|
|
|
31-07-2006, 02:34 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
الروااااااايه الثالثه في بنت بريده كما وعدتكم
الســـــــــــــــــلام عليـــــــــــــكم
بسم الله الرحمن الرحيم تفضلوا الروايه وأرجو أن تنال على استحسانكم (عائلة عبدالله) عبدالله الأب: رجل أعمال دائماً منشغل بأعماله وسفراته قليلاً ما يمكث في المنزل,هادئ وحليم يحب ابنته كثيراً. مشاعل الأم: امرأة هادئة ولكنها تحمل شخصيه قويه ومن يراها لا يملك إلا أن ينفذ ما تريده طيبه لكنها لا تحب إظهار طيبتها دائماً شديدة التعامل مع أبنائها (يعني ما تترك لهم الحبل على الغارب). ماجد الابن: شاب يبلغ من العمر 23 عاماً يدرس في جامعة الملك سعود بالرياض إنسان طيب ومسالم لأقصى درجه ممكنه تربطه صداقه قويه بأخته ولا يستطيع أن يمنع لها رغبة أو يرفض لها طلباً. أمل الابنة: فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً تدرس في الصف الثالث ثانوي شخصيتها تختلف عن أمها فهي إنسانه بشوشة ومرحه تتميز بخفة الدم وحب الحياة , من يجلس معها يحبها من أول مرة ويأنس لسماع أحاديثها إنسانه طموحه إلى أبعد الحدود. (عائلة علي) علي الأب: يمتلك شركة كبيرة لصناعة الأجهزة الإلكترونية دائماً منشغل بأعماله وقلما يجد وقتاً للحديث أو التسلية منطو على نفسه كثيراً ربما بسبب فقدانه لزوجته , لكنه رغم ذلك يمتلك شخصية قوية وله نفوذ كبير , يحب ابنه كثيراً ويفعل كل شئ في سبيل رؤيته سعيداً. مهند الابن: شاب مرح إلى أبعد الحدود أحاديثه مسليه يدرس في جامعة الملك سعود في كلية الطب في السنة الثانية هو وصديقه ماجد تربطه بماجد صداقه قويه ومتينة لا يمكن أن تنحل أو تتمزق في يوم من الأيام. كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة 11 مساءً خرج ماجد من المنزل وركب سيارته وأمسك بهاتفه واتصل على صديقه فجاءه الصوت من الطرف الآخر.. مهند: هلا والله بالغالي هلا.. ماجد: هلا وين الناس من الصبح وأنا أدق ولا أحد يرد.. مهند: والله كنت مشغول مع الوالد تعرف أنت يوم الخميس يطلب الوالد إني أجلس معه بالشركة.. ماجد: إيه هين علينا أقول خلنا من سواليفك اللي ما تنتهي وقلي وينك أنت اللحين.. مهند: أنا هه توي واصل للبيت.. ماجد: اسمع أبمرك اللحين نطلع نتمشى ونغير جو ترى من زمان ما طلعنا.. مهند: إيه والله من زمان تصدق هالطلعات من يوم بدت الدراسة.. ماجد: الموهم تراي جايك بالطريق.. مهند: يله أنتظرك.. أغلق ماجد الخط وتابع سيره ولم تمض مده حتى توقف أمام منزل مهند..منزل مهند من المنازل الكبيرة والفخمة التي تقع في أحد أحياء مدينة الرياض الراقية بوابته تحمل اللون الأخضر الغامق المطرز باللون الذهبي والمنزل من الخارج مغطى بالحجر الفخم الذي يجذبك لمشاهدته يحتوي على حديقة كبيرة فيها أحواض من الأزهار والنخيل والأشجار وبركة للسباحة وصالة خارجية تحتوي على طاولة للتنس والبلياردو ولكن لم يكن المنزل مضيئاً كما هي عادة المنازل الكبيرة نل كان مظلماً كئيباً ربما لأنه شبه خالي فلا يسكن فيه سوى مهند ووالده وبعض الخدم..وما إن هم بالاتصال به حتى رآه يخرج وعلى وجهه ابتسامته المعهودة فما أن ركب داخل السيارة حتى انطلق ماجد... مهند: أقول إلا وين بنروح .. ماجد: ما أدري أنت وش رايك .. مهند: أنا والله رايي إننا نروح للشباب بالإستراحه من زمان عنهم .. ماجد: أوووه تكفى مالي خلقهم أنا الحين أبطلع عن جو الدراسة والجامعة وهم ما عندهم سواليف إلا بالدكتور الفلاني والمرض العلاني.. مهند: إيه والله إنك صادق .. أجل وين تبي نروح؟!.. ماجد: خلنا ندور بالسيارة وش ورانا .. مهند: اللي تشوفه .. وتابعو الحديث (والسواليف).. وقفت السيارة الجيب التي تحمل ماجد ومهند عند الإشارة وما إن أضاء ضوء الإشارة الأخضر حتى أكملوا مسيرهم كان أمامهم تقاطع وقد عرف عن هذا التقاطع كثرة الحوادث (وهبال السائقين) فما إن استدار ماجد بسيارته في ذلك التقاطع حتى جاءت سيارة مسرعة سرعة جنونية وقطع سائقها الإشارة وارتطم بسيارة ماجد من الخلف بعنف!!!! فدارت السيارة حول نفسها ثم ارتطمت بالرصيف بقوة من جنبها الأيسر......... فأظلم المكان واختفى الضوء عن عيني ماجد ومهند!!. ************** دخلت مشاعل على ابنتها والتي كانت مستلقية على سريرها وأمامها جهاز(اللاب توب) فما إن سمعت صوت الباب وهو يفتح حتى رفعت رأسها وابتسمت عندما رأت والدتها تدخل عليها.. مشاعل: أنتي قايمه ليه ما جيتي تتعشين معي أنا وماجد.. أمل: ماجد كان فيه يمه؟!. مشاعل: إيه سأل عنك وقلت إنك نايمه.. أمل: يووووه لو إني داريه.. وينه هالحين؟!. مره طفشانه ومشتهيه أطلع .. مشاعل: طلع مع خويه مهند.. أمل بعد أن استلقت في فراشها من جديد: أووه حسافه.. مشاعل: يله قومي تعشي يالكسلانه تراك ما ذقتي شي من الغدا طول الوقت نايمه .. أمل: يمه ما أشتهي شي .. بعدين تدرين إني يوم الخميس لازم أنام علشان أعوض تعب وكرف الأسبوع كله.. مشاعل: يله قومي بس بلا دلع ترى العشاء جاهز على الطاولة يحتريك .. أمل وهي تتثاءب في تكاسل وخمول: آآآآه طيب يمه هذاي جيت .. وخرجت مشاعل من الغرفة ولحقت بها أمل.... ************* جاءت سيارات الشرطة وتجمع الناس حول السيارتين ولم يلبث غير قليل وأتت سيارات الإسعاف مسرعة و بالكاد استطاعت أن تقف بجانب الحادث لنقل المصابين بسبب تجمهر الناس(أنتم طبعاً عارفين لقافة الناس هالأيام) وحملت المصابين وأسرعت تطوي الأرض إلى المستشفى.... ************* كانت أمل جالسةً في الصالة تتصفح الجرائد(اللي كلها مصايب طبعاً)وألقت بها ثم نهضت إلى غرفتها وأمها كانت تتابع نشرة الأخبار في التلفاز .. رن جرس الهاتف وكان بجانب الأم فالتفتت إليه مندهشة فمن الذي سيتصل بهم في هذا الوقت فأطفأت التلفاز وأجابت !!!!.... الصوت من الطرف الآخر: منزل الأخ ماجد عبدالله ؟؟؟.... الأم في استغراب: إيه من معي !!!... الصوت من الطرف الآخر: والله يا أختي معك مستشفى(.......) الأخ ماجد صار له حادث نرجو إن الوالد يتفضل عندنا .... فزعت الأم وتوقف الكلام في حلقها وبح صوتها من هول الخبر المفاجئ وأجابت بصوت مبحوح: وش صار له ماجد إصابته خطيرة ؟؟.... موظف المستشفى: لا تخافين يا أختي ما في خطر الولد لكن حبينا نخبركم.... مشاعل: مشكور يا أخوي وما قصرت هذانا جايين إن شاء الله.... وضعت سماعة الهاتف في ذهول لقد صدمها الخبر ما الذي ستفعله إن زوجها مسافر ولن يعود إلا بعد نحو أسبوع يا إلهي ما الذي ستفعله استفاقت من ذهولها وأسرعت إلى غرفتها واتصلت على أخيها من هاتفها.... فيصل: هلا والله بالغاليه.... مشاعل: هلا فيصل لا يكون قومتك من النوم وإلا أزعجتك..... فيصل بعد أن أحس بنبرة الحزن في صوتها: وش قالوا لك دجاجه أنام هالحزه..... مشاعل بعد أن تغير صوتها وأصبح متقطعاً كأنها ستبكي: فيصل دقوا المستشفى تو وقالوا إنه ماجد صار له حادث..تكفى أبيك تاخذن نروح لمه قلبي بيتقطع من الخوف عليه... فيصل مهدئاً: هذان جاي بالطريق بس أنتي خليك هاديه وإن شاء الله ما صار إلا الخير..إلا أمل تدري؟؟... مشاعل: لا ما قلت له شي.... فيصل: اجل خلاص لا تعلمينها ولا تدري إلين ما نطمّن على ماجد .... مشاعل: إن شاء الله .... فيصل: خليك جاهزه هذاني جيت بالطريق مع السلامه .... مشاعل: مع السلامه .... وصل فيصل إلى منزل أخته واتصل عليها لتخرج .. ارتدت مشاعل عبائتها وهي تكاد تسقط من الخوف والقلق وخرجت مسرعه قبل أن تراها ابنتها .. ***************** خرجت أمل من غرفتها بعد أن غادرت والدتها فلما لم ترها في الصاله قالت في نفسها: يووه أكيد أمي راحت تنام ياربيه وش أسوي الحين خليني أدق على ماجد أشوف وين هو به ... والا لا هو الحين مع خويه وماأبغى أزعجه ... وعادت إلى غرفتها ... ****************** عندما وصلوا إلى المستشفى لقسم الطوارئ كان المكان مزدحماً بالمرضى والمصابين أحست والدة ماجد بأنها ستنهار ولن تستطيع أن تحتفظ بهدوء أعصابها عندما أحس أخيها بقلقها وتوترها وكانت يده ممسكه بيدها ضغط عليها لتتماسك .. سألوا عن ماجد فأرشدتهم الممرضه إلى مكانه وما إن هموا بالدخول إذا بالطبيب يخرج فلما رآهم تدارك الموقف وقال: أنتم أهل الأخ ماجد ؟؟ فيصل: إيه بشّر يادكتور وش صار ؟؟ فأجابه الطبيب وعلى ملامحه الهدوء: لا تخاف ماجد ما فيه إلا الخير إصابات سطحيه فقط .. شعر فيصل بأن أخته ستفقد صبرها في أسرع وقت فقال للطبيب: نقدر نشوفه يا دكتور ؟؟ إبتسم الطبيب فسارع وتنحى عن باب الغرفه وهو يقول مبتسماً: طبعاً تفضلوا أسرعت مشاعل تجاه إبنها وجلست على طرف سريره تتلمس يده ورأسه كان القلق بادياً على وجهها إبتسم اخيها وإلتزم بالصمت .. إن الشعور الذي أحسته أم ماجد تجاه ولدها كان شعوراً طبيعياً فالأم عندما يصاب أبنائها بسوء تراها ساهمه شارده قلقه بل ومتوتره لأنهم قطعة منها أغلى ماتملك أن ترى البسمه على شفاههم والصحه في أجسادهم .... كانت الضمادات تغطي رأس ماجد وكانت هناك جروح طفيفه في ساعده الأيمن وكسر في ساقه اليسرى .. أحس ماجد بألم في رأسه وجسده فقد كان غائباً عن الوعي منذ 3 ساعات حرك يده في ألم وفتح عينيه بتثاقل .. كان المكان يبدو غريباً يا إلهي ما الذي حدث إنه لا يتذكر شيئاً دارت عينيه بالمكان فوقعت على والدته التي تنبهت بإستفاقته وكانت ترقبه بلهفه إبتسم لها بصعوبه فهو يحس بأن جسده محطم وأنه لا يستطيع أن يتحرك ... إقتربت وال\ته قليلاً وقالت والدموع تترقرق في عينيها: إن شاء الله بخير يالغالي ماتشوف شر ياعمري ... فلم تتمالك نفسها فسالت الدموع من عينيها كانت رؤيتها له يتألم تجعلها تشعر وكأن سهاماً تخترق جسدها من الأمام وتخرج من الخلف ... عندما أبصر دموعها رفع يده اليسرى ليمسح دموعها وهو يقول: يمه ماصار الا الخير ترى صياحك يزيد آلامي .... إبتسمت والدته وأمسكت بيده وقبلتها بحنان كان فيصل يرقب الموقف مبتسماً فلما أحس أنهم (حولوا المكان إلى عزا !!) حاول تغيير الموقف فقال: ما تشوف شر يا ولد أختي .... عندما سمع ماجد خاله يتكلم تنبه إلى وجوده وألتفت إليه مبتسماً فأقترب فيصل إليه وصافحه برفق وهو يقهور طهور طهور: عن شاء الله ..... فجأه تلفت ماجد حوله وقد تغيرت ملامحه وهو يقول: إلا وين أمل ماأشوفه ما جت معكم .... أم ماجد وكأنها قد رشت بماء بارد: يا عمري يا بنيتي طلعت من دون ما تدري عن شي الحين تلقاه خايفه ما تدري وين أنا به...... فيصل: لا أنا الحين أبروح لمه خليك أنتي مع ماجد يا مشاعل.... ماجد: لا يمه لا تتعبين نفسك روحي للبيت وارتاحي أنا ما بي شي الحمد الله شفتيني بخير .... فيصل وقد تذكر شيئاً: إلا صديقك مهند وش صار عليه .... ماجد: والله ما أدري ليتك تروح وتشوفه وتطمنن عليه ..... فيصل: إيه تدلل هذي فرصتك .... مشاعل: فيصآآآآآآآآآآآآل ........ فضحكوا وخرج فيصل.... دخل فيصل غرفة مهند بعد أن أرشدوه إلى مكانها فوجد رجلاً كبيراً بالسن في نحو الخمسين من عمره ..... كان يرقب مهند بألم واضح جعل عمره يزيد عشرة سنين على الأقل ومن شدة قلقه وتوتره لم يشعر بدخول فيصل ...... أحس فيصل بأنه لم يشعر بوجوده فسارع يقول: السلام عليكم..... التفت إليه الرجل ورد السلام .... فيصل وهو محرج: سلامته ما يشوف شر.... الرجل بأسى: الله يسلمك.... فيصل: آسف ما عرفتك بنفسي أنا خال ماجد وهو مره قلقان على مهند وطلب مني أشوفه .... الرجل وهو يبتسم من سماعه لإسم ماجد: هلا والله انا أبو مهند مدري وش اللي صار الطبيب قال لي إنه كان مع شاب ثاني بالسياره والشاب هذا هو اللي يسوق وأعتقد إنه كان ماجد ... فيصل: إيه ماجد كان يسوق السياره وهم ماشين بعد ماولعت الإشاره جاهم واحد طاير من الجنب وقطع الإشاره وصدمهم ... تنهد والد مهند وقال: إيه سلامة ماجد مايشوف شر..... فيصل: الله يسلمك.... تحرك مهند فأحس به والده وأسرع إلى جانبه ..... فتح مهند عينيه بتثاقل وما إن أبصر والده أمامه حتى ابتسم بصعوبة وقال: هلا يبه.... وحاول أن ينهض لكن يد والده سبقته فوضع يده على كتفيه وقال: ارتاح يا ولدي لا تقوم ... وسحب كرسياً بجانبه وجلس عليه ثم تابع حديثه: هاه وش أخبارك الحين .. عساك أحسن ..... مهند: الحمد الله يبه أنا بخير ... ثم تذكر فجأه ... يبه ماجد كان معي .. قاطعه والده بابتسامه حنونه: لا تخاف تطمن ماجد بخير وهذا خاله جاي يسأل عنك لأن ماجد كان خايف عليك .... التفت مهند إلى فيصل وأبتسم له .... فاقترب فيصل منه وصافحه وقال: سلامتك إن شاء الله ما تشوف شر... مهند: الله يسلمك .. وش أخبار ماجد عساو بخير .... فيصل: لا الحمد الله بخير وإن شاء الله فتره بسيطه ويطلع زي الحصان بس تعرف هو دلوع شوي .... مهند معاتباً: حرام عليك لا تقول كيذا على ماجد .... فيصل: يله ما أطول عليك ... مهند: الله يجزاك خير على الزياره ووصل سلامي لماجد .... فيصل: يبلغ إن شاء الله ... وصافحه وصافح والده وخرج .... كانت إصابة مهند أقل خطوره من إصابة ماجد فهو قد أصيب بجرح في كتفه وجرح في قدمه اليمنى وجرح في رأسه لأنه اصطدم بالزجاج الأمامي .... ******************* كانت مستلقيه على ظهرها تقلب بهاتفها عندما دخل عليها خالها بهدوء ولما لم تشعر بدخوله ابتسم ابتسامه ماكره وانحنى يحبي على ركبتيه بهدوء وقد كتم أنفاسه عندما سمعها تتنهد وترمي بهاتفها جانباً وتقول: يووووه وش هالملل ... فقفز على سريرها وصرخ بأعلى صوته قائلاً: بووووووووووه.. فصرخت واقفه على السرير وزلت قدمها وسقطت على الأرض فلم يتمالك نفسه وخر على الأرض يضحك بقوه حتى سالت الدموع من عينيه كان منظرها مضحكاً جداً وهي على الأرض وشعرها على وجهها ويدها على صدرها وصوت أنفاسها يملأ المكان.... اصطكت أسنانها من الغضب على خالها فهذه هي المره المليون التي يفزعها بهذا الشكل فوقفت غاضبه وأخذت وسادتها ورمتها بقوة عليه لكنه تفاداها وهو لا يزال يضحك فرمت عليه نظرة ساخطه وأسرعت تخرج من الغرفه وهي تقول: تصدق إنك سخييييف.... فأسرع يلحق بها وهو ما زال يضحك وقال: هههه لا تزعلين بس حبيت افرفش شوي .. فالتفتت إليه ووجهها قد احمّر من شدة الغضب وقالت: شرير بغيت تموتن من الخوف وتقول أفرفش .... فأمسك بيدها وجلس على ركبتيه وهو يقول بسخريه: أنا آسف يا سيدي أرجوك مُنّي علي بعفوك فلا حياة تهنأ لي إن كنتي غاضبة علي ... فسحبت يدها بقوة منه وهو يضحك ..... أمل: ما تعرف تضحك تراك بعدين وش تبي جاي بهالساعه ما تدري غنه فيه ناس نايمين وما أعتقد أنك جاي علشاني ... فبدت عليه علامات الجد ونهض واقفاً وهو يقول: تعالي للصاله أبكلمك ... وخرج فتبعته باستغراب !!!..... ************************** جلس على الأريكه فجلست بالأريكه التي تقابله وقالت .... أمل: إذا كنت تعتقد إنك راح تلعب علي بمقلب من مقالبك فلا تتعب نفسك لأني قايمه... وهمت بالنهوض عندما قاطعها قائلاً: لا اقعدي أنا أتكلم جد اسمعي أبقولك شي بس بشرط ما تقعدين تصارخين وتصيحين تقل مهبوله .... فرمته بنظره من طرف عينها ولم تجب ........ فيصل: اسمعي ماجد صار له حادث وهو الحين بالمستشفى وأمك عنده قومي البسي عباتك علشان تشوفينه ..... شهقت عندما سمعته يقول ذلك ونهضت واقفه وقد سالت الدموع من عينيها وهي تصرخ وتقول: اشفيه ماجد صار له حادث متى وامي متى راحت وليه أنا آخر من يدري .... فقاطعها قائلاً: خلاص خلاص هذي اللي ما راح تصيح وتصرخ أخوك ما به إلا العافيه روحي البسي عباتك علشان تشوفينه ولا تلجيننا بالأسئله .... أسرعت إلى غرفتها وهي تبكي وسحبت عبائتها بقوه من على المشجب وأسرعت تغادر الغرفه وهي ترتديها بسرعه ......... دخلوا المشفى وهي قلقه تتلفت حولها وتنظر إلى الحالات في قسم الطوارئ .... عندما دخلت على أخيها كان يتحدث مع والدته فوقفت بالباب تنظر إليه فالتفت إليها وابتسم فسالت الدموع من عينيها وأسرعت تحتضنه وهي تبكي .... ماجد مهدئاً: خلاص يا أمل يكفي صياح .. أعتقد إنه خالي ما قصر يوم قالك عنّ (وهو يقلد صوت خاله) ترا ماجد صار له حادث وهو بالمستشفى الحين .... أغلق خاله باب الغرفه وتقدم نحوه وهو يقول ضاحكاً: لا هالمره غلطت كانت كلمة الحين قبل المستشفى ..... فالتفتت إليه أخته وهي تعاتبه: حرام عليك هبّلت بالبنت أنت ما عندك قلب ... جلس بجانب أخته وهو يقول: إلا عندي قلب بس تعرفين مالي خلق هالخرابيط اللي يسمونه مقدمات بعدين هي صايحه صايحه ليش أتعب نفسي بالمقدمات اللي ماله داعي.... مشاعل: أنت بتشيّب وانت على هالتفكير .... هدأت أمل وجلست بجانب أخيها وهي تتطلع إلى الضمادات التي تملأ جسده في خوف ووجل ... فأحس أخيها بما تشعر به فقال: لا تخافين أنا مابي شي بس تعرفين هالأطباء عندهم شاش ومضيق عليهم وما صدقوا أجي قالوا يملون جسمي به ..... ضحكت أمل رغماً عنها من قوله ........... ************************* عادت أمل مع والدتها إلى المنزل بعد محاولات الإقناع من فيصل وماجد وكانت الشمس تتسلل بصمت لتقطع هدوء الليل وتضئ الأرض بعد يوم حافل ....... عندما دخلوا على المنزل أسرعت أمل إلى غرفتها وكان جو الغرفه مغرياً للنوم فألقت عبائتها على الأرض ورمت بنفسها على السرير في إعياء وتعب وسرعان ما غابت في نوم عميق ........ ************************* فتحت مشاعل عينيها في تكاسل وخمول فهي لم تنم جيداً من بعد عودتهم من المشفى وهي التي لم تعتد على السهر حتى طلوع الشمس ... مدت يدها نحو الساعه التي على الطاوله بجانبها وضعتها أمام عينيها وهي تقاوم النوم وتفتح عينيها ثم تغلقهما كانت الساعه تشير إلى الثانيه عشر أعادت الساعه إلى مكانها ونهضت من فراشها في تكاسل ثم تذكرت فجأه !!! زوجها ..... يا إلهي لا يعلم بما حدث لماجد عقدت حاجبيها بضيق ثم سارت إلى الحمام..... خرجت من الحمام بعد أن أخذت حماماً بارداً أنعشها وأحست بالنشاط يسري في أوصالها .... صلت الظهر وخرجت لتوقظ ابنتها .. دخلت الغرفه ولقد كانت الغرفه مظلمه بسبب الستائر الغامقه وما إن دخلت حتى لفحها الهواء وكأنها في (الإسكيمو) كانت الغرفه صقيع ربما تصل درجة الحراره لعشره تحت الصفر ..... أسرعت وأغلقت جهاز التكييف وسارت نحو الستائر وفتحتها وما أن فتحتها حتى تدافع ضوء النهار نحو الغرفه بقوه ...... مشاعل: يالله قومي صلي الظهر الساعه 12 ونص ..... تقلبت أمل في فراشها وهي تهمهم: أمممممممممممممممم ..... مشاعل وهي تقترب من لاسرير: يالله قومي الوقت متأخر وصارلهم وقت طالعين من الصلاة ..... فتحت أمل عينيها ببطء وأفزعها الضوء الذي أخترق شرايين عينيها فأسرعت تغلقهما بقوه وهي تصيح: يوووووه يمه ليش تفتحين الستاير والله بقوم من دون هالتعذيب كننا بالكليه العسكريه ..... مشاعل: حرام عليك من دخلت الغرفه حسيت نفسي أبختنق ارحمي نفسك بعدين وشوله تعلين المكيف اشوي وتجمدين ناقصين حنا تمرضين علينا .... أمل وهي تنهض جالسة في فراشها: أنتي تعرفين إني ما أقدر أنام إلا بالصقيع على قولتك .... مشاعل وهي تخرج من الغرفه: يالله طيب قومي صلي وتعالي تحت يكفي نوم .... وخرجت خارج الغرفه ..... نهضت أمل بتكاسل واسرعت نحو الستائر وأغلقتها بعنف ثم دخلت إلى الحمام .... عندما خرجت مشاعل من غرفة ابنتها ذهبت إلى غرفتها وأخذت هاتفها وخرجت ونزلت إلى الأسفل وجلست في الصاله وأتصلت على زوجها .... أبو ماجد في تكاسل: هلا ... أم ماجد: السلام عليكم ... أبو ماجد: وعليكم السلام هلا والله .... أم ماجد: عسى ما أزعجتك بس وكنت نايم .... أبو ماجد وهو يتثاءب في خمول: لا لا أصلاً أنا كنت ناوي أقوم .... أم ماجد: وش أخبارك عساك بخير ... أبو ماجد: الحمد الله بخير وأنتم وش أخباركم عساكم بخير .. تأخرت عليكم .... أم ماجد: الحمد الله بخير.. إيه تأخرت علينا متى ناوي تجي ... أبو ماجد: والله الشغل فوق راسي عيا يخلص يمكن أجي بعد يومين أو ثلاثه .. وش أخبارك وش أخبار العيال .... أم ماجد: الحمد الله .. وبعد تردد .. والله ما أدري وش أقول ..... أبو ماجد بعد أن أحس بنبرة التوتر في صوتها: وش فيه وش صاير .... أم ماجد: ما أدري وشلون أقولك .... أبو ماجد: وشو اللي ما تدرين وش فيه .... أم ماجد: هاه .... ماأدري .... إيه صاير شي .... أبو ماجد وقد نفد صبره: وش فيه تكلمي يا بنت الحلال تراك لعبتي بأعصابي ... أم ماجد: لاا لاتخاف ما فيه شي خطير بستعرف بعض الشباب الله يهديهم يطيرون بالسياره تقول بسباق .... أبو ماجد وقد وصل حده من القلق والتوتر: وش سيارته وش سباقه .. العيال صار لهم شي .... أم ماجد: هــاه .. إيه ... أبو ماجد وقد على صوته: تكلمي طيب وش تحتريـــن .... أم ماجد: ماجد صار له حادث أمس بس الحمد الله هو بخير .... أبو ماجد فزعاً: وشـــــو وليه توه يوصلن الخبر والولد وينه الحين ... أم ماجد: هي جروح بسيطه موب شي خطير ... أبو ماجد: طيب وينه ماجد الحين ؟؟..... أم ماجد: بالمستشفى .... أبو ماجد: بالمستشفى وجروح بسيطه !! قوليلي الصدق يا بنت الحلال ترى أعصابي ما عاد تتحمل ..... أم ماجد تقاطعه: لاا لاا الولد ما به إلا العافيه والحمد الله جت سليمه بس جروح بسيطه ورجله يقولون يمكن به كسر .... أبو ماجد: وشـــــو كــــســـــر وشلون صار الحادث ومتى بالضبط .... أم ماجد: أمس بالليل حول الساعه وحده عند تقاطع (.....) يوم ولعت الإشاره ومشوا جاهم واحد طاير ورقع بهم من الجنب .... أبو ماجد: لاا حول ولا قوة إلا بالله وأنا اللي حاس إنه فيه شي خلاص أنا أبحاول أجي اليوم إن شاء الله .... أم