بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كتاب الشيشان السياسة والواقع, للشيخ:سليم خان.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-02-2004, 07:48 AM   #1
أبوالمهند
عـضـو
 
صورة أبوالمهند الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 1,552
كتاب الشيشان السياسة والواقع, للشيخ:سليم خان.

[c]مقدمة من المؤلف : سليم خان يندرباييف
الرئيس السابق لجمهورية اشكيرية الشيشانية
رحمه الله تعالى

إن الحياة في كل أشكالها يفهمها ويراها بوضوح كل من يعيشون على هذا الكوكب، فهي ليست قوة عفوية ذاتية التوجيه أو لعبة عديمة الجدوى تافهة تلعبها القوى الخارقة للطبيعة، وليست نتيجة لتزامن أحداث بالصدفة، كلا فبالنسبة للذين يمكنهم الفهم فإن الحياة بوضوح هي نتاج فكر وإرادة مقدسة سماوية وتوجد هذه الحياة التي تم خلقها بقدسية إلهية في تطور منتظم من خلال الزمان والمكان، وتبقى الحياة في خلقها المقدس على مقياس أعظم وأكثر تعقيداً بكل تأكيد عما يمكن أن يتخيله حتى أعظم العلوم تقدماً لأنها تحاول في تكبر وغطرسة أن تفهم ألغاز الكون وتوفر للإنسان الوسائل للفرار من طبيعة ارتباطه بالأرض
فالحياة مقدسة وأية محاولة لإنكار هذه الحقيقة الجوهرية تشكل إنكاراً للواقع، فالنجاحات التي تم التهليل لها للعديد والمنظمات والمعاهد والمراكز الدولية في توفير تكهنات ونماذج صممت كي تعطي الفكر الإنساني والسلوك البشري جوهراً وشكلاً قد باءت جميعاً بالفشل، وإذا ما حكمنا على هذه الجهود بالمقارنة بحقائق الكون المخلوق بقدسية وألوهية فإنها جهود تصل إلى ما لا يزيد عن اهتزازات يمكن رصدها بوضوح – لاكترون واحد في وسط مراحل الخلق التي لا حد لها
وبالطبع فإن الحقيقة أن هذا التتبع المتغطرس لهذا الفكر الإنساني وهو في أشكاله العلمية والفنية والفلسفية يحملنا إلى الهاوية، وحقاً هناك سبب يجعلنا نعتقد أننا اليوم فوق الهاوية نفسها تنقصنا تماماً الوسائل إما للتوقف أو لتغيير الاتجاه، وكل ما نحتاج إليه هو خطأ واحد أزيد حتى نهوى بشكل لولبي في العدم الفارغ تحتنا
وسواء أدركنا أو لم ندرك فإن حالتنا حالة محفوفة بالمخاطر، فبينما نلعب بالوقائع العملية التي إبتدعناها ونفكر في الصور الخادعة والأوهام التي نعتقد أنها تمثل الفرص السالفة فإن العالم الذي نعيش فيه يمكن أن يشبه بأحدث الطائرات ولكنها غير مزودة بناقل حركة للهبوط، فلقد أقلعنا ونظير أسرع عبر الهواء ونحن محبوسون في الطائرة في حالة حركة غير واعين بالخلل الفتاك بها، وفي نفس الوقت فإن المظهر السياسي لعالمنا يذكر بأحد الأغبياء في المثل الشيشاني الذي عندما سمع الصيحة "هيا بنا نقتل كل الأغبياء" كان الأول الذي حاول الوصول لخنجره
ففي الواقع فإن عالمنا بكل علومه وتقنيته وأنظمته السياسية وحضاراته المتخيلة ليس له شأن أكثر من جناح بعوضة إذا ما قورن بحقيقة الله خالق كل العاملين وليس فقط هذا بل إنه عالم بطبيعته المحضة يوجد في تضاد فتاك بالقياس إليه إلى الخالق الأعظم
فالعالم الذي أبدعه الله ككل موحد يشتمل عبده الإنسان وقد تم تقسيمه وتم هذا لأن الإنسان تصور نفسه قادراً على الاكتفاء الذاتي مما أصابه بالغرور ولذا أصبح منفصلاً عن مكانه في الحقيقة التي تم خلقه كجزء منها، وعندما صنع هذا فقد ضيع تماماً أي قدرة حقيقة على رؤية الأشياء وفقاً لعلاقاتها الصحيحة وأي فهم حقيقي معتقداً انه يوجد باستقلالية ويمكنه تطوير وتنمية علاقاته المتبادلة، وكان من آثار هذا أن أصبح الإنسان نفسه أيضاً منقسماً ضد نفسه
