[أبوسارة اليامي]

(1)
في ظهر يوم الأربعاء الموافق : 4 / 12 / 1431هـ , سرتُ على بركة الله من : ( مدينة بريدة ) , مُتجهاً ( لمدينة حائل ) , وأنا أستعرض شريط الفديو الخاص بزيارتي الأولى قبل سنتين من هذا التأريخ, وعندما رأيتُ اللوحة الأولى للمسافة المُتبقية ( لمدينة حائل ) , بدأت أتأمل في سِرِّ الحُبِّ ( لمدينة حائل ) : أهو مُرتبطٌ بأهلها ؟ أم له عِلاقةٌ قوية بالأصدقاء الأوفياء ؟ أم لكرم النفوس الحائلية التي رأيتها آنذاك من الصغار والكبار؟ ...لا أدري عن مدى صحة الإجابة على هذه التساؤلات ؛ لأنه من الصعب جداً تحديد تلك الخيارات , فكلها تُمثلُ مَدخَلاً واحداً في قراءة تلك المحبة ...
خلال هذا التفكير, والبحث عن مَخْرجٍ طارئ من هذه ( الأسئلة ) ؛ رأيتُ الحقيقة أمامي مُشيرةً أنَّ المسافة المتبقية : هي ( 30 كم ) , فعلمتُ حينها أنَّ الفؤاد مازال هناك أسيرا في كرم النفس الحائليّة بعد رحلتي الأولى ( عام 1429هـ ) ؛ وبالتالي لا أستطيع التحكُمَ في بيان الحديث ( لمدينة حائل ) ؛ فكم أثراً تركتُهُ رحلتي هناك بكل ماتعنيه هذه الحروف من الحُبِّ والذكريات الجميلة , وقد آنَ الأوان أنّ أكتب هذه الخاطرة بعد زيارتي الثانية لها , والتي لن تكون الأخيرة – بإذن الله – .
بين تلك السنين مرّ شريطٌ طويل من المواقف والذكريات التي لا يمكن أقول عنها إلاّ أنَّها صفحةٌ من معاني الحب والإكبار مع الأخ الغالي والصديق الوفيّ : ( عبدالرحمن بن فرج المهوس أبوحكيم , بندر النماصي أبوسارة ) لأني عرفتُ كرم حاتم الطائي في كلماتهم والترحيب منهم - فضلاً – عن طِيبِ المَعدنِ وسُمُوِّ النفس – وهي عادتهم - .

(2)
من هنا كتبتُ ذكرياتي وبكل بساطة ؛ لأنِّي أريدُها أن تظلَّ حيةً , ومفتوحةً لمن يأتي ( لمدينة حائل ) , وليس هذا من خُصوصيّةِ الطّرْح الشخصي ؛ لأني أؤمنُ جداً ؛ أنَّ المشاعر إتجاهَ تلك النفوس المليئة بمحبة الغير تبقى أسيرة في مواقف السخاء والكرم , وكأنَّهم ينتظرون الناس لإستقبالهم , وغرس الحُبِّ في نفوسهم دون سابق إنذار .
ممَّن كان معي في رحلتي ؛ الإخوة : محمد الثويني ، عبدالله الجوعي ، فهد السعوي ( من أهالي مدينة بُريدة ) – الغالية على نفسي - , وعندما وصلنا ( لمدينة حائل ) , كان ثمَّة موعدٌ سابق مع ( الأخ المُبدع : عبدالرحمن العثمان التميمي ) في حي النقرة والذي كان هو سِرُّ الزيارة ( لمدينة حائل ) , وذلك بعد موعدٍ وإلحاحٍ منه مُسبقاً – وفقه الله وحفظه – لزيارته في منزلهم العامر هناك , بعد تعارف بيني وبينه في الفيس بوك , فقبلت الدعوة لأنها من النصوص الشرعية في حقوق المسلم على أخيه المسلم ؛ كما جاء عند البخاري في صحيحه : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ : رَدُّ السَّلاَمِ , وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ , وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ, وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ , وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ.
فعندما أقبلنا على المنزل ؛ فإذا بالباب الطائي مفتوحاً على مِصرَاعيّه , وصاحبنا يقف على الباب مُرحباً.
وكان الحديثُ المُهذَب من طالب الثانوية العامة – سدّده الله في مستقبله - لضيوفه يُنبئُك على أدبٍ جمّْ . وليت شعري لمن لا يعرف أسرار ذلك المجلس أن يزور صاحبي الغالي الشَّهم , ليتعرف على تلك النفس الكبيرة في فكرها وأهدافها .
وبعد ساعة من كرم الضيافة ؛ طلبته الإذن للذهاب فلدينا موعدٌ آخر ولكنّه من نوعٍ آخر, ذلكم الموعد مع صديق العُمرالأول : ( أبوحكيم , عبدالرحمن المهوس ) وقد وجدتُ صعوبة في قبول عذري لدى ( أخي الغالي : عبدالرحمن العثمان ) – وفقه الله – ؛ وما ذلك إلاّ لأنه يريد أن يُكرمَ ضيفانه أسوة بأبي الأنبياء إبراهيم – عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم – عندما جاء لضيفانهِ بعجل سمين : { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون } .
والمقصود من هذا : أننا خرجنا من ذلك المنزل العامر , وقلوبنا تهفو محبة لذلك الشاب الطموح في حياته , ومن أراد معرفة ذلك الوفيّ فليدخل عالم الفيس بوك ؛ لأنه يعرفُه جَيِّداً بأعماله الإبداعية في الإنتاج – وفقه الله وأيّده بحفظه التام - .