ماجد: لاا أنت كمل أشغالك ولا تشيل هم قلت لك الولد بخير ورحنا وشفناو .... أبو ماجد: وش هالأشغال اللي بتخلين أجلس وأترك ولدي عشانه ما هقيته منك يا مشاعل ... أم ماجد: والله ما كان قصدي كيذا بس ماله داعي إنك تشيل هم ولو كانت حالته خطيره كان صح ما قلنا شي بس إنك تعطل أشغالك وأنا موجوده ماله داعي وإلا ما تثق بي يا أبو ماجد ... أبو ماجد: وش دعوه بس أنتي أبخص بي إني ما أستحمل أغيب عن عيالي بهالأمور وشلون تقولين كيذا .... أم ماجد: عالعموم على راحتك بس لا تشيل هم لأنه مافيه شي الولد والحمد الله كله يومين وهو طالع ... أبو ماجد: إن شاء الله أنا أبشوف أقدر أجي اليوم ولا بكرا.... أم ماجد: علمنا بجيتك إذا جيت ... أبو ماجد: إن شاء الله بس ما أوصيك علمين بالأخبار إذا صار شي ... أم ماجد: إن شاء الله .... أبو ماجد: يالله أشوفكم بخير بامان الله .... أم ماجد: توصل بالسلامه بامان الله .... بعد أن أنهت المكالمه إذا بأمل تنزل الدرج في خمول وعينيها نصف مغمضتين وما إن وصلت إلى الصاله حتى ألقت بنفسها على الأريكه بتكاسل .... أم ماجد: قومي كولي لك شي يا بنيتي من أمس ما ذقتي شي .... أمل وهي مغمضة عينيها: ما أشتهي شي يمه مالي نفس .... أم ماجد: ما يصلح كيذا حاولي تغصبين نفسك على الأكل الواحد ما يطاوع نفسه لأنه إذا طاوع نفسه موب عايش .... أمل: خلاص خلاص أبقوم بعد شوي .... أم ماجد: وش بعد شويه قومي الحين علشان نروح لأخوك ولا ما تبين تروحين ... أمل: يمه والله تعبانه ابي أنااااااام بعدين روحي أنتي بلحالك لأني دايخه وأبي أنام إذا صحصحت جيت .... أم ماجد: إيــــه .. بكيفك أنتي راسك يابس وما تنقوين .... ونهضت وصعدت إلى الأعلى وما إن انصرفت حتى غرقت أمل في النوم وهي على هيئتها إحدى رجليها فوق الأريكه والأخرى على الأرض وإحدى يديها فوق رأسها والأخرى تتدلى من فوق الأريكه ... اتصلت مشاعل بأخيها تطلب منه أن يوصلها إلى المستشفى ....... عندما وصلوا إلى المستشفى كانوا قد نقلوا ماجد ومهند من قسم الطوارئ على غرف مستقله ولوجود أحد معارف والد مهند وضعوهما بغرفتين متجاورتين تحت العنايه الفائقه .... سأل فيصل عن رقم الغرفه التي يستقلها ماجد فأخبروه بأنها الرقم (164) وكانت غرفة مهند تحمل الرقم (163) ..... وعندما دخلوا على ماجد كان مستلقياً على السرير يحاول أن ينام فما أن تهلت أساريره لأنه كان فيما يبدو يشغر بالملل الشديد .... ********************* ارتفع أذان العصر من المسجد المجاور لمنزل أبو ماجد لقرب المسجد من المنزل كان صوت الآذان يسمع واضحاً من داخل المنزل .... تنبهت أمل من نومها على صوت الآذان وكانت تحس بأن عظامها مهشمه بسبب نومها على الأريكه رفعت يدها إلى عينيها ونظرت إلى الساعه الملتفه حول يدها وقد كانت تشير إلى الثالثه والنصف فنهضت بتثاقل وصعدت إلى غرفتها .... عندماانتهت من الصلاة بدلت ملابسها و\ثم جلست على سريرها وضغطت على رقم غرفة الخدم .... الخادمه: أيوه مدام .... أمل: يالله آني قولي لكومار فيه مشوار .... وأسرعت ترتدي عبائتها وخرجت .... عندما خرجت كانت السياره تنتظرها عند الباب وفيها السائق وزوجته فركبت بسرعه .... أمل: شوف روح محل ورد اللي بشارع (....) اللي فيه روح أول معلوم ... كومار: أيوه معلوم مدام .... عندما دخلت محل الأزهار اخترقت أنفها رائحة الأزهار التي تملأ المكان طلبت باقة من الورد الفيروزي والأبيض لأن أخيها يحب هذه الألوان ولأنها تبعث على الراحة والاسترخاء (طبعاً جلست حوالي نص ساعه بمحل الورد نظراً لثقالة دم العاملين اللي يموتون الحيل علشان يسوون لك باقه ) وفي طريقها إلى المستشفى اتصلت على خالها فيصل .. فيصل: هلا والله بالطش والرش والبيض المفقش .... أمل بنبره غاضبه: هلا والله ... فيصل: أحلى يالزعلانه الحين هذا جزاي اللي أبي أوسع صدرك .... أمل: أوووووووه يا جالي تكفى مالي خلق استهبالك ... فيصل: أحلى يا بزنس ويمان ... أقول عيب عليك تقولين كيذا على خالك ... أمل: أقوووووول فكنا ... الموهم كم رقم غرفة ماجد ؟؟... فيصل: مليونين وست آلاف وسبع ميه وأربعه وثمانين ... أمل: يا ربيييييه ترا والله إذا ما تكلمت زي الناس لا أسكر ... فيصل بسخريه: لاا تكفين ترا ما أقدر أنا على كيذا بعدين ما أنام الليل ...... ولم يكمل حديثه حتى قطع عليه حديثه صوت يصدر من الهاتف .. طوط طوط طوط طوط !!!!!...... فضحك بقوة عليها ثم اتصل عليها فلم يمر بعض الوقت حتى أجابته أمل بصوت غاضب: نــــعم ... فيصل: أمـــــوت أنا على النـــعم هذي .... أمل: أظن إنك ما تعلمت بالمدرسه إنه الواحد يقول السلام عليكم ... فيصل: صـــدق أول مره اسمع كيذا عيال الذين ما علمونا بالمدرسه نقول كيذا ..... أمل: أقــول الشرهه مهيب عليك الشرهه علي أنا اللي معطيتك وجه ..... وهمت أن تغلق في وجهه فقاطعها ..... فيصل: لاا لاا خلاص كلش عاد ولا زعل أموله العصقوله ... أمل: عصقوله بوجهك أحسن منك يالعملاق الأخضر .... فيصل: ههههههههه حلــــــــوه هذي العملاق الأخضر .... أمل: يالله عاد بتعطين رقم الغرفه ولا شلون .... فيصل: أنتي وش رايك .... أمل: أووووه الله يعين اللي بتاخذك عز الله باعت عمره .... فيصل: عاد تدرين أبخليك أنتي تختارين لي عروستي .... أمل: لا والله وليش أتسبب بتدمير حياة بنت بريئه لا يا حبيبي رح دورلك أحد غيري ... بعدين أنا ما أبي أحد يعرف إنك تمت لي بصله وين أحط وجهي قدام الناس إلى منهم عرفوا إنك تقرب لي ..... فيصل: هههههههههه حلوه هذي تمت لي بصله بعدين لك الشرف أني أقرب لك يا حماره ..... امل: إيــــــه يالله بس كم رقم الغرفه ؟؟... فيصل: أمممممممم ....أبعطيك اختيارات وأنتي اختاري الرقم الصحيح .... أمل: خالــــــــي تكـــــفى الله يخليك حامت كبدي ترا خلاص... فيصل: هههههه لا خلاص رقم الغرفه (163) وترا ما خلصنا موضوع عروستي لإني ...... ولم يكمل حديثه إلا بها تغلق الخط في وجهه فراح يضحك بشدة على عصبيتها ..... عندما وصلت إلى المستشفى استنشقت الهواء بقوه بعد أن أثارهاخاها ودخلت إلى المشفى ..... ما إن وصلت عند باب الغرفه حتى أصلحت من هندامها ودخلت ........ كان مهند جاساً على سريره في كتاب وما إن سمع صوت الباب يفتح حتى رفع رأسه فرحاً ظناً منه أن الذي دخل عليه والده ... تفاجأ من المرأه التي خلت عليه وتعلقت عيناه بها مشدوهاً ... عندما دخلت أمل الغرفه أسرعت تحل رباط غطاء وجهها بيد وتحمل الباقه بيدها الأخرى وهي تقول: أهلــــــــــــــــين أكيد اشتقت لي أدري إنك ....... ولم تكمل حديثها عندما وقعت عيناها على الذي كان جالساً في السرير ينظر إليها .............. ************************** وفي ثواني معدوده توقف فيها العقل عن العمل من الصدمه ثم عاد يتابع فأسرعت ترفع غطائها نحو وجهها وتلتفت بوجهها نحو الباب وتعطيه ظهرها وتصلح غطائها في عجله وهي تقول بصوت خافت محرج: آسسفه غلطانه ...... وأسرعت خارج الغرفه ووجهها مضرج بالحمره من الموقف السخيف الذي واجهته وأعتقدت أن خالها كان متعمداً عندما أعطاها رقم الغرفه الخطأ ..... عندما خرجت ذهبت لتستفسر عن رقم غرفة أخيها وعندما أخبروها تفاجأت بأنها بجانب غرفة ذلك الشخص الذي دخلت عليه .... فتحت الباب بهدوء فترامى إلى سمعها صوت والدتها فابتسمت ودخلت ..... ما إن رآها ماجد حتى ابتسم فرحاً بقدومها ... التفتت لها والدتها وقالت: ليش تأخرتي خالك دق قبل ربع ساعه وقال إنك بالطريق ..... بدت في يديها ارتعاشه عندما سمعت سؤال والدتها وقد تذكرت الموقف الذي حصل لها قبل قليل .. فأجابت بسرعه محاولة إخفاء قلقها وتوترها: لا بس مريت محل ورد .... وقدمت الباقه لأخيها الذي كان ينظر لها في توجس وهو يقول في نفسه: يا حليلك يا أمل ما تقدرين تخفين التوتر وتصرّفِين ... وقطع عليه تفكيره صوت أمل: وش بك ما تبغى الباقه .... فابتسم بوجهها وتناول الباقه من يدها ووضعها في حضنه وهو مازال يبتسم .... مر وقت طويل وهم في صمت مطبق وكأنهم ينتظرون شيئاً وإذا بالباب يفتح بقوه فصرخوا في وقت واحد واتجهت أنظارهم إلى الباب في فزع (أكيد راح بالكم لشخص واحد يمكن يسوي هالحركه) .... وإذا بصوت مشاعل يقطع الصمت: فيـــصــااااااااااااااال حسبي الله عليك ما تعرف تفتح الباب زي الأوادم والناس يالخبل ... ابتسم فيصل ابتسامه بريئه وأغلق الباب بهدوء ووقف في مكانه وهو ينظر إليهم بنظرة طفوليه كنظرة طفل ينظر إلى والدته في خوف بعد أن حطم شيئاً ..... وبعد أن طال الصمت رفع حاجبيه وأنزلهما وأنزلهما مراراً كعادته وتقدم إلى السرير وجلس على مؤخرته بقوة وهو يقول: هاه وش أخبارك الحين يالدلوع .... ابتسم ماجد وقال: الحمد الله بخير بعدين من قالك إني غيرت اسمي .... فيصل متظاهراً بالجديه: صدق أجل أبوك يوم يقول لي إنك غيرت اسمك كان يكذب علي هيّن يا عبدالله أنا أوريك .... ماجد يجاريه: لا أبوي قالك كيذا !!! ... غريبه اختار هالإسم ذا بالذات .... فيصل: إيه حتى أنا استغربت يعني فيه أسماء كثيره إلا ضاقت يختار الإ...... وقطع عليه حديثه صوت مشاعل وهي تقول: الحين أنت متى بتعقل ترا اللي بعمرك أعرسوا وأنت إلى الحين بهبالك .... فيصل: إيه على فكره تراي وصيت أمل تدور لي عروس أبشركم قررت أعرس .... والتفت إلى أمل وهو يضحك ففاجئه منظرها فلم تكن تنظر إليه وحاجباها كانا معقودين والشفة السفلى من فمها ترتجف ......... ازدرد فيصل لعابه بقلق فلا يحدث لأمل ذلك إلا إذا كانت غاضبة جداً وستقاطعه ربما لشهر أو أكثر ...... فيصل محدثاً نفسه: يوووه لاتصير الحين معصبه من المكالمه .. لا ما ظنيت هي متعوده على هالحركات من .. أجل وش به معصبه وواصله معه ..... حاول فيصل تغيير الموضوع (أو بمعنى أصح تصريف السالفه) .... فرأى الباقه في حضن ماجد فابتسم بمكر وقال: أحلى يا حركات ما دريت إنه عندك معجبين قل لي معجب وإلا .. وغمز بعينه .. معجبه !!.... تظاهر ماجد بالخجل لاسيما وأنه أحس بحدوث شيء بين خاله وأخته فحاول تغيير الجو المشحون وقال: هذي والله من وحده تاخذ العقل يا عليه جمال خطييير تعجبك تعرفت عليه بالمملكه قبل أسبوع ..... فيصل: احلف قل والله يا الخاين ليه ما دقيت علي علشان أشوفه .... ماجد: بكره يمكن تجي إن كانه جت أبدق عليك وأعلمك .... فيصل: ياخي ما أقدر أصبر إلى بكره أوصف لي شكله .... ماجد محاولاً استفزازه: لاااااااا ....... فيصل وهو يضع يديه حول عنق ماجد: يا لله عاد ما عندي وقت للعب البزارين .... تظاهر ماجد بأنه يختنق فأسرعت والدته تبعد يدي فيصل عنه وهي تقول: صدق إنك منتب صاحي الولد مريض تجي تسوي به كيذا أوالله من زين المزح ..... انفجر كلٌ من فيصل وماجد بالضحك من موقف مشاعل فقد بان عليها الخوف حقاً .... قطع عليهما ضحكتهما أمل وهي تنهض من مكانها بعصبيه وتتفادى خالها متجهةً نحو ماجد .... أمل: وين تبي أحط الباقه .... ماجد وهو مستغرباً من موقفها: حطيه على الطاوله هناك .... وما إن أعطتهم ظهرها حتى غمز ماجد لفيصل بأنها هي من أحضر الباقه .... فيصل: أقول ماجد لا تصير البنت اللي تتكلم عنه هي نفسه ذيك اللي شفناه قبل فتره .... ماجد: إيـــه هي نفسه .... فيصل: ياخي والله إنك صادق البنت تاخذ العقل ..... قطعت عليه حديثه مشاعل قائله: أقول فيصل أمي ليه ما جت دقيت عليه قبل العصر وقالت إنه بتجي معك .... فيصل: إيه قالت لي ويوم رجعت من صلاة العصر وقلت له يالله تخاوينن قالت إنه مقصره .... مشاعل: وراه لا يصير ارتفع عنده الضغط ... فيصل: أعوذ بالله يا شيخه تفائلوا بالخير تجدوه لا ما به إلا العافيه بس تعرفين أمي تحب تتغلى على بعض الناس .... وينظر إلى ماجد بطرف عينه ففهم ماجد نظرته وقال: ياحبيله أمي أدري إني غالي عَلْيَهْ لإنه ما يتغلى أحد على أحد إلا على غاليه .... ورد لخاله نظرته متحدياً .... كشر خاله في وجهه ثم التفت نحو أمل والتي كانت تجلس على الأريكه مبتعدة عنهم في عالم آخر فابتسم بمكر ونهض متجهاً نحوها وانحنى برأسه نحو أذنها وقال بصوت خافت: بووووه... فصرخت ونهضت من مكانها وغرقوا ثلاثتهم بالضحك من ردة فعلها ... وعندما استوعبت الموقف ورأتهم يضحكون عليها لم تتمالك نفسها وتهالكت على المقعد وأجهشت بالبكاء .... توقفوا جميعاً عن الضحك مستغربين من موقفها فأسرعت والدتها وجلست بجانبها واحتضنتها وهي تقول: أمل يابنيتي وش بك بسم الله عليك .... فوضعت يديها على وجهها وتابعت بكائها بصوت مكتوم ... فاتجهت أنظارهم نحو خالها في غضب .... وقالت مشاعل بصوت خافت معاتبه: يعني لازم تسوي هالحركات يالله الحين وش يسكته .... فيصل وقد بدا عليه الضيق ونظراته مل تفارق أمل: وخري أنا براضيه .... فنهضت والدتها وتنحت جانباً وجاس فيصل في مكانها وهمّ بوضع يده فوق كتفيها فتردد لحظات ثم وضع يده وهو يقول: أمل خلاص أموله حبيبتي والله ماكنت أقصد يالله عاد يكفي صياح مالك داعي تصيحين علشان موقف سخيف خلاص أموله عاد يالله .... وظلت تبكي ولم تجب عليه .... فيصل: أمولتي عاد خلاص شوفي أمك ضاق صدره ... فلم تسمح له بأن يكمل حديثه بأن دفعت يده عنها بقوه وصاحت به والدموع تملأ وجهها: لا تسوي نفسك بريء !!!!!!..... وأصدرت شهقات متتابعه ثم تابعت ...كنت أتوقع أي شي منك لكن إنك تعطين رقم الغرفه غلط هذا كان آخر شي يخطر على بالي ما دريت إنك سخيف وما عندك عقل تفكر به .... ووضعت يديها على وجهها وتابعت بكائها ..... تفاجأ الجميع من موقفها وخاصة فيصل الذي لم يتوقع ذلك فهو لم يكن يعلم بأنه أخطأ في إخبارها برقم الغرفه فرفع عينيه نحو أخته فردت عليه نبظرة معاتبه ثم نظر نحو ماجد والذي كان يعرف خاله جيداً والذي من المستحيل أن يكون حقيراً لهذه الدرجه ويقوم بهذا الفعل رفع ماجد رأسه واتجهت أنظاره نحو خاله والذي كان ينظر إليه نظرة رجاء وتوسل فأجابه بنظرات مواسيه .... أطرق فيصل برأسه إلى الأرض للحظات ثم نهض وسار خارجاً ...... كان الصمت سيد الموقف في تلك اللحظات إلا من بكاء أمل ... فقطع الصمت ماجد وهو يقول: أمل خلاص يكفي ما راح تستفيدين شي من الصياح إلا إنك تنكدين على نفسك إهدي أنتي الحين وبعدين نتكلم .... هدأت أمل قليلاً بعد كلام أخيها ولم يمر وقت طويل حتى نهضت وذهبت إلى الحمام غسلت وجهها وعندما خرجت من الحمام كانت والدتها تتكلم بهاتفها .... مشاعل: إيه .. إيه متى توصل .. إيه على خير إن شاء الله .. توصل بالسلامه بأمان الله .. مع السلامه .... نهضت من مكانها واتجهت نحو ماجد فقبلت رأسه وهي تقول: يالله ما تشوف شر يمه أبوك بيجي اليوم وأنا أبروح للبيت أستقبله ... والتفتت إلى أمل التي ابتسمت عندما سمعت بان والدها عائد من السفر وقالت: هاه أمل بتجين معي ولا تقعدين مع ماجد ... ماجد بسرعه: لا يمه .... أمل بتقعد معي وشلون تخلونن بلحالي ... وألقى على أمل نظرة رجاء ... فابتسمت أمل وقالت بصوت مبحوح: إيه يمه أبجلس مع ماجد روحي أنتي للبيت وترا السواق تحت ما راح ... مشاعل: يالله بأمان الله انتبه لنفسك يا وليدي مع السلامه ... وخرجت وعاد الصمت يلف أرجاء الغرفة مرة أخرى ومر وقت طويل قبل أن يقطعه ماجد قائلاً: أمل حبيبتي قولي وش صار لك ترا أنا أخوك وما بيننا أسرار إذا فيه شي قولي لي ... رفعت أمل رأسها بهدوء والتقت نظراتها بعينيه فانفجرت باكيه ووضعت رأسها على السرير لتكتم صوت بكائها ... وضع ماجد يده على رأسها مهدئاً .. هدأ صوتها وبدأت تتحدث ورأسها على السرير وفي هذا الوقت فتح الباب بهدوء فيصل الذي كان الحزن بادياً عليه ويبدو أن أمل لم تنتبه لدخوله رفع ماجد رأسه فلما رآه ابتسم وأشار إليه أن يبقى مكانه .... أمل بصوت متقطع: أنا أتحمل مزح خالي الثقيل وحركاته بس اللي سواو اليوم ما كنت أقدر أتحمله ..... ماجد: طيب وشو اللي سواو اليوم .... أمل بعد شهقات متواصله: دقيت عليه أبي رقم غرفتك وقعد يستهبل معي وأنا مررره كانت واصله معي ومالي خلق شي عطان رقم الغرفه .... ولم تكمل فبكت بصوت مكتوم .... ماجد بصوت حنون: إيه عطاك رقم الغرفه وبعدين ... أمل بعد صمت طويل: كان غلط .... ويوم دخلت كنت أحسب هذي غرفتك ما توقعت إنه يكون شخص ثاني كان هذا آخر شي يمكن يخطر على بالي فعلشان كيذا ما شفت مين المريض لأني كنت متأكده إنه أنت فسلمت وبديت أسولف ويوم شفت إنه شخص ثاني حسيت قلبي بيوقف وعلى طول اعتذرت وطلعت وأنا أحس إنه بيغمى علي من الفشيله ..... كان فيصل مولياً الباب ظهره ويستمع بهدوء ... فهو لم يكن يقصد أن يعطيها الرقم خطأ لكن من سيصدقه وهم معتادين على مزاحه الثقيل .... قطع الهدوء الذي ملأ المكان ماجد وهو يقول: طيب يا أمل يمكن ما كان يقصد يعني هو غلط بالرقم وما كان يقصد إنه يعطيك الرقم خطأ ... أمل وقد رفعت رأسها والدموع تترقرق في عينيها: وشلون ما كان يقصد وهو جاي وزايرك يعني مستحيل يغلط بالرقم ... ماجد: أمل يا حبيبتي الإنسان ينسى ويغلط بعدين رقم الغرفه طويل يعني من السهل إن الواحد ينساو ولا يتلخبط به .... أمل: ماجد لا تحاول تدافع عنه لأننا متعودين على الحركات هذي منه وخصوصاً أنا .... ماجد وهو يبتسم في وجهها: طيب وش رايك تسمعين منه هو إذا كان يقصد ولا لا .... أمل وهي تغتصب الإبتسامه وتقول في سخريه: يعني هو بيقول الصدق .... لم يصبر فيصل أكثر من ذلك فقطع عليهما حديثهما وهو يسير متجهاً إليهما .... فيصل: وليه أكذب يا أمل أنتي متعوده من إني أكذب أنتي تدرين إن آخر شي يمكن أسويه إني أكذب على أحد .... التفتت أمل إليه متفاجئةً من وجوده فعقدت حاجبيها لأنه استمع إلى حديثها وهي لم تعلم بوجوده ... ولكنها سرعان ما أرخت حاجبيها كأنها ارتاحت إلى أنه استمع إلى كلامها .... جلس فيصل بالكرسي المقابل لها ... فيصل وهو مبتسماً كعادته: على فكره نسيت السلام عليكم ... ماجد مستغرباً: وعليكم السلام أخيراً اعترفت إنه لازم تسلم إذا دخلت .... فيصل وهو ينظر إلى أمل مبتسماً: توي متعلمه هذي ... ماجد: الحمد لله والشكر على هالعقل بس .... فيصل وهو يتلفت حوله: وين أمك غريبه راحت ... ماجد: أبوي بيجي اليوم وراحت تستقبله .... فيصل: أحلى يا حركات بابا بيجي علشانك من قدك ياخي ... ماجد: لا تغير الموضوع نبي نسمع ردك .... فيصل قد ارتسمت ملامح الجديه في وجهه: أصلاً أنا ما كنت داري إني غلطت بالرقم إلا يوم سمعت السالفه ... ويلتفت إلى أمل ... بعدين أنا ما وصلت للمرحله من الجنون علشان أسوي هالحركات وأنتي أكثر شخص يعرفن وشلون تقولين كيذا .... أمل وهي تنظر إليه: والله ما أدري عنك أنت ما شاء الله كل يوم مطلع لي مقلب جديد ... فيصل: أمل تدرين ليش أحب أسوي بك مقالب بصراحه لأن ردة فعلك تغري الواحد .... بس مهما كان هالشي إلا إني مستحيل أسوي هالحركه هذي ... أمل: وشلون طيب تثبت لي إنك ما كنت تقصد .... فيصل: أمل ما عندي إلا هالكلام تبين أحلف يعني ... أمل: لا وش تحلف بمحكمه حنّا خلاص صدقتك بس ما راح أنسى الموقف اللي صار معي .... فيصل: صافي يا لبن ... أمل وهي تبتسم: حليب يا إشطه ... قفز فيصل عليها يعانقها وهي تصرخ محاولة الإفلات من قبضته .. وبعد معاناة ووسط ضحكات ماجد أفلت فيصل أمل من قبضته ... فما إن أفلتها حتى ضربته بقوه على كتفه وقالت: ياخي أنت وش تاكل كسرت عظامي حسبي الله عليك ... ****************************** وصل أبو ماجد إلى المنزل في الساعه 9 والنصف مساءً وكان متعباً ... ولكنه أصر على الذهاب لرؤية ماجد .... كانت أمل تتحدث هي وماجد وكان فيصل قد غادر قبل وقت طويل بعد أن اطمأن باله وحلت المشكله التي بينه وبين أمل ... أمل: أقول ماجد متى تعتق سراحي أبي أروح للبيت وراي مدرسه بكرا ... ماجد: ليش مليتي منْ مالت عليك وعلى اللي يطلب منك تقعدين عنده انقلعي يالله ... وأشاح بوجهه عنها متظاهراً بالسخط .... أمل: بسم الله علي استهبل عليه بق بوجهي ياخي خل روحك رياضيه وتقبل المزح بعدين آسفه كنت أحسبك خالي فيصل .. ماجد: لا لو سمحتي منيب خالك فيصل بعدين ما تلاحظين إنه خرب أخلاقك من اليوم ورايح ما راح أسمحلك تجلسين معه كثير .... أمل: وش دعوه ما بقى إلا هو يخرب أخلاقي وأنت صادق أنا اللي أعلمه حسن التصرف ... ماجد بسخريه: صدق وش علمتيه يا آنسه منشن .... أمل وهي تضع إصبعها بين عينيها متظاهرة بأنها ترفع نظارتها كما تفعل الآنسه منشن: يا حبيبي أنا اللي علمته السلام ما تشوفه سلم يوم دخل .... ماجد: احلفي أنتي بس ما سلم إلا علشانه مصلحجي يبي يراضيك .... أمل: ياخي ما تلاحظ إنك تحاول تحطم من معنوياتي .... ماجد: آسف والله يا صاحبة السمو ما دريت إن معنوياتك مزهريه بسرعه تتحطم .... وقطع ماجد حديثه عندما سمعوا طرقات على الباب !!!.... *********************************** ماجد: تفضل .... فتح الباب وإذا بوالده يدخل .... تهللت أسارير ماجد فرحاً بقدوم والده .... جرت أمل نحو والدها تعانقه وتقبل رأسه .... أبو ماجد ويده خلف ظهر أمل وهو يسير متجهاً إلى ماجد الذي كان متكئاً فجلس: السلام عليكم وش أخبارك يا وليدي ما تشوف شر إن شاء الله .... وصافحه وقبل ماجد رأسه وجلس والده بالكرسي الذي بجانبه .... أبو ماجد: أنا زعلان عليك كيذا ما تقول لي أتطمن عليك ... ماجد وهو يبتسم في وجه والده: يبه الله يهديك بس وشلون تبين أعلمك هذا خبر يقال بالتلفون .... أبو ماجد: إيه .. ولا أنا منيب أبوكم تعلمونه عن أخباركم الزينه والشينه ..... ماجد وهو ينحني يقبل يد والده: خلاص يبه لا تزعل حنا ما نبي إلا راحتك