[لسـ المواطن ـان]

دين الله من الصحابة إلى النصَّابة .. !!

بسم الله .. وبعد
لست متجنياً على أمتي .. ولست على ديناً غير الذي أدين به لله . وبذاك الدين الذي تركنا صاحبه على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك .. حيث أنها بينةٌ ليلها كالنهار من شدة الوضوح .. وهذا ليس إلا منعاً للبس أو الشك بين المسلمين .. الذين كانوا قبل بزوغ شمس الإسلام .. هم أحقر ، و أهون من وطأ الحصى بل هم أضل الناس عند الناس .. !
إلى أن أراد الله لهم العزة ، والرفعة من حضيض الشرك والجهل إلى سمو العزة مسؤولية الدين .. .
فتعلم بعض أهل مكة من نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه .. حتى فيما يخص لبس اللباس وانتعال النعل .. نعم فقد جاء الرسول بدين لم ، ولن يغفل عن صغير أو كبير في لليلٍ أو نهار .. .
فاستمر النبي الكريم بنشر أخلاقاً علّمها الله له ، بأن جعلها سمات يتحلى بها من يريد أن يكون مسلماً شريطة أن يحافظ عليها ولا يكون كمن انسلخ منها في أمم سابقة.. .
فلم تقبض روح نبي الإسلام .. حتى أتم الله به هذه الرسالة والدين ، فخلفه من بعده تلامذته هم أصحاب له .. أمناءً على ما ورثوه من نبي الله ورسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم .. فعرفناهم باسم ( صحابة رسول الله _ رضوان الله عنهم أجمعين _ ) .
فلم يكن منهم وفاءً لمن ورثوا عنه أخلاقهم .. إلا أن تسابقوا على تنمية ، وإعزاز هذا الإرث الذي أصبح له إمبراطورية اسمها دولة الإسلام .. التي رفرفت راياتها في أقصى بقاع الأرض .. وليس كل هذا الملك قائم بالسيف والدم .. !
ولكن نشروا هذا الدين بالخلق الحسن ، والبذل للناس منها طلباً " للبر " فهذه الأخلاق الحسنة هي ما يبذلها المسلمون قديماً .. فليس كل شي قائمٌ على طعام أو شراب فهذا ليس في الإسلام .. ولكن حسن الخلق الذي لن يناله المسلم حتى ينفق منه وهو : من ذاك الذي نحب .. . كذلك البر عند الصاحبة والتابعين من تبعهم بهذا الإحسان ليس يصرف فقط للوالدين أو الأقربين من الناس .. ولكن براً تناله كل كبد رطبة من الخلق .. حتى الحيوان له نصيب من سالف المسلمين والصالحين اليوم ممن رحم ربي .. !
فتآخى المسلم مع غيره من المسلمين ، ورحمته غير المسلم هو السفير لتلك الخلق الإسلامية كذلك الدعاية التي رفعت المسلم قديماً .. حتى أصبح المسلم محط أنظار الأمم في تعاطفه وحب الخير للناس كافة ..
حتى في تناصر المسلمين بالعدل بينهم لفت أنظار غيرهم لهم .. فبذاك التلاحم ساد المسلمين العالم وحكموه .. وليست تلك السيادة إلا بتاج الإيمان ، وما فيه من عدلٍ وإيثار على النفس ولو كان فيها خصاصة ..!
فلم يكن المسلم يعجب بغيره إلا بذا علم ينفع امتاز به غير المسلمين .. فكان في استقطاب العلماء ، وأهل المهن ، ودعوتهم إلى الإسلام نصراً آخر يحسب للإسلام .. .
ولكن منذ أن زالت إمبراطورية الإسلام المتلاحمة ، والمتآخية ، والمحافظة على إرث نبيها .. تحول الدين الإسلامي أشلاء أمة حتى تشتت عن مساره .. . وبعد أن تحول المسار ..!!
كثر فينا سماسرة الدين ، وتجاره .. وفي بلاد الاسلام روج للدعارة ..!

فلم أجد اليوم النبي بيننا و أصحابة .. ولكن الغبي اجتمع بالنصابّة .!!
إلا قليلٌ ممن رحم ربي من المسلمين .
معذرة لكل مسلمة ،و مسلم تقي .