بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قصص المشاكل الزوجيّة تحتاج لدروس تأصيليّة ،،،

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-03-2012, 08:04 AM   #1
أبو البـراء
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
البلد: في أرض الله
المشاركات: 173
قصص المشاكل الزوجيّة تحتاج لدروس تأصيليّة ،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

في إحدى المنتديات قرأت قصة ، وهي باختصار تحكي عن زوجين كادا يفترقا بسبب تهديد الزوج بالتعدد مع حبه لها وكان تهديده لها كالتربية ، ولحماقة المرأة طلبت الطلاق وذهبت لأهلها ، واتصل الزوج بها وحاول إقناعها مراراً وهي مصرّة ، وبعد ستة أشهر رجعت له وطلبت منه أن يأتي بالزوجة الثانية وعندما اجتمعوا سألتها الأولى ألم تحملي بعد ، كأنها تريد الإستهزاء والتنقص ، فكانت الصدمة ،، قالت لها لم أتزوج إلى قبل 15 يوماً ،،،

وطبعاً الردود أصبح منهم المؤيد والمعارض ،، وهذا ردي على الموضوع بعد التعديلات ، والله أسأل أن ينفع به ،،

كم قرأنا وسمعنا عن قصص في الحياة الزوجيّة سعيدة وقصص محزنة ، فمن النّاس من يتّعِض ومنهم من يسْتَبِد برأيه ويعترض ،،
ولذا إخوتي لما نقف دوماً عند مفردات القصة بل وكل قصة ،، ثم نَستَخرِج منها العِلَل ونُنَظّر ثم نضع الحلول على ضوء قصة وقعت ،،
ولهذا السبب نجد المقبلين على الزواج ذكراً كان أو أُنثى يجتهدان بالبحث والسؤال والإستشارة ،، وهذا جيد وحسن بل هو المطلوب ،، ولكن المشكلة والمصيبة عندما يسألون ويستشيرون مالاعلم لهم ولادراية ،، فيبدأ المسؤول بطرح النصائح والحلول ، وبعضه أو جله لايخرج غالباً عن تجربته أو تجارب غيره ،، أوقصة ورواية قرأها أو سمعها ،، ثم يبني هذا المسكين وهذه المسكينة قواعد وأفكار،، وبعد الزواج يبدأ الصراع فكلٌ يتربص بالآخر فإن فعل شىء قالت صدقت فلانة وإن فعلت شىء قال صدق فلان ،، وماالنتيجة !
تسوء العشرة ويحصل التنافر والتباغض من الطرفين وفي النهاية إما الإنفصال أو الحياة التعيسة ،، فما الحل وما الواجب فعله ،، أقول وبالله التوفيق :
في زماننا انفتح الناس وانبهروا بالحضارات الغربيّة وأقبل الغرب بخيلهم ورجلهم من إعلام وتقنيات وسهولة اتصالات ومواصلات ،،والله المستعان ،،
وكَثُرَت الأقلام وأنتشرت الكتب تتحدث عن الحياة الزوجية ،، فبدأ التنظير وكل يدلي بدلوه ،، فهذا يُقَعّد القواعد وذاك يُرَتّب الجداول اليوميّة ،، لابد أن تقول للمرأة كذا وكذا ،، ولابد لكِ أن تفعلي كذا وكذا ،وكأنه يتكلم عن آلات إلكترونية ،، أنا لا أُهمش هذا ، فبعضهم محسنٌ باغي للخير والآخر يملي ما يملا عليه ،، ولكن في أرض الواقع لانستطيع تطبيقه بحذافيره ،، فنحن بشر نحزن ونفرح ، ويتقلب المزاج وتضطرب النفسيات حسب الظروف ،، ولابد ،،
فالحياة الزوجية الناجحة ليست بكلمات حب تقال أو أبيات شعر تصف الحال ، وماشابهَهَا، نعم هذا أمرٌ مطلوب وقد سئل عليه الصلاة والسلام من أحب النّاس إليك قال عائشة ،، ولكن المقصد قد يتكلم أحد الزوجين بكلماتٍ لاتحصى من أشعار الغزل والحب وغيره ،، فربما أثرت زمناً وبعدها وما أسرعها تتلاشى ، وفي المقابل قد ينطق أحدهم بكلمة أُحِبُك أويفعل بموجبها دون نطقها مايدل على المحبة فتعلق بالقلب وتعيش الدهر كله ،، فما خرج من القلب لايستقر إلا بالقلب ،، وكلٌ له تعبيره في الحب فهذا بقوله وذاك بأفعاله ، وقد أحسن من جمع بينهما ،،