وما كنا نبي نقلقك علينا والحمدلله ما صار إلا الخير ... أبو ماجد: إيه الحمدلله ..... عاد الجميع إلى المنزل في الساعة الحادية عشر والنصف مساءً بعد أن تركوا ماجد وهو يترنح لرغبته الشديدة في النوم .... *************** كانت الساعة الواحدة ليلاً ومهند لم ينم يفكر بما حدث له اليوم .... من تلك الفتاة وجهها ليس غريباً علي وكأنني سبق ورأيتها أوووه أستغفر الله ما هذا لمَ علي أن أفكر بتلك الفتاة لا يحق لي ذلك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... فالتف بجسده على جنبه الآخر وهو يغتصب النوم وسط الضجيج في الخارج والذي لا يهدأ حتى في منتصف الليل ولكن دون جدوى .... ***************** أبو ماجد: أمل يالله حبيبتي قومي صلي الفجر طلعت الشمس ... تقلبت أمل في فراشها ثم فتحت عينيها في تكاسل فما إن أبصرت وجه والدها حتى ابتسمت في رقه ..... أبو ماجد وهو يبعد شعرها عن وجهها: يالله قومي صلي يا بابا تراك مرره متأخره .... أمل وهي تنهض جالسه: إن شاء الله يبه .... كان يوم السبت له طابعه الخاص كل أسبوع ترى الطالبات والطلاب وجوههم منتفخة وكأنهم كانوا نائمين طوال يومي الخميس والجمعة والنفوس في أسوأ حالاتها ولا أحد يريد الكلام مع الآخر كل ما يريدونه هو النـووووم .... كانت أمل هي الوحيده تقريباً التي تتمتع ببعض النشاط والمرح بالطبع لأن والدها قد عاد من السفر ... أمل تحدث صديقتها مها: أمس ما نمت إلا الساعه ثنتين .... مها وهي تتثاءب في خمول: ما شاء الله وهالنشاط من وين جايبته ... أمل: بسم الله علي الرحمن الرحيم اذكري الله يا بنت الحلال .. وتكمل حديثها في دلال .. بعدين منيب قايلتن السالفه اللي صارت لي إذا كنتي بتحسدينن من أوله .... مها: أقول مالت عليك اسكتي أحسن لك .... أمل: إيه أبسكت من قالك إني ناويه أتكلم ... مها وقد نفد صبرها: أمل عاد يالله بلا سخافه قولي وش عندك ترا مالي خلق استهبالاتك ترا أنا مو خالك لا تغلطين ... أمل: أقول إلامن زينك خالي يسواك وعشره من أمثالك .... مها بسخريه: إيه هين لا تجين تقولين لي (وتقلد صوتها) خالي هذا ما أدري وشلون أنا متحملته ودي أمسكه وأكفخه ... وقاطعتها أمل: خلاص خلاص أعوذ بالله ما ينقال لك شي .... وضحكت مها من غضب أمل رغماً عنها .... مدرسة أمل من المدارس الأهليه الراقيه في مدينة الرياض (وبعض) الطلاب والطالبات عندما يصلون إلى مرحلة ثالث ثانوي (توجيهي) وهم في مدارس حكوميه ينتقلون إلى مدارس أهليه من أجل الحصول على نسبه عاليه في امتحانات وزارة التربيه والتعليم في آخر السنه .. ربما لتساهل المدارس الأهليه مع الطلاب والطالبات في امتحانات نصف الفصل والامتحانات الشهريه أكثر من الحكوميه ..... *************** كان مهند مستلقياً ويقرأ في كتاب كعادته (مثقف الأخ) ... عندما سمع طرقاً على باب غرفته ففزع (أكيد كان سرحان ويفكر هذا اللي أستغفر الله وما أدري إيش .. هـــــاه) ... مهند: تفضل ... دخلت عليه امرأة فما إن رآها حتى عرفها قبل أن تكشف وجهها وابتسم فرحاً برؤيتها .... المرأة: السلام عليكم .... مهند وهو ينهض جالساً: وعليكم السلام هلا والله ... تصافحوا وجلست المرأة أمامه بعد أن أزالت غطائها عن وجهها ..... المرأة: وش أخبارك الحين عساك أحسن والله يوم دريت ما خليت حمد إلا وحنا بالرياض .... مهند: أفا عليك يا عمتي وراك تتعبين الرجال أنا الحمدلله مابي إلا العافيه بس الأطباء موب راضين يطلعونن .... العمه: لا تعب ولا شي أنا كم عندي من مهند لا عمرك تقول مثل هالكلام مره ثانيه ولا أزعل عليك .... مهند: لا عاد كلش ولا زعلك أنتي على عيني وراسي ... ربما تتساءلون من هذه المرأة ... لا تتعجلوا سأخبركم ترجمة بسيطه عنها (حشا أدب على الغفله) .... والد مهند هو الإبن الوحيد لوالديه وقد رزق والديه بعده بعشر سنوات ابنة تدعى عهود ملأت عليهم الدنيا فكانت فرحتهم بها لا توصف .... لكن فرحتهم لم تكتمل لأن والدتها توفيت إثر مرض ألمّ بها عندما بلغت عهود سن العاشره وفي سن الخامسة عشره من عمرها توفي والدها فأخذ أخيها علي على نفسه رعايتها والعناية بها وكان هو في بداية حياته الزوجيه لكن نظراً لأن تربية الفتاة كانت طيبه لم يتعب علي معها كثيراً لأنها كانت إجتماعيه إلى أبعد الحدود فلم تنطوي على نفسها وتكتوي بأحزانها بل رمت بها في عرض البحر وتقبلت حياتها بما فيها من حلو ومر .... عندما بلغت سن التاسعة عشره طلب يدها شاب من أسرة طيبه وكان يعمل ضابطاً في الحرس البحري في المنطقة الشرقية تزوجت منه وسافرت معه إلى المنطقة الشرقية حيث يسكنون هناك ... ابتلع علي مرارة فقدانها بصغوبه فما الغريب وهو الذي قد اعتاد على الفراق فزوجته كانت قد توفيت قبل سنه وتركت في أحضانه طفلاً لم يبلغ الرابعة من عمره فكانت عمته بمثابة الأم له فأحبها الطفل الصغير ولم يكن يرضى بفراقها وعندما تزوجت وسافرت كان الطفل يبكي ويصرخ ووالده يحتضنه في صدره بلوعة وحسره ...فلم يرض بكلام من هم حوله بأن يتزوج من امرأة أخرى لتربي له ابنه بل رفض الأمر ولم يسمح حتى بالتفكير فيه .. لأنه أحب زوجته كثيراً ولن يرضى لأحد بأن يحل محلها ... فصار الصديق والأخ والأب لأبنه رغم صغر سنه فكان ذلك الطفل أعجوبة لكل من رآه يتحدث أحاديث الكبار ويناقش مسائل وقضايا مهمه جعلت منه رجلاً قبل أوانه .... ولكن عمته بالطبع لم تتخلى عنه وكانت تأتي لزيارتهم كل أسبوع في بادئ الأمر ثم أصبحت كل شهر ولم تنقطع زيارتها وكانت قد زارتهم قبل أسبوعين من الحادث ولكنها ما إن سمعت بالحادث حتى أصرت على أن تذهب إلى الرياض لتطمئن عليه .... منهد: وش أخبار أهل الشرقيه عساهم بخير .... عهود: الحمدلله كلهم بخير أنت طمنْا عنك وش أخبارك وش أخبار الجامعه ... منهد: الحمدلله عايشين والجامعه ما تغيرت إلا إذا كنتي تقصدين صارت وزاره ولا شي فهي على حاله .... عهود: هههههههه الله يقطع شيطانك ما تخلي عنك هالتعليقات ... مهند: أفا عليك لو تركته ما أصير مهند .... عهود: هه هه هه .... خرج مهند من المستشفى يوم الأحد وكم كانت فرحته كبيرة بخروجه فقد شعر بالملل الشديد رغم وجود صديقه بقربه إلا أنه لم يكن يستطيع رؤيته فأهله لم يتركوه كانوا يأتون لزيارته من الصباح وحتى المساء .... ****************************** كانت الساعه تشير إلى التاسعه صباحاً من يوم الاثنين وكان مهند مستلقياً على كرسي أمام بركة السباحه بعد أن ودع عمته قبل ساعه .... لم يذهب إلى الجامعه لأن والده رفض ذلك خوفاً عليه ومنحه الطبيب إجازة لمدة أسبوع .... مهند: يووووه وش هالملل لو ما صار الحادث إن كان أنا الحين بالجامعه مع ماجد بدال قعدتي هالحزه بلحالي .. إيـــه الحمد لله على كل حال .. الله يقطع شره هالماجد مشتاق له مرره خل أدق عليه أكيد ما عنده أحد الحين ..... *************** كان ماجد يتقلب في فراشه يغتصب النوم من شدة الملل فوالدته لن تأتي إلا في الساعه الحاديه عشر وبقي ساعتان حتى موعد حضورها ..... قطع الهدوء الذي كان يخيم على المكان صوت رنين هاتفه فابتسم عندما سمع النغمه التي يعرف صاحبها فسحب هاتفه من جانبه وأجاب .... ماجد: هلا والله ... مهند: السلام عليكم ... ماجد: وعليكم السلام .... مهند: إيه يالقطوع ما تقول عندي خوي مشتاق لي .. ولاّ من لقى أحباه نسى أصحابه ... ماجد: هه هه هه الله يغربل إبليسك وأنت بعد ما تعلم بطلعتك مخلينا صفر على الشمال الله يخلي فيصل وكالة أنباء ما يفوته شي ... منهد: أنا شفتك علشان أقولك .... ماجد: إلا أقول وينك أنت الحين لا تقول بالجامعه ترى يا ويلك تداوم قبلي مالي خلق أتقبل التهاني بلحالي .... مهند: والله إنك مصدق عمرك بس ولو لا تخاف أنت ما تعرف أبوي حلف علي إني ما أطب الجامعه هالأسبوع يقول إني توي ما تعافيت .... ماجد: هه هه هه هه إيه لازم تسمع كلام بابا علشان ربي يعطيك حسنات كثييييييييره هه هه هه .... مهند: أقول أنطم بس .. إلا على فكره عندك أحد الحين ... ماجد وهو يتنهد: لا ما نعدي أحد أشوا إنك دقيت والله إني طفشان وأمي ميب جايه إلا الساعه 11.... مهند: خلاص أجل أبجي لمك الحين ماجد فرحاً: صــــــدق .... مهند: لإيه صدق وش قالوا لك بموزنبيق أنا يا لله إقلب وجهك ربع ساعه وأنا جاي ..... ماجد: هه هه هه لا تتأخر يا موزنبيق هه هه هه هه ... وأغلق مهند الخط قبل أن يكمل ماجد ضحكته .... ارتدى مهند ملابسه على عجل وما إن هم بالخروج من باب المنزل حتى سمع والده فالتفت إليه فإذا به يرتدي ملابس العمل وهو مستعد للخروج .... أبو مهند: وين رايح يا وليدي .... مهند بعد أن اتجه نحو والده وقبّل رأسه ويده: أبروح أزور ماجد بالمستشفى من زمان ما شفته .... أبو مهند: مع مين بتروح .... مهند: هه يبه الله يهديك وش اللي مع مين ... أبروح بسيارتي .... أبو مهند: أنت صاحي توك طالع من المستشفى وتبي تسوق ... مهند: يبه أنا الحمد لله بخير لا تكبر الموضوع .... أبو مهند: أقول رح .. تكبر الموضوع ولا ما تكبره أمش معي أنا بوصلك وإذا وصلت أبرسل لك السواق ... مهند: يبه الله يهديك بس ....... ولم يكمل حديثه لأن والده كان قد خرج من المنزل دلالة على أنه انتهى الأمر وليس هناك مجال للنقاش فتبعه مهند على مضض ...... ************* ماجد بعد أن سمع طرقات على الباب: تفضل ما فيه أحد ... فتح الباب ودخل مهند وهو يبتسم وتبادلوا التحيات وتصافحوا ... وبعد مرور بعض الوقت من الحديث لفت نظر مهند وجود باقة الورد يلك التي رآها مع تلك الفتاة فراح يفكر فيمن تكون صاحبتها وما علاقتها بماجد .... ماجد: يا هــــوووووه ياخي عطنا وجه لي ساعه أتكلم وأنت بعالم ثاني .... مهند بعد أن تنبه من سرحانه: هه وش تقول .... ماجد:ما أقول شي أنت ووجهك لي ساعه أتكلم وأنت سرحان ياخي لا تتعب نفسك وأنت تفكر بي خلاص هذاي أنا قدامك ... مهند وهو يضرب ماجد مع كتفه: أقول من زينك أنت ووجهك أفكر بك .... ماجد وهو يضع يده على كتفه متظاهراً بالألم: أي يا الخبل تراك بمستشفى خل الجلافه برا موب هنا لو سمحت ... فرمقه مهند بنظرة غاضبه ثم أسترسل الاثنان بالضحك ...... مهند: أقول ما دريت إنه عندك معجبين ... وهو يغمز بعينه .. ماجد: وش معجبينه بعد أنت ... مهند: باقات الورد اللي ماليتن الغرفه ميب بعيده عليك تتعرف على بنات من وراي ... ماجد: أقول ضف وجهك تراك خبل أنت وتفكيرك الخربان هذا ... مهند: لا تزعل بس والله مستغرب ما فيه بالحياة أحد غيري يعطيك وجه ويفكر بك .... ماجد: تراك مصدق عمرك أنت بعدين هذي أختي كل يوم داخله علي بباقة ورد ما تمل وأنا بعد ما أحب أفشله وأجامل .... منهد وهو يبتسم: مالت عليك البنت تجيب لك ورد ومتعبتن عمره وأنت (ويقلد صوته) أجامل .. صدق لا قالوا النعمه تحته ويرفسه برجليه ..... وسرح مهند في فكره قليلاً لكن ماجد لم يدعه لأفكاره بأن قاطعه كعادته .... وهكذا أكمل الصديقين حديثهما المعتاد حتى انصرف مهند إلى منزله .... *************** لم يمض أسبوع حتى خرج ماجد من المستشفى ليبقى في المنزل حتى يجبر كسر ساقه ولأنه لم يبق على امتحانات الجامعه سوى شهر اضطر ماجد أن يداوم بعد أسبوع من خروجه من المستشفى ...... فكان يسير بعكاز وفي اليوم الذي داوم فيه لم يرض مهند بأن يدعه يذهب مع السائق فأصر عليه بأن يصطحبه ليذهبا معاً إلى الجامعه ..... كان منهد قد شفي تقريباً من إصابته إلا أن الجرح الذي كان في باطن قدمه عميقاً بعض الشيء فكان يعرج في مشيته وعندما وصلا إلى الجامعه كم كان شكلهما مضحكاً وهما يعرجان معاً ..... وصدق حدس ماجد فما إن وصل حتى اجتمع عليه رفاقه للاطمئنان عليه بالرغم من أنهم لم يدعوه في المستشفى وحتى بعد خروجه بأن قاموا بزيارته .... وعندما تفرق الجمع جلس ماجد على كرسي كان بجانبه متهالكا ًً .... ماجد: حسبي الله عليك احتريك تسوي شي تنقذن من هالتجمهر ما أقول إلا مالت عليك ..... مهند وهو يضحك: هه هه أحلى يا مشهور ياخي قطعت قلوبهم عليك ما يقدرون يستغنون عنك هه هه هه ..... ماجد بغضب: أقول ضف وجهك يا لله عاد تراي منيب فاضين لك لا تنكد علي بهالصبح .... مهند: هه هه أحلى يا بزنس مان وش عندك شغل هه هه ... رمقه ماجد بنظرة ساخطه ولم يجب .... وهكذا انتهى اليوم الأول على خير (تقريباً على خير) .... ************* عندما تعافى مهند تماماً قام والده بعمل احتفال بمناسبة شفائه من الحادث ودعا إليه أصحابه وأصدقاءه ودعا رفاق مهند وبالطبع ماجد ووالده وخاله ..... كان الإعداد للاحتفال يتم بالخفاء عن مهند لأن والده كان يريدها مفاجئةً له .... وفي يوم الاحتفال في الساعه الرابعه عصراً كانت عائلة أبو ماجد مجتمعين يحتسون القهوه (عادة القصمان كل عصريه)..... أبو ماجد: متى ناوي نروح يا ماجد .... ماجد: بعد صلاة العشاء إن شاء الله يبه .... أبو ماجد: إن شاء الله ..... أم ماجد موجهة حديثها نحو أمل: قومي ذاكري يا بنيتي الاختبارات ما بقى عليه شي ولا نسيتي إنك بثالث ثانوي ... أمل: يووووه يمه لجيتونا بثالث ثانوي ذي ترا والله زهقت كل ما جلست معكم تنكدون علي قومي ذاكري والله مليت أربعه وعشرين ساعه مقابلتن الكتاب .... ماجد: إيه موب ضارك شي هي كله سنه وأنتي مخلّصه ولا ما تبين نسبه عاليه تدخلك الجامعه .... أمل: الله على هالجامعات اللي ما تخلين أنام الليل وأنا أفكر به .... ماجد: ليه ما نويتي تدرسين جامعه يا عمتي .... أمل: إلا بس يا بابا ما عندنا زيكم أقسام تحمس الواحد إنه يدخل جامعه .... ماجد: مالت عليك ترا يا ويلك من لو ما جبتي نسبه فوق التسعين ... أمل: قل والله عاد يا الدافور وأنت الحين وش دخلك تتدخل هذا مستقبلي يا بابا موب مستقبلك ... أبو ماجد: خلاص فكونا أنتم الاثنين ما تخلصون من هالسيره كل ما جلسنا ... خلوا البنت براحته تذاكر متى ما بغت خلاص هي الحين كبرت وتعرف مصلحة نفسه .... ماجد: الله عليك يبه متى صرت محامي ... أمل: أشم ريحة غيره بالصاله .... ماجد: أقول انطمي ما غرت إلا منك أنتي يا الداجْه .... أمل: وأنا قلت إني أعنيك على فكره زين عرفت بنفسك اللبيب بالإشارة يفهم .... وإذا بجرس الباب يقطع عليهما حديثهما ... ولم يمض بعض الوقت حتى دخل عليهم فيصل .... فيصل: السلاااااااام عليكم ..... الجميع: وعليكم السلام ..... فيصل وهو يجلس بجانب ماجد: كيف الحال يا أبو ثلاث رجول .... ماجد: إيه تطنز الله يبلاك ... فيصل: لا تفاول علي حسبي الله على إبليسك .... أمل: خله عنك يا خالي أظن الحادث مأثر على عقله .... فيصل بعد أن صفر في فمه متعجباً: أحلى أمل تسب ماجد الساعه المباركه اللي سمعنا هالصوت .... ماجد: مالت عليكم بس ..... ونهض مغادراً المكان وسط ضحكات أمل وفيصل .... أم ماجد: حسبي الله على إبليسك يا فيصل نكدت على الولد ... فيصل: لك إيه تؤبريني لا تزعلي ما بنكد عليه مره تانيه مشان الله سامحيني .... أبو ماجد وأمل: هه هه هه هه ..... أم ماجد: ما أدري من وين تجيبون هالخرابيط .... ونهضت مغادرو المكان إلى المطبخ (حبيب العجايز) .... أبو ماجد: سبحان الله إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكه ... فيصل: أفا يا بو ماجد وش هالكلام أنا شيطان .... أبو ماجد: ما شاء الله عليك مع إني ما قلت بس إنك عرفت ياخي من وين تجيب هالذكاء ... فيصل بسخريه: بعض مما عندكم ... أمل: هه هه هه هه حلوه هه هه ... أبو ماجد: إيه اضحكي يا الخبله عليه بدال ما تردين عليه وتدافعين عن أبوك .... فيصل: وراه وش قالوا لك أنا متهمك بجريمه علشان تدافع عنك .... أبو ماجد: الحمد لله على هالعقل اللي ما أدري متى بيكبر ... فيصل متظاهراً بالبلاهه: وراه هو عقول الناس تكبر مع الأيام لا يا حبيبي أبي عقلي زي ما هو معجبن حجم راسي كيذا ... أبو ماجد وهو ينهض: أنا أقوم أحسن لي من جلستي مع المهابيل .... أمل وفيصل: هه هه هه هه .... عندما غادر أبو ماجد نهضت أمل من مكانها بسرعه وجلست بجانب خالها وقالت بصوت هامس: أقول خالي تذكر موضوع العروس اللي قلت لي عليه .... فيصل عندما سمع طاري العروس التفت نحوها بسرعة وقال في نفس النبره التي حدثته بها أمل: إيه عسى لقيتي لي .... أمل وصوتها يخفت أكثر: إيه لقيت لك .... فيصل متحمساً وقد علا صوته: صدق قولي لي منهي بسرعه ... أمل: أوشششششش فضحتنا ياخي .... فيصل وقد عاد يهمس: آسف يا لله بسرعه قولي لي .... أمل: صديقتي عندهم شغاله هنديه مقطوعه من شجره مثل ما يقولون عاد أنا قلت له تشاوره إذا كانت توافق عليك ولا لا يوم سألته صديقتي فكرت فتره بعدين وافقت .... كان فيصل قد فتح عينيه في ذهول مصدوماً من كلام أمل ولم يستفق من ذهوله إلا بضحكة أمل التي اهتز لقوتها النزل .... فأسرع فيصل بخلع عقاله وشماغه وطاقيته (ناوي على حرب الله يعينه بس) وهجم عليها يريد أن يخنقها (حركته السخيفه المعتاده ) وهي لم تستطع حتى مقاومته من شدة الضحك .... فيصل: هين يا الحيوانه أنا أوريك وشلون تستهبلين علي زين ... أمل: هههه هههه خلااااص ما أقدر أتحمل هههه هههه وخر عن أبي أتنفس ..... كان فيصل قد رفعها على الأريكه ويديه حول عنقها فرمى بها بعنف وهي لا زالت تضحك .... فيصل متوعداً وهو يسير خارجاً:هين يا أمل أنا أوريك مردوده يا بنت الذينَ .... أمل: هه هه هه خلك علشان تعرف إنك أمام خصم صعب ههههه .....فلم يجبها وخرج مولياً ظهره لها ... ************* بعد صلاة العشاء ذهب فيصل وأبو ماجد إلى الاستراحة التي سيقام فيها الاحتفال وذهب ماجد إلى منزل مهند بناءً على الخطه التي اتفق عليها مع والد مهند ..... مهند وهو يجيب على هاتفه ويسير خارجاً من غرفته: هلا ماجد .... ماجد: يا لله وينك أنا تحت أحتريك ... مهند: هذاي نازل لك الحين ثواني وأنا جاي .... ركب مهند السياره بجانب ماجد فانطلق ماجد ..... مهند: وش أخبار السواقه بالرجل المكسوره .... ماجد: إيه والله تعذيب بس الحمد لله على كل حال .... مهند: إلا أقول ماجد هذا خوينا اللي عازمنا وش قلت اسمه .... ماجد: عبد الله (هو لم يكذب لأن والد مهند عبدٌ لله ) .... مهند: ياخي منهو ما عرفته ..... ماجد: هو خوينا من أيام الثانوي شفته مره بالسوق وأخذت رقم جواله وقبل يومين دق علي وعزمن وعزمك معي .... منهد: إيه نتعرف عليه وش يضر ... *************** عندما دخلوا الاستراحه أطفئت الأنوار وسلطت دائره من الضوء على مهند وماجد الذين كانوا لتوهم قد دخلوا إلى الاسترحه .... تعجب مهند من الذي يحدث فابتسم ماجد في وجهه وسار مبتعداً عنه ..... خرج من الظلام والد مهند وهو يبتسم في وجه مهند وأمسك بيده وسارمعه والضوء يتبعهما وقد قاموا بتشغيل قصيدة تتحدث عن خروج مهند من المستشفى وتهنئه بالسلامه ... كان مهند ما يزال مذهولاً من الذي يحدث له فتحت الأنوار وجلس كل في مكانه بعد أن باركوا له خروجه بالسلامه وامتلأ المجلس بالضجيج كل شخص يتحدث مع من هو بجانبه .... جلس ماجد بجانب مهند والذي لا يزال مذهولاً ... ماجد: يــا هوووه يا الطيب عطنا وجه شوي .... مهند وهو يلتفت إليه وعلامات التعجب ما زالت مرتسمةً على وجهه: وش السالفه .... ماجد: هه هه حلوه المفاجئه صح ياخي ما دريت إن أبوك يحبك هالكثر له أسبوعين وهو كل يوم داق علي يسأل عن فلان وعلان من ربعنا وإذا كنت تحبهم ولا لا علشان يعزمهم والله ما قصر ..... مهند: وشلون أنا ما انتبهت لكل هالتخطيطات .... ماجد: قل والله بس وأنت غبي تبي أبوك يجي عندك ويدق علي مثلاً ويقول والله أنا أبسوي حفله لمهند بس ما أبيه يدري بلا غباء ياخي .... مهند: لا موب كيذا بس وشلون ياخي أبوي ما أفهمه .... ماجد: وشو اللي ما تفهمه .... مهند: يعني ما توقعت إنه يجي يوم ويسوي أبوي لي شي زي كيذا .. تصدق توي أحس بضيقة أبوي من يوم ما صار الحادث .. أتذكر يوم قمت وشفته جالس عندي وعيونه تلمع ووجهه أسود من الخوف أول مره أشوف أبوي بهالشكل بس ما فكرت بشكله إلا هالحين حتى يوم طلعت من المستشفى كنت أتضايق من خوفه علي اللي كان زياده عن اللزوم ما كنت أهتم باللي يقوله وكنت أبين له إني متضايق تصدق يا ماجد أحس إني حقير ونذل ولا قدّرت خوف أبوي علي يعني هو صارت له مصايب بحياته كبيره فكان من الطبيعي إنه يخاف علي ويشيل همي .... وسالت من عينيه دمعه سارع بمسحها لكي لا ينتبه لها أحد تقديراً لذلك الوالد الذي كان بمكانة عشرة من الرجال رجل عظيم لا يوجد مثله كثيرون ..... كان ماجد مذهولاً بل و متفاجئاً من حديث مهند فلم يتكلم يوماً بهذه الطريقه أو يفضي بمشاعره لأحد حتى دموعه لم يكن يسمح لها بأن تسيل حتى في أقسى الظروف .... لكنه اليوم بكى أجل بكى من أجل والده الذي فعل ما بوسعه ليملأ حياته من الفراغ الذي أحدثه غياب والدته بكى تعظيماً لهذا الرجل الذي لم يحس بآلامه إلا الآن نعم لقد كان والد مهند عظيماً لأنه لم يسمح للحزن بأن يسيطر على حياة ابنه فداس على أحزانه ليسعده ورمى بهمومه وغمومه بل وذكرياته الجميله والحزينه لكيلا يشعره بالحزن والألم .. إن دمعة من عين ذلك الشاب لقليلة علىذلك الوالد العظيم ...... كان مهند يبتسم لمن حوله ابتسامة مغتصبه ليس لها معنى وهو ينظر إلى والده خلسة وهو يتحدث ويضحك ... إنه سعيد الآن من أجلي يا الهي كم كنت أنانياً في حقك يا أبي لم أراعي مشاعرك ولم أراعي ألامك سامحني يا أبي سامحني على أنانيتي وعلى حقارتي ودناءتي لقد تحملت تصرفاتي الهوجاء بحلم وأناة وصبر لكني أعدك بأني سأتغير لن أبقى ذلك الشاب الطائش سأتغير أجل سأتغير .... يتـــــــــــــــــــــبع.....
