[خزرجي بريدة]

بسم الله الرحمن الرحيم

لو تأملنا بعض مفسري الرؤى في عصرنا هذا لوجدنا العجب العجاب فسبحان الله يقولون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير فكم فرقوا من أزواج وكم شتتوا من بيوت وكم أقلقوا من امرأة حتى بدأت تعاني من أوهام وضغوط نفسية!!
ولا نقول كلهم لئلا نظلم أحداً بل نقول بعضهم -هداهم الله- فيفسر الحلم للمرأة وقد تكون أحاديث نفسية قبل النوم أو وساوس شيطانية فتتعلق به المرأة مدى الحياة وتراودها الشكوك والظنون وأشياء لم تخطر على قلب المفسر ، مع أن للمفسر شروط كثيرة على رأسها تقوى الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى(واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم)
ومنها أيضا على سبيل المثال: التواضع قال تعالى(سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) وكذلك غض البصر لتتحقق فراسة المؤمن..
سئل المفسر الشهير أبوعبدالله محمد بن سيرين كيف لك هذا –يعني التفسير- فقال إني لأنظر إلى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها!!
فسبحان الله على هذه التقوى العظيمة.
وكان إبراهيم ابن أدهم -رحمه الله- لاتخطئه فراسة.
وعكس هذا أناس فساق همهم مخاطبة النساء وسماع أصواتهن وابتزازهن مع أنهن ضعيفات لاسيما البعيدات عن الله..
فهناك بعض النساء -هداهن الله- تضع جوالها أمام عينيها فما أن تقوم من فراشها إلا وتسترجع كل ما مر عليها من وساوس وأحاديث النفس ثم تتصل بكل مفسر ليخبرها عن كل ما رأت فيفسر برأيه وما أدراك ما رأيه!!
لا يسأل عن تفاصيل الحلم ولا عن شخصية صاحبه وقد كان ابن سيرين –رحمه الله- يستفسر عن كل شيء يدله إلى التأويل الحق والعلم اليقين.
فقد سأله رجلان عن رؤيا كلاهما رأوا أنهم يؤذنون فقال للأول تحج وقال للثاني تقطع يدك!!
فتعجب الناس لهذا التأويل مع أن الرؤيا مماثلة!!
فقال إن الأول عليه سمات الخير والله سبحانه يقول(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً) وأما الثاني فعليه سمات الشر والله سبحانه يقول(ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون) فلا بد من دراسة الحال والشخصيه..
كما أنه لا بد من معرفة الزمان والمكان فقد سأل رجل ابن سيرين عن نار رآها في جحر بجبل فقال ابن سيرين اسرع إليها فعجل لها فإذا هي ذهب ، وبعد شهور رأى نفس الرؤيا فأسرع إليها دون أن يخبر ابن سيرين عنها فإذا هي عقرب فلدغته!!
فرجع إلى ابن سيرين غاضباً متألماً فضحك ابن سيرين حتى غشي عليه ثم أخبره أن النار تختلف في المكان والزمان فمكانها واحد ولكن زمانها يختلف فالنار في الشتاء طيبة ومطلوبه فهي تلمع كالذهب وأما النار في الصيف فهي لدغة العقرب وحرارتها والنار في الصيف خطيرة وليست مطلوبة فتعجب الرجل وانصرف!!
كذلك قصة العالم الذي سرعان ماانتهى من صلاة الفجر إلا ويطرق باب بيت ابن سيرين فقال ابن سيرين لو دعيتني ياشيخ فآتيك قال الشيخ لا فالحاجة لي أنا وتتطلب العجلة..
قال سل حاجتك؟
فقال الشيخ لقد رأيت أن ملك الموت دخل بيتي فأخذني الفضول فسألته عن أجلي وكم بقي لي بالدنيا؟
فلم يتكلم ملك الموت ورفع يده وأشار بأصابعه الخمسة ثم انصرف ولم أعلم أهي خمسة أيام أم خمسة أشهر أم خمس سنين!!
فضحك ابن سيرين حتى دمعة عيناه فقال الشيخ: أتهزأ بي ياأبا عبدالله وتضحك علي!!
قال لا
ولكنك سألت ملك الموت فأجابك!!
قال بما أجابني؟


(( انظروا ماذا قال العلامة ابن سيرين-رحمه الله- فلو كان في عصرنا هذا لقالوا خمسة أشهر أو خمس سنين أو قالوا لعل أجلك قريب!!
سبحان الله بعض المفسرين -هداهم الله- يحدث بتفسيره ضوضاء وهموم وغموم بغير علم وهذه والله مصيبة عظيمة...)) تكملة القصة


قال ابن سيرين ما ذكره الله عزوجل بالقرآن الكريم وهي الخمس التي لا يعلمها إلا الله عزوجل (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث (حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".) ثم قال إن ملك الموت أجابك وأشار بأصابعه الخمسة أن لا أعلم عن هذه الخمسة شيء وأجلك منها!! أنتهى
فسبحان الملك العلام يوت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أتي خيراً كثيراً.

[غيث السماء]

...

حسن تصريف الأمور نفتقده اليوم في كل مجال

الموضوع قيم بارك الله فيكم

...