فمقصودي أيها الفضلاء ،، أن أصل الحياة الزوجية سكن ومودة ورحمة ،، { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وأيضاً إنشاء جيل صالح يعبد الله حق عبادته ،، وولد صالح يدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما ،،، وأما الأمور الفرعيّة فتأتي تبعاً ،،
ولذاإخوتي في الله ،، نصيحة أخٍ ومُشْفِق ،، حسبنا بشريعة ربنا الكاملة المطهرة ففيها الحق ظاهر أبلج ،،والحق أحق أن يتبع ،، ولاحول ولاقوة إلابالله ،،
فلم يكثر الطلاق في زماننا إلا بعد ابتعادنا عن ديننا وتعاليمه فديننا ولله الحمد كامل ويسير{ .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..} فعلمنا الأصول وبين لنا الفروع بل وحتى آداب الخلاء لم يهملها { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
فالله جل في علاه خلق الإنسان من ذكر وأُنثى وأعطى كل ذي حقٍ حقه فأحل لهذا أشياء وحرم أُخرى وحرم على هذه أشياء وأَحل أُخرى على ماتقتضيه حكمته سبحانه ،، وقال جل وعلا { و لَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }
وقال جل وعلا { .. وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ .. } وجعل القوامة للرجل من نفقة وكسوة وسكنى { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. } ،،
والصالحات القانتات هن الحافظات للغيب بما حفظ الله ،، والحذر الحذر أُخية من التكبر والإرتفاع ،،{ .. فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }
وإياكِ أُخية من التشبه بالنساء المسترجلات وقد قيل ،، قلما ترى مشكلة يكون الرجل فيها ضارباً لزوجته إلا وتجد في هذه المرأة شئ من الإسترجال ،،
فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ،،
وأعلمي أُخية أن ليس أذل شىء بالدنيا من السجود لمخلوق أياً كان ،،ولذا لم يكن السجود إلا لله جل وعلا ،، ومع هذا يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام ( لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )
ولتعلمي أُخيّة أن طاعة الزوج بالمعروف لايَضَعُ من قدركِ بل يرفعه ويعلي شأنكِ وتفوزي بجنةِ ربكِ ،، يقول عليه الصلاة والسلام ( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها قيل لها : أُدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) وماذا يُريد العبد من الدنيا سوى رضى الله وليس بعد رضى الله إلا الجنة ،،
أُخية تعدد الزوجات لاأقول ارضي به سراً وجهراً فهذا أمرٌ قد يصعب ،، ومقصدي بالرضى هو الرضى الجبلي التي فطرت عليه ،، وأما الإيمان به فهو واجب ولاإشكال فيه ، فقد جاء في الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ،، فمادام أنكِ رضيتي بدينه وخُلُقِه ورضيتيه زوجاً لكِ وأباً لأبنائكِ ،، فلأن ترضي بحقه الذي أحله الله له أولى وأوجب ،، فلا تُفْرِحُوا الشيطان بالفِرَاق ولْيَكن شرع الله هو الفصل بينكما عند الشِقَاق ،، { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
وعليه ،، فأي فعل أو قول يَعرض للمرء ذكراً أو أنثى فلْيَعْرِضه على الكتاب والسنة فإن وافقهما قبلناه وإن عارضهما ضرباً به عرض الحائط أياً كان قائله ،، وما روي في القصة من فعل المرأة ،، يدل على جهلها وحماقتها ،، قد يقل قائل أن الرجل أخطأ بتعريضه وكلامه بالتعدد وبالتالي فالمرأة أصبحت تعيش بخوف وقلق ونزع منها الأمان ،،يا سبحان الله ،، أقول له قس قولك على الكتاب والسنة ففي الكتاب أحل الله هذا الأمر وفي السنة فالنبي صلى الله عليه وسلم توفاه الله وفي ذمته تسعة نسوة ،، فهل أمهاتُ المؤمنين كن يعشن بخوفٍ وقلق مع النبي صلى الله عليه وسلم ،، لايقل هذا مؤمن ، بل هنيئاً لهن وماأسعدهن ببعلهن عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ،،