__________________
|
31-07-2006, 04:21 AM | #2 |
مشـرفة سـابقة ..
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: الريـاض ~
المشاركات: 3,056
|
مشكوووووور
الله يعطيك العافيه إن شاء الله ماتكون مثل الأولى طويـــــــــلة |
31-07-2006, 06:59 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
شكرا يابنت الشماسيه على المتابعه
التكمله بس ياااااااااااااااااااليت تعطوننا وجه شوي التكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمله قطع على مهند تأملاته وتفكيره ماجد قائلاً: مهند قم رح سلم عليه وحب راسُه وبين لُه إنك فرحان ومبسوط .. يالله قم .... التفت مهند إلى صديق عمره مبتسماً وقال: أكيد أكيد ... ونهض متجهاً نحو والده تاركاً ماجد في دهشةٍ وتعجب .... أبو مهند مبتسماً: يا هلا والله بالغالي هاه وش رايك بالمفاجأه ... لم يتمالك مهند نفسه ورمى بنفسه في أحضان والده ودمعة متمرده تكتسح فضاء خديه ولكنه هذه المره لم يسارع بمسحها كما فعل في المرة الأولى بل تجاهلها لتتسابق العبرات النادمه في صدره مع خفقات قلبه ....... ************** كان ماجد عائداً بسيارته إلى المنزل ومعه والده .... أبو ماجد: والله يا حليلُه مهند خويك هذا خوش رجال ... ماجد مبتسماً: إيه يبه ترى أنا ذوقي سبيشال باختيار الأصدقاء !!... ( الحين أحد قالك أمدح نفسك يا الملقوف ماغير رازن خشتك بكل مقطع ) ..... *************** لم يبق على الاختبارات النهائيه للفصل الدراسي الأول إلا أسبوعان فقط لذلك غرقت أمل بين كتبها ومذاكرتها حتى أن أهلها ربما نسوا ملامحها من شدة اعتكافها في غرفتها ..... كانت أمل مستلقية على بطنها وحولها الوسائد المبعثره هنا وهناك والكتب والدفاتر والملازم والأوراق ...(يعني حوسه بحوسه) وهي مفترشةً الأرض في وسط الغرفه وتحرك قدميها مرة ترفع قدماً ومرة تنزلها والقلم بيدها تخط به الدوائر والخطوط مستغرقة في مذاكرتها وقطع عليها ذلك عندما سمعت طرقاً على الباب .... رمت بالقلم على الكتاب وانقلبت تستلقي على ظهرها وتمدد يديها إلى الأمام في إعياء وهي تقول: تفـــــضل ... أطل ماجد برأسه ثم دخل وسار متجهاً إليها جلس على الأرض بجانبها وقال وهو يدور ببصره على المكان الذي يعج بالفوضى: الله الله وش هالحوسه بالله عليك وشلون تذاكرين بهالحوسه .... أمل وهي تغلق عينيها في إعياء تعب: إيــــه خلّه على الله ياخي أحس إن راسي يبي ينفجر لي ساعه أحاول أقرا لي كلمتين ما قدرت .... ماجد: منتيب صاحيه من قل النوم وشلون تبين تركزين سهرانتن طول الليل لا والاختبارات توّه باقي له حوالي أسبوعين .... أمل: وش تبين أسوي ما أقدر لازم أذاكر موب أنت تقول ياويلي إذا ما جبت نسبه عاليه .... ماجد وهو يقلب في إحدى الكتب المبعثره حوله: لا حبيبتي غيرت رايي إذا بتسوين بنفسك كيذا شوفي وجهك أصفرمن قل الأكل والنوم ترا أولى ما على الواحد صحته يا الهالتسه (بتسكين اللام والتاء وكسر السين على فكره هذي كلمة أبوي إذا شافنا ما ناكل متعققققققققده منه) ..... أمل: إيه وهي الشهيه تجي على كيف الواحد ... ماجد: اسمعي قومي البسي عباتك أبطلعك لمشوار يحبه قلبك .... أمل: لاااا تكفى مالي خلق تعباااانه والدنيا تدووور بي خلّن كيذا أحسن لي أباخذلي حبة بندول وأبرتاح لي شوي بعدين أبكمل مذاكرتي باقي لي فصلين من الفيزياء ولازم أخلصه بكرا .... ماجد وهو ينهض: أقول قومي يالله بلا دلع وبلا حركات بزران المفروض أمي تأكلك غصبن عليك وما تطاوعك .... أمل في إعياء والكلام يخرج من فمها ببطء من شدة التعب: مااااجد تكفى خلاص ما أبغى بعدين الحين الساعه وحده بالليل والوقت متأخر .... ماجد: أمل وش بك كنتي تصيحين علي صياح علشان طلعه زي كيذا وش اللي تغير الحين .... أمل وهي تنهض بتثاقل: ما تغير شي بس ما تشوف حالتي .. نفسيتي تراه مررره زفت .... وما إن وقفت حتى دارت بها الدنيا وتهاوت على الأرض فسارع ماجد إليها يمسكها قبل أن تقع وهو يصرخ: أمل أمل انتبهي ... وامسكها وأجلسها على السرير فاستلقت عليه في تعب وهي تهذي وضع ماجد ظاهر كفه على جبينها ليقيس حرارتها وهاله الأمر عندما وضع يده فقد كانت الحرارة تلتهب في وجهها وجسدها كله لدرجة أن وجنتيها كانتا حمراوين من شدة ارتفاع الحراره أسرع يغطيها بلحافها وخرج مسرعاً ثم عاد بعد لحظات ممسكاً بيده جهاز لقياس درجة الحراره وهو يلهث .. قاس درجة حرارتها والتي كانت تصل إلى 39ْ أحضر ماجد من الحمام منشفةً صغيره وبللها بالماء البارد ووضعها على جبينها ليخفض من درجة حرارتها وأطفأ الأضواء لكنه ترك المصباح الصغير مضاءً وخرج ثم عاد بعد قليل ومعه كأساً من الماء ودواءً من الحبوب المسكنه والمخفضه لدرجة الحراره وأسند رأسها على ساعده وقال: أمل حبيبتي افتحي إفمك علشان أعطيك الدواء .... فتحت أمل عينيها ببطء في تعب ثم عادت واغلقتهما ... وضع ماجد كأس الماء أمام فمها ففتحته فأعطاها الدواء وأعادها إلى فراشها برفق ثم قام بفتح جهاز التكييف ووضعه على درجة دافئه ليدفء الغرفه والتي كانت بارده وخرج من غرفتها فإذا بوالدته تخرج من غرفتها .. جفل ماجد عندما رآها ولكنه سارع بإخفاء ذلك بإبتسامه حنونه .... ماجد: هلا يمه وش بك ما نمتي إلى الحين .... أم ماجد: وش أسوي ما جان نوم أحس قلبي منقبض .... ماجد: ليه يمه سلامات .... أم ماجد: لا ما فيه شي بس قلبي معورن على خالتك خايفتن عليه ... ماجد: ليه وش به خالتي عسى ماشر .... أم ماجد وهي تسير إلى الصاله في الطابق العلوي وتجلس على الأريكه: الحين دخلت الشهر العاشر وما ولدت الله يستر علْيَه بس .... ماجد وهو يجلس بجانبها: لا تخافين علْيَهْ يمه إن شاء الله ما يصير إلا الخير .... أم ماجد: وش تسوي أمل .... ماجد وقد ارتبك عندما سمع سؤالها: هاه ... أأأ نايمه ... أم ماجد متعجبه: أجل أنت وش تسوي عنده ..... ماجد: دخلت أبكلمه يوم شفته نايمه طلعت .... أم ماجد: إيـــه أشوى اللي نامت .. مهيب صاحيه البنت من الحين سهر وتعب والاختبارات توه ما جت أجل لو جت وش بتسوي .... ماجد: والله ما أدري عنه البنات عليهم أفكار مادري من وين يجيبونه .... أم ماجد: إلا قلي وش أخبار رجلك الحين عساه أحسن .... ماجد وهو ينظرإلى ساقه: الحمد لله أحسن بكثيييير .... أم ماجد: الحمد لله ... وتعلقت أعينهم في التلفاز بصمت إلا من صوت التلفاز طبعاً .... نهضت أم ماجد من مكانها وهي تتثاءب والنعاس بادياً عليها .... أم ماجد: تصبح على خير .... ماجد: وأنتي من أهل الخير .... لا تنسووووووووووووووووووون الردووووووووووووووووووووود
__________________
|
01-08-2006, 06:24 AM | #4 |
مشـرفة سـابقة ..
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: الريـاض ~
المشاركات: 3,056
|
حمـــــــــــااااس يالغشيم
مشكوووووور عجل علينا وش صار على الخاله وأمل الله يعين ماجد |
01-08-2006, 04:41 PM | #5 |
وقع مختلف
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: الجنـة .. أنا بهــا إن شاء الله !
المشاركات: 4,569
|
جزاك الله خير أخ الغشيم
أنا لست من عشاق الروايات لاكن وفقك الله بما قدمته لبنت بريدة
__________________
وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبة .. ومَن عليه لكشف الضُّر أعتمد [ اللهم اشف بنت عمتي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ] . |
02-08-2006, 03:45 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: بَحـَــرٌ لاَ شـَــاطِـئ لـَـهُ ولاَ مـَـرسـَـى ..
المشاركات: 127
|
روووووووعه من جد ونااااااااااااااااااااسه
ربي يسعدك ويرضى عنك ويرضيك كمل بس بســـــــــــــــرعه تكفى ونحن متــــــــــــــابعوووووووون أختكم في الله |
02-08-2006, 03:49 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
بنت الشماسيه
شهد العسل السمسومه تشكرااااااااااااات على المتابعه وتفضلو الجزء الجديد التـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــكمله (كان الطابق العلوي في منزل أبو ماجد يقسمه الدرج إلى قسمين يمين الدرج تقع الصاله العلويه وبها جنب كلاسيكي وتلفاز حيث تجلس العائله بها أغلب الأوقات وبجانب الصاله مكتبه كبيره مليئه بالكتب وداخلها غرفة تحتوي على مكتب كبير وحاسوب ودولاب كبير به ملفات وكتب تخص أبو ماجد وفي المكتبه أرائك صغيره ومنضده تتوسط المكتبه وأرفف تملأ أرض الغرفه وتحتوي على أصناف عديده من الكتب والمجلدات وبجانب الغرفه دورة للمياه متكامله أما عن يسار الدرج فهو يشكل نصف دائره وأبواب غرف النوم موزعه على نصف الدائره هذا فعن يسار الدرج تماماً تقع غرفة ماجد وبداخلها دورة للمياه وغرفه للملابس وعن يسار غرفته تقع غرفة أمل وبداخلها دورة للمياه وغرفة للملابس أيضاً وعن يسار غرفة أمل باب يؤدي إلى سطح المنزل وهو دائماً مغلق وعن يسار هذا الباب يقع جناح الوالدين والذي يتكون من سيب ضيق عن يمينه دورة للمياه وبجانبها غرفه للملابس وعن يساره غرفة النوم وبجانبها غرفة جلوس صغيره ) عندما اطمئن ماجد إلى أن والدته قد دخلت غرفتها نهض من مكانه مسرعاً واتجه إلى غرفة أمل ... عندما دخل عليها كان جو الغرفه دافئاً .... فإتجه إلى سريرها وكان غطائها يغطي أسفل قدميها فقط والعرق يتصبب من جبينها وصوت أنفاسها كان عالياً وضع ظاهر يده على جبينها فوجد أن حرارتها قد انخفضت وبدت حرارة جسدها معتدله .... عندما استدار ماجد وهم بالخروج أحس بحركة تحدث خلفه فاستدار عائداً إلى السرير ورآها تحرك رأسها وكأنها ستستيقظ وأصاب حدسه فقد فتحت عينيها ببطء .... ماجد وهو يقترب منها: هاه أمل وش أخبارك الحين .... أمل وهي تبتسم في إعياء: أبي ماء حلقي ناشف .... ابتسم لها وحمل كأس الماء الذي على المنضده التي بجوارها وناولها إياه .... عندما ارتوت أمل استلقت في فراشها من جديد .... أعاد ماجد الكأس إلى مكانه وعاد وجلس على مؤخرة السرير وهويقول: هاه أمل تبين شي .... أمل: لا شكراً .... ماجد: وش تحسن به الحين .... أمل في إرهاق وعينيها مغمضتين: أحس إن الدنيا تدور بي وأعجز أفتح عيوني .... ماجد: طيب وش رايك نروح للمستشفى .... أمل وهي تفتح عينيها في تعب: لاا وش مستشفاو .. لا أنا بس أبي أنام وبكرا إن شاء الله أقوم أروح للمدرسه وأنا مابي شي .... ماجد: وش مدرسته أنتي صاحيه شوفي نفسك ما تقدرين تقومين من الفراش غير الحراره اللي واصلتن لـ39ْ أقول بس بلا هبال نامي أنتي الحين وبكرا الصبح بنروح للمستشفى بلا مدرسه بلا هَمْ .... أمل وقد عاد الدوار إليها من جديد: ماجد لاا مابي أروح للمستشفى مابي مابي ... وبدأصوتها يخفت تدريجياً حتى استغرقت في النوم .... أعاد ماجد تغطيتها ثم خرج وأغلق الباب من خلفه وهو يتثاءب وذهب إلى غرفته وسقط على فراشه وغاب في نوم عميق والساعه تدق الثانيه بعد منتصف الليل .... ************** أبو ماجد: ماجد يا لله قم صلْ .... ماجد: أمممممممم .... أبو ماجد: ماجد يا لله أقام فاتتنا الصلاة .... ماجد وهو يتقلب في فراشه وبهمهمة ليست واضحه: إن شاء الله .... أبو ماجد: إن شاء الله وأنت بفراشك قم يا لله الحين .... ماجد وهو ينهض بتثاقل ويضع أصابعه على عينيه ويعركهما: كم الساعه .... أبو ماجد وهو يغادر الغرفه: كم الساعه!! الحين بيقيم وأنت حضرتك نايم قم يا لله ترا يالّه يالّه يمديك تتوضأ علشان تلحق على الصلاة .... وانصرف خارجاً ..... نهض ماجد من فراشه وذهب إلى الحمام وعندما خرج سمع ضجة في الخارج فأسرع يخرج من غرفته لينظر سبب تلك الضجه فإذا بها تنبع من غرفة أمل ويسمع صوت والديه عندها .... أسرع ماجد إلى داخل الغرفه فما إن دخل حتى شهق متفاجئاً مما رأى كانت أمل تتنفس بصعوبه ووجهها أصفر وشفتاها بيضاوان كان شكلها مرعباً وهي مستلقيه في أحضان والدتها والتي كانت تمسح على راسها وتبكي في وجل ووالده يرقب الموقف وهو عاقد حاجبيه في قلق .... التفت الجميع عندما سمعوا شهقة ماجد الذي تقدم مسرعاً باتجاه أمل وهو يقول متسائلاً: وش صار له .... أبو ماجد: ما ندري أمك تو دخلت عليه ولقته كيذا .... وضع ماجد يده على جبينها فتفاجأ من درجة حرارة جسدها حيث كان جبينها بارداً كالثلج وشفتاها ترتجفان رفع رأسه إلى والديه ةالذين كانا ينظران إليه في قلق .... ابتسم ماجد لهما مطمئناً وقلبه يخفق من الخوف والفزع على حال أمل الذي تردى بهذه السرعه .... ماجد وهو يبعد الغطاء عن أمل ويهم بحملها: لازم ناخذه للمستشفى يا لله أنا أبوصله للسياره وأنتي البسي عباتك يايمه وجيبي عبات أمل معك ... والتفت إلى والده بعد أن حملها بيب يديه يا لله يبه .... وابتسم وخرج مسرعاً وهو يحملها وما إن وصل إلى الدرج حتى أصر على أسنانه من الألم الذي انتابه في قدمه من قوة الضغط عليها ونزل بها الدرج وهو مازال يصر على أسنانه .... فور أن خرج ماجد من غرفة أمل أسرعت والدنها تغادر الغرفه ... كان والدها واقفاً في مكانه مذهولاً ثم سار بخطى مثقله متجهاً إلى سريرها وجلس عليه واحتوى رأسه براحتيه وهو يضغط عليه بقوة .... أم ماجد وهي ترتدي عبائتها وتقف خارج الغرفه: يالله يا عبد الله تأخرنا .... رفع أبو ماجد رأسه عندما سمعها تناديه وأشار برأسه ثم نهض وخرج من الغرفه وأغلق الباب بهدوء .... *************** كانوا يجلسون في غرفة الإنتظار في قلق بعد أن صلوا الفجر في مسجد المستشفى وكانت الشمس تخترق الأفق والهدوء يعم الكان إلا من همسات الممرضات ومرورهن من المكان .... كان أبو ماجد قد جلس في إحدى المقاعد ورأسه بين كفيه ومتكئاً بمرفقيه على فخذيه ويضرب بأسفل قدمه على الأرض بصوت خافت في قلق .... أما ماجد فكان يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً ويده تتخلل شعره فيكل لحظة بعصبيه وهو يتطلع إلى الباب ... كان شكله مبهذلاً فأزرار ثوبه مفتوحه ولم يرتدي على رأسه شيئاً .... أما أم ماجد فكانت تجلس بجانب أبو ماجد ويديها في حضنها وعينيها معلقتان بأرض الغرفه وهي تتمتم بصوت هامس: لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله الله يستر .... دخلت الطبيبه فنهضوا نحوها مسرعين وكان ماجد قد سبقهم بالسؤال: هاه وش به أمل يا دكتوره بشري .... الطبيبه بصوت هادئ: لا الحمد الله البنت ما فيها إلا العافيه بس هي انفلونزا حاده ما أدري يمكن نفسيته كانت تعبانه وهذا اللي تعبها زياده ووصلها لهالحاله ذي بس ما عليها خوف إن شاء الله حنا راح نعطيها مغذي لمدة 12 ساعه علشان تسترد الطاقه اللي فقدتها خلال الأيام اللي راحت .... أم ماجد: طيب نقدر نشوفه يا دكتوره .... ابتسمت الطبيبه وقالت في تعاطف: طبعاً يا خاله تقدرون .... وأشارت لهم نحو إحدى الغرف وهي تقول: تفضلوا هناك .... أسرع والد ووالدة أمل بالذهاب إلى الغرفه أما ماجد فاتجه نحو القبله وسجد سجود شكر لله ثم لحق بوالديه .... عندما دخلوا كانت أمل نائمه والمصل متصل في يدها وقد استرد وجهها بعضاً من لونه ولكن شفتيها مازالتا جافتين جلست والدتها على السرير بقربها وهي تمسح على شعرها ووالدها من الجهة الأخرى يقرأ عليها بعضاً من القرآن بينما جلس ماجد على الأريكه متكئاً برأسه عليها من التعب والإرهاق وهو يقاوم النوم .... وبينما هم على هذا الحال رن هاتف ماجد فأخرجه من جيبه بسرعه فما إن رأى اسم المتصل حتى ابتسم بتثاقل ثم نهض بعد أوقف صوت رنين هاتفه وهويقول بصوت شبه خافت ووالديه ينظران إليه: يا لله عن إذنكم تأخرت على الجامعه علمون إذا صار شي ولا تنسون تطمنونن عليه إذا قامت .. يا لله مع السلامه .... أم ماجد: مع السلامه بامان الله يا وليدي .... أبو ماجد: على هونك يا ولدي سق بشويش ولا تسرع .... ماجدوهو يبتسم لوالده: إن شء الله يبه تآمر على شي .... أبو ماجد: لا سلامتك ... خرج ماجد من المستشفى وركب سيارته وانطلق عائداً إلى المنزل وهو في الطريق اتصل على صديقه مهند .... مهند: أهلين صح النوم يا بابا لا لا كمل نومك تو الناس بدري .... ماجد وهو يضحك من دون نفس: هه هه السلام عليكم الناس يسلمون قبل .... مهند بصوت غاضب: وعليكم السلام وينك يا الحبيب نسيت اتفاقنا .... ماجد بنبره حزينه: لا ياخي ما نسيت اتفاقنا ولا شي بس صارت ظروف بالبيت علشان كيذا تأخرت وهذاي أبروح للبيت أغير ملابسي وجاي .... مهند بعد أن أحس بأن هناك شئ ما قد حصل (بدري): سلامات وش صار وأنت وينك الحين .... ماجد: لا ما صار شي بس أختي تعبت علينا ووديناه للمستشفى .... مهند في فزع: وش تقول وش به سلامات .... ماجد بحزن: ما أدري أمس تعبت وارتفعت عليه الحراره واليوم الفجر لقيناه تعبانه مرره فوديناه للمستشفى .... مهند: طيب وش قالوا .... ماجد: قالوا إنه انفلونزا حاده .... مهند: سلامات ما تشوف شر .... ماجد: الله يسلمك ... إلا أنت وينك الحين .... مهند: أنا بالجامعه أنتظرك .... ماجد: نص ساعه بالكثير وأنا عندك .... مهند: إن شاء الله .... ماجد: مع السلامه .... مهند: مع السلامه .... وفور انتهائه من المكالمه كان قد وصل إلى المنزل فلم تمض خمس دقائق حتى عاد وقد ارتدى ملابسه فركب سيارته وانطلق متجهاً نحو الجامعه ..... رآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآيكم
__________________
|
02-08-2006, 04:06 AM | #8 |
مشـرفة سـابقة ..