(3)
توجهنا بعد ذلك لمقر السكن ( الشقق الحائلية ) في حي الملك عبدالله ( ولي العهد سابقاً ) وبعد صلاة العشاء كان هاتفي الجوال يُعطي نغمة خاصة لصديق خاص – جداً – هو : ( عبدالرحمن المهوس ) وقد وصل لمقر السكن فصعد للدور الثالث شقة (302) ؛ فتحتُ الباب فإذا بالوفاء يقفُ أمامي دون ألغاز في قراءةٍ باهرة الجمال , ومعاني الروعة ؛ فهلّلّتُ به ورحبتُ بعهدٍ جديدٍ من الرؤية واللقاء مع صديقي الغالي , وبعد أن عرّفتهُ بأصدقائي الذين أتو معي وقد وقعوا – هم - في حُبِّ أخلاقه وأدبه الراقي – مع أني والله – لا أحب مدح الشخص والثناء عليه ؛ لأني أضمنُ – بإذن الله - أنَّ هذه الحروف ستصل إليه . فأنا أتحدثُ عن لوحة تعددت ألوانها فكانت في النهاية عفوية وبساطة في الأسلوب.
إنطلقنا على بركة الله مرافقين لحبيبنا الوفيّ ( أبوحكيم ) في سيارته ؛ وقد رأيت مناظر وتطويرلم ترهُ عيني في هيئته الجمالية والإبداعية كما رأيته هناك – وليس هذا من المُجاملة – وقد إستمرت ( 6 ساعات ) مابين جماليات الجبال ؛ وتُحَف الصَنّعة ؛ لذلك لم تكن تلك الرحلة مُتهمَةً بسرقة لُبّ الزوار عبثاً .
وأثناء ذلك توجهنا لمقابلة الصديق الغالي صاحب الصوت النديّ في كتاب الله – عزوجل – ( بندر النماصي , أبوسارة ) , والذي تشرفتُ كثيرا عندما أطلق على إسم إبنته البكر ( سارة ) ؛ محبة في كنيتي , ولكنّها توفيت – رحمها الله وجعلها شفيعة لأهلها يوم القيامة – في حادثٍ أليم على طريق ( القصيم – الرياض ) مع خالها .
ولم يكن إستقبال أخي وصديقي ( أبوسارة النماصي ) بأقل ممَّا تقدم ؛ بل هي منظومة متكاملة في الكرم الطائي .
رجعنا لمقر السكن , والنفس ترفضُ الوداع ؛ ولا غرابة في ذلك فقد قالوا : ( كلمة الوداع هي أقسى كلمة يسمعُها مُحب , لكن حينما يكونُ وداعا يتجددُ بعده اللقاء فلا بأس ) ولسان حالي ومقالي :
إذا تباعدت من حبيبٍ * فلا يهولنّك البِعادُ .
وانتظر العود من قريبٍ * فإن عكس الوداعِ عادُ .
وأخيراً وليس آخراً :
أستودعك الله صديقي الغالي الوفيّ ( عبدالرحمن العثمان , عبدالرحمن المهوس , بندر النماصي ) - , وأنعم الله عليكم من فضله وإحسانه , وأراكم – بإذن الله – وأنتم شموعٌ في تأريخ أمتكم , ومصابيح دجى لإخوانكم ومن له حقٌ عليكم .

محبكم الدائم ولأهل حائل : علي بن مسفر لسلوم اليامي , أبوسارة .
الخميس الموافق : 8 / 11 / 1432هـ .
مدينـة نجـران - حي الأمير مشعل .

[عمر بريدة]

ماشاء الله تبارك الله اشكرك اخي علي

[صلب القصيم]

ما شاء الله ..

كتابه رائعة

عمر

[» أوّاه !]

ذكريات رائعة ..

» أدام الله محبتكم وحفظ لكم حائل من كل شر ..

[أبوسارة اليامي]

العفو صديقي الغالي عمر بريدة بيض الله وجهك على الزيارة

[أبوسارة اليامي]

صاحبي الغالي صلب القصيم : مرورك أروع بيض الله وجهك على الزيارة

[أبوسارة اليامي]

الأخت أواه شكرا لكم على الزيارة