[راعي الديره]

لقد عشنا في هذا البلد الطيب

عقود مديدة , وسنين طويلة ,

ننعم بإجمتاع الكلمة , ولحمة الصف ,

إمتثالاً لأمر الله بالإجتماع ,

ونبذ الفرقة , والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ,

و تمشياً مع إرادة ولاة الأمر _حفظهم الله تعالى من كل سوء _.

يتنقل المرء بين أرجاء البلد فلا يشعر بالغربة ,

و لا يرى فرقه كأنه في مدينته و مع جماعته ,

و أمن عظيم يضرب به المثل ,

ما غبطنا عليه القاصي و الداني .

فلا أحزاب سياسية متناحرة ولا مذاهب ,

الناس كلهم على قلب واحد ,

وعقيدة متحدة في الظاهر , و أمر السرائر إلى الله ,

وكل الناس على الإسلام فهو الدين والمذهب .

وقد تربي الناس على العمل بالكتاب و السنة ,

و تعظيم علماء الأمة من الصحابة ,

ومن بعدهم إلى يومنا هذا من غير تنقص لأحد منهم ,

كما هو جلي واضح في كتبنا المدرسية ,

التي بنيت على قال الله و قال الرسول صلى الله عليه و سلم .

و لو سألت الواحد من الناس

عن مذهبه لقال : كتاب الله وسنة الرسول لا يعرف غير ذلك .

حتى ابتلينا بزمننا الحاضر القريب بشرذمة يسمون أنفسهم لبراليين ,

أردوا تقويض هذا الصرح الشامخ من الوحدة ,

وتفجير ينابيع الفرقة ,

بما انتحلوه من آراء غريبة , و أفكار عليلة ,

وفرضها على الناس ببجاحة ممجوجة ,

وجرأة غير مسبوقة , لأجل أغراض دنيوية _ هم أعلم بها_ .

وقد أنخدع بهم من ركب موجتهم ,

بحثاً عن الشهرة , و التصدر في أجهزتهم بالزوايا و الأعمدة ,

و الرضا بألقابهم , و أوصافهم المخادعة بالثقافة وغيرها .

تعاهدوا على نشر ما يبعث على الفرقة ,

من الضرب على وجود طوائف و جماعات متعددة في المجتمع ,

لا أدري ما هو مقصودهم هل هو إيقاظ الفتنة أم ماذا ؟

_ لعن الله من أيقض الفتنة وفرق الجماعة _ .

و ما يفعل في الإعلام من محاولة استفزاز و استثارة للناس ,

بمحاربة الدين وأهله و مؤسساته ,

و ما هو حاصل في معرض الكتاب ,

هذه الأيام من محاولة لاستفزاز الناس

بإخراج نساء _ اللاتي من مؤسستهم _ أمام الناس متبرجات ,

وكذالك بيع كتب محرمة ... فما هو المقصود من ذلك ؟

ما دخل العلم و المعرفة بمثل هذه التصرفات ؟

فقد مرت علينا سنين عديدة يقام معرض الكتاب ,

و لا يحصل فوضى و لا استفزاز للناس بمثل هذه الأعمال المدروسة ,

قبل أن يكون تابع لهذه الشرذمة , و الناس في غاية الراحة و السعادة ,

فنقف معهم ونقول : هل من العقل و الحكمة أن نأتي إلى بلدنا المتحدة صفوفه ,

المجتمعة كلمته فنحاول زعزعته , و نحن ننتمي إليه و نزعم حبه ؟!

فهل هذا رفض للنعمة , وحب للفتنه ؟!

أني أخاطب ضمائركم وبقية الإيمان في قلوبكم ,

بالمحافظة على وحدة الصف ,

والمكاسب التي حافظنا عليها من سنين ,

بسبب الأطماع , و شهوات النفس ,

والجميع يعلم علم اليقين ,

أن هذه الأفكار لن تقبل و لا تروج في بلاد المسلمين .

وقد رفضتها الشعوب أجمع ,كما هو معلوم .


و في الأخير أقول للناس لا يستخفنكم هؤلاء بهذه الأعمال المنكرة ,

فالمهم المحافظة على وحدة وأمن الوطن ,

ومعالجة الأمر بالحكمة و الرجوع إلى العلماء و الولاة ,

وعلى المسئولين الوقوف بحزم ضد من يحاول تفكيك وحدة الوطن .

نسأل الله السلامة و العافية ......