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: الريـاض ~
المشاركات: 3,056
|
ياخوي مايبيله راينا حمــــــــــــــاس
1\وش صار على أمل المسكينه ؟ 2\والخالة ماله حس بالجزء هذا!!؟ ولدت ولا لاء؟ |
02-08-2006, 04:23 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: بَحـَــرٌ لاَ شـَــاطِـئ لـَـهُ ولاَ مـَـرسـَـى ..
المشاركات: 127
|
يا كريـــــــــــم
ليه الجزء قليل هو صح طمع بس والله تشوقنــــا نعرف هي مرررررررررررررره حماااااااااااااااااااااااااس بس عجل نبي نعرف وش صار عليهم لأني لو مسكت هالروايه ماراااح أتركها الإ لمــا أخلص منهـــا مشكووووووووور على الروايه والحماااااس ربي يبارك فيك ويوفقك أختكم في الله |
02-08-2006, 04:27 AM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
*** التـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــكمله ****
بعد مكالمة ماجدظل مهند واجماً لبعض الوقت وكان يجلس في كافتيريا الجامعه ومعه صديقه بندر فظل شارداً يفكر وقطع عليه شروده بندر وهو يصرخ: مهنآآآآآآآآآآآآآآآآآد وصمخ لي ساعه أتكلم معك وأنت ولا كأن أحد جالس قدامك ياخي إذا كانت جلستي معك مضايقتك قل لي أقوم ترا ما عندي مانع .... وهم بالنهوض لولا أن أمسكه مهند مع ساعده وهو يضحك: هههه لا وش دعوه عاد الله يغربل إبليسك .. وأنت على طول ما عندك إلا العصبيه والصراخ ياخي روّق ترا الدنيا ما تستاهل .... تنفس بندر بعمق ثم قال: ياخي بصراحه أنا أكره ما عندي إني أتكلم ومحد يعطين وجه .... مهند: خلاص لا تزعل أنت تآمر أمر بس أعطيك وجهي وايديني ورجولي ووش تبي بعد .... ابتسم بندر بسخريه وقال: تراك أبد ما تعرف تنكت .... وفي هذه الأثناء رن هاتف مهند فما إن رأى الرقم على الشاشه حتى أجاب بسرعه .... مهند: هلا والله هاه وصلت ....... هنا بمكاننا نفسه اللي دايم نجلس به بالكافيتريا ....... ههههه يا لله مع السلامه .... بندر: هذا ماجد .... مهند: إيه يسأل عن مكاننا .... ماجد وهو يسير باتجاههم: السلام عليكم يا شباب .... مهند وبندر: وعليكم السلام .... ماجد وهو يرمي بنفسه على الكرسي بجانب مهند في اعياء ملحوظ: أقول وش عندنا اليوم ترا راسي بينفجر وأنا مدروخ وحالتي حاله .... ابتسم مهند وقال: يا حليلك أنت السهر ما يصلح لك أبد فنصيحه لوجه الله خل السهر لأهله .... ماجد وهو يتنهد: وهو بيدي .... بندر بسخريه: أجل بيد من يا عمي .... مهند وهو يرمق بندر بنظره ساخطه من طرف عينه: ما عليك منه ... عندنا بعد نص ساعه عملي .... ماجد: إييييه تذكرت ياخي وش السوات وشلون أبتصرف وأنا ما أنفع على قولتك إذا ما نمت .... مهند: الحمد لله هونه وتهون نقول للدكتور عادل ظروفك وهو بيقدر هالشي وبيسمح لك تعتذر تعرفه يقدر مثل هالظروف ... تدري خل كل شي علي انا أتصرف .... واتصل بهاتفه على الدكتور عادل .... مهند: هلا والله دكتور عادل كيف الحال .... لا بس انا كنت أبسأل عن المحاضره اللي اليوم ..... هاه لااا !! ..... مشكور ما تقصر والله يسهل عليكم إن شاء الله .... مع السلامه .... مهند وهو يضع هاتفه على الطاوله: ههههه يا حليلُه أبشر يقول إن مرته ولدت وما راح يجي اليوم وعلشان كيذا بتتأجل المحاضره وأنت الحين رح للبيت ونم لك كم ساعه لأنه ما عندنا محاضرات إلا الساعه 12 والساعه الحين .. وينظر إلى ساعته .. 8 يعني يمديك تنام لك ساعتين .... ماجد: جزاك الله خير والله إنك صادق لو أنام لي ساعتين يمكن تريحن يا لله عن إذنكم مع السلامه ..... مهند وبندر: مع السلامه .... حركت أمل رأسها في وهن وتعب وهي تبلل شفتيها بلسانها ثم فتحت عينيها ببطء فما أن رأت والدتها أمامها حتى ابتسمت بتثاقل ثم عادت وأغمضت عينيها للحظات وعادت تفتحهما من جديد وراحت تدور بعينيها على المكان .... أمل بصوت واهن: وش صار .... ابتسمت لها والدتها بحنان وقالت: ما صار شي بس تعبتي شوي وودينام للمستشفى والحمد لله ما بك إلا العافيه .... أمل بقلق: يمه وش قالوا وش بي .... ما إن سمع والدها ابنته تتحدث حتى نهض من مكانه وتقدم لها وجلس بجانبها على طرف السرير .... فما إن سألت سؤالها الأخير حتى قال والدها: ما بك إلا العافيه يا بنيتي بس أنتي قلتي تتدلعين علينا بتشوفين غلاتك عندنا .... أمل بيأس: يبآآآآآه صدق ما أذكر شي وش اللي صار لي .... أبو ماجد: والله ما كنتي تاكلين زي العالم والناس وجسمك مابه زود من زين هالصحه أكلك مثل العصافير علشان كيذا حطوا لك مغذي وأول ما يخلص بترجعين للبيت .... رفعت أمل عينيها نحو المغذي ولم تقل شيئاً .... في هذه الأثناء رن هاتف أبو ماجد فأخرجه من جيبه وأجاب .... أبو ماجد: هلا .... وعليكم السلام .... إيه قامت .... لا الحمد لله بخير .... تبي تكلمه .... طيب ... وقدم هاتفه لأمل وهو يقول: هذا ماجد يبي يكلمك كان هنا وراح قبل لا تقومين .... ابتسمت أمل وتناولت الهاتف بيدها بتثاقل .... أمل بصوت متعب: هلا .... إيه الحمد لله بخير .... لا الحمد لله راحت عن الدوخه .... لا بس شوي راسي مصدع ....حراره! .. وتضع يدها على جبينها .. لا ما فيه حراره .... منتب جاي .... خلاص لا تتأخر .... مع السلامه .... وأعادت الهاتف إلى والدها .... في نحو الساعه الثانيه ظهرا جاء ماجد إلى المستشفى فما إن دخل على أمل حتى رأى والديه جالسان بجانبها يتحدثون معها ويضحكون فابتسم وأغلق الباب .... وتقدم نحوهم وهو يقول: السلام عليكم .... الجميع: وعليكم السلام .... ماجد وهو يبتسم لأمل: هاه وش أخبار دلوعتنا الحين أحسن ...وتقدم نحوها وصافحها وجلس على طرف السرير من جهة والده الذي يجلس على كرسي بجانب السرير .... مرت لحظات وهم في صمتوكانت أمل تنظر نحو ماجد نظرات ذات مغزى ففهم ماجد مطلبها فابتسم وقال: ههه أدري أدري وش تبين .... أبو ماجد متسائلاً: وشو اللي تبيه .... ضحك ماجد وقال: تبي موجز عن كل اللي صار له .... أمل: إيه صدق وش صار امي وأبوي تعرفهم الكلام عندهم بفلوس .... ماجد وهو يضحك: ههههههه شوفي أنتي كنتي ما يحتاج مخلصتن أكل البيت عنا وعلشانك تاكلين كثير ولبسك زي وجهك جتك انفلونزا حاده واللي زاده إنه ما عندك مناعه لا أكل زي الأوادم ولا صحتن زي الناس فما تحمل جسمك كل هذا ودختي علينا الفجر وعلى طول جبناك للمستشفى وعطوك مغذي علشان بس يعوضك اللي فقدتيه وبس هذي السالفه كله .... أبو ماجد: هذا مهوب موجز ذا نشرة أخبار .... فضحكوا جميعاً ثم قالت أمل: على فكره تراك صدقت عمرك إنك طبيب توك على الشده يا بابا .... ضحك ماجد ولم يعلق ... وفي لحظات من الصمت رن هاتفه فتلمس جيوبه وأخرجه من أحدها وأجاب .... ماجد: أهلين .... وعليكم السلام .... وينك يا القطوع لا حس ولا خبر مهيب عادتك ولا انت بالعاده ما شاء الله مرابط ببيتنا .. ويقول بصوت ساخر .. لا ما شاء الله والله تزبعه ياخي حركات من قدك ..... لا منيب بالبيت .... ولا أمي كلنا طالعين .... ويننا !! والله نتمشى .. بالله عليك هذا جو يتمشى به الواحد صدق إنك ما عندك سالفه إطلع برا شف الجو وشلون درجة الحراره خمسه ..... وشو له تعرف وين حنا به ..... لا يا الخبل صدق عليك تفكير أمي ما به إلا العافيه ..... لا لا بس خلاص لا تتوقع ولا شي حسبي الله عليك أنت ما وراك إلا الشر أشوي إلا تموت أبوي ياخي أي تفكير أنت تفكر به السالفه وما فيها أمل تعبت علينا شوي ووديناه للمستشفى ..... يعني يقال إنك خايف ومهتم خل هالحركات على غيري موب علي أنا ..... ياخي محنب ناقصين تمرضه زياده من مكالمتك ..... ما تبي تكلمك .... طيب طيب خلاص بسم الله من زين هالوجه .... وأبعد الهاتف عن أذنه وهو يضحك وقدمه لأمل وهو يقول: فيصل خايف عليك كلميه طمنيه .... ثم تابع ضحكه .... أمل بعد أن وضعت الهاتف على أذنها: هلا وعليكم السلام ... لا الحمد لله بخير ... صدق ... شكراً ... إيه أكيد ما يحتاج ... أنا أوريك به ما عاش من يزعلك ... لا وش لا تقول لـ يمه شي تعرفه خوافه ودايماً تتخيل مصايب ما عمره صارت ... مشكور وما قصرت ... بأمان الله مع السلامه .... وناولت ماجد هاتفه .... ماجد وهو يضع هاتفه في جيبه: وش قالك .... أمل: أسرار .... ماجد: أحلى يا أسرار .. وشو عصابة المافيا .. أنتم أسراركم كله كلام بزارين لا راحو ولا جو .... أبو ماجد: عيب عليك تقول عن خالك هالكلام لو أنا داري إن اللي كنت تكلمه خالك كان وريتك الشغل .... ماجد: هههه يه الله يهديك ماله داعي تعصب خالي وطول عمرنا نكلمه كيذا وش فرقت يعني .... أبو ماجد: إيه الشرهه عليه هو اللي نازل لعقولكم وسامحن لكم تكلمونه بهالطريقه .... أم ماجد تحدث أمل: وش قالك عن أمي .... أمل: يقول أقوله إنك بالمستشفى وقلت له لا لأني أبطلع اليوم وما له داعي تشيل همي وتضيق صدره .... أم ماجد: إيه زين اللي قلتي له كيذا .... بعد نحو ساعه سمعوا طرقات على الباب فنهض ماجد ليرى من القادم وما إن فتح الباب حتى رفع حاجبيه مندهشاً مما رأى ...... ************************ ************************ بعد نحو ساعه سمعوا طرقات على الباب فنهض ماجد ليرى من القادم وما إن فتح الباب حتى رفع حاجبيه مندهشاً مما رأى ...... فيصل وهو يدفعه ويدخل: السلام عليكم .... الجميع: وعليكم السلام .... (ربما تتساؤلون ما الذي أثار دهشة ماجد !! حسناً سأخبركم فالسيد المحترم فيصل كان يحمل بيديه باقة أهار كبيره حمراء اللون لدرجة أنه ما إن دخل حتى اتجهت أنظار الجميع نحو الباقه في دهشه ) .......... فيصل وهو يتجه نحو أمل: الحمد لله على السلامه .... وقدم لها الباقه وعلى فمه ارتسمت ابتسامه جميله .... أمل وهي تأخد الباقه: شكراً بس ليه كلفت على نفسك .... فيصل وهو يجلس في مؤخرة السرير: ولو حنا كم أمل عندنا .. بعدين حبيت أوريكم ذوقي باختيار الباقات .... أمل وهي تستنشقها بنعومه: اللــــــــه بصراحه أنا أشهد إنك ذووووق .... ماجد وهو يجلس في الجهه الأخرى من السرير: والله وتطورت يا فيصل كل يوم ومطلع لنا مفاجآه بشويش علينا .... فيصل وهو يتنحنح في زهو: إيه وش دراك أنت خالك هذا مفاجآت تمشي على الأرض .. ويلتفت على أمل .. هـــه عساه عجبتك .... أمل: روووووووووووعه تجنن والله محد قدي دايم أبمرض إذا بتجيب لي باقات زي كيذا .... أم ماجد: أعوذ بالله من الشيطان هو به أحد يتفاول على نفسه بالشر استغفري ترانا محنب ناقصين .... وضحك الجميع وفي الساعه الخامسه عصراً غادرت أمل المستشفى بعد نصائح الطبيبه الطويله بالغذاء الجيد وبأنه مفيد للعقل والإستيعاب وإلى آخره من كلام الأطباء .... ******************* دخلت أمل غرفتها وماجد معها يساعدها ..... جلست أمل على السرير وراحت تدور بعينيها على الفوضى العارمه في غرفتها .... أمل: يووووه وش هالحوسه .... ماجد: ما عليك ارتاحي أنتي الحين وأنا أنادي الشغاله ترتب الغرفه .... أمل: لاا وش شغالته ما راح أخليه تطب الغرفه .. هذا اللي ناقص بعد تقعد تحوس لي الغرفه .... ضحك ماجد وقال: خلاص أنا أرتبه لك أنتي تآمرين أمر يا أموله .... أمل: لا وش ما يصير أنت ترتبه أنت رح ارتاح الحين تلقاك ما نمت ولا ارتحت وأنا ابرتبه .... ماجد: أقول يا لله بس بتقعدين بفراشك وهنّك تتحركين ترى يا ويلك من سامعه .... أمل في رجاء: ماجد تكفى لا تقعد تسوي لي كيذا قضينا من الدكتوره تجي أنت .... ماجد: وأنا وش أصير بعد يا ماما الأطباء وراك وراك .... أمل: ماجد تكفى لا تصير عنيد ترا ما لي خلقك .... ماجد بعناد: لااااااا .... أمل: يووووووه ماااااااجد .... ماجد بإصرار: قلت لك لااااااا .... عبست أمل بوجهها في غضب واستلقت على السرير وهي ما زالت عابسه .... ابتسم ماجد وتقدم نحوها وجلس على طرف السرير وهو يقول: يا أمل يا عمري لازم تهتمين بنفسك وإذا أنتي ما همتك صحتك حنا تهمنا .... أمل بنبره ساخطه: بس أنا ما أحب أقعد بالسرير أطفش ياخي وأنت ما عندك إلا إنك تنكد علي مسوي لي فيها فاهم .... ماجد: أفااا أنا أحب أنكد عليك ما عاش اللي ينكد عليك وإذا كانت جلستك بالسرير تضايقك قومي وسوي اللي تبين بس إلى منه صار لك شي لا سمح الله تراي أبربطك بالسرير .... أمل: لا خلاص أبنطق بالسرير اليوم بس فاهم اليوم بس .... ماجد وهو يبتسم: خلاص اليوم وبس .... وفي هذه الأثناء رن هاتف ماجد فأدخل يده في جيبه وأجاب: هلا والله ... وعليكم السلام ... لا أنا بالبيت ... إيه طلعت ... الله يسلمك ... لااا محد قال لي وشلون ... متى ... خلاص تعال أنت ونشتغل عليه أنا وياك سوا ... إن شاء الله ... بأمان الله مع السلامه ... أمل: منهو .... ماجد: هذا مهند يسأل عنك ويقول إنه عندنا بحث لازم نسويه ... بيجي عقب المغرب وبنشتغل عليه أنا وياو .... أحست أمل بالخجل بسبب سؤال مهند عنها ( لا يروح بالكم بعيد لأن أمل حتى الآن ما تدري إن اللي دخلت عليه بالمستشفى هو مهند ) ....... ********************** كانت عقارب الساعه تشير إلى الحاديه عشر مساءً وكانت أمل مستلقيه على فراشها بعد أن أجبرها ماجد على ملازمته وقد كانت تقلب بهاتفها في سخط وهي تقول في نفسها: وينه مها الحيوانه ليش ما دقت علي تسأل عن أنا ليش غايبه إيه أكيد صار شي وما قدرت تدق .... ( مها وأمل صديقتان من المرحله المتوسطه علاقتهما ببعضهما قريبه جداً وكل واحده منهما تحب الأخرى وكأنهما أختان تعوضان بعضهما البعض عن فقدان الأخت الكبرى لأن مها كانت أكبر اخوتها وأمل لا تملك أختاً فكانت كل واحده تعوض الأخرى .. وكانتا تتزاوران في فترات متفرقه ولم تكن مكالماتها تنقطع حتى في الإجازات ) ....... طرق باب غرفة أمل فأجابت دون أن ترفع رأسها: تفضل .... دخل ماجد عليها وهو يرتدي ملابس النوم .... ماجد: السلام عليكم .... أمل بعد أن رفعت رأسها وابتسمت: وعليكم السلام .... ماجد: وش قاعده تسوين إلى الحين .. ما نمتي .... أمل: ما بي نوم وزهقت من الجلسه بالسرير .... ماجد: لا تحاولين مافيه قومه من السرير .... أمل: ماجد لا تصير كيذا شرير .... ماجد: ما فيه قومه يعني ما فيه تراك وعدتين والا نسيتي .... أمل وهي تخفض عينيها نحو هاتفها وتتابع الضغط في أزراره بعصبيه: أففففففف وش هالبلشه .... ماجد وهو يجلس على طرف سريرها: الله يسامحك أنا بلشه .... فرمقته بنظره بطرف عينها ولم تجب .... ماجد وهو يبتسم: يا حلوك وأنتي زعلانه تصدقين شكلك أحلا من وأنتي مبسوطه دايماً أزعلي .... أمل وهي تبتسم بسخريه: هه هه ما تضحك تراك .... ماجد: خساره حطمتين كنت أحسب نفسي فكاهي ياختي على الأقل جاملي موب كيذا بالوجه .... ومرة أخرى لم تجب عليه .... ماجد بعد لحظه من الصمت: أقول أمل ما استغربتي موقف فيصل اليوم .... أمل وقد تناست غضبها: وش موقفه .... ماجد: باقة الورد اللي جابه ما استغربتي منه هالحركه .... أمل: إيه مره ما توقعت منه إنه يجيب لي الباقه حتى إني خفت تصير مقلب من مقالبه .... ماجد: أمل تدرين إن فيصل يعزززك بقوووه .... أمل: لا تصير سخيف ما يعزن ولا شي هو بس كيذا دايماً يحب يستهبل علي .... ماجد: يا ماما اللي أنتي ما تعرفينه إن فيصل ما يستهبل مع أي أحد إلا مع الأشخاص اللي يحبهم ويرتاح معهم .... أمل: أنت مصدق عمرك بس .... ماجد: والله يا أمل فيصل يحبك أكثر وحده من أقاربنا كلهم حتى يوم تصيحين ذاك اليوم بالمستشفى ما شفتي وجهه وشلون انقلب تقولين مايتن له أحد .... أمل: ماجد أنت وش قاعد تقول .... ماجد: أنا ما أقول إلا اللي شفته بعيوني .... أمل بعد لحظة صمت: طيب بعد أنت يحبك أكثر من .. تذكر يوم كنا صغار كان يجي لبيتنا دايم علشان يلعب معك .. كنت مثل أخوه وأكثر ويوم سافرنا ذيك المره وقعد يصيح علشانك رحت .... ماجد: إيه يا حلوه ذيك الأيام ليته تنعاد .... أمل: ما تلاحظ إنك قلبت شايب قاعدن تتذكر أيام أول .... ماجد وقد تفاجأ من تعليق أمل فانفجر ضاحكاً .... أمل: بسم الله ما صدقت أقول شي إلا طايحن لي ضحك كنك شايفن لك أشعب ولا جحا .... ماجد وهو مازال يضحك: هههههههه الله يغربل إبليسك عليك تعليقات .. وتابع ضحكه.. أمل في ملل: ياخي ضحكنا معك لأني بصراحه ما أشوف شي يضحك .... ماجدوقد توقف عن الضحك وبوجهه ابتسامه بشوشه: وش تبين أقول علشان تضحكين .... أمل: أي شي .... ماجد في تفكير: تبين أقول لك نكته يعني .... أمل: أقول عاد من زين نكتك كله من العصر الحجري .... ماجد: لاا وأنتي الصادقه من عصر الديناصورات ههههههههه .... أمل بسخريه: هه هه حاول مرة أخرى ما تضحك .... ماجد: هذاك ضحكتي .... أمل: أقول ضف وجهك ياخي .. أنت فاضي وأنا مالي خلقك .... ماجد: وش دعوه عاد انا اللي لي خلقك .. هذا وأنا اللي جاي أبوسع صدرك طلعتي جاحده .... أمل: أقووول يمدحونك ساكت .... ماجد يغلق فمه بطريقه طفوليه ويبتسم وفمه مغلق ويقرب وجهه منها ويقول وهو مغمض عينيه: هه سكتْ .... أمل وهي تدفع وجهه عنها بخفه: أقول ضف وجهك عاد تراي مالي خلقك أبد .... وفي هذا الوقت رن هاتف أمل فما إن سمعته يرن حتى أسرعت تنظر من المتصل فابتسمت بمرح وأجابت: هلا ..... وعليكم السلام مااالت عليك تو ما فكرتي تدقين علي ...... لا والله قاعده ألعب حبشه مع شغالتنا ...... أقول بلا غباء ..... لا تعبت شوي وما جيت ..... حرام عليك أنا دلوعه ....... أقول شاربه شي اليوم ...... مها سلامات وش بك ...... وشوووو !!!!!! ......... آسفه ما سمعت شي مع السلامه .... وأغلقت الخط ورمت بالهاتف بجانبها بعصبيه وعيناها تلتمعان .... كان ماجد يرقب الموقف بصمت وفاجئه تطور الموقف وانقلاب الفرحه إلى حزن وغضب في وجه أمل ..... رفعت أمل رأسها في حزن ونظرت إلى ماجد نظره كسيره وقالت: ماجد لو سمحت اطلع أبي أنام .... ماجد: أمل وش بك تو تقولين إنه مابك نوم والا مليتي من .... أمل وقد علا صوتها: ماجد واللي يعافيك تكفى مالي خلق اطلع أبي انام .... ماجد: منيب مخليك وأنتي متعكننه كيذا ومزاجك مقفل .... أمل: ياربييييييييييه .. ماجد خلاص مابي شي اطلع .... ولم تحتمل أكثر وانفجرت باكيه وهي تخفي وجهها بلحافها ..... ظلت هكذا فتره من الوقت وماجد يرقبها بصمت حتى هدأت فرفعت رأسها إلى السقف وهي تتنفس وكأنها غريق قد خرج لتوه من الماء