[التويجري]

ليلة انكشف سر جمالها وهي ليلة الـ 15 حيث اكتمال البدر ..

احتفال بهيج في إحدى الصالات الفخمة ذات الـ 5 نجوم ..

اصطفت السيارات الفاخرة في صف لايحيد ..

.

.

.

.

قاعة الاحتفال تتلألأ بأنوارها الصفراء المجهرة ..

تلك الأنوار التي تجعلك تعيش بهجة الاحتفال ببكل متعتها ..

زاحمتها أنوار ملونة أخرى ذات ألوان طيفية ..

لكن ذات اللون الأصفر أثبتت وجودها وتفوقها بالعدد ..

الكل يحاول أن يعطي أفضل مالديه في هذا الاحتفال ..

محاولا لفت الانتباه واجتذاب الانظار ..

.

.

.

.

ضيوف هذا الحفل شارفوا على الاكتمال في الحضور ..

حيث دعي لحفل الزواج بضعة أشخاص فقط ..

مع كون القاعة تسأل المزيد فهي تتسع لأكثر من 600 شخص ..

إلا أن بقية المدعوين يترفعون عن الحضور ..

لأن الحفل وأصحاب الحفل (مش أد المئام ولامؤاخزة) !!

المهم ..

نعود لضيوفنا ..

ضيوفنا أيها السادة صنفان ..

ضيف عادي (بتاع كله) ..

وضيف شرف غير مكتمل (مهجن) ..

.

.

.

.

من ضيوفنا العاديون :

أبو علي والذي يقف في مقدمة المضيفين (المستقبلين) ..

ذلك الرجل الحبّوب ..

صاحب القلب الناصع البياض ..

دائماً مايمشي بطريقةٍ توحي بحياديته في كل شيء وتنبئ بمسالمته ..

يمشي مطأطأ الرأس مسدلاً شماغه على منتصف طاقيته العالقة برأسه منذ سنين ..

لم تمنع الرحمة الشيب من أن يكتسح هذا الشخص ذو الملامح البريئة الطاهرة ..

فقد غزا لحيته بشكل واضح بينما يحاول جاهداً إخفائه تحت جنح ظلام الحناء الأسود ..

.

.



****



.

.

ضيفنا الآخر شيخ أو بالأحرى كهل أعمى ..

ذلك الشخص الذي يتحسس الدنيا من خلال عصا الخيزران الذي يخبط به في أي مكان وعلى أي شيء ..

لاأعرف له كنية أو إسماً فنستطيع أن نقيده بإسم (مجهول) ..

لايقل عن ضيفنا الأول براءة ..

بالرغم من كوني أمضيت أكثر من نصف عمري بذلك الحي ..

إلا أنني لا أعرف له بيتاً يأوي إليه حتى الآن ..

لا أعرف سوى أن الشارع هو بيته ..

يسير في الطرقات كما أسير أنا المبصر ..

لأنه قد حفظ الشوارع والممرات في الحي عن بكرة أبيها ..

وكثيراً مايؤنس نفسه من وحشتها بالهذيان أثناء المشي ..

ويبقى الخوف الوحيد عليه هو من دخلاء هذا الحي ..

والذين لايعرفونه ولايرون منه سوى ثيابه الرثة والتي تغسل مرة في الشهر عند أي فاعل خير من أهل الحي ..!

.

.



****



.

.

ضيفنا التالي هو أبو سميح ..

كنيته تدل على مايميل إليه ..

عندما تراه للمرة الأولى تهابه ..

فهو وإن بدا أفضل حالاً من سابقه لأنه يذهب اسبوعيا للحلاق (علشان يحكر السكسوكة) إلا أنك تستطيع أن تحكم على مستوى عقليته من خلال الطرق على باب المدخل ..

أو حينما تتسبب بإخراج تلك الإبتسامة الطفولية من بين أنيابه الغريبة والتي ستظهر جلياً ..



*.*.*.*

.
.
.

والآن إلى ضيوف الشرف ..


ضيفنا الأول هو معلم الصبة (الأكلة المعروفة والتي يمزج فيها أصناف مختلفة من الطعام) ..

نعم .. هو محمد نعيم صاحب تلك الإبتسامة المثلومة ..

يأتي مهنئاً ويقول :

مبروق .. مبروق .. ماشاء الله انتا في زواز .. !

أنا بعد 10 سنة زواز إن شاء الله .. !

المعلم محمد يبلغ من العمر 40 سنة ..

وزواجه بعد 10 سنوات أي في سن الـ 50 سنة ..!!

طيب لماذا ليس الآن ..؟

تتضح معالم الإجابة لتصبح أسهل إذا علمنا أنه قدم للعمل هنا منذ 25 سنة ..! يعني في عمر الـ 15 سنة ..

زواج بعد 35 سنة من العمل المتواصل ..؟

نعم ..

صُنّفَ ضمن ضيوف الشرف لأنه أعقل الحاضرين ..

ولكن تنقصه جنسية الأعم الأغلب ..

بالرغم من طلاقته في اللهجة البريداوية على وجه الخصوص بشكل يدعو للعجب ..

وبالرغم من إفصاحه عن رغبته في إنشاء مشروع على حسابه الخاص ..

لتشغيل عدد من الخريجين الجامعيين العاطلين ..

إلا أن هذا لا يشفع له ليكون ضيف شرف كامل (راعي بشت وكرشة) ..

ويبقى كماهو ضيف شرف غير مكتمل فقط (علشان خاطر أفكاره البناءة) ..

.

.



****



.

.

ضيف الشرف التالي هو عبد العزيز عامل المحطة ..

قدم قبل حوالي الشهر من زيارته الثانية لبلده خلال فترة عمله في السعودية ..

أتى وقد تغير قلباً وقالباً ..

سر تغيره هو خيانة زوجته له ..

ونكتفي بهذا التعريف البسيط حتى لاننبش قبوراً من الأسى فنؤذي ساكنيها ..



.*.*.*.*.



بقي أن نتحدث عن العريس ..

فمادام هؤلاء هو كبار الضيف وجملة المدعوين ..

فيا ترى كيف ستتخيلون شكل العريس ..

اترك هذا لكم ..وبحسب ماقرأتم من ملامح هذا الحفل البهيج ..









أعلن بهذا نهاية هذياني لهذا اليوم ..
مع ملاحظة أنني لم أتطرق للجانب النسائي ..
من عروسة ومدعوات بشيء من الهذيان ..
وذلك لأنني قد مُنِعْتُ قبل أكثر من 8 سنوات من الإقتراب من القسم النسائي ولو لعدة أمتار فقط ..
بحجة أنني كبير ..
وإلا سأندب حظي ماحييت دهراً ..





*.*.*.*.*





ربما أعود مرة أخرى لأكمل لكم الهذيان بشيء آخر ..



وسؤالي :



حفل يجمع المعتوهين بعدة أشكال وقوالب متنوعة مامصيره ..؟ ومالخط الذي سيسير عليه ..؟















آهـٍ من الهم وكم من آهٍ أرددهـ ،

[S P A R K L E]

هَذيانك يستهويني أيها الرجلْ ..!
اهذُ كما شِئت .. فأنا خلفك أتابــــع ..!