضع في مرضاة الله .. ولا أظن الأفلام والمَشاهد التي تُعرض في بعض قنوات مجموعتك مما يرضي الرب سبحانه ..مع أني متأكد _ وأظنك مثلي _ أن المال الذي أنشأت به مجموعتك هو مال الله .. أليس كذلك يا سيّدي ؟

ها قد ذهب الإعلامي السابق ، والشيخ الفاضل معالي الدكتور محمد عبده يماني ( رفيق دربك ) ولم يترك من الدنيا إلا ذكرا عاطرا حسنا ، نحسده عليه ، ولا أعلم أحدا إلا ويغبطه على خاتمته الحسنة .. فلماذا لا تصنع لنفسك _ وأنت صانع الفرص _ خاتمة مشهودة ، وفضلا يعلمه القاصي قبل الداني ، بأن تهب هذه المؤسسة لله ، فتجعها خير ناشر لدين الله ، وخير معلّم لكتاب الله ، هذا الكتاب الذي مات صاحبك الحبيب وهو ينادي بتعليمه ، ما رأيك أن تجعل مؤسستك هذه وقفا لصاحبك ، يتعلم من خلالها الملايين كتاب ربّهم ، وسنّة نبيّهم ، وتعوّض نبضاته الحانية التي فارقت الحياة غيرة على هذا الكتاب ، بأن تحوّل كادرك الإعلامي الضخم إلى خادم لهذا الكتاب العزيز ؟ عسى أن يمحو الله تعالى بذلك عنك ما أسلفت ، وكلّنا قد أسلف من الأعمال ما يسأل الله عنها العفو والمغفرة .

لا أحب أن أطيل ، ولكنّي أحب أن أثير خيالك الخصب ، والذي أمدّك بكثير مما حوّلته إلى إنجازات منظورة ، أحب أن أثيره .. ليتخيل يوم أن تقف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليسقيك من نهره شربة لا تظمأ بعدها أبدا _ إن شاء الله _ .. ثم يسألك هذا النبي الكريم الذي أجزم أن حبّك له لا حدود له عن هذه المجموعة التي تنشر أشياء لم يكن ليرضاها حبيبك .. من سفور وتبرّج ونشر للأخلاق الساقطة والتي أجزم أنّك لو علمت تفاصيلها لما رضيت بها ، ولاقشعرّ جسدك المحب لهذا الدين ، ولخفق قلبك النابض بتعظيم رب العالمين ، حين تتخيل أن مليون مشترك يرى ويسمع ويتابع تلك المخازي السينمائية ..

هل تتمنى أن يعلم رسولك وحبيبك بكل هذا ، أم أنك تتمنى _ وما زلنا في مسرح الخيال _ أن تجيبه إذا سألك بأنك قد بعتها لله ، وجعلتها خير ناشر لدينه الذي أمضى عمره داعيا له ، ومنافحا عنه .. أغلق الآن ستائر هذا المسرح الوهمي ..

ثم قم كما يقوم الشجعان ، وانهض إلى مكتبك ، واستقبل الله بقلمك الذي وقعت به عشرات المشاريع .. واكتب ما يرضي ضميرك ، ثم أغمض عينيك ونم هانئ البال ..
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " ..

كلنا مسرفون على أنفسنا .. وكلّنا نحترق عندما ننام ونحن نشعر أننا في حرب مع الله سبحانه .. فكيف بنا لو طالت تلك الرقدة ؟ كيف بنا لو متنا مثلا ؟ إن الموت إحدى الاحتمالات القوية التي نضعها بجانب أسرّتنا لحظة إغماض أعيننا .. فما أجمل أن نضع بجانب هذا الاحتمال ، شعورا بالراحة ، وبأن الغفور الرحيم قد أبدل سيئاتنا حسنات . ساعتها ، لا فرق كبير بأن نستيقظ ، أو لا نستيقظ .. هذا على الأقل ما أشعر به ..

أخيرا : أدعو المولى أن يرفع عنك البأس ، ويطيل عمرك في الصالحات ، ويختم لك بخاتمة رضيّة ، ويجمعك في الجنة مع رفيق دربك .. إنه مجيب الدعاء ..

أخوك : علي جابر الفيفي
جبل أحد غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)