بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » موعظة سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز ...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-07-2005, 01:56 AM   #1
محمد بن منصور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 7
موعظة سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز ...

بسم الله الرحمن الرحيم . و الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده . اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و قدوتنا و حبيبنا محمد عبدك و رسولك و خليلك و على آله الأطهار . عدد ما في علم الله العظيم . صلاة و سلاما و بركات دائمة بدوام ملك الله العظيم .

أما بعد .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

لقد كتبت لكم إخوتي هذه الموعظة من كتاب عندي يتحدث عن سيرة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه و أرضاه ... و أتمنى أن تستفيدوا منها ... فهي فعلا تستحق عناء الكتابة ... و تستحق منكم القراءة ...

أخبرنا محمد قال : حدثنا عمر بن أيوب . قال : حدثنا أبو همام . قال : حدثني محمد بن حمزة . قال : ثنا الثقة يونس بن جعفر الرقي أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب :

أما بعد : فإن الله تبارك اسمه و تعالى جده ابتلاني بما ابتلاني به من أمر عباده و بلاده . أن يحسن عوني و عاقبتي و عاقبة من ولاني أمره . و قد رأيت أن أسير في الناس بسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . إن قضى الله ذلك و استطعت إليه سبيلا . فابعث إلي بكتب عمر و قضائه في أهل القبلة و أهل العهد . فإني متبع أثره . و سائر بسيرته إن شاء الله . و أسأل الله التوفيق لما يحب و يرضى .



و بإسناده أن سالما أجابه :

أما بعد : فإن الله عز و جل خلق الدنيا لما أراد أن يخلقها له . فجعل لها مدة قصيرة . كأن ما بين أولها و آخرها ساعة من نهار . ثم قضى عليها و على أهلها الفناء . فقال :{ كل شيء هالك إلا وجهه . له الحكم و إليه ترجعون } لا يقدر على أهلها منها يا عمر على شيء حتى تفارقهم و يفارقوها . بعث بذلك رسوله و أنزل كتابه . ضرب في ذلك الأمثال . و ضرب فيه الوعيد . و وصل به القول . و شرع فيه دينه .و أحل الحلال . و حرم الحرام . و قص فأحسن القصص . و جعل دينه في الأولين و الآخرين دينا واحدا . فلم يفرق بين كتبه . و لم يختلف رسله . و لم يبدل قوله . ثم إنك يا عمر لست تعدو أن تكون رجلا من بني آدم . يكفيك ما يكفي رجلا منهم في الطعام و الشراب . فاجعل فضل ذلك فيما بينك و بين الرب الذي توجه إليه شكر النعم . فإنك قد وليت أمرا عظيما . ليس عليك أحد دون الله عز و جل . قد أفضى فيما بينك و بين الخلائق . إن استطعت أن تغنم نفسك و أهلك و ألا تخسر نفسك و أهلك يوم القيامة . فافعل . فإنه قد كان قبلك رجال . عملوا ما عملوا . و أحيوا . و أماتوا ما أماتوا . حتى ولد في ذلك رجال . نشؤوا فيه و ظنوا أنها السنة . فسدوا على الناس أبواب الرخاء . فلم يسدوا منها بابا إلا فتح الله عليهم فيه باب بلاء . فإن استطعت و لا قوة إلا بالله أن تفتح على الناس أبواب الرخاء فافعل . فإنك لن تفتح منها بابا إلا سد الله الكريم عنك باب بلاء . و لا يمنعك من نزع عامل أن تقول : لا أجد من يكفيني عمله . فإنك إذا كنت تفزع لله . و تستعمل لله أتاح الله لك أعوانا . فأتاك بهم . و إنما قدر عون الله إياك بقدر نيتك . فإن تمت نيتك . تم عون الله الكريم إياك . و إن قصرت نيتك . قصر من الله العون بحسب ذلك . و اعلم أنه كان قبلك رجال عاينوا هول المطلع . و عالجوا نزع الموت الذي منه كانوا يفرون . فانشقت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها . و انفقأت أعينهم التي كانت لا تنقطع لذتها . و اندقت رقابهم غير موسدين بعدما نعلم من تظاهر الفرش و المرافق و السرر و الخدم . فصاروا جيفا في بطون الأراضي تحت مهادها . و الله لو كانوا إلى جانب مسكين لتأذى بريحهم بعد إنفاق ما لا يحصى عليهم و على خواصهم من الطيب . كل ذلك إسرافا و بدارا عن حق الله . فإنا لله و إنا إليه راجعون . ما أعظم الذي ابتليتَ به . و أفظع الذي سيق إليك . أهل العراق أهل العراق أبرهم منك منزلة من لا فقر بك إليه . و لا غنى بك عنه . فمن بعثت من عمالك إلى العراق . فانهه نهيا شديدا شبيها بالعقوبة عن أخذ الأموال و سفك الدماء إلا بحقها . المال المال يا عمر و الدم . فإنه لا نجاة لك من هول جهنم من عامل بلغك ظلمه ثم لم تغيره . و إنه من بعثت من عمالك أن يعملوا بمعصية الله . و أن يحكموا بشبهة . و أن يحتكروا على المسلمين بيعا . فإنك إن اجترأت على ذلك أتى بك يوم القيامة ذليلا صغيرا . و إن تجنبت عنه عرفت راحته في سمعك و بصرك و قلبك .
كتبت تسألني . أن أبعث إليك بكتب عمر . و بقضائه في أهل القبلة . و في أهل العهد . و إن عمر رضي الله عنه عمل في غير زمانك . و عمل بغير رجالك . و إنك إن عملت في زمانك على النحو الذي عمل فيه عمر بن الخطاب في زمانه . بعد الذي قد رأيت و بلوت رجوتُ أن تكون أفضل عند الله منزلة من عمر بن الخطاب . فقل كما قال العبد الصالح :{ و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب }.



المصدر :

أورده ابن عبد الحكم في {سيرة عمر} 122 برواية مختصرة .
رواه أبو نعيم في {الحلية} 5/285 بسنده .
و اورده ابن الجوزي في {سيرة عمر} 108/110

أخوكم ضيف جديد عليكم ...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
محمد بن منصور غير متصل  


قديم(ـة) 24-07-2005, 05:18 PM   #2
سيد معلومة
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 688
ما اجمل الايام الخوالي

كان للعدل ميزان

وللمشاركة السياسية مكان

اما اليوم فلا هذة ولا تلك

والله المستعان
سيد معلومة غير متصل  
قديم(ـة) 28-07-2005, 10:20 PM   #3
محمد بن منصور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 7
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخواي الكريمان

سيد معلومة
أبو محمد النجدي

بارك الله فيكما على مروركما الكريم ... و جعلنا الله و إياكما ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
محمد بن منصور غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)