بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الأدَبُ الإسْلامِي وتَيارُ التَغْريب .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-04-2011, 10:38 PM   #1
سُمية
ذَات فوق المُلكية !
 
صورة سُمية الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: على أكتاف الغيم !
المشاركات: 2,071
الأدَبُ الإسْلامِي وتَيارُ التَغْريب .




منذ انبثاق الرسالة المحمدية وبزوغ فجر الإسلام نمى الأدب الإسلامي نموًا مطّردًا يُعالج قضية الجماعة ، وقضية الأمة ، وقضية الإنسان ، تاريخًا وقصة ورواية، شعراً أو نثراً متفرداً بقامته العالية، كمئذنة توغل في السماء ليس بالمنهج الذي يبني معماره على قواعد ترسيها العقيدة فقط ، بل من خلال تدفق الحياة الفكرية أو الوجدانية ؛ فأدباء العقيدة الإسلامية نجد لديهم هذا اللون من خلال تعبير الكاتب عن الكون والإنسان والحياة ، إنه يعبر عن الحياة المنشودة وفقاً لما تمليه عليه عقيدته من حياة العزة والكرامة والحرية ، وهذا لون يعتد به ويعتز به وينطلق منه كل أديب يخط لنفسه خطاً ملتزماً متميزًا ، ممتداً من قول الله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ) تعبيراً في التزام بالإسلام، والتزام بالكلمة، والتزام بالعقيدة، والتزام بالسلوك ، يقف عليها كـ مرتكزات ومنهجية واعية، الغاية منها هي حقيقة الرؤية الإسلامية ونظرتها إلى الإنسان، وتقويمه نحو الكمال، مما يجعل نص الأديب ذات مضامين هادفة يعالج من خلاله مشاكل الأمة ويرسم مسارها الواضح، بعيدا عن الضبابية والغموض والإبهام في الرؤى، فلا يخضع إلى ما تعارفت عليه المذاهب والمدارس الأخرى التي تخوض في الإباحية والجنس والتيه الفكري؛ التي أصبحت تياراً ثقافياً وفكرياً يقوده مستشرقون جاهلون أو مبشرون حاقدون أو أدباء ماجنون يراهنون على تمزيق هوية الأمة الثقافية، بالترويج للمذاهب والفلسفات الغربية، والتسويق للنظريات الاستهلاكية الشاذة، والتفريغ الفكري والثقافي ، وتشويه القيم التي تعارفت عليها المجتمعات، وتدمير الروح المعنوية للأمة، ونشر الضياع والفوضى والانحلال الأخلاقي ؛ فبسبب هؤلاء تشهد أمتنا اليوم انسلاخاً حضارياً، وعدواناً تدميرياً في مجال الأدب والثقافة، ومن ذلك ما يردده أهل الباطل من زخرف القول، وما يدَّعونه من حياد الفن، وتحرره من قيود العقيدة التي تنادى بها مَن يسَمَّوْن بـ "دعاة التنوير والحداثة" كسلاح لمحاربة فكرة الأدب الإسلامي واقتلاعها من جذورها ؛ قائلين أن الأدب طبيعة لغوية فقط لا يسير عليها هوية أو منهج ديني راغبين بقولهم أن يصنعوا أدباً علمانياً أو ماركسياً أو وجودياً أو غير ذلك مما تجد له أتباعاً متحمسين يريدون أن يُلْبِسوا أمتهم ما لا يتوافق ذوقها وأصالتها ودينها وتراثها الأدبي وما علم الأتباع أن الأدب ليس طبيعة لغوية فحسب بل طبيعة فائقة ملتصقة بالتاريخ والثقافة والحصن الأخير للدفاع عن الهوية الإسلامية ، وإذا إنهارت ثقافة أمة كان ذلك إيذاناً بانهيار الأمة نفسها كما كان الوجود العربي في الأندلس يتثاءب تثاؤب المريض الذي هدت كيانه الأوصاب وكانت الثقافة العربية الإسلامية يؤمئذ تتقاتل قتالاً تراجعياً دفاعاً عن ذلك الوجود الذهبي الذي ضاعت ملامحه وديس شرفه وكبرياؤه فانكفأت الأمة تعلق جراحها وتمضغ صابرة قهرها وقد استبد بها سبات عميق ولا خلاص إلا بوقوف الأدباء الشرفاء بحزم أمام تلك الدعوات بكـل مذاهبـها وأجـناسها ورجالها وأدواتها ، حتى لا يصبح الأدب الإسلامي فاقد الوعي والذاكرة، وتكون الهوية قسمةً على موائد الغرب وفتات الآخرين؛ فالغرب الآن لا يسلب الثروات المادية للأمة الإسلامية فقط كما كانت الحال في الأيام الاستعمارية البائدة، ولكنه يدمر القوى الفكرية والثقافية والروحية التي تحارب فكرة الأدب الإسلامي واقتلاعه من جذوره حتى تصبح ثوابت هذه الأمة ومحكمات هذه الملة غرضاً مباحاً لهؤلاء الجهلاء، يخوضون فيه طعناً وتسفيهاً وتشويهاً وتزييفاً، خشيةً من الرؤية "الإسلامية " التي تبصرها هوية الأدب ، فلا تتحرك الجيوش ولا تتحطم الأسوار، إلا بعقائد يحملها، إما صالحة وإما فاسدة، ولا يلهب هذه العقائد ويحركها في النفوس إلا الأدباء الشرفاء .