فالإنسانية تم تقسيمها إلى تنوع تام للوسائل والطرق، فقد تم تقسيمها إلى خطوط دينية وعرقية وجنسية وثقافية وسياسية وقومية وحتى قاربة متوازية لا تتلاقى، ويبدو أن تحطيم الذات الذي تولد عن هذه الانقسامات ليس له نهاية، وفي الأساس فإن سبب هذه الانقسامات وما ترتب عليه بالطبع يوجد في انفصالنا عن الدين، وترتب على هذا كل أسباب جنوننا الأخرى سواء اقتصادية أو أيدولوجية أو سياسية أو جنسية أو عرقية أو ثقافية أو نفسية أو أية أسباب أخرى نجمت عن ذلك أين كانت
لذلك فالحقيقة أنه بالرغم من أن الإنسانية تكافح فيما يظهر لتبديد هذه الانقسامات وحل هذه الصراعات وتكافح من أجل شئ من إعادة التوحيد فإن البشرية في حقيقة الأمر تتجه إلى صراع عالمي، وبعدم مواجهة السبب الجوهري لكل هذه الانقسامات فإن العالم ينقاد إلى مواجهة دينية، وستكون النتيجة حرباً دينية عامة والتي يشكلها الأقوياء في هذا العالم وفقاً لوجهات نظر سياستهم التي يزعمون بأنها دولية فهؤلاء الذين يبدعون السياسات الدولية والقانون الدولي يقدمون للذين لا يقبلون تفكيرهم ولا نظام قيمهم اختياراً في أن تعيش راضياً وفق قوانينهم أو سوف يتم الحكم عليك بالحياة قسراً في ظل قواعدهم الاستبدادية أو الفتاكة لذلك فإن الذين يرغبون في الحياة وفق قانون الله الحقيقي خالق كل العوالم يكون أمامهم الاختيار بين أن يتخلون عن الطريق المقدس الذي وضعه الله ويعيشون وفق قواعدهم أقصد قواعد الأقوياء أو مواجهة النتائج المترتبة على رفضهم ذلك، وهذه النتائج تصل إلى الإبادة المنظمة لكل أشكال الوجود الإنساني وحقاً فإن الحقيقة أن هناك الآن إبادة جماعية للذين يتبعون الخالق الحقيقي ويتم ذلك بالتبريرات المعكوسة المعتادة، وإذا تحدثنا مجازاً فإن نظام المرايات المشوهة يتم فرضه الآن على العالم، عالم يسمى فيه الشر خيراً والموت هو وسيلتنا للحياة
ولقد فقد العالم بصيرته في جوهره ومعناه، ولقد تخيل الرجال - وهم محصورون في قبضة دوافعهم المتغطرسة – أنفسهم قادرين على تحديد وجهة نظر وسلوك البشرية جمعاء وحتى الكون ككل وعندما فعلوا هذا فإنهم فقدوا رؤية الحقيقة البسيطة أنه دون إرادة الله فإن أغلب حاجاتنا الأساسية لا يمكن إشباعها فهم قد اهتموا بنداء الشيطان الذي يراود الإنسان بالحديث عن الأشياء الأرضية الحلوة حتى يسحبه بعيداً عن الفردوس ولقد تم جعل هذا ممكناً لأنه قد تم ضياع المشهد الذي تقدمه معرفة الجنة والجحيم، فالجنة والجحيم تبدو الآن غير حقيقية لأنه لا يمكن لمسها أو رؤيتها وتفصلها عن الإنسان بما يبدو له أنه حاجز الموت المخيف، فلقد ضيع عالم البشر الاتصال بالله الخالق وتاه في متاهات الحياة الشيطانية
لذا فلكي تبرأ البشرية من كل إنقساماتها وصراعاتها التي لا نهاية لها سواء وطنية أو سياسية أو عرقية أو جنسية فإن البشرية التي تتكون من كل واحد منا يجب أن تتحول إلى طريق واحد حقيقي، فكل واحد منا لابد أن يعرف ويتعرف بوجود وكينونة الخالق خالق كل الأشياء ويتبع قانونه وفقط عندما نفعل ذلك بشكل جيد فإن سوء الفهم الفتاك يصبح جلياً لنا فكل شئ نحتاجه حتى نصل للخلاص من الخطيئة ونصل للفهم موجود