ثم أنزلت رأسها والدموع تسقط على وجنتيها ... مدت يدها نحو المنضده التي بجوار السرير وسحبت منديلاً تجفف به دموعها ثم أخفضت عينيها نحو الأسفل وهي تشهق ... مد ماجد يده نحو يدها يهدئها .... ماجد: أمل حبيبتي وش بك أنا قلت شي يزعلك .... فضحكت رغماً عنها وقالت بابتسامه حزينه والدموع تغطي وجهها: لا وش أزعل منك على إيش .... ماجد: طيب وش بك .... أمل: مابي شي بس كيذا حاسه بضيق ... ونظرت إليه وعلى وجهها ذات الابتسامه الحزينه .... ماجد: متضايقه من إيش .... أمل: ولا شي خلاص يا ماجد .... ماجد: أمل قولي لي والله بترتاحين .... أمل: ماجد ودي أطلع بالحوش .... ماجد في استغراب: وشو ... وشوله .... أمل: أحس بكتمه هنا وودي أطلع أشم هوا .... ماجد: طيب غاليه والطلب رخيص .. بس موب برد عليك .... أمل: أبلبس جاكيت .... ماجد:خلاص يالله ... وأحضر لها معطفها ..... جلسوا على الأرائك الخشبيه في الحديقه فوق العشب الأخضر والهواء يلفح وجوههم ورائحة العشب الرطبه تملأ المكان .... ماجد: هاه مرتاحه .... أمل وهي متكئه وتتطلع إلى السماء: إيه .... ماجد وقد فعل كما تفعل يرقب السماء: سبحان الله ... السماء له قدره عجيبه كأنه ترسل اشعاعات خفيه تريح الواحد ..... وظلوا صامتين للحظات .. فقطع الصمت صوت أمل وهي تتنهد .... ماجد وهو ينظر إليها بعطف: وش بك .... بس مستغربه من حال الدنيا ما تصفى لأحد وإن صفت لك يوم كدرت عليك شهور وكأن فرحة الإنسان وسعادته محرمه عنده .... أنزلت رأسها ونظرت إلى ماجد والذي كان ينظر إليها وابتسامة جميله مرسومة على وجهه .... ماجد: صرتي فيلسوفه .... أمل: ما قلت لك الدنيا ماتقعد على حال حتى الناس تغير من طبايعهم وأخلاقهم .... ماجد: أمل وش قالت لك صديقتك بالمكالمه اللي من قبل شوي .... أمل وقد تفاجات من سؤاله فأنزلت عينيها ترقب الأرض وقد ارتسمت على فمها ابتسامه حزينه فقالت بأسى: سبحان الله مقلب القلوب الله يثبت قلوبنا .... ماجد: آمين ... أمل مسترسله وكأنها لم تنتظر رده وهي تنظر إلى الأرض في شرود وكأنها تحكي حكايه خرافيه من حكايا ألف ليله وليله وتقول وهي شارده: الدنيا ما تأمن على أحد اللي اليوم صديقك بكرا يصير عدوك واللي اليوم عدوك بكرا يصير صديقك .... ماكنت أتوقع بيوم من الأيام إن علاقتي معه يمكن توصل لهالدرجه ... هي ثالث ثانوي دايماً تغير من طبايع ونفوس الناس أو إنه أنا اللي متغيره ... كانت معي زي العسل من يوم عرفته ما تعاملت معي بهالطريقه اللي تعاملت به معي اليوم لا موب بس اليوم إلا من بداية السنه بس كنت غبيه وسمحت لهم إنهم يلعبون بصداقتنا على كيفهم ... أنا غلطانه أدري بس غلطه كان أكبر وجرحه كان أعظم باعت سنين صداقتنا وأحلى أيام عمرنا بلحظة طيش تقول إيش تبي تصير اجتماعيه وهو أحد مانعه تصير اجتماعيه سبحان الله انقلبت الآيه أنا اللي كنت ما أقصر وأعرفه على البنات وفتحت له باب واسع من العلاقات والصداقات اللي نا كانت بيوم تحلم به ... تجي لمي اليوم وتقول أبي أصير اجتماعيه لاا واجتماعيه مع مين مع أقذر شله شفته بحياتي بنات ما عندهم لا دين ولا دستور همهم دنياهم ومضيعين آخرتهم كنت أقول له اتركيهم تراهم يحاولون يفرقون بيننا ويدمرون صداقتنا فقالت لي ما عاش من يفرق بيننا ... أنا غلطت بحق صداقتنا يوم سمحت لهم بس هي خانت الصداقه ودمرت كل شي معهم من دون ما تحس وكنه منومه مغناطيسياً كنت أشوفه تضيع بين إيديني وأنا منيب مصدقه اللي قاعد يصير قدامي حتى جاء اليوم وطعنتن بخنجر قاتل لا يمكن يبرا جرحه ... الخيانه شي عظيم ولا ما كان الرسول اللهم صلي وسلم عليه قتل اليهود وسبى نسائهم إلا من الخيانه ... الخيانه ميب سهله وخاصتن إذا كانت من شخص تكن له محبه ووفاء كبيييير ولا يمكن يجي يوم وتنقص أو تقل هالمحبه والوفاء ... سبحان الله ليه الشر بالناس مقويهم والخير مضعفهم ليه فيه ناس بهالدنيا تحب تفرق وتشرد وتدمر ليه فيه ناس تعشق تشوف الألم بعيون الآخرين وما تعيش إلا بتدميرهم ...... فخنقتها عبرة قويه فشهقت بقوه بعدها وأجهشت بالبكاء .... كان ماجد يستمع لأخته مذهولاً .. ياالهي كل هذا تحمله في صدرها في قلبها الصغير الذي مازال ينطق بالطهاره والعفه ومازال متشبثاً ببراءة الطفوله كل هذا يحمله هذا القلب الطاهر الأبيض الذي احتوى الكثير بداخله فلم يشتكي ؟؟...لمَ عليها أن تتألم بمثل هذا وهو لم يتحمله قلب الكبير فكيف بها هي .... قطع عليه تفكيره شهقاتها المتتابعه فنهض من مكانه وجلس بجانبها ووضع يده خلف ظهرها وقربها إليه وهو يربت على ظهرها ويهدئها .... ماجد: أمل تعوذي من إبليس وخلي أملك بالله كبير ما تدرين يمكن الله يبي يمتحنك ويشوف صبرك وين يوصلك يمكن الله كاتب لك الخيره وبيعوضك باللي أحسن منه .... أمل وهي تبكي بحرقه: ما أقدر أنسى اللي سوته بي ما أقدر .... وتابعت بكائها .. ماجد: الحين بعد كل اللي سوته بك تصيحين والله ما تستاهل منك هالدموع بعدين اللي خلقه خلق ألف وحده غيره .... أمل: أنا ما صحت علشانه أنا أصيح على السنين الي عشته معه وضاعت أصيح على الثقه اللي انتزعته من قلبي خلااااص مستحيل أفكر أثق بأحد بعد اللي صار .... وزاد بكائها فضمها ماجد نحوه ليهدئها ولكنها لم تهدأ فأنّى لها أن تهدأ والخيانه لا يمسح أثارها بكائها ولو بكت طول حياتها ولو قضت لياليها ساهره تبكي بحرقه لما انتزعت هذا الخنجر المسموم والذي انغرس في صدرها وخلف فيه دماراً رهيباً لا تمحوه الأيام .... نهض ماجد وساعدها على النهوض وسار بها نحو الداخل .... بللت أمل وجهها بالماء بناءً على طلب ماجد وعادت إلى فراشها واستلقت عليه في اعياء وتعب ...... ********************************* ********************************* عندما استلقت على سريرها تتابع شريط الذكريات أمامها وهي تحاول جاهدةً إبعاد كل تلك الذكريات المؤلمه عن تفكيرها .... فترامى إلى سمعها صوته الرخيم وهو يقرأ بكل هدوء سورة يوسف فاسترخت في فراشها وهي تستمع له بخشوع وإنصات لدرجة أن صوته الجميل تسلل إلى قلبها ليطفيء نيران الألم التي اشتعلت في داخلها فسالت الدموع الغزيره على خديها بصمت حتى هدأت وماجد مازال مسترسلاً بالقراءه أجل فكيف لها أن لا تهدأ وهذه السوره تحكي آلاماً تكبدها إنسان من أعز الناس على قلبه ومن رأى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته تلك السوره العظيمه حكت عن واقع انسان عاش في بداية حياته لحظات مريره ألقوه اخوته في البئر وهو لايقدر حتى على أن يوفر لنفسه لقمة يسد بها رمقه تلقى الظلم والحبس وهو المظلوم تلقى الرق والاستعباد وهو الحر الطليق أتهم بعرضه فلم يرض بغير السجن حلاً لبرائته فماذا فعل لقاء كل تلك المصائب العظام التي تهالت على رأسه وهو في ريعان شبابه سوى أن صبر واحتسب (وما ربك بغافل عما يعملون) حتى فتحت له الدنيا أبوابها فصار وزيراً للماليه يأمر وينهى وكل من كان هو عبداً تحت سطوتهم صاروا خدماً له وذلك جزاااااااااء الصاااااااااابرين ..... كان ماجد مسترسلاً بالقراءه بصوت خاشع حتى أنه دخل في جو الآيات وعاش لحظاتها .... أما هي فكان قلبها يدق بعنف حتى هدأ شيئاً فشيئاً فغلبها النعاس ونامت .... أجل فالنوم نعمة عظيمه للمهموم والمكروب حيث يجلب لهم الراحة والأمان .. هو صحيح أنه إذا نام الإنسان وهو يبكي واستيقظ بعد ذلك فحاله لا يبشر بالخير (وأسألوا مجرب) لكن النوم نعمة رغم ذلك فلا يفكر وتأخذه الذكريات بما يحزنه فهو نسيان مؤقت للحاضر والماضي وكأنك توقف عقارب الزمن وأنت نائم وتحركها باستيقاظك .... عندما تيقن من نومها خرج من غرفتها وهو يفكر بحالها واستلقى على سريره والنعاس يحوم حوله حتى انقض عليه فغاب في نوم عميق .... ************************* استيقظت قبل الفجر بحوالي ساعه وهي تحس بألام في رأسها وتذكرت فجأه ما حصل لها يوم البارحه وازدردت لعابها في مرا ره وكأنها تبتلع شيئاً لاتستطيع أن تستسيغه أو تتقبله فطعمه مر كالعلقم .... نهضت جالسه وهي تصر على أسنانها وتقاوم الألام التي تعتري جسدها ... كانت يدها تتلمس حولها وتتخبط في الظلام حتى لامست يدها مفتاح المصباح الصغير فأضائته وعادت تمسك بمقدمة رأسها بكلتا يديها وتعصر رأسها في ألم حتى سالت دمعة من عينيها من شدة الألم ولم يستمر الأمر طويلاً حتى علا صوتها وهي تتأوه من شدو الألم استلقت على فراشها واسقطت رأسها على وسادتها بعنف من شدة الألم ... تلفتت حولها بعصبيه وما إن رأت هاتفها حتى تناولته على عجل وقامت بالضغط على أزراره في توتر ... أتاها صوته وهو شبه نائم: هلا .... أمل: ماجد تعال بسرررررررررعه ..... ماجد: وش بك ؟؟ .... أمل بألم: تعااااااااال بسررررررعه .... ولم تسمح له بالإجابه وأغلقت الخط قبل سماع رده ورمت بهاتفها جانباً وهي تتأوه ... بعد لحظات دخل عليها وهو يتثاءب وعيناه ناعستان ..... ماجد: أمل وش بك .... وفاجأه منظرها ويداها تضغطان على رأسها بقوه فأسرع مهرولاً نحوها وجلس على حافة السرير وهو يقول في قلق: أمل وش بك .. يعورك شي .... أمل والدموع تسيل من عينيها من شدة الألم: رآآآآآسي رآآآآآسي يعورن أحسسسه بينننفجر ..... ماجد: ارتاحي أنتي طيب وأنا أبروح أجيب لك مسكن وساعدها على الاستلقاء على فراشها من جديد .... وأسرع يغادر الغرفه .. ثم عاد بعد لحظات وهو يحمل الدواء ... أخرج لها حبة من المسكن وناولها فوضعتها في فمها ويداها ترتجفان وساعدها على النهوض لتشرب الماء لابتلاع الدواء وأغمضت عينيها بقوه وهي تقاوم الآلآم التي تخترق رأسها .... اقترب ماجد منها ووضع يده على رأسها وظل يقرأ عليها بصوت خافت حتى هدأت ويبدو أنها نامت ....... ********************* أبو ماجد: يالله ماجد قم الصلاة .... فتح عينيه بتكاسل وهو يقاوم النوم وحاول النهوض لكنه لم يستطع كان يحس بجسده ثقيلاً لدرجة لرغبته الشديده في العوده إلى النوم لكنه قاوم هذه الرغبه ونهض من فراشه يجر قدميه إلى الحمام .... عندما ارتدى ثوبه وخرج من غرفته رأى والده يخرج من غرفته فسارا سوياً إلى المسجد ..... عندما عادا من المسجد دخل ماجد على أمل ليوقظها لصلاة الفجر .... ماجد: أمل يالله قومي صلي الفجر .... فتحت أمل عينيها ببطء فابتسم لها وقال: يالله صلي ترانا طالعين من الصلاة لنا شوي .... ابتسمت ابتسامه باهته وحاولت النهوض في إعياء ولما رآها قد استيقظت خرج من غرفتها .... كانت تجلس في مصلاها تقرأ أذكار الصلاة فأطل برأسه من خلف الباب وهو يبتسم ... ماجد: خلصتي .... فأشارت إليه بنعم .... فدخل وجلس على الأرض بجانبها وهو ينظر إليها ويبتسم ..... أمل: سلامات وش عندك تناظر كنك ما عمرك شفت بحياتك بشر .... ضحك ماجد وقال: لا أنا قد شفت بشر بس ما قد شفت ملاك .... أمل وهي تبتسم: ياخي وفر هالكلام لزوجتك موب لي .... ماجد: وليه ما فيه إلا الزوجه اللي تسمع الكلام الزين .... أمل: ما أدري عنك .... ماجد: أنا ماقلت شي أنتي اللي قلتي .... أمل: أقوووول ماجد تراك مررره رااايق وأنا أبد مالي خلق .... ماجد: ليه عسى ماشر .... أمل: الشر ما يجيك بس كيذا مزاجي مقفل لا تناقش .... ماجد: يالله عاد بلا دلع قومي نبي نفطر كلنا سوا بالحديقه مع شروق الشمس بهالجو الخطيييييييييير .... أمل: مابي ما أشتهي شي .... ماجد وهو يجرها مع ساعدها ويوقفها: موب على كيفك .... أمل وهي مستسلمه له وهو يجرها: ماجد سلامااات شاربن شي على هالصبح .... ماجد وهو يتصنع البلاهه: إيه توي شاربن ماء .... نظرت إليه باستحقار وسخريه على اجابته فضحك عليها وخرج وهو يجرها مع يدها خلفه .... ********************** كانت الشمس تخترق السماء والسحاب الأبيض مشتت حولها في لوحة رائعه لا يستطيع أن يرسمها أبدع الرسامين وكانت زقزقة الطيور من حولهم تملأ المكان وصوت خرير الماء من النافوره التي تتوسط الحديقه وهم ملتفين حول الطاوله الخشبيه والتي ملئت بشتى أصناف الطعام من الجبن والزيتون والعسل والمربى و(المصابيب) والبخار الذي يخرج من إبريق الشاي يبعث على الجو حميميه ودفء ... جلست على الكرسي وهي ترتجف من البرد .... أمل: يووووووه برررررررداااااانه ..... ماجد وهو يضع عليها وشاحاً من الصوف كان معلقاً على الكرسي: يالله اجلسي ولاتدلعين علينا لا برد ولا شي إلا الجو ياخذ العقل .... ابتسم والدها وهي تجلس وعينيها تنظر إلى ماجد في غضب .... تجاهل ماجد نظراتها وجلس وأخذ رغيفاً من الخبز وناولها وهو يبتسم في مرح .... لم تملك إلا أن تشاركه تلك البسمه لأن الجو من حولها والحق يقال كااااان في منتهى الروعه والجمال ..... بعد أن انتهوا من تناول الإفطار اتكأ ماجد على كرسيه ورفع يديه إلى الأعلى وهو يتثاءب ..... ماجد وهو يتنفس الهواء في نشوه: آآآآآه ليت من طلع للبر أجل فيه أحد يترك هالجو ويجلس بالبيت .... (طبعاً هالجو من زمااااااااان ما صااااار بالرياض الله يغيثنا برحمته قولوا آمين ) أبو ماجد: صدق إنك فاضي هذا وقت طلعة بر .. الناس امتحانات وكرف وأنت ليت من طلع للبر .... ماجد: ورااااه وإذا صار امتحانات يعني ما يجوز نطلع للبر لا يا حبيبي يا بابا لازم نطلع ونغير جو ونتفكر بابداع الخالق .... أبو ماجد: ونعم بالله بس خلنا من خرطك اللي ماله سنع .... أمل: ليه يبه صدق خلنا نطلع للبر والله الجو ما ينتفوت .... التفت الجميع نحوها وملامح الدهشه مرتسمه على وجوههم .... ماجد: صدق يا أمل تبين تروحين للبر ..... أمل: إيه وليه لا دام الحين أسبوع مراجعه يعني ما فيه أحد يداوم وأنا لي شهر وأنا أذاكر ما يضر إذا طلعنا وغيرنا جو ولايبه وش رايك .... أبو ماجد وابتسامه حنونه تملأ وجهه: رايي من راي أمكم .... أم ماجد: والله ما أدري عنكم بكيفكم .... ماجد وهو يقفز من كرسيه ويهتف: ياهوووووووووه تعيش أمل تعيش أمل .... أمل في سخريه: لا أنت أكيد شارب شي اليوم والا خالي أعداك .... لم يلتفت ماجد لها وتابع هتافه في مرح .... ************************ اتفق ماجد مع صديقه مهند بمرافقتهم في رحلتهم القصيره إلى البر .... ووافق فيصل على مرافقتهم أمام إلحاح أمل وتوسلاتها .... وخرجوا في فجر يوم الخميس متجهين إلى الثمامه حيث سيقضون يومهم هناك .... كان مهند يقود سيارته ومعه ماجد .. وأبو ماجد وأم ماجد في سياره .. وفيصل ومعه أمل في سيارته ... وكانوا يتبعون مهند وماجد لمعرفتهم مسبقاً بالمكان الذي سيذهبون إليه .... عندما وصلوا كانت الشمس تعانق هام السماء وتعلن اشراقها في أرجاء المكان ... كانت الجبال الرمليه تلف المكان وتحيط بهم من كل جانب .... نصبوا خيمه صغيره وجلس الشباب مبتعدين عن الخيمه بعدة أمتار .... كانت أمل تجلس وقلبها ينتفض من الخوف والهلع الذي سببه لها خالها قبل وصولهم فكان يلف بالسياره يميناً وشمالاً حتى كادت أن تنقلب والسياره تتقافز على الرمال وأمل تصرخ وتتوسل إليه وهو يضحك (على فكره ترا المطاعس ما يحلو إلا بالصرااااخ حتى لو ما كنتوا خايفين ) عليها مستمتعاً بإثارة الرعب لديها وما إن وصلوا حتى نزلت تجري نحو والدتها والتي كادت تفقد عقلها من شدة خوفها على ابنتها وأخيها وكان الشرر يتطاير من وجه أبو ماجد فتوجه غاضباً نحو فيصل يوبخه على ما فعله وفيصل يضحك وكأن الأمر لا يعنيه .... أبو ماجد: أنت صاحي صدق إنك مراهق ولا هو فيه أحد يسوي هالحركات وش بتسوي لو انقلبت بكم السياره .... فيصل وهويبتسم: وراك معصب الحمد لله هذي حركات عاديه وأنا متعود عليه وما فيه أي خطر من اللي أنت قاعد تقوله .... مهند وماجد يتقدمون باتجاههم .... ماجد: وش بك يبه معصب وش السالفه .... أبو ماجد من دون أن يلتفت إلى ماجد: خالك هالخبل بغى يموت أختك بسواقته .... ماجد يلتفت إلى فيصل: وراه وش سويت .... فيصل وهو يضحك: والله طال عمرك أنا قلت أبطاعس بأمل شوي وما دريت إن أهلك بيقومون الدنيا على رآسي .... أبو ماجد: تطاعس !! هذا مطاعس بالله عليك .... أمل وهي تتجه نحوهم وعليها عبائتها وهي تغطي وجهها: خلاااص يبه ما صار شي .. ما إن سمعها مهند حتى ابتعد عنهم .... أبو ماجد بغضب: إلا صار شي وشوله يسوي هالحركات .... أمل: يبه خلاص عاد ماصارت حنا جايين ننبسط لا تنكدون علينا الطلعه ..... فيصل وهو يتقدم نحو أمل ويضع يده حول رقبتها ويجرها نحوه: حبيبتي أموووووله شفتو ما قلت لكم إنه انبسطت بالمطاعس وإنه مابه شي يخوف .... أمل وهي تبعد يده عن رقبتها: أقووووول عاد لا يكثر هرجك إلا خفت ونص .. بس خفت على أبوي لا ينجلط منك وهو يهزأك وأنت لا من شاف ولا من دري مبرد على الهاي .... فيصل: مااااالت على هالخشه .... ماجد: يالله عاد تراكم طولتوَهْ وهي قصيره .... وذهب نحو مهند وأمل انصرفت داخل الخيمه .... *********************** كانت الساعه التاسعه صباحاً وكانت أمل تجلس داخل الخيمه بصحبة والدتها والشباب يفترشون الرمال بالخارج .... أمل وهي تمسك بفنجان القهوه بيدها وتتأمله: أقول يمه .... أم ماجد: نعم .... أمل: وش أخبار خالتي ريم .... أم ماجد: والله ما أدري عنه الله يستر عليه بس .... أمل: الله يسهل عليه .... أم ماجد: آمين .... فيصل وهو يدخل داخل الخيمه ويصرخ بصوت جهوري: سلااااااااااااااااااااام .... أمل ويدها على قلبها: بسم الله الرحمن الرحيم .... أم ماجد: حسبي الله على ابليسك متى تعقل عن هالحركات .... فيصل وهو يجلس بجانب أمل: هذي الحركات شعاري بالحياة فز بالناس تكسب قلوبهم .... أمل: امحق شعار لا بالله فز بالناس يجيك شوته برجولهم .... فيصل يلتفت على أمل متجاهلاً تعليقها: أقول أمل ما ودك تطاعسين .... أمل: لا يا حبيبي ما بعت عمري .... فيصل: طيب متى بتبيعينه .... أمل: ما تعرف تنكت .... فيصل: يا لله عاد قومي بلا دلع .... أمل: لا مابي هالمره جت سليمه بس المره الثانيه وش يضمن .... فيصل وهو يجرها مع يدها ويوقفها (مسكينه يا هالأيد كل من بغى جره معه) :يالله عاد أنا ما شاورتك بتجين تطاعسين معي يعني بتجين .... أمل وهي تصرخ وهو يجرها معه نحو الخارج: يمه يمه قوليله يخلين .... أم ماجد تبتسم بقلة حيله: خل البنت يا فيصل .... فيصل وهو يطل من باب الخيمه: بتك حتكون على عيني وراسي يا ستي .... وأسرع