بقلم :
[دَمعَةُ سَحَاب ] والغَيثُ دَمعُ الغَمَامْ
السبت : 5 - 5 - 1432هـ


__________________



العقل ترقية ، والمال تنمية ؛ وكلاهما لاغنى للأمة عنّها .. !



سُمية
سُمية غير متصل  


قديم(ـة) 10-04-2011, 04:11 AM   #2
عبدالسلام بن خالد
عـضـو
 
صورة عبدالسلام بن خالد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: في أرض الله الواسعة ,
المشاركات: 1,407
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

مقال جميل جداً والاجمل أن ينشر في المجلات والشبكات والموقع ,

لأن الحديث عن هذا الموضوع نادر جداً , وكثير من الكتاب والمؤلفين الإسلاميين لم ينتبهوا له إلا مؤخراً .
ولأن كما ذكرتكم أن التغريبين ولجوا من هذا الباب الخطير فألفوا الروايات الفاسدة ونظموا القصائد الفاحشة وكما غربت مصر في أول أمره بهذا الأمر " المسرحيات " وكذلك لبنان .
إن قضية الأدب قضية مهمة جداً في الأمم , فتجد الأنجليز يتفاخرون بـ ( شكسبير ) وكذلك الرومانيون والصينيون وغيرهم من الأمم ! ولكن في أمتنا وللأسف لاوجود للأدب الإسلامي ونادراً مايتكلم به وقد تزعمه في هذا العصر عدة شعراء وأدباء وروائين نحسبهم من أهل الصلاح ولانزكي على الله أحد , كالشاعر محمد إقبال وعبدالرحمن رأفت الباشا والدكتور عبدالرحمن العشماوي والدكتور عبدالله العريني وغيرهم من رابطة الأدب الإسلامي .

إن غياب الأدب الإسلامي عن الساحة يجعل الناس يتأثرون بعدة أمور عدة , أذكر منها :
1- الإستعانة بروايات الكفر وشعرهم ومعلوم مافيها من الأخطار العقدية .
2- الإستعانة بروايات وأشعار أذناب الكفار في بلادنا " التغريبين " الذين همهم " الجنس " ولا شي سواه .
3- عدم الإنتباه إلى المراجع العظيمة في الأدب من كتب وشعراء سابقين وإندثار سيرهم كحسان وغيره .
4- خروج جيل جديد من كتاب الروايات والشعر بدين إسلامي لكن لباسه غربي والله المستعان .
وغيرها الكثير من الأمور ..

