بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تعاونا على نصرة الدين والنبي صلى الله عليه وسلم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-01-2006, 08:23 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
تعاونا على نصرة الدين والنبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم
(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين . إنا كفيناك المستهزئين)
27-12-1426هـ

في الوقت الذي انجفل فئام من الناس عن السنة .. وتحلل بعض أهل الإسلام من التمسك بشعائر هذا الدين.. وظاهرة الحيل والتأويلات.. تحدث قارعة تهز الوجدان وتحرك الضمير وتثير الراكد في النفوس.
في الوقت الذي تشيد أمم الانحراف أبنية على أقزامها من أعلام الحضارة والتصوف والقبور والمناصب يحدث هذا الخدش الذي يلفت إلى وقفات: يجب ألا يأخذنا الانزعاج كثيراً ولهول الصدمة نشتغل بالإثارة فقط. أو أن يكون خلف الأكمة مقاصد أخرى.
نشرت صحف بعض الدول الغربية (الدانمارك والنرويج) رسماً كاريكاتيرياً ساخر بإمام النبيين وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وسلم. صور آثمةٌ ترسم لنا الانطباعَ المناسبَ لحقيقة شعور القوم تجاه هذا الدين، ولا يكون الصراخ إلا على قدر الألم، إنني أتساءل كثيراً بيني وبين نفسي، ما الذي يدفع دولاً إلى فتح أبوابها أمام أبنائها للنيل من رموز الأمة، بالسخرية التافهة السمجة، والازدراء الحقير لرمزنا المطهر، وجرح مشاعر المسلمين في منقذ البشرية عليه الصلاة والسلام ؟ دول تشهد استقراراً سياسياً وهدوءاً أمنياً يبسط جناحيه على ربوعها. هذه القضية تثير غيرة كل مسلم، وتدفعه إلى التساؤل عن أسباب هذه الهجمة، والأغراض الكامنة وراءها، ومدى تأثيرها. ولا يظهر إلا أن سرعةَ انتشار الإسلام في الغرب، والخوفَ من عودة المسلمين في العالم الإسلامي إلى التمسك بدينهم، والغيظَ الذي ملأ قلوبهم ِلمَا يرون من لمعان اسم النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل الأرجاء وكثرة أتباعه وتوقير المسلمين الشديد لنبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجرّأهم كذلك نماذج المنهزمين ممن يتحدث بالإسلام في مناظرات فضائية يهجم خلالها على الإسلام القضاء والحجاب والربا ومظاهر التمسك بالسنة ووصمها بالإرهاب حتى ظن الغرب الكافر أن هذه نماذجنا .. وهم فقاعات فنجانية لا تمثل إلا تفاهتها، وفيه جس لنبض الأمة التي تصور الغرب أنها غارقة في بحور الشهوات. إن هذا الحدث فيه جس لنبض الأمة التي تصور الغرب أنها غارقة في بحور الشهوات. وكل ذلك دافع لمثل هذه التصرفات. فلا يستغرب منهم ذلك ولا أكثر منه.
عباد الله: إن في مثل هذا الحدثِ فرصةً كبرى لتوحيد الأمة تجاه الهدف الأوحد، وهو مطلب لتجاوز الفرعيات. إن فيه مقياساً يبين مدى ولاء الأمة بكل شرائحها للرسول صلى الله عليه وسلم. إن هذا الحدثَ يكشف لنا مزيدًا من لؤم الكفرة وبُعدِهم عن الآداب حتى مع الأنبياءِ والمرسلين، أو مع الكتبِ المقدسة السماوية. إن في هذا الحدثِ تحريكاً للدول ودفعَها للمزيد من التلاحم مع شعوبها. إن في هذا الحدثِ فرصةً لمراجعة الإعلام الذي يشوِّه شخصية النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه عبر مسلسلات الحب الهابطة. ومراجعة السيرة في المناهج .. ومحاسبة الإعلام على استيراد الأفلام الي تظهر السخرية بالسنة.
عباد الله: إننا بحاجة إلى تأصيل حب النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب. عبر برامج ومناهج ومواقف تعطي أثراً إيجابياً. محبته التي تكون باتباع شرعه، والائتمار لأمره، والانتهاء عن نهيه. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم من ذنوبكم). قال ابن كثير –رحمه الله - : هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية؛ فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرعَ المحمدي، والدينَ النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله. كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". ولهذا قال: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم،... ليس الشأنُ أن تحِب إنما الشأن أن تُحَب.
أيها المسلمون: لن تُقلق الغربَ أهازيجُ الصوفية، ولا قصيدةُ البردة الشركية، ولن يُقلق الغربَ شعاراتُ الموالد التي تهتف بحبه صلى الله عليه وسلم، ولا يزعجه إشادة الأضرحة ولا التباكي يوم عاشوراء ولا لطم الخدود وشق الجيوب وترانيم الأسى على مصائب الأمة، ولا أيُّ عمل بدعي يُصنع في أثر المصطفى صلى الله عليه وسلم. إنما يُقلق الغربَ ويزعجُهم حملةُ الكتاب والسنة، السائرين على طريقة سلف الأمة: علماً وعملاً، تأليفاً وتدريساً وتأصيلاً، دولةً وشعباً.