وبعض النساء يأتيها الشيطان ويوهمها أن زوجها لم يعدد إلا لكرهه لها ، وهذه من حيله الخبيثة ، وقد سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك قال عائشة قال من الرجال ، فلم يقل أبوبكر قال أبوها ، ومع هذا كان في ذمته أكثر من واحدة عليه الصلاة والسلام ، ولاننسى حبه ووفائه لخديجة رضي الله عنها ،، وأيضاً بعض النساء يرددن أن هذا رسول الله ، فلو كان زوجي هو لرضيت ، أقول والله من كان هذا طبعها لن ترضى ولو كان مَلَكاً ،،
فلتعلمي أُختاه أن الحكمة فيما شرعه الله سبحانه والخير والفلاح بالتسليم لأمر الله ، فما شرعه سبحانه إلا لحكمة يعلمها ، وقد نعلم بعضها وقد نجهلها ، ولْيَكُن قولنا هو سمعنا وأطعنا ، سواء علمنا الحكمة أم جهلناها ،
فإن ألمح الرجل للزوجته بالتعدد أو حتى فعل وعدد ،،فلتتذكري أُختاه أنه أمر أحله الله للزوج فالترضي به ولتصبري وإن شق عليكِ ،، فلإن يتزوج بالحلال خيرٌ لكِ من أن يبحث عن طريق آخر والعياذ بالله ، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولتكوني تلك المرأة الصالحة العظيمة ،وقد قيل وراء كل رجلٍ عظيم امرأة ، فهي صانعة الأبطال ، وكم من امرأة أخرجت لنا جيلاً من العلماء والصالحين ومن ينصر دين الله ،، فحسبكِ أُخيّة بشرع الله وليكن قدوتكِ أُمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وأمهات وزوجات سلفنا الصالح ،، أمثال أم الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله ،،
وقبل الختام أنقل لكم هذا الأثر عن أسماء بنت خارجةَ الفزاريَّة وهي تزفُّ ابنتها إلى زوجها ليلةَ عرسها: «يَا بُنَيَّةُ، إِنَّكِ خَرَجْتِ مِنَ العُشِّ الَّذِي فِيهِ دَرَجْتِ، فَصِرْتِ إِلَى فِرَاشٍ لَمْ تَعْرِفِيهِ، وَقَرِينٍ لَمْ تَأْلَفِيهِ، فَكُونِي لَهُ أَرْضًا يَكُنْ لَكِ سَمَاءً، وَكُونِي لَهُ مِهَادًا يَكُنْ لَكِ عِمَادًا، وَكُونِي لَهُ أَمَةً يَكُنْ لَكِ عَبْدًا، وَلاَ تُلْحِفِي بِهِ فَيَقْلاَكِ(أي يبغضكِ) وَلاَ تَبَاعَدِي عَنْهُ فَيَنْسَاكِ، وَإِنْ دَنَا مِنْكِ فَادْنِي مِنْهُ، وَإِنْ نَأَى عَنْكِ فَابْعُدِي عَنْهُ، وَاحْفَظِي أَنْفَهُ وَسَمْعَهُ وَعَيْنَهُ ... فَلاَ يَشُمَّنَّ مِنْكِ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلاَ يَسْمَعْ إِلاَّ حَسَنًا، وَلاَ يَنْظُرْ إِلاَّ جَمِيلاً..»وهذا كلام مختصر،، حكيمٌ وجامع ،،
وعذراً إخوتي على الإطالة ،، فالموضوع ذو شجون ، ولكني مما سمعت وعايشت من القصص المحزنة والروايات المؤلمة آثرت أن أبين بعض الأمور وإن كنت أجهلكم ،، إلا أني أحسب أن فيكم من يصوبني ويرشدني مما أعطاه الله من علم وحكمه ،،
جعلنا الله وإيّاكم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ،، وجمعني وإيّاكم في مقعد صدق إن مليكٍ مقتدر ،،


وقبل الختام ، من أجمل ماقرأت عن الحياة الزوجيّة هذا الكتاب ،،


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . .
أبو البـراء غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)