يجرها نحو السياره وهي تصرخ: خااالي والله لا أعلم أبوي خل ايدي مابي أطاعس مابي غصب .... فيصل بعناد: موب على كيفك .... واقتربوا من مكان جلسة الرجال فأسرعت أمل تغطي وجهها وتوقفت عن الصراخ وهي تضرب يد فيصل بقوه ليفلت يدها .... نظر فيصل نحوها بسخريه لأنها لا تستطيع إخبار والدها بسبب وجود مهند وكانت سيارة فيصل تقف خلفهم وكان أبو ماجد قد أعطى السياره ظهره أما ماجد ومهند فقد جلسوا أمامه وكانوا منشغلين باللعب بالورق .... أركبها السياره وهو يهددها: يا ويلك تنزلين فاااااهمه ..... أمل برجااااء: تكفى ما ودي أطاعس موب بالغصب هي ..... فيصل: يا بنت الحلال منتيب مايته .... وركب السياره بجانبها وفتح النافذه وأطل برأسه من النافذه ونظر نحو ماجد ومنهد وأخرج لسانه لهما بطريفه طفوليه وهو يقول: لقيت لي خوي أحسن منكم مالت عليكم يالبزران يالخوافين .... ماجد: لاتصير أمل ..... فيصل وهو يرجع بالسياره إلى الخلف مغادراً المكان: أمل صارت أشجع منكم يابزارييييين ..... وذهب مبتعداً ..... أبو ماجد بغضب: هالمهبول أخذ البنت معه مره ثانيه مايتوب .... ماجد: لا تخاف يبه بتهبل به بالصراخ وبيضطر إنه ينزله بسرعه .... ********************************** ********************************** كان فيصل يقود السياره بسرعة متهوره ويصعد على تلال خطره وسط صرخاااات أمل المتواصله والمستمره ولم يعد إلا بعد حوالي ساعه من الرعب بالنسبه لأمل والتسليه بالنسبه لفيصل ..... عندما عادوا نزلت أمل من السياره بسرعه وهربت تجري نحو الخيمه وأطرافها تنتفض وما إن وصلت لباب الخيمه حتى خرج والدها فاحتضنته وهي تقول: يبه شفت وش سوى خالي فيصل أخذن معه أطاعس بالغصب وقعد يهبل بي وشوي وتنقلب بنا السياره .... كان صوت أمل عالياً لدرجة أنه وصل إلى مسامع ماجد ومهند .... ضحك فيصل من كلامها وجلس بجانبهم ..... ماجد وهو ينظر له بسخريه: يا ويلك قالت لأبوي وش يفكك منه الحين .... فيصل: أقول فكنا أنت وخرطك الفاضي بعدين أوك وش بيسوي يعني بيلقي علي محاضره كالعاده رآس ماله لسانه .... مهند: صدق إنك منتب صاحي ترآه بنت مهيب ولد تسويبه هالحركات .... ماجد: خلك عنه بس ياما سوى به الهوايل هالمره ميب أول ولا آخر مره يسوي به كيذا ..... أبو ماجد وهو متجه إليهم والشرر يتطاير من عينيه: حسبي الله عليك يا فيصل ما عمرنا طلعنا للبر إلا وتسوي لنا مصيبه .... فيصل: الحين أنت وش محرق رزك هذاه بنتك سليمه وأعضاءه كله موجوده .... أبو ماجد وهو يجلس: يعني تبين أتفرج عليك إلين مايصير بالبنت شي .... فيصل: لا تخاف موب صايرن له شي إن شاء الله ..... أبو ماجد: هي الملقوفه اللي قالت لك تجي معنا وهذاه شف وش صار له عكننت عليه الطلعه كله .... فيصل: لا عاد كلش ولا أمل أبوح أشوفه عن أذنكم .... ونهض متجهاً إلى الخيمه .... أبو ماجد: الله يهديك بس .... ماجد: الله يشفيه أنت الصادق .... مهند: ههههههه .... دخل فيصل الخيمه ولم يجد سوى أم ماجد داخلها ..... فيصل يتلفت حوله: وين أمل .... كانت أم ماجد تتصفح الجرائد وتجلس على أحد أركان الخيمه فوق سجاده تغطي أرض الخيمه وكانت تتكئ على إحدى الوسائد الشعبيه التي تستعمل دائماً كجلسه لبيوت الشعر .... أم ماجد: راحت تتمشى برا .... ألقى فيصل نظرة عليها ثم خرج يبحث عن أمل ..... ******************* كانت أمل تسير وهي تضع سماعات المسجل الصغير على أذنها دون أن تستمع إلى شئ .... كانت عيناها شاردتان تفكر بكل ماحدث لها في الآونه الأخيره من أحداث وكيف وصلت إلى هذه الدرجه من اليأس .... كانت تتذكر وتستعرض شريط ذكرياتها مع مها بألم وابتسامة مقتوله ترتسم على شفتيها ...... وبدأ شريط الذكريات يعمل ليعرض مأساة عانتها صديقة من أعز صديقاتها ليعرض الأمل والألم ليعرض الوفاء والخيانه ليعرض متناقضات بين شخصين جمع بينهما القدر وعاد ليفرق بينهما من جديد لحكمة لا يعلمها سوى مقدر الأقدار سبحانه .... كانت قد جاءت إلى المدرسه في ذلك اليوم ميكرة على غير العاده وهي سعيدة لأنها ستفاجئ مها بحضورها اليوم مبكره والتي كانت تتذمر دائماً من تأخرها عن الطابور الصباحي .... سألت عنها وعندما أخبروها عن مكانها أسرعت إليها تريد مفاجئتها ..... وكم كانت مفاجئتها كبيره عندما رأتها تتحدث مع تلك الفتاة وهي تضحك معها بحميميه وكأنهن صديقتان منذ فترة طويله .... بعد أن انتهت مها من حديثها مع شروق رأت صديقتها تقف مبتعده عنها بمسافة قصيره فأقبلت مها باتجاهها .... مها ببرود: أهلين غريبه جايه بدري اليوم .... أمل وعلامات الذهول مرتسمة على وجهها: هـــاه .. إيـــه .. كنت أبسوي لك مفاجأه ... مها بسخريه: الله يقطع ابليسك وش مفاجأته أنتي بعد .. إنك تجين بدري .... أمل وهي مازالت في ذهولها غير مصدقة أن التي تتحدث معها هي نفسها مها: مين هذي اللي تتكلمين معه ما قلتي لي عنه .... مها وهي تبتسم: هذي صديقتي شروق يا حبيله تهبل هالبنت .... أمل وي تبتلع الصدمه في مراره: إيه ... طيب يالله رن الجرس .... وانصرفت عنها أمل وهي تسترجع الأيام الماضيه وبرود مها معها وابتعادها عنها .... منذ ذلك اليوم وصداقة مها وأمل تنحدر نحو الهاويه والتي كانت تدفعها لذلك هي شروق التي كانت تعمل جاهده لتفريق الصديقتين ..... إلى أن أتى ذلك اليوم الذي حمل معه الجزء الأخير من قصة الصداقه والذي شهد جنازة صداقتهما وهي تسير ولا يشيعها سوى دموع أمل ووفائها ..... ذلك اليوم الذي مرضت فيه أمل وتغيبت عن المدرسه وعندما اتصلت بها مها لتختتم جريمة هذه الصداقه بطعنات متتابعه نحو قلب أمل والتي لم تكن ترى مساوئ جريمتها بسبب الغشاوه التي تقف حائلاً دون رؤية مدى دناءة فعلها الشنيع .... كان ماجد يتحدث مع أمل عندما رن هاتفها فأجابت بسرور لأن مها تذكرتها أخيراً واتصلت بها .... مها: السلام عليكم .... أمل: وعليكم السلام .. مااالت عليك تو ما فكرتي تدقين علي .... مها: معليش كنت مشغوله المُهم قولي لي ليش غايبه أكيد راحت عليك نومه ..... أملك لا والله كنت ألعب حبشه مع شغالتنا .. أقول بلا غباء .. تعبت شوي وماجيت .... مها: إيه هين اسكتي بس يالدلوعه .... أمل: حااام عليك أنا دلوعه ..... مها وهي تغني: تدلل يا حبيبي (البنت منتهيه صلاحيته بالمره) .... أمل مقاطعه: مها أنتي شاربه شي اليوم .... مها: ........... أمل: مها وش بك سكتتي .... مها: أمل بصراحه مدري وش أقولك ... أنا بصراحه خلاص أبي أنهي اللي بيننا .... أمل بصدمه: وشووووو!!!! ...... مها: اللي سمعتيه .... أمل: آسفه ما سمعت شي مع السلامه ..... كانت أمل تتذكر تلك المكالمه ودموعها تسيل على خديها بألم .... تلك كانت آخر مكالمه لها مع مها ولت ترها بعدها .... بـاكر تبي تدفع ثمن غلطة اليوم وأقول ما يمديـك يا بايــع الـــود ما عــاد ينفـع فيـك شـومٍ ولا لـوم فرطت في قربي وابجزاك بالصد قلبي بقربك طووول الأيام موهـوم نهــاااية الغــدااار توقف على حــد ما فيه داعي تبعد عن الشك والحوم كــلــّش تـبيّــن بــالخــداع وتـجــدد يـا ظالم العشره جزا منــك مظــلوم لا تـحسب إنــي بـالقصــيد أتــــودد كانت دموعها تسيل وعينيها تائهتان في الفضاء لا تنظران إلى شئ محدد وكأنها تبحث عن الأمل الذي تتعلق به والذي يخبرها بأن كل ماحدث كان حلماً بل كابوساً سرعان ما انتهى والآن هاقد استيقظت منه .... أغمضت أمل عينيها في ألم وهي تقبض على قلبها بقوه بل وتعتصره بيدها بفعل الطعنات التي تسسد إليه من كل جانب فكلما تذكرت مها أحست بتلك الآلآم التي تكاد تقتلها وبالمراره التي تجفف حلقها ..... رفعت رأسها إلى السماء وهي تراقب الطيور تطير بحريه ابتسمت والدموع في عينيها وقالت بصوت مسموع وكأنها تتحدث إلى الطيور: ياترى أنتي مبسوطه بعيشتك بالسماء ولا بعد الخيانه والغدر ما كفاها تعيش بالأرض انتقلت للسماء وما نجا منها أحد حتى أنتي ؟؟؟ ..... تنفست بعمق ثم أخرجت زفرة حاره ملتهبه من الحريق الذي يشتعل بداخلها .... كانت تسير ولم تشعر بنفسها فتعبت من السير وافترشت الرمال في وهن وكأنها بجلوسها أيقظت ما كان مخبأ وما كان مستوراً وما كانت طوال الأيام الماضيه تهرب منه .... فاجهشت بالبكاء وبصوت مرتفع حتى أنه ليخيل إليك أن كل من في الصحراء من حولها يسمعها .... كانت تخبئ وجهها بين راحتيها ومن شدة بكائها هوت برأسها على الأرض وهي تبكي في ألم وظلت هكذا فتره حتى هدأ بكائها إلا من أنين خافت وشهقات متقطعه وفجأه سمعت صوت خطوات تقترب منها فرفعت رأسها من الأرض ومسحت دموعها بسرعه وبقيت واجمه وكأنها كانت خائفه من رؤية من القادم .... حتى أحست بالراحه وبالدم يعود من جديد ويسري في عروقها ..... فيصل: وش قاعده تسوين هنا بلحالك .... أمل وهي تحاول أن تخفي نبرة الحزن من صوتها: أتأمل بخلق الله ولا ما يجوز بعد ... فيصل: أحلى يا تأمل .. ماااالت عليك وأنا قلت عندك سالفه ما دريت إنه ما عندك سالفه حتى بالتأمل .... أمل وهي تلف برأسها من الأمام وتعطيه ظهرها وقد كشفت وجهها: وأنت وش دراك .. بعدين تراك هبلت بي أحسبك أبوي .... فيصل وهو يجلس بجانبها وينظر نحو الأمام كما تفعل: وليه خايفه إني أصير أبوك .... أمل وقد اكتشفت غلطتها: هـــاه لا ولا شي .... فالتفت إليها فيصل وهو مستغرب من اجاباتها وكم كانت مفاجئته كبيره عندما رأى وجهها شاحب وعينيها حمراوان ومنتفختان وأنفها أحمر .... فيصل في استغراب وذهول: أمل وش بك .... أمل وهي تحاول اخفاء عبرتها: مابي شي .... فيصل: أمل كل هالدموع وما بك شي .. لا تصيرين زعلانه منْ .... أمل من دون أن تلتفت إليه: لا وش دعوه أزعل منك .... فيصل: أجل وش بك .... أمل وعينيها تلتمعان محاولة انهاء الموضوع كيلا تبدأ بالبكاء: قلت لك مابي شي خلاص .... فيصل: إلا بك شي ومنيب مخليك إلا إذا قلتي لي وش بك .... أمل والدموع تسيل من عينيها: ما بي شي .. بس متضايقه شوي .... فيصل وهو يحتوي يدها بين كفيه: ومن إيش متضايقه .... فانفجرت أمل باكيه وألقت برأسها على كتفه وهي تبكي بصوت متقطع .... وضع فيصل يده على رأسها يهدئها وهو مستغرب من موقفها ومن بكائها المفاجئ .... ظلت أمل تبكي لبعض الوقت حتى هدأت ورفعت رأسها نحوه قالت وهي تمسح دموعها: شكراً .... فيصل وهو ينظر نحوها بعطف: عفواً .... لف الصمت أرجاء المكان لفتره حتى قطعته أمل وهي تقول: قِدْ مر عليك مره وجربت الخيانه .... تفاجأ فيصل من سؤالها ولكنه أجابها متسائلاً: خيانه ؟؟ .... أمل: إيه خيانه ... طااال الصمت لفتره وأمل ترقبه بلهفه وتنتظر إجابته .... فيصل: خيانه من مين ؟؟ .... أمل: من صديق .... فيصل وهو يفكر: أنا بصراحه ما عندي ذااااك الصديق اللي مره بس الحمد لله ماقِدْ جربت .. والتفت إليها .. بعدين ما قلتي لي ليه تسألين ؟؟ .... لم تجب أمل بل ظلت شارده وعينيها معلقتان في السماء حتى قطعت الهدوء الذي عم المكان وهي تقول بصوت هاااادئ: أنا مريت بموقف يا خالي غير كل شي قلب كياني وإلا وش أعظم من خيانة الصديق اللي كان أمين على أسرارك وكل صغيره وكبيره يعرفه عنك أنت وإياو تقاسمتوا الروح الوحده اللي جمعتكم صديقين .. الحين أنا فقدت نص روحي كلي صرت ولا شي .. الخيانه تدمر الإنسان وتخليه يعيش آلآم تهد الجبال لكن صدق اللي أيده بالماء موب مثل اللي إيده بالنار .. بس تعرف هالمصيبه اللي نزلت على رآسي علمتن دروس بالحياة ..... وصمتت تفكر وتتابع شرودها ..... فيصل وهو يستحثها على إكمال حديثها: مثل إيش هالدروس اللي تعلمتيه .... أمل بعد لحظات من الصمت: دروس ما يستفيد منه إلا اللي جرب وعاش اللي عشته .. الدروس هذي علمتن ما أثق بأي أحد وما أسلم أسراري للناس بطبق من ذهب .. وخلتن أفكر ألف مره قبل لا أتعرف على أي بنت آخذه صديقه لي .... دعنـي مـع الأحـلام بـالله دعنـي عن واقعـي فضـلت دنيـا خيالـي أشوف بعدي عن وجودي نفعنـي على الأقـل ارتـاح يا خـوي بـالـي كثـر التـأمـل يا عـزيـزي رفعنـي عن مستـوى التفكـير باللي جرالي اللـي عطيتـه كل حـبـي صفـعنـي بالغدر يــــالله .. وين ذيـك الليالـي هـاوي عـذابـي دون رحمه دفعنـي يـــا للـــخسـاره فـالـبقـا وش بقالـي تـاريخ حظـي يوم خبـري خدعنــي واليــوم حالـي كافـيٍ عـن سـؤالــي فيصل: غلطانه يا أمل مهما كان نوع الخيانه اللي جربتيه تعتبرين غلطانه .... التفتت أمل تنظر إلى خالها متعجبه ولكنه لم يعر تعجبها اهتمامه وتابع حديثه: يا أمل الإنسان مهما جته من المصايب غلط إنه ييأس أو يجلس بمكانه ويقول خلاص ما أقدر أكمل الطريق علشان عثره ولا عثرتين طاح بهن .. لا , الحياة تجارب والواحد لازم يتعرف وشلون يتعلم من تجاربه .... أمل مقاطعه: طيب أنا تعلمت من تجربتي إني خلاص ما أعيد هالمعاناة مره ثانيه .... فيصل: لا يا أمل ما يصلح تسوين بنفسك كيذا خبري بك أمل المرحه والاجتماعيه اللي تحب الناس فليش تعذبين نفسك وتسوين بنفسك كيذا بعدين موب كل الناس زي بعض وأصابع إيديننا ميب وحده خلي أملك بالله كبير وأطوي هالصفحه السوداء من حياتك لأنك إذا خليتيه مفتوحه كل يوم راح تتجدد أحزانك ومستحيل تنسين اللي صار وربك يا أمل رحيم ولا سمي الإنسان إنسان إلا لأنه ينسى فأنسي الماضي وعيشي لحظتك أنتي توك صغيره وما شفتي من الحياة شي فلا تخلين موقف من إنسانه سخيفه يقلب حياتك ويدمر مستقبلك حنا يا أمل قاعدين نمشي لقدام للمستقبل ما نمشي لورى .... تفاجأت أمل من ما سمعته من خالها فلم تتوقع يوماً أن خالها ذلك الإنسان الهزلي الذي ليس له هم في الحياة سوى الضحك واللعب يحمل هذا الكلام القيم والحكم النادره لقد أحست به يكبر بعينها وهي تستمع إليه ..... كانت أمل مطرقة برأسها تستمع إليه وهي ترسم وتخربش على الرمال بغصن شجرة صغير .... وعندما انتهى من حديثه ظلت صامته لفتره ثم رفعت رأسها إليه بهدوء وابتسمت ابتسامه باهته وقالت: بس يا خالي أنا حبيته وعزيته مررره كانت بمثابة أختي وهي جرحتن جرح كبير وعميق مستحيل يبرى بهالسرعه .... فيصل وهو يبتسم لها في تعاطف: أدري إنه مستحيل تنسينه بهالسرعه بس أنتي مؤمنه بالله والإنسان بهالدنيا مبتلى والله يمتحن الناس وبعد ما ينساهم يعطيهم الصبر على قد المصيبه وأنتي شوفي نفسك إذا بتنجحين بالإمتحان وإلا لا .... أمل بابتسامه مشرقه: والله ما تدري وشلون ريحن كلامك وأحس إن حمل ثقيل وإنزاح وأنا إن شاء الله أوعدك إني أبحاول أنسى ومالك إلا اللي يرضيك .... ابتسم لها في حنان ثم سرعان ما اختفت ابتسامته وحل محلها الغضب فزعت أمل من موقفه وظلت تنظر إليه في خوف .... فيصل وهو يقف بسرعه: أقول ما تلاحظين إني عطيتك وجه زياده عن اللزوم قومي يالله بلا دلع .... وسحبها مع يدها حتى وقفت فانحنى إلى الأرض وحمل حفنة من التراب بيده وألقى به فوق رأسها وهرب مبتعداً وهو يضحك عليها بسخريه ..... غضبت أمل وأسرعت تجري خلفه وهي تصرخ: والله لا أورييييك وقف يالجبان إن كانك رجاااااااال .... وصل فيصل عند المكان الذي خيموا به ودار حول السيارات وأمل خلفه تهدده وتتوعده وتدور حول السيارات وهو يحاول الإختباء خلفها وهو مازال يضحك عليها .... انتبه الجميع لصراخهم وهم يجلسون مبتعدين عن الخيمه والسيارات بمسافه قصيره ... أبو ماجد: حسبي الله عليه تسيف تسذا (يعني كيف كيذا .. هذه الكلمه بمعنى ياسبحان الله) ما يخلي البنت بحاله أبد قُبل معزرٍ به (دايماً يعذبه) ..... ماجد: يحول ماعنده غيره تعطيه وجه .... مهند: ماجد وش رآيك نقوم نطاعس قبل الظهر وبعد نضف خالك عن أختك .... ماجد: والله فكره .. أبروح أقوله .... وسار ماجد متجهاً نحو خاله والذي كان يجلس خلف إحدى السيارات وهو يكتم ضحكته ويرفع رأسه كل لحظه لينظر من نافذة السياره مكان أمل .... سار ماجد نحوه بهدوء وما إن وصل إليه حتى وضع يديه على كتف خاله وقال بصوت عالٍ: وش قااااعد تسوي ..... فزع فيصل والتفت بسرعه ودفع ماجد بقوه حتى سقط على الأرض .... فيصل: وجع فزيت بي يالمطفوق .... ماجد وهو يضحك: خلك تستاهل ناويٍ على شر .... وما إن هم فيصل بالحديث حتى فاجأته حفنة من التراب تسقط على وجهه وسمع امل تضحك وتقول: أحسن السن بالسن .... التفت فيصل إليها غاضباً فضحكت أمل وهربت تجري نحو الخيمه بسرعه .... ماجد مستوقفاً فيصل عندما هم باللحاق بأمل: أقول أمش أمش بنطاعس .... فيصل: إيه توك تتفطن المطاعس جاء الليل .... ماجد: وش ليله وحنا تونا الساعه 11 .... فيصل: أقول قم عن ضف وجهك خربت علي أحسن لحظه بحياتي .... ماجد: أقول اسكت بس وإمش يالله بنطاعس .... ونهض من مكانه وهو ينفض التراب عنه وسار متجهاً نحو مهند ووالده .... ذهب الشباب بسيارة بسيارة مهند وفيصل (يطاعسون) وكان ماجد يركب مع مهند ويقومون بتحدي فيصل .... ووقفوا بمحاذاة بعضهم .... مهند: أقول وش رآيكم نروح لطعس التحدي ونشوف المهبل اللي هناك تراو قريب منا موب بعيد .... ماجد: لا ياخي وش ثقالة دم وبزارين مسوين أنفسهم يطاعسون ..... فيصل: إيه خله عنك ذا ما عنده إلا الدجه امشوا شوفوا ذاك خلونا نهبل به .... ماجد: يالله امش وحنا وراك
__________________
|
02-08-2006, 04:52 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: بَحـَــرٌ لاَ شـَــاطِـئ لـَـهُ ولاَ مـَـرسـَـى ..
المشاركات: 127
|
إيه كــــــــــــــــذا جزء طويل ورووووعه
ننتظـــــــــــــــــر التكمله بحمــــــــــــــــــاس متــــــــــــــــــابعون للنهايه شكــــــــــــــــــراً لك بعدد نجوم السمـــــــــــاء وأسماك البحــار بارك الرحمن فيكم أختكم في الله |
02-08-2006, 05:14 AM | #12 |
وقع مختلف
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: الجنـة .. أنا بهــا إن شاء الله !
المشاركات: 4,569
|
بنات تصدقون حمستوني
تحمست مررررررررررررة إن شاء الله راح أقراها إذا كنت فاضيه جزاك الله خير أخ الغشيم واصل إبداعك
__________________
وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبة .. ومَن عليه لكشف الضُّر أعتمد [ اللهم اشف بنت عمتي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ] . |
02-08-2006, 05:48 AM | #13 |
مشـرفة سـابقة ..