فكل ما تحتاجه أنت الإرادة للبحث عن الخلاص والانقاذ في أثناء الحياة التي قدر لنا أن نعيشها على الأرض، فالحقيقة الجلية بأن الله هو الواحد هو الخالق الوحيد لكل هذا أي أنه خالق كل العالمين" هي حقيقة يمكن لأي عضو في البشرية الوصول إليها، والطريق الرئيسي الذي يقود إلى الحقيقة يكون من خلال مقارنة الوحي المقدس الذي أرسل لنا عن طريق الأنبياء موسى وعيسى مع كلمة الله الخاتمة التي جاء بها النبي محمد وذلك في شكل القرآن الكريم، إن طبيعة الحقيقة وقوانينها الموجودة لهؤلاء الذين لديهم الاستعداد للبحث عن الحقيقة، ويصبح من الواضح ما يجب أن يفعلوه وعلى من يجب الاعتماد أثناء وجودهم القصير الفاني، ويصبح من الواضح للذين يتخذون هذه الخطوة أن طريقاً تم تخطيطه بدقة خلال هذه الحياة يتطلب اعتماداً دائماً وكاملاً على هداية الله الخالق فضلاً عن ذلك فإن القوة المشتركة لمن قد أعطوا حياتهم لله منا هي التي تستخدم كنقطة حشد واستجماع لقوة للمستغلين والمستضعفين الأذلاء الذين يجدون في طلب الحقيقة والحرية، تكون حالة الضعفاء والذين لا حول لهم ولا قوة والطريقة التي يعاملون بها بمثابة مقياس لمستوى الضمير والورع اللذين يوجدا ليس فقط في المجتمع العام الذي نعيش فيه بل في كل واحد منا على انفراد
ففقط من خلال الخالق نعيد اكتشاف المبادئ الأخلاقية الحقيقية، وعندئذ فقط نتعرف أيضاً على القوة التكنولوجية لكل ما هو كائن بالفعل وسوف تكتسب المكانة الشرعية العادلة كي تستعمل الأشياء في خدمة الضمير والمبادئ الأخلاقية والروح التي تم هدايتها وإرشادها من قبل الخالق بقدسية، وفقط عندما يتم تأسيس هذا النظام الشرعي العادل حيث تضاع القوى الأرضية الفظة للقوانين التي وضعها لنا الله سيد كل العالمين سيكون هناك عدل وتحرر من عبودية الشيطان
فلا يجب على هؤلاء الذين يظهرون بأنهم أقوياء في هذا العالم أن يبحثوا عن إعادة الطمأنينة في عظمتهم الظاهرة ولا يجب على هؤلاء الذين يبدو عليهم الضعف أن ييأسوا أمام اليأس الظاهر من قدرهم فإن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبنا ويعاقبنا فرادى كل على حدة، وهذا الحساب وما يليه من أي عقاب سيكون شديداً ولكنه عادل وسوف لا يتغير أو يتبدل ولو بجزء صغير بسبب عظمة العالم، وفي هذا يجدر أن نتذكر أن هذا العالم يشهد القدرة والقوة التي في زمنها تفوق بكثير قوة أمريكا أو روسيا أو أي قوة أخرى فماذا يبقى الآن من تلك القدرة والقوة؟ فقط أحجار ضخمة مغطاة في شكل آثار ترابية للعظمة التي كانت ذات مرة تخص الفراعنة، وليست حتى بقايا ترابية لأعمال وصور وأشباح للعديد المتكاثر في التاريخ للذين يتخيلون أنفسهم الخالقين لأقدارهم والسادة على مصائر الآخرين
كل هذا يفيد كدرس حيث لا يجب أن ننسى بالطبع أن سقوط الفراعنة على سبيل المثال جاء من داخلهم فبذور الخراب والدمار كانت موجودة في الفراعنة ذاتهم، ولقد وضعها الله هناك جاعلة الفراعنة يشرفون على وفاتهم وزوالهم بأنفسهم وبالمثل في العالم الحديث فإن البنية المنتصرة الكلية لما يسمى الغرب بكل أجزائه التكوينية بما في ذلك ديمقراطيته لا يمكنها عمل شئ أكثر من إعداد الأرض لدمارها، وعلاوة على ذلك ومن المحتمل جداً أننا سوف نشاهد – بعد دمارها – العقاب المقدس لمنشئيها وأبطالها
