بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مع النفس في غفلتها ! ( 4 - 4 ) : العلاج .. وفي الصراحة تكون الراحة !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-08-2006, 04:44 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
مع النفس في غفلتها ! ( 4 - 4 ) : العلاج .. وفي الصراحة تكون الراحة !

مع النفس في غفلتها ! ( 1 - 4 )
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=61342

مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=61594

مع النفس في غفلتها ! ( 3 - 4 ) : الأسباب !
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=62061


مع النفس في غفلتها ! ( 4 - 4 ) : العلاج .. وفي الصراحة تكون الراحة !

من أراد أن يعالج نفسه من الغفلة التي أحاطت بنفسه واتجهة به إلى عالم دنيء مضطرب فوضوي ، عليه أن يعلم و يعمل عدّة أمور :

1- أن يلوم نفسه ، ولايجلب التبرير لها بإلقاء الملامة على غيرها ، على الزمان على الناس ... ونحو هذا ، قال تعالى : ( وَلآ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) .

2- الجَنّة حُفت بالمكاره ، طريقها ليس مفروشا بالورود والأكاليل ، بل مفروش بالإبتلاء ، قال تعالى : ( أحَسِبَ النّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ويقول سبحانه : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَأْتِكُم مّثَلُ الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مّسّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضّرّآءُ وَزُلْزِلُواْ ... الآية )

3- الهداية تكون بعد المجاهدة ، كيف يرجو الهداية والصلاح ؛ من استسلم للهوى ، وركن إلى الشهوة ، هذا وأمثاله نهاية أمرهم أنهم إذا نوصحوا قالوا : الهداية من الله ... ادع لنا بالهداية ... الله يهدينا !! والله سبحانه وتعالى يقول : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنّةَ وَلَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصّابِرِينَ ) ويقول سبحانه : ( وَالّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا ) .

هناك حقيقة يجب أن نعلمها ، ونحفرها في عقولنا حتى نستحضرها قدر استطاعتنا ، وهي من صميم عقيدتنا وإيماننا ، ذكرها الإمام محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة : ( أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار ) الأمر بسيط جدا ، لكن كثرة التبريرات والتشدقات وجلب الأوهام ، والإفتتان بطريقة عيش معينة في هذه الدنيا ، تبرر لدى البعض رؤيته للحرام ، وسماعه للمنهي ونحو ذلك ( من أطاع الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ) كن مدنيا منفتحا ... لكن لا تعصي الله ورسوله ، وإلا لن تلوم إلا نفسك ، تهديد واضح وصريح ، قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) .

العلاج بشكل عام هو تقوى الله - سبحانه وتعالى - إن واجهت أمرا محرما فاتركه ، وإن واجهت أمرا واجبا فقم به ، وإن واجهت أمرا فيه شبهة فدعه ، الأمر يسير على من يسره الله له .

لكن لابد من التفصيل في العلاج :

1- ترك الذنوب والمعاصي :

إن كنت تريد أن تعالج نفسك - بحق - فدع الذنوب والمعاصي ، وجاهد نفسك على تركها ، فهي الداء الحقيقي لقلبك ، هي سبب فقدانك للخشوع في الصلاة ، هي السبب في انتشار الخبث في أرجاء روحك ، هي السبب في هجرك للقرآن ختما وتدبرا ، هي السبب في كرهك لمجالس الذكر ، هي السبب في فساد عالمك الذي تعيشه ، هي السبب في تعاستك ومللك من عيشك الكئيب ..... هي السبب !

التساهل في رؤية النساء بالجرائد وفي التلفاز ، التساهل في سماع الموسيقى ، الإصرار على بعض الصغائر ، ولا صغيرة مع الإصرار ، اصرار الشعوب والناس على بعض المعاصي والذنوب ، حلق اللحية ، إسبال الثياب ، الغيبة ... آآآه من الغيبة ، اللعن ، الكذب ، سماع الغناء والموسيقى ، ورؤية المحرّم ، وتأخير الصلوات والنوم المستمر عنها ، كثرة الحركة في الصلاة ... وغيرها كثير ، فانظر لحالك وحاسب نفسك ، كم من ذنب أصررت عليه حتى صار عادة ، تمر السنوات وأنت مستمر عليه ، أليس هذا الكلام ثقيل على النفس ، صدقوني ... هو ثقيل على كاتبه كذلك ، والله المستعان .