إن على الأمة الإسلامية التمسك بأدبها وشعره ونثرها .. ولقد اهتم به محمد صلى الله عليه وسلم فقل : [ اهجهم وروح القدس معك ] أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ومحاولة إبراز شعراء الإسلاميين في هذا العصر وتكثيف الخروج في القنوات ونشر المواقع التي تخدم الأدب الإسلامي ككل , وأيضاً التحذير من أبواق الغرب أصحاب التغريب في بلادنا ..
ونشر كتب الأدب الإسلامي من روايات ودوواين وبيعها بسعر رخيص حتى يتسنى للكل شرائها ,
وجميل أن ينشئ لدينا جيل يحب الأدب ويتذوقه ,,

لكم وافر مودتي , والمعذرة على الإطالة وبارك الله فيما قدمتم .

محبكم ,,
__________________
" :: ( إن أمة تتزحزح عن دينها مقدار شعره , تنأى عن مراقي الفلاح والعزة سبعين ذراعاً ) :: "
فصيح الحجاز الشيخ علي بن عبدالخالق القرني
عبدالسلام بن خالد غير متصل  
قديم(ـة) 10-04-2011, 07:47 AM   #3
سُمية
ذَات فوق المُلكية !
 
صورة سُمية الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: على أكتاف الغيم !
المشاركات: 2,071
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عبدالسلام بن خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

مقال جميل جداً والاجمل أن ينشر في المجلات والشبكات والموقع ,

لأن الحديث عن هذا الموضوع نادر جداً , وكثير من الكتاب والمؤلفين الإسلاميين لم ينتبهوا له إلا مؤخراً .
ولأن كما ذكرتكم أن التغريبين ولجوا من هذا الباب الخطير فألفوا الروايات الفاسدة ونظموا القصائد الفاحشة وكما غربت مصر في أول أمره بهذا الأمر " المسرحيات " وكذلك لبنان .
إن قضية الأدب قضية مهمة جداً في الأمم , فتجد الأنجليز يتفاخرون بـ ( شكسبير ) وكذلك الرومانيون والصينيون وغيرهم من الأمم ! ولكن في أمتنا وللأسف لاوجود للأدب الإسلامي ونادراً مايتكلم به وقد تزعمه في هذا العصر عدة شعراء وأدباء وروائين نحسبهم من أهل الصلاح ولانزكي على الله أحد , كالشاعر محمد إقبال وعبدالرحمن رأفت الباشا والدكتور عبدالرحمن العشماوي والدكتور عبدالله العريني وغيرهم من رابطة الأدب الإسلامي .

إن غياب الأدب الإسلامي عن الساحة يجعل الناس يتأثرون بعدة أمور عدة , أذكر منها :
1- الإستعانة بروايات الكفر وشعرهم ومعلوم مافيها من الأخطار العقدية .
2- الإستعانة بروايات وأشعار أذناب الكفار في بلادنا " التغريبين " الذين همهم " الجنس " ولا شي سواه .
3- عدم الإنتباه إلى المراجع العظيمة في الأدب من كتب وشعراء سابقين وإندثار سيرهم كحسان وغيره .
4- خروج جيل جديد من كتاب الروايات والشعر بدين إسلامي لكن لباسه غربي والله المستعان .
وغيرها الكثير من الأمور ..

إن على الأمة الإسلامية التمسك بأدبها وشعره ونثرها .. ولقد اهتم به محمد صلى الله عليه وسلم فقل : [ اهجهم وروح القدس معك ] أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ومحاولة إبراز شعراء الإسلاميين في هذا العصر وتكثيف الخروج في القنوات ونشر المواقع التي تخدم الأدب الإسلامي ككل , وأيضاً التحذير من أبواق الغرب أصحاب التغريب في بلادنا ..
ونشر كتب الأدب الإسلامي من روايات ودوواين وبيعها بسعر رخيص حتى يتسنى للكل شرائها ,
وجميل أن ينشئ لدينا جيل يحب الأدب ويتذوقه ,,

لكم وافر مودتي , والمعذرة على الإطالة وبارك الله فيما قدمتم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واجبنا أن نأخذ بحق القلم في دنيا البصيرة ومن ثم تشاركنا عين القراء ليكون النص ملكاً لهم في النشر والنفع
وتعقيبكم الثريٌ صب في المصب الصحيح فالأديب هو أديب يصنع أمةً بأكملها
__________________



العقل ترقية ، والمال تنمية ؛ وكلاهما لاغنى للأمة عنّها .. !



سُمية
سُمية غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)