بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عندما تتحدى الإرادة عجزالإعاقة.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-10-2011, 06:24 PM   #1
أبوعمر(الغنام)
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 32
عندما تتحدى الإرادة عجزالإعاقة.

عندما تتحدى قوة الإرادة الإعاقة ... وائل العمري أنموذج يحتذى به
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة تصيبك الدهشة عندما ترى شخصاً في مجتمعاتنا بهذا الطموح ... عندما ترى شخصاً بهذه الإرادة القوية .
ولد معاقاً ... ولم يستسلم بل زاده ذلك قوة وإصراراً.
قوة إرادته تحدت الأسوياء وسلاحه في ذلك الاعتماد على الله والصبر ودعاء الوالدين .
لن أزيد على ماذكرت وأترككم مع كلمات وائل العمري .
-----------------------
السلام عليكم

تعتبر الإعاقة تحديا كبيرا خصوصا في المجتمعات التي لا تعي بشكل جيد كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص. فنظرات الشفقة والعطف التي تلاحق المعاق في كل لحظة هي مما يشعره بالضيق والغضب معا.

ولدتُ في عام أربعة وأربعمائة وألف في الطائف. وكان قدر الله أن أولد مصابا بمرض تيبس المفاصل المتعدد، حيث تكون العظام سليمة في الغالب والجزء المتضرر هو الأنسجة اللينة (العضلات والأوتار) ويسبب ذلك محدودية الحركة والمشي.

بعد سلسة طويلة من العمليات الجراحية من سنّ تسعة أشهر وحتى التاسعة، استطعت تقريبا الاعتماد على نفسي. المساعدة الوحيدة التي أحتاجها هي لبس الجوارب أكرمكم الله. درست الابتدائية في مؤسسة رعاية الأطفال المشلولين في الطائف. كنت من أشهر الطلاب وأكثرهم شهبية خصوصا بين المعلمات الفاضلات. كنت متفوقا، دائم الابتسامة، ومثقفا.

انتقالي للمرحلة المتوسطة في مدارس التعليم العام كان تحديا مهما وصعبا، الإساءات المتكررة والمقصودة مما كون لدي حالة من الاستياء تمتد آثارها حتى الآن. المرحلة الثانوبة كانت أفضل قليلا بحكم نضج الطلاب وانشغالهم بالدراسة أكثر من ذي قبل.

في كلتا المرحلتين، كان دعم والدي ووالدتي - أطال الله في عمرهما - شيئا أساسيا ومهما جدا، فبالرغم من حالة الحزن والغضب الشديدين إلا أنهما ما فتِئا يشجعاني ويصبّراني حتى أتممت التعليم العام بنجاح.

المرحلة الجامعية كانت تجربة مختلفة، لم أجد أي مضايقات، بل كانت نظرات الإكبار والإعجاب تلاحقني أينما ذهبت. يستغرب المجتمع السعودي وجود فرد من أفراده يستمتع بحياته بالرغم من الإعاقة. أنا أعتبر أن المعاق فرد طبيعي من أفراد المجتمع، لكن هذا المجتمع يخجل من الاعتراف بذلك، بل ويعتبر هذا المعاق عالة عليه وأهلا للشفقة والعطف.
كنت ولا زلت متمردا وأحاول الانفلات من قيود الإعاقة، ونجحت في ذلك إلى حد مدهش. واحد من أهم العوامل المساعدة على التغلب على الإعاقة هي القراءة. بدأت القراءة منذ سنّ العاشرة، وكنت معجبا بسيرة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله. درست الترجمة في جامعة الملك سعود بقسم اللغة الإنجليزية، وعملت مترجما في شركة صغيرة لمدة قصيرة.

يسّر الله لي وحصلت على فرصة ابتعاث خارجي واخترت جمهورية الصين الشعبية. لم أندم قطّ على هذا الاختيار، فقد استمتعت بكل لحظة هناك، درست بجد، وسافرت إلى أكثر من أربعة عشرة مدينة، إلى جانب العدد الكبير من الأصدقاء الصينيين.

أختم بقولي أن الإعاقة ليست عائقا أبدا، استعن بالله ولا تعجز، كذلك يجب على الوالدين أن يثقوا في ابنهما المعاق، وأن يعطوه الفرصة الكاملة ليثبت نفسه ويضع قدمه على طريق النجاح.

اللهم بارك في جهدي وعملي، وارزقني رضى والدي وارزقهم برّي. وأعنّي على طاعتهما ورضاهما وقرّ عيني بسعادتهما، وبلغني آمالي كلها يا رب العالمين.. آمين

-------------



Wael S. Alomari
瓦爱乐
وائل الــعُمري
أبوعمر(الغنام) غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)