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: الريـاض ~
المشاركات: 3,056
|
شكراً يالغشيم
بس متى تخلص؟ كأنها طولت!! |
02-08-2006, 05:05 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
السمسومه
شهد العسل بنت الشماسيه تشكرااااااات على المتابعه التكمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ له كان أبو ماجد مستلقياً على ظهره على بساط صغير بجانب إحدى الشجيرات الصغيره وكان يغطي وجهه بشماغه وهو مسند رأسه على إحدي الوسائد .... أقبلت أمل نحو والدها وجلست بجانبه وما إن أحس أبو ماجد بوجودها حتى أبعد الشماغ عن وجهه وقال: هلا والله ببنيتي ..... أمل وهي تنحني وتقبل رأسه: هلا يبه .... أبو ماجد: عساك انبسطتي بهالطلعه ..... أمل: إلا يبه الحمد لله انبسطت ..... بعد لحظه من الصمت .... أمل: أقول يبه .... أبو ماجد: سمّي .... أمل: سمّ الله عدوك أبطلب منك شي وقل تم .... أبو ماجد: أنتي آمري يا نظر عيني .... أمل: ودي أسوق يبه تراك مواعدن من زمان وكل ما رحنا للبر تقول لي بعدين بعدين ..... أبو ماجد: وشو له يا بنيتي السواقه ماورآه إلا الشر .... أمل: لا يبه وعدتن ووعد الحر دين عليك .... أبو ماجد: خلاص أبقول لماجد يخليك تسوقين العصر .... أمل وهي تلوي على والدها وتقبله: مشكوووووووووور يبه ياااااحبيلك محد يعرف لي إلا أنت .... أبو ماجد: إيه روحي بس يالمصلحجيه .... أمل بدلال: يبآآآآآآآآآآآه .... أبو ماجد: لا عاد حنا كم عندنا من أمل حتى لو تمصلحت معنا ..... أمل: وحده .... أبو ماجد: إيييه عااااد بلا دلع قومي شوفي أمك وينه خليه تجي تقعد معنا .... أمل وهي تنهض: إن شاء الله .... في الساعه الرابعه عصراً كانت أمل مستلقيه داخل الخيمه ورأسها على حضن والدتها ووالدتها تستمع إلى المذياع وأمل تقلب في هاتفها بضجر ..... ماجد وهو يدخل عليهم: السلام عليكم .... أم ماجدوأمل: وعليكم السلام .... ماجد: يمه يقول أبوي به شاهي أخضر .... أم ماجد وهي تطفئ المذياع: إيه .. يبيه ؟؟ .... ماجد: إيه لا هنتي .... أمل وهي تنهض جالسه: ماجد يالله متى أبسوق ولا ما قالك أبوي .... ماجد: إلا قال لي بس منتيب سايقه .... أمل: لييييييييه .... ماجد: بس وشو له ماله داعي .... أمل: ماجد تكفى أبوي قال لي إنه بيقول لك وما قال لي لا .... ماجد: بعدين مره ثانيه .... أمل: ماااااااجد تكفى .. لا تصير كيذا ولا ترا أبقول لخالي فيصل يعلمن السواقه .... ماجد: خليه يعلمك علشان ما ترجعين ..... أمل: أحسن مالت عليك من أخو يمن على الواحد .. منة الله ولا منة خلقه .... ونهضت تهم بالخروج من الخيمه فأوقفها ماجد: تعاااالي وين راااايحه .... أمل: وش دخلك .... ماجد: ومن اللي بيسوقك ؟؟ .... أمل: مالك دخل .... وانصرفت خارج الخيمه .... فلحقها ماجد وأمسكها مع معصمها وسحبها داخل الخيمه ..... ماجد: هي انتي يالمرجوجه فيه مهند برا .... أمل بغضب: طيب وإذا صار .. لا تخاف ما آكل لحوم البشر .... ماجد: أمل لا تستهبلين ترا النفس شينه .... أمل: وش تبي أنت الحين .. حاطّن نقرك من نقري ميب أول مره أطلع من الخيمه بعدين فيه اختراع اسمه غطى .. وتشير نحو عبائتها .. ولا ما تشوف .... ماجد: اسمعي الكلام وانطقي بالخيمه تراي منيب فاضين لك وسواقه منتيب سايقه رضيتي وإلا انرضيتي .... أمل وهي تبعد يده عنها بقوه: أقول ياخي اقلب وجهك ما بعد صرت ولي أمري تتأمر علي وإذا أبوي موافق أنت وش عليك .. ولا يقال إنك تغار .. خل الغيره ذي بجيبك ولا عمرك تطلعه علي يا حبيبي لأنه ما تمشي معي .... وسارت مبتعده عنه .... فأمسكها مع ساعدها بقوه وهو يصرخ بوجهها: أمل اعقلي بلا حركات بزران ترآآآه مرررره واااااااصلتن معي ومنيب ناقصك .... عندها انفجرت أمل تبكي وهي متفاجئه من موقف ماجد معها .... وتقول بصوت يسمعه القاصي والداني: ما البزر إلا أنت أنا الحمد لله عاقله وفاهمه أنت اللي ناقصك عقل لأن اللي يسوي سواتك ما به أي ذرة رجوله .... (مشكلة البنات إذا عصبوا ينسون أبو جد اللي جابهم ..انتبهوا لا تقهرونهن ) أم ماجد وهي تنهض وتقف بينهم: بسم الله الرحمن الرحيم .. عين ما صلت على النبي استهدوا بالله تعوذوا من إبليس (وتلتفت إلى ماجد) تعوذ من إبليس وخلّ أختك وش جاك عليه .... ماجد والشرر يتطاير من عينيه: ما جان شي بس هين يا أمل إن ما خليتك تعرفين منهو الرجال .... وخرج غاضباً وأمل منزويه داخل الخيمه تبكي ...... عندما خرج ماجد دخل فيصل مسرعاً ينظر ما الذي يحدث وما سبب كل هذا الشجار فجلس بجانب أمل يراضيها .... أما ماجد فخرج يسير مبتعداً وهو غاضب ولحقه مهند يهدئه وأبو ماجد ينظر إليهم وهو يحوقل ويهلل: لا حول ولا قوة إلا بالله لا إلـه إلا الله .... أم ماجد: الله يهديك يا أمل يوم شفتيه معصب وشو له تناقرينه .... أمل وهي تبكي: أنا ما ناقرته ولا شي بس هو ما أدري وش جاو .... فيصل: خلاص يا أمل يكفي صياح اللي صار ما يستاهل صياح يالله أمسحي دموعك وقومي يالله أنا أبخليك تسوقين .... أمل وهي تجفف دموعها: لا خلاص ما أبي أسوق أبي أرجع للبيت الطلعه ذي كله نكد بنكد .... فيصل: لا ما فيه محنب راجعين إلا وأنتي سايقه خاطرك تسوقين بنسوقك وشي هي كله ركوب سياره لا راحت ولا جت ما تستاهل كل هالسالفه .... أمل: لا خلاص طاب خاطري مابي أسوق ..... فيصل: طيب خلاص مسحي هالدموع حشى أنتي ماتملين من الصياح أربعه وعشرين ساعه مشغلتن هالرشاشات مركبتن لك وايت دموع ريحي شوي .... أمل وهي تضحك من تعليقه: هه هه إن شاء الله .... ****************************** مهند: ماجد وش بك عسى ماشر .... ماجد: ......... مهند: ماجد قل لي وش اللي خلاك تعصب كيذا وتحط حرتك باختك .... ماجد: مهند خلاص صك على الموضوع مالي خلق أتكلم .... مهند: لا منيب صاكن على الموضوع وغصبن عليك بتتكلم .. ولا يهون عليك تخلين كيذا شايلن همك .... ماجد: لا ما يهون علي بس خلاص مالي خلق .... مهند: لازم يصير لك خلق لأنك بتقول لي وش اللي معصبك كيذا وخلاك تقول هالكلام ..... ماجد: ولا شي ..... مهند: إلا فيه شي وأشياء بعد .... ماجد: ........ مهند: بتقول لي ولا شلون ترانا طولنا بالسالفه وهي قصيره .. ولعلمك منتب قايمن من هنا إلا إذا قلت لي وش السالفه .... (لا عطه كف أحسن) ماجد بعد لحظة صمت: ما أدري وش أقول لك .. اسمع تذكر خوينا طارق اللي مالنا فتره متعرفين عليه .... مهند: إيـــه ذاااك العله وش به بعد .... ماجد: دق علي بندر وقال لي إن هالنذل قدم البحث اللي مشتركينن به حنا الأربعه على أنه هو اللي مسويه وخلى خويه يشترك معه .... مهند متفاجئاً: ماجد أنت وش قاعد تخربط .... ماجد: أنا ماخربطت ولا شي هذا اللي سواو ما جبت شي من عندي ..... مهند: البحث اللي لنا حول أسبوعين نكرف به ونسهر عليه قدمه على أنه هو اللي مسويه والله لا أوريه النذل لأنكد عليه عيشته أجل شايفنا مخفات عنده .... ماجد: أقول أعقل وماله داعي حركات المراهقين ذي وخل نفكر بحل بهدوء وهو لو كسرناو تكسير محنب مستفيدين شي ما فيه شي يجي بالقوه .... مهند وقد هدأ قليلاً: وش هدوءه بعد أنت آآآآآآآه ليته عندي لأكسر له عظامه .... ماجد: أعقل أعقل بس وخل عنك هالنذل ذا وخل نفكر الحين بالبحث اللي لازم نسلمه الأسبوع الجاي .... مهند: طيب قل لي ما قلتوا للدكتور على السالفه وإنه كلنا مشتغلين عليه .... ماجد: تعتقد بندر بيقول لي السالفه على طول .. راح للدكتور وقال له على السالفه وشرح له وهالدكتور الخبل قاله .. وإيه اللي يخليني أصدأك كل الطلاب بيؤلولي نفس الكلام ده وعايزني أصدأك .. وهو صادق وش اللي بيخليه يصدقنا وحنا ماعندنا اللي يثبت هالشي .... مهند: ياربيــــــــــه طيب وش السواة .... ماجد: تذكر البحث اللي بدينا به وبعدين كنسلناو وهوّنا عنه .... مهند: إيه بس يا حبيبي لا تنسى ليش كنسلناو أصلاً لأنه يحتاج وقت طويل وحنا ما كان عندنا وقت .... ماجد: ياخي لا تعقد الأمور نبي نختصره وكل يوم يسهر عليه واحد منا بعدين عندنا خميس وجمعه نقدر نجتمع أنا وإياك وبندر ونشتغل عليه .... مهند: صعبه يا ماجد صعبه البحث موضوعه صعب مررره ويحتاج وقت ما يمدينا عليه بهاليومين نخلصه .... ماجد: مافيه شي صعب خل بس أكلم بندر وأقول له عن هالفكره وخل عنك صعب ما صعب .... واتصل ماجد ببندر ..... بندر: هلا هــاه بشروا لقيتوا لنا حل .... ماجد: إيه أبشرك لقينا .... بندر: وشو .... ماجد: تذكر البحث اللي بدينا به وهونّا عنه .... بندر:إيه أذكره لا تقول بنكمله .... ماجد: عليييك نور نبي نكمله .... بندر: منتب صاحي حنا تركناو علشانه يحتاج وقت والحين وقتنا قصير ما يمدينا .... ماجد: ياخي لا تقول ما نقدر نبي نختصره ونتعاون عليه ماعندنا غير هالحل لا تعقدون الأمور .... بندر: يبيلنا نسهر عليه ونكرف ويالله يالله نخلصه .. أنتم مستعدين لكل هالغثا .... ماجد: وش نسوي الشكوى لله ما عندنا غير هالحل .... بندر: مهند وش قال .... ماجد: ما عليك من مهند أنت خله علي المهم أنت الحين وش قلت .... بندر: إيه وش أبقول بعد غير الشكوى لله رآيي من رآيكم .... ماجد: خلاص أجل أنت ابدا به اليوم وأنا إن شاء الله أبمر عليك بالليل وآخذه .... بندر: خلاص يصير خير .... ماجد: يالله بأمان الله مع السلامه .... بندر: مع السلامه .... مهند: هاه وافق .... ماجد: وش بيده بعد يسوي غير إنه يوافق ما فيه حل إلا هالحل ... مهند: إيه الله يكون بعوننا ما أدري من وين طلع لنا هالعله ذا .... ماجد: ماعليك منه أنا أوريك به أمش بس خلنا نتمشى شوي ونهدي أعصابنا من هالمصيبه اللي ما أدري من وين نازلتن لنا .... مهند: قل والله بس قم رح شف الحفله اللي انت سويته عندهم هزأت أختك الضعيفه بسبة هالنذل .... ماجد: يووووه ذكرتن ما أدري وش قلت له عجزت أمسك أعصابي عنه نرفزتن وانا مالي خلق .... مهند: قم رح طيب خاطره بكلمتين .... ماجد وهو ينهض: إيه مالي إلا كيذا .... وساروا هو ومهند عائدين إلى مكانهم .... مهند وماجد: السلام عليكم .... أبو ماجد وفيصل: وعليكم السلام .... مهند: به قهوه وإلا لا .... فيصل وهو يصب له من القهوه التي بجانبه: إلا فيه وش قالوا لك وين عايشين طلعة بر بدون قهوه أفا عليك .... مهند وهو يتناول الفنجان من فيصل: ما أدري حسبتكم هنود ما عندكم قهوه .... فيصل: وأنت وش دراك حتى الهنود يشربون قهوه .... مهند: ما شاء الله أجل حضرتك هندي أهلين بابا روح غسيل سياره .... فيصل: لا يصير ماجد لاعبن عليك وقايلن لك إن دمك خفيف تراو أبد أثقل من دمك ما قد شفت .... مهند: خففه .... فيصل: أبشرررررر .. ويفتح جالون الماء الذي بجانبه وينهض وهو يهم بسكبه على رأس مهند .... مهند وهو ينهض مبتعداً: خير إن شاء الله عسى ماشر .... فيصل: ما قلت لي أخففه .... مهند وهو يعاود الجلوس بعد أن وثق من جلوس فيصل وإغلاقه لجالون الماء:ياخي أنت الكلام معك غلط .... فيصل: غلط ولا صح هه هه .... مهند: ما تعرف تنكت .... فيصل: أدري معلومه قديمه .... ثم رفع رأسه نحو ماجد الذي ظل واقفاً يرقب الموقف بصمت وعيناه تختلسان النظر نحو والده الذي كان غاضباً منه .... فيصل: انتهى العقاب أجلس أخر مره تجي ما حليت الواجب .... ماجد: لا شكراً مابي أجلس .... فيصل: لا يصيرون اكتشفوا إن الوقفه صحيه للجسم .... مهند مقاطعاً: إيه ما دريت يقولون اللي يبي يصير خفيف دم يوقف خمس ساعات بوسط سطل به ماااااااء بااارد .... فيصل: لا وأنت عاد صدقت وسويته علشان كيذا تحسب نفسك خفيف دم .... لم يجيبه مهند سوى بنظره ساخطه .... فيصل وهو ينظر نحو ماجد ويمد له فنجان القهوه: اجلس بس وخذ فنجال وعلوم رجال .... ماجد: إذا ذي علوم الرجال اللي تقول عليه مشكوووور خله لك ... وسار متجهاً نحو الخيمه ..... فيصل وهو يحدث أبو ماجد: أقول ياعبد الله ما قلت لي ولدك جايبن هالخكرنه ذي من وين .... أبو ماجد: منك .... فيصل وهو ينفث على نفسه: تف تف تف بسم الله علي أنا خكري أعوذ بالله .... مهند وهو يضحك من تصرف فيصل: ورآه وش بهم الخكاريه .... فيصل: أووووه وش ما بهم .. اسمع أقولك مره وأنا بالدوام جاء لمي واحد يراجع بالبنك ودي بس لو تشوفه خكرنه وميوعه أشوي وأقوم عليه وألحطه بالعقال .... مهند وهو يضحك: ههههه ورآه وش سوى ..... فيصل: جاء لمي وقال .. وهو يرمش بعينيه في نعومه ويلين من صوته .. لو سمحت وين مكان فتح الحساب .... مهند وهو ما زال يضحك: هههه طيب وش قلت له .... فيصل: قلت له آسف يا أختي قسم السيدات بالجهه الثانيه .... مهند وقد انفجر ضاحكاً: هههههههه حسبي الله على ابليسك وش سوى هو عاد .... فيصل: ناظرن باحتقار وقال .. وهو يلين من صوته .. أستغفر الله ناس قليلة أدب وراح وهو معصب .... أبو ماجد: يستاهل قلة حيا ما بقى إلا هي عيال يقلدون البنيات هذا اللي ناقص .... مهند: إيه والله إنك صادق .... ********************** ماجد وهو يدخل الخيمه: السلام عليكم .... أم ماجد: وعليكم السلام .... ماجد وهو ينظر إلى أمل التي لم تلتفت إليه: السلام سنه ورده واجب .... أمل بصوت خافت وهي تضغط على الحروف: وعليكم السلام بعدين إذا رد واحد أجزأ عن الباقين .... ماجد وهو يجلس بجانبها: وش به الزين زعلان .... أمل: اسمي أمل وإذا غيرته ذاك الحين علمتك ..... ماجد: لا أمل الحين معصبه وخروا عنه .... أمل: طيب وخر دامك عارف .... ماجد: أمل عاد لا تصيرين كيذا زعوووله والله ما قصدت أقول هالكلام كانت واصلتن معي وما لقيت إلا أنتي أحط حرتي عليك .... أمل: لا والله وأنا وش ذنبي بعد .... ماجد: مالك ذنب وأنا اللي ما أستحي على وجهي وزعلتك يالله عاد ورينا الضحكه الزينه شكلك ما ينفع وانتي زعلانه .... امل: ما بعد صرت مجنونه أضحك من دون سبب .... ماجد بمكر: طيييييييب .... وقفز عليها يدغدغها وهي تصرخ و تستنجد .... أمل: مااااجد خلااااص أبضحك بس من دون هالحركات ..... ماجد وقد أفلتها: يالله أشوف أضحكي .... أمل وهي تكشر بوجهها: لااا .... ماجد وهو يرفع يديه ليدغدغها: طيييييب .... أمل وقد فهمت مقصده فأمسكت بيديه وهي تقول: لا لا لا تكفى خلاص أبضحك هــــاه .. وتبتسم بقوه ..... ماجد وهو ينزل يديه: إيه كيذا خوفتين أحسبك ما تقدرين تضحكين .... أمل: ماااالت عليك وانت ما تآخذ من خالي فيصل إلا الحركات الشينه .... ماجد: هي صح شينه بس تنجح بعض الأحيان .. إيه مير نسيت قومي يالله وإلا ما تبين تسوقين .... أمل: لا خلاص موب لازم .... ماجد: قومي ولا وريتك الشغل عاااد .... أمل وهي تنهض وقد فهمت مقصده: لا خلاص كلش ولا الدغدغه أكره ما عندي .... ركبت أمل في سيارة والدها الجيب وما إن هموا بالإنطلاق حتى فتح الباب من جهة أمل بقوه .... فيصل: شوفوا الخاااااااااااينين .... امل: بسم الله من وين يطلع لنا هذا .... ماجد: بسم الله أنت ما تعرف الركاده أبد .... فيصل: مخليه لك قل لي وين رااايحين .... أمل: نبي نرجع للبيت زهقت .... فيصل: علينااااا يالله بسرعه وين رايحين ..... أمل: وين بنروح يعني بنروح نطاعس .... فيصل: كذبه ثانيه وتشوفين شيّن ما يرضيك .... ماجد: مالنا إلا نقول لك أمل بتسوق .... فيصل: إيه وناوين تروحون بلحالكم لا يا حلالي .... أمل: تكفى خالي فيصل خل اتهنى هالمره بس أبي أحس بالأمان .... فيصل: ورآه بحرب حنا .... أمل: يعني افهمه .... فيصل: لا انا ما أفهم ... ماجد: خلاص تعال نبي نتبارى أنا وياك رح أركب سيارتك .... فيصل: إييييييه علينا هالحركات .... ماجد: والله صدق اركب سيارتك .... فيصل وهو يذهب نحو سيارته: والله لو غدرتوا بي لأوريكم الشغل .... وانطلقوا .... ماجد: شوفي خلي رجلك على الدواسه بس لا تضغطين بقوه خلي رجلك مرتخيه على خفيف .... عندما أخبر ماجد أمل بالطريقه تبادلوا الأماكن ويد ماجد على المقود وأمل تدوس على البنزين بخفه لكن السياره لم تتحرك .... ماجد: اضغطي بقوه شوي .... داست أمل على البنزين بقوه فانطلقت السياره بقوة كبيره وهي تتقافز بسبب المرتفعات والمنخفضات في المكان .... ماجد وهو يصرخ: بشويش خففي خففي بس لا تشيلين رجلك مره شوي شوي ارفعيه .... أمل وهي خائفه: مااااا أقدر أحس برجلي تبنجت خاااايفه .... وهي تحاول فعل ما طلبه ماجد منها حتى هدأت سرعة السياره وسارت بهدوء .... فيصل وهو يسير بمحاذاتهم: أحلى يا عليميه والله إنك خبله بغيتوا تروحون ملح شوفوا قدامكم سيف .... ماجد وهو ينظر إلى حيث يشير: أمل لفي يمين وخلي رجلك زي ماهي على البنزين .... أمل: إن شاء الله .... وأدارت بمقود السياره بهدوء وابتعدت عن الحفره العميقه التي كادوا يسقطون فيها .... فيصل وهو ما زال يسير بجانبهم: أمل يالله تبارين .... أمل: لا تكفى منب ناقصه .... فيصل: يالله لا تصيرين خوافه .... ماجد: أمل لا تعطينه وجه ناوي علينا ما نرجع اليوم .... فيصل: هه هه والله إنكم نكته شف وجهك بالمرايه يا ماجد طالع شي .... ماجد وهو ينظر إلى وجهه بالمرآه وينفجر ضاحكاً .... كان وجهه مضحكاً وهو مركزاً بنظره على الطريق وعيناه مفتوحتان وحاجبيه معقودان بطريقه مضحكه وفمه مفتوح على اتساعه .... أمل: أقول لا تستهبلون تراي أول مره أسوق .... ماجد: خليك زي ما أنتي تراك قاعده تسوقين سياره ميب صاروخ .... أمل: إيه وش همك من أول ما طلعت على الدنيا وانت تسوق .... بعد أن قادت أمل السياره لفتره تبارى ماجد مع فيصل وأمل تصرخ فيهم لكي يعيدوها حتى ملوا من صراخها وعادوا .... أمل وقلبها يخفق برعب: حسبي الله عليك يا ماجد أثرك مهنا فرق عن خالي فيصل .... ماجد: يا حليلك أثرك طلعتي خوافه وين اللي كانت ترقص وتصفق إلى مننا طاعسنا ... فيصل: شفت وانتم ظالمينن يوم أطاعس به الصبح .... أمل: إيه تطنزوا مالت عليكم لعبتوا بحسبتي .... بعد أن غربت الشمس صلوا المغرب وعادوا لأن الجو بدأ يبرد ولم يحضروا معهم ملابس كافيه تقيهم من البرد ففضلوا العوده باكراً .... **************************** كانت الساعه التاسعه مساءً من يوم الجمعة وكانت أمل تستذكر دروسها في الصاله العلويه ووالدتها تشاهد التلفاز فرن جرس الهاتف وكان بجانب أمل فأجابت ... أمل: وعليكم السلام .. هلا خالي .. والله مبروك .. متى .. وين .. إيه مشكور .. مع السلامه .... أم ماجد: من هو .... أمل: هذا خالي مشعل يقول إن خالتي ريم ولدت وجابت توأم بنتين .... أم ماجد بفرح: والله الله يصلحهم إن شاء الله .. قومي يالله نروح له .... أمل: نروح مع ماجد يمه .... أم ماجد: لا ماجد عنده صديقه بالمجلس .... أمل: طيب خلين أبعلمه .... أم ماجد: دقي على جواله أكيد إنه عنده لأن تلفون المجلس خربان .... كان كل من ماجد ومهند منهمكين في عملهم ومركزين أنظارهم على جهاز الكمبيوتر المحمول والأوراق والكتب مبعثره على الأرض حتى رن هاتف ماجد .... ماجد وهو ينهض متجهاً نحو هاتفه الذي كان على المنضده: ياربيييه وش تبي ذي بعد أنا رايقن له .... ورفع الهاتف نحو أذنه وأجاب: هلا .... أمل: السلام عليكم ... ماجد: وعليكم السلام .... أمل: ماجد أبشرك خالتي ريم ولدت وجابت توأم بنتين .... ماجد: لا ما شاء الله مبروك .... أمل: ترى نبي نروح انا وأمي لمه الحين ما ودك تخاوينا ..... ماجد: لا مشغول مره ثانيه سلمي لي عليه وأعتذري لي منه .... أمل: إن شاء الله مع السلامه .... ماجد: مع السلامه .... (أم ماجد هي الأخت الكبرى لإخوتها ويأتي بعدها مشعل والذي يبلغ من العمر (29) سنه ولديه مكتب عقارات ويرفض أي مبدأ يمت إلى الزواج بصله يمتلك شخصيه قويه وحازمه خاصة مع أخيه فيصل ويفرض احترامه على كل من يرآه .. فيصل والذي يبلغ من العمر (25) سنه وبعده ريم آخر العنقود والتي تبلغ من العمر (23) طيبه وحنونه وشخصيتها هادئه ولا تحب المشاكل ولم تمض عليها سنه من زفافها وهاتين الطفلتين هما بكرها وأول أبناءها .. والدتهم ما زالت على قيد الحياة أما والدهم فتوفي منذ سبع سنوات ) أمل وهي تقف أمام الطفلتين: يوووووه يادينهم ياناااس يادلبوا بس .... ريم: ما طاعوا يطلعون .... أم مشعل(جدة أمل): الله يصلحهم ويخليهم لتس يا بنيتي والحمد لله على سلا متس .... أم ماجد: هـــاه وش أخبار الولاده .... ريم: اسكتي بس لا تذكرينن شفت الموت ..... أم ماجد: هه هه الحمد لله على السلامه .... فيصل: أقول ريم وش بتسمينهم .... ريم: ما أدري متردده ..... أمل: وييييييين بعد كل هالمكالمات والرسايل والبحث والغثا تقوليت متردده ما اخترتي إلى الحين .... ريم: إلا اخترت بس ما بعد جزمت .... فيصل: أقول خلي عنك هالدلع وقولي وش الأسماء اللي اخترتيهن ..... ريم: لينا وليان وش رآيكم بهن .... أمل: روووعه ياونييييييه يادلبوا يهبلووووون .... فيصل: يعني ما عليهن .... ام مشعل: ما أدري من وين تجيبون هالأسماء لو أنا من خالتس كان حلفت على ولدي ما يسمي إلا باسمي .... فيصل: يعني أنا إذا جان بنت تبينن أسميه عليك .... أم مشعل: أنت أعرس الحين والأسم لاحقينن عليه .... ريم: يمه حرام عليك تبين أسمي أحد بناتي هيا لا الأسم كبييربعدين لو أبسمي هيا إن كان سميت على اسمك حصه أنتي أولى .... أم مشعل: إيه لا تسمين باسمي ولا تقربينه .... فيصل وهو يضم والدته: إيه ياحبيله أميمتي ما نبي أحد يجي اسمه ولا يقربه تبي تصير سبيشال محد زيه .... أم مشعل: شال وش شاله أنت يالخبل .... فيصل وقد انفجر ضاحكاً: ههههههه أي شال يمه الله يهديك سبيشال يعني مميز .... أم مشعل: أقول أعقل وخل عنك هالخرابيط عاد .... وقطع عليهم حديثهم طرقات على الباب ....
__________________
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|