2- البعد عن عالم الموت :

ببساطة سيأتي عليك يوم ترى فيها ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب تسحب روحك وأنت ترى ، رآهم عمر بن عبد العزيز وهو في غرفته وقال : ( إني أرى حضرة ماهم بجن ولا إنس ) أو نحو هذا الكلام ، لايلزم أن تكون مريضا ليقبضوا روحك ، أو قد حدث لك حادث ، قد يفجؤونك وأنت مع أصدقائك في قمة فرحك ولهوك ، أو وأنت تلعب معهم ( هل تذكرون عدد اللاعبين الذين ماتوا وهم يلعبون ويمرحون على الهواء مباشرة وتناقلته الجوالات ) ، هل سألت نفسك كم بقي علي ؟!! ربما اسمك هو الثاني أو الثالث أو المائة في القائمة ... أو الآن !!
ياالله ... يالهول الفاجعة ، تسقط جثة هامدة ، وتنزع منك ثيابك ، ثم تقلب مغسولا لاحول لك ولاقوة ، ثم تدفن في حفرة ضيقة ، ماهو حالك في أول ليلة في القبر ، البارحة كنت نائما بين أهلك في غرفتك على فراشك الناعم ووسادتك المريحة ، وخلال ساعات توسد الثرى ، في مكان ضيق ... ضيق ... ضيق ، ومن رأى القبر علم ذلك .

سينتهي كل شيء ، ويأتي وقت الجد ( حسنات <<<<< أو >>>>>> سيئات ) نعم .... الله غفور رحيم ، لكنه شديد العقاب ، وياخيبة المتكئ على رحمة الله ، ليجعل تلك الرحمة مبررا لمعاصيه وذنوبه .... ياخيبته !!

3- وقتك هو رأس مالك :

أنت في تجارة ، والوقت هو رأس مالك ، تمر الساعات علينا ، وتأكل الأيام أعمارنا ، فلا يبقى لك مما مضى إلا عملك : ( فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . والمصيبة إذا ذهب من عمرك أكثر مما بقي .... أسأل الله العفو والمغفرة .

4 - اذكر الله :

ذكرت أن الوقت هو رأس المال ، فتعال أخي استثمر رأس مالك بخير الأعمال وأزكاها عند الله ، وخير من إنفاق الملايين ، بل وخير من الجهاد .... إنه ذكر الله تعالى ، من أكبر النعم وأعظمها ، قال صلى الله عليه وسلم :
( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم ) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ( ذكر الله عز وجل ) فلماذا نمضي إلى أعمالنا ، وتمضي علينا الأوقات ونحن صامتون ؟!! تجد - كمثال - الواحد منا يذهب من البيت إلى العمل وهو صامت - هذا إن لم يسلم من سماع الحرام - ، لماذا لايذكر الله - عز وجل - ، وهذا وإني أوصي نفسي وأخوتي بالإستغفار - وهو من الذكر - ، بأن تقول : ( أستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) فمن قالها غفرت ذنوبه وإن فر من الزحف . كررها دائما ، وجاهد نفسك على ذلك ففيها والله الخير الكثير ، هذا وإن الإستغفار من أعظم الذكر ، ولما سئل ابن تيمية رحمه الله أيهما أنفع للعبد الإستغفار أم التسبيح؟ فأجاب: إذا كان الثوب نقيا فالبخور وماء الورد أنفع , وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع! ومن أعظم ماقيل في الإستغفار قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من أكثر من الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب " .


لاأحب أن أطيل - وقد أطلت - ، أيها الأحبة ! أظن أن النقاط الماضية تكفي من أراد الحياة لقلبه ، وجماع الكلام أن تتقي الله وتجاهد نفسك على ذلك وتعلم بأن العمر هو رأس مالك ، فارق المعاصي وأكثر من الذكر والإستغفار ، اعلم بأن الموت هو هادم دنياك ، فإياك أن يهدم عليك آخرتك .... إياك !

وتذكروا : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )

أسأل الله أن يحسن خاتمتنا ، وأن يغفر ذنوبنا ، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته ، وأن لايشغلنا إلا بما يرضيه - سبحانه - وأن يجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير حساب ، ورحم الله امرءًا قال : آمين .
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)