مشائخ الوقت
لما استولى أحمد الخجستاني بعد قتله الذهلي أخذ في الظلم والعسف وأمر بحربة فركزت وجمع الأعيان وحلف إن لم يصبوا الدراهم حتى يغيب رأس الحربة فقد أحلوا دماءهم ، وخص تاجراً بثلاثين ألف درهم ، فلم يكن يقدر إلا على ثلاثة آلاف درهم فحملها إلى أبي عثمان الحيري وأخبره الخبر فقال له أبو عثمان: تأذن لي أن أفعل فيها ما ينفعك ؟ فقال نعم ، ففرقها وقال للتاجر : امكث عندي . وما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلته حتى أصبح وأذن المؤذن ثم قال لخادمه : اذهب إلى السوق وانظر ماذا تسمع فذهب ورجع فقال لم أر شيئاً قال اذهب ثانية وهو في مناجاته يقول : وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين . قال فأتى خادمه يقول : وكفى الله المؤمنين القتال شق بطن أحمد بن عبد الله فأخذ أبو عثمان في الإقامة . قال الذهبي : بمثل هذا يعظم مشائخ الوقت.
قلت صدق الذهبي فالمواقف تبرز الرجال
|