ويكفي أن نفكر ملياً في أبسط حقائق المجال الاجتماعي السياسي للحياة البشرية حتى ندرك موطن الضعف الرئيسي حتى في أقوى الدول رغم نموها الاقتصادي والتكنولوجي المتقدم، وهذا بالطبع لا يقول شيئاً عن الضعف الأعظم لبقية العالم الذي تم إخضاعه للاعتماد المباشر على رخاء تلك الدول وأي فشل في النظام الاقتصادي نفسه سواء كان في شكل التزويد بالطاقة أو بالمواد الضرورية للخدمة والصيانة فإنه من المحتمل في أي وقت أن يحول كل الصرح إلى لا شئ أكثر من كومة غير مجدية لا نفع لها من الحجر والمعدن، ولا يهم إذا كان هذا الفشل يجئ نتيجة لعمل متعمد من قبل هؤلاء الذين يبحثون عن دماره أو غيرهم أما بالنسبة لهؤلاء الناس أنفسهم الذين يسكنون ويعيشون وفق هذا النظام الذين يعتمدون عليه من أجل أوجه راحتهم الحديثة والذين يعتقدون في أنفسهم أنهم متمدنون والذين يتخيلون أنفسهم حملة المدنية لبقية البشرية فأي فشل كهذا سوف يخضعهم للدمار والهمجية، وهذا سوف يهبط بهم لدرك الحيوانات في شكل بشر ويجعلهم مستعدين لذبح أي شخص آخر والتهامه فقط لتزداد حياتهم يوماً آخر، وفقط وعندما يهبطون لهذا يكونون مجبرين على إنعام النظر في جهنم فراغهم وحماقتهم ويشعرون بالحاجة لشئ يتشبثون به، والله فقط الواحد والخالق الوحيد لكل منا هو الذي يعطينا بسرعة الجوهر والثروة التي نحن في مسيس الحاجة للتشبث بهما، ومع ذلك فإن الله مفقود اليوم في نظر البشرية في نظر بنى آدام المتعجرفين، فقد حل محل حقيقة الله جمع من الآلهة والأوثان المزيفة فرض الناس عليها تخيلاتهم الخاصة وفق محدودية مصالحهم وخيالاتهم ونتيجة لذلك فإن الكارثة في متناول اليد وعلى وشك الحدوث
وليس هناك خلاص إلا من خلال العودة لقانون الله الخالق وهذه العودة تتمثل في الجهاد، ويشمل الجهاد هذه الأيام الحرب الشيشانية الروسية، وهنا – كما هو الحال في أي مكان آخر - فإن قاعدة هؤلاء الذين يخدمون أصناماً وآلهة مزيفة جديرة برميها والتخلص منها ويعاد مكانها إقامة شرع الله خالق كل العالمين ولا غنى عن تنفيذ هذا إذا ما أردنا الوصول لنصرة الضمير ومكارم الأخلاق، وإذا ما أردنا أن نمتلك الحرية لكل البشرية ولكل شخص
وفي النهاية فكل فرد منا سواء أدرك الحقيقة أو باع روحه للشيطان سواء كنا ضعفاء أو أشداء، أغنياء أو معدمين فالحقيقة أن كل السبل تؤدي إلى يوم الحساب عندما نقف أمام الله ونعرض عليه سبحانه، أليس من الأفضل عندئذ أن نكون قد اتبعنا الصراط المستقيم الذي أراده الله لنا على أنه السبيل الوحيد والوحيد فقط الصحيح؟ والحمد لله.
وللكتاب بقية حملوه.

اضغط للحصول على الكتاب

جميع الحقوق محفوظة لموقع صوت القوقاز 1999-2001 [/c]
__________________
قال الفضيل ابن عياض: ( لو أن أهل العلم شحوا على دينهم , وأكرموا العلم وصانوه , وأنزلوه حيث أنزله الله , لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد الناس لهم , ولو اشتغلوا بما يعنيهم لعز الإسلام وأهله , لكنهم استذلوا أنفسهم , ولم يبالوا بما نقص من دينهم إذا سلمت لهم دنياهم , وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا مافي أيديهم , فذلوا وهانوا على الناس)

آخر من قام بالتعديل أبوالمهند; بتاريخ 21-02-2004 الساعة 07:51 AM.
أبوالمهند غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)