عباد الله: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". فهل وصلنا إلى هذا القدر من المحبة، حتى نقدم حبه صلى الله عليه وسلم على أنفسنا وأولادنا والناس أجمعين، محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجب شرعي ومطلب مهم في حياة كل مسلم، وهنا يأت السؤال لك أيها المسلم الذي تدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته ومتابعته وتوقيره: كم في بيتك من مخالفة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، (رفع الصور في البيوت، إسبال الثياب، حلق اللحى، سماع الغناء وآلات الموسيقى، الغيبة والنميمة والكذب، الظلم والتعدي، الكبر والخيلاء وغمط الناس. إلقاء الأذى في الطرقات)
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا محال في القياس بديع
لو كان حبُّك صادقاً لأطعته * إن المحبَّ لمن يحبُّ مطيع
خبيب بن عدي لما أخرجه أهلُ مكة من الحرم ليقتلوه قال له أبو سفيان: " أنشدك اللهَ يا خبيب! أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك يضرب عنقه، وأنك في أهلك"؟. فقال خبيب: "والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة، وإني جالس في أهلي". فقال أبوسفيان: " ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا".
وسئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : كيف كان حبُّكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان - والله - أحبَّ إلينا من أموالنا وآبائنا وأمهاتنا ، ومن الماء البارد على الظمأ. وكان عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول: ما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفَه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه.
وفي بار من بارات الهند، وأناس من الكفار والمسلمين البعيدين عن الدين ممن ملئت قلوبهم بالفسق والفساد في الفكر والأخلاق وبينما كانوا يتناولون كؤوس الخمر إذ تجرأ أحد الكافرين فشتم النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة السكارى، فتحركت نزعة من إيمان أحد المسلمين واستيقظ من سبات السكر، لأن محمداً قد شتم، فقذف بيده كأس الخمر في وجه الشاتم، ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنها توبة إلى الله وأوبة إلى دين رسول الله انتصاراً لهذا النبي الكريم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى ..
عباد الله: أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله.
وهذا الإجماع حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم . دلَّ على هذا الحكم: الكتاب والسنة. فسب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرمات، وهو كفر وردةٌَ عن الإسلام بإجماع العلماء، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً. وأن فاعله يقتل ولو تاب، مسلما كان أم كافراً. ثم إن كان مسلماً وتاب توبة نصوحاً، وندم على ما فعل، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة، فيغفر الله له. يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاد قال تعالى: { إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً . والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
ومن هنا نعلم خطورة الاستهزاء بالدين وأهله أيضاً، سواء عبر ما يعرض في المسلسلات والأفلام الهابطة التي تصور النبي أو أصحابه أو علماء الأمة أو الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أو شعائر الدين في صور لا تليق، بل ويتعدى الأمر في ذلك إلى الغمز واللمز والاستهزاء، وما يصاحبه من تشويه وانتقاص لمقام أهل الدين والفضل. فهل يعي من يتجرأ على الدين وأهله خطورة ما أقدم عليه؟ وهل بعد هذا الجرم العظيم إلا الوقوع في الله ورسله وأنبيائه.
من المؤسف يا عباد الله أن يوجد بين المسلمين من لا يستشعر عظمة نبيه صلى الله عليه وسلم، أو من لا يكترث بحقوقه صلى الله عليه وسلم الواجبة على الأمة، من: محبة، واتباع، وأدب. أو من لا يشارك في الذب عن سنته صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى: إن الله عز وجل يقول: ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الأعراف: من الآية157) .
عباد الله: إن مما يزيد في النكاية بأعداء الله أن نكرس الدعوةَ إلى المقاطعة لبضائعهم المستوردة من بلدانهم. على أن تستمر بناءً على آليات يتواطأ عليها المسلمون، من التجار والمستهلكين. وإن مبادرة بعض تجار هذا البلد الكريم، لهي دلالة على الخير واستحضار الهم في الدفاع والنصرة لهذا الدين والدفع عنه، يقول صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجره شيء". عباد الله: يجب أن يبرز هذا الحدث قضايا تقلق العالم الكافر، مثل إيجاد مؤتمرات باسم محمد صلى الله عليه وسلم تفعّل في جوانب نشر السنة والسيرة.
يجب أن يبرز لنا هذا الحدث منابر جديدة باسم السنة. يجب أن يفتح لنا هذا الحدث باب المشاركات من الشباب والتجار: بماذا تواجه الحدث؟. كم الذين سيوقفون أموالا باسم الحدث. كم الذين سيتوقفون عن التعامل بالربا. وحلق اللحى وشرب الدخان؟ أين المرأة التي ستعلن في هذا الحدث تمسكها بالحجاب الشرعي. ما هو موقع المغنين والفنانين من هذا الحدث؟ ومتى سيتوقفون عن إفساد شباب الأمة ويعلنون التوبة بتاريخ الحدث. من المناسب أن تجمع المقالات والمشاركات في مؤلفات تترجم لتعكس إلى أي مدى تتعلق الأمة بنبيها.
إن من خلفيات هذا الحدث: تحرك الرصيد الإيماني لدى أناس لم يحسبوا أنهم من الدعاة وهم دعاة. أيها المسلم: إنها خطوة تبدأ بك أنت ، وأنت نفسك، فافعل فعلتك، وصل على من أمرك الله بالصلاة والسلام عليه فقال : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً). الدعاء.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)