|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
19-01-2005, 10:44 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 4
|
ضبط مواقيت "أيام الله" عبادة
ضبط مواقيت "أيام الله" عبادة قد يظن بعضهم أن العمل في مواضيع التقويم الهجري مجرد مسألة حسابية كغيرها من المسائل الحسابية والتقاويم، ولكن الأمر في الحقيقة والواقع عملية لتحديد أيام العبادات الربانية كالصوم والحج والأعياد، وتحديد مواضعها على خريطة الزمن، وتقدير مقاديرها وضبط مواقيتها وما إلى ذلك. فهي عبادة من العبادات التي يجدر ألا يتولاها إلا من كان من أهلها وعلى مستوى من التقوى والخوف من الله تعالى والحرص على تعظيم شعائر الله، ومعرفة حدودها الزمنية، والحذر من العدوان عليها، والخوف من أن يظلم الناس فيهن أنفسهم. فلله في خلقه خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص، ولهذا كله درجات عند الله، وله حرمته وقدسيته في ميزان الله، قدره تقديرا يوم خلق السموات والأرض، فلا يصح أن يعبث بها أو يتعاطاها من لا يؤمن بها أو لا يقدرها حق قدرها. ولقد حكى لنا التاريخ أن الذي يقوم على ضبط تقويم كل أمة هم رجال دينها، والقائمون عليه منذ رهبان المجوس وكهان الرومان وأحبار اليهود وبابا المسيحية و "فاروق الإسلام". فلما هان على الناس دينهم، هان عليهم تقويمهم. فترك الحبل على غاربه، وتدخل في شأن التقويم وحساباته كل من هب ودب ! فمن قائل بوجوب العودة للعمل بالنسيء الذي حرمه الله تعالى في صريح القرآن، وأن القرآن – بزعمه – لا جدوى منه بدون العمل بالنسيء !!! ومن قائل باستبدال التقويم القمري الإسلامي بتقويم شمسي قمري مختلط ! ومن قائل بلزوم إلغاء مسألة تحري الأهلة بالطريقة الشرعية والاكتفاء بتقدير الفلكيين وحساباتهم في عصر غزو الفضاء!!! ومن قائل بوجوب إلغاء التقويم الهجري الذي يمثل بزعمه قمة التخلف والرجعية؛ حتى إن بعضهم عرف "الإنسان البدائي" بأنه: "الإنسان الذي يعتمد التقويم الهجري" !!! وفي الواقع، فإن التقويم الهجري القمري تقويم رباني توقيفي قويم على أحسن ما يكون التقويم. وإن جميع التقاويم على مر الزمان وكر الدهور والعصور احتاجت للإصلاح أو للزيادة أوالنقصان، أو للتقديم أو التأخير ! إلا هو فلم يحتج لذلك كله لأنه من تقدير العزيز العليم، ولأن مواضع غرر شهوره على خريطة الزمن محددة بحدود ربانية لا ينبغي تجاوزها. فمن الشهور ما هو ناقص، ومنها ما هو تام، ومن السنين ما هو بسيط ومنها ما هو كبيس. والأعوام الكبيسة منها ما كبسه في ذي الحجة – وهو الغالب – ومنها ما كبسه في شوال أو في شعبان أو في جمادى الآحرة. ثم إنه يوجد نظام لتسلسل الشهور الناقصة أو التامة وتواليها. وهي قواعد لا ينبغي أن يتعداها الحاسب. وهناك للكبس ومحله وتواليه نظام خاص ليس عشوائيا ولا عبثيا ولا ينبغي الاستهتار به، وكل ذلك بقدر مقدور ونظام بديع باهر لا يتذوقه إلا من فتح الله على قلبه وآتاه من لذته قابلية خاصة، وهمة خاصة عالية. ولذلك، فإن للهلال حدا حده الله تعالى لبداية الشهر ونهايته. فكل تقديم لميقات ظهور لهلال أو تأخيره عن موعده إنما هو تجاوز لحدود الله. وهو بمثابة العبث بأيام الله كما كان بعض أهل الكتاب يفعلون، وبئس ما كانوا يفعلون. ولذلك اقترحنا في مقالات سابقة اشتراط "الإسلام والعدالة" على كل فلكي يتصدى لبيان مواقيت الأهلة. فمن كان غير مؤهل لذلك، أو كان غير ماهر في حساباته أو غير كفء فلا تقبل شهادته، أو لا يقبل شرعا بيانه الفلكي في هذه المسألة. بل لا يجوز له أصلا أن يدلي بشهادته العلمية في مسألة تعبدية خاصة بالمسلمين المؤهلين. ولقد ظهر هذا العام 1425هـ اختلاف الفلكيين عامة في حساباتهم الأكاديمية في هذه المسألة الفلكية كأشد ما يكون الخلاف ظهورا في أكثر من منطقة في العالم. وهذا مما يثبت ظنية حساباتهم الأكاديمية في هذه المسألة الفلكية بما لا يدع مجالا للشك، ويثبت بالمقابل صحة حسابات التقويم الأبدي "البدائية" – بزعم الأكاديميين – وهي حسابات مستمدة من معطيات القرآن الكريم والسنة المطهرة كأشد ما تكون الصحة بيانا وظهورا وجلاء، وخاصة في مسألة غرة رمضان المبارك وغرة ذي الحجة على التوالي. فكان ذلك بالنسبة للفلكيين الفاشلين كالضربة القاضية لأولئك الجهلة بحسابات وقواعد التقويم الهجري القمري الرباني ولو زعموا أنهم وأنهم وأنهم !!! والحمد لله الذي نصر الحق وأزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. (عن) الشيخ محمد كاظم حبيب mkazimhabib@hotmail.com فاكس: 2733-744 (9716) |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|