|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-03-2007, 01:31 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 294
|
وقفات مع المهوس
الرجل العربي بدوي بطبعه , وهذا ثابت لا جدال فيه , والنفس البدوية تنظر إلى السلطة بحكم حياتها التي تتخذ من الصحراء وطاء ومن السماء غطاء , فهي كأسد الغابة , ترى الصحراء ملكًا لها دون غيرها من المخلوقات , فلا أحد ينازعها ملكها .
جاء الإسلام , فكان آخر من أسلم هم أولئك الذين يسكنون الصحراء بعد أن رأوا الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ ملكًا لا رسول رحمة وعدل ومواساة , حتى المتحضرين من قريش وغيرهم , فهذا أبو سفيان يقول لعم الرسول العباس بن عبد المطلب وكنيته أبو الفضل حين رأى جيش المسلمين يريد فتح مكة ( والله يا أبا الفضل . . . لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيمًا ) , يعني الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ . حتى سمي عام الوفود لكثرة دخولهم في الإسلام أفواجًا . تحولت الخلافة من الشورى إلى الملك العضوض الوراثي في الدولة الأموية , تبعًا لذلك الطبع في النفس العربية الذي تحدثت عنه , ورأينا أن الأمويين يسمون حكمهم بالملك , وهذه مصيبة , واقرؤوا التاريخ ؛ فستجدون خطبهم تعظم حسبهم ونسبهم ومدى قربهم من الرسول , فهم أحق من غيرهم . جاءت الدولة العباسية , وفعلوا كما فعل الأمويون , بل قالوا نحن أقرب إلى الرسول من جهة جدنا العباس بن عبد المطلب عم الرسول , وهكذا تحول الإسلام إلى دين ملك لا دين رحمة , ومن دين شورى إلى ملك مغتصب , فحدثت الكوارث , وأجبر الناس على أخذ البيعة , فقامت الثورات , وتحزبت الطوائف من خوارج وعلويين وغيرهم . جاءت الدولة العثمانية , وسمي الإسلام بعد سقوطها بـ ( إسلام ما بعد التقسيم ) , بمعنى أن نظرة العرب للإسلام كما هي , ولكنه في دويلات مقسمة , إلا ما كان فيما بعد من شأن السلطان بالانتخاب , وبقي البعض منها كما هو حال الملك العضوض . في هذه الأحداث خرج لنا وعاظ السلاطين , والتفوا حول الخليفة المزعوم أمير المؤمنين , وظل الله في أرضه , كما هي عادة الأديان الوثنية والسماوية , حيث يجتمع الوعاظ , ويباركون للخليفة فعله , ويبررون له ظلمه , ولا ينددون بأخذ أموال الناس بالباطل , فيترفون من أموال سلاطينهم , التي هي أموال الناس , أموال المزارع البسيط , والتاجر المغلوب على أمره , بل يفتون بقتل الخارج عن الجماعة , ونسوا أن هذا السلطان قد اغتصب الأمر , فأين الشرعية في الجماعة ؟! فالجماعة مهمة , وطلب الحق لا يقل عنها أهمية . كان المحدثون لا يأخذون الحديث عن المحدِّث الذي يختلف ( يتردد ) إلى السلطان , وكانوا لا يقتربون من السلطان كما هو حال سفيان الثوري , والحسن البصري , وأحمد بن حنبل , وغيرهم كثير لا يوقف لهم على حصر , لماذا ؟ لأن هؤلاء السلاطين اتخذوا الإسلام دين ملك لا دين رحمة وعدل . كثير من السلاطين العرب مصاب بالازدواجية , فلو قلت له : الظلم ظلمات يوم القيامة , أعطاك على قولك مالاً وقال : بارك الله فيك ! لأنه لا يتبادر إلى ذهنه أنك تقصده وتعنيه , فهو السلطان العادل وظل الله في أرضه . يُروى في أكثر من كتاب يعتد به أن كثيرًا من السلاطين العرب يبكي عند الموعظة في صبحه , فإذا جنَّ عليه الليل دعا بالجواري المغنيات , ورحن يأخذن بهز البطون والنهود وهو في نشوة وطرب , وإذا مدحه الشاعر أعطاه من مال الخراج , وهو المال الذي أخذه من عرق المساكين والفقراء من شعبه , فهذا الخليفة المأمون العباسي يعطي شاعرًا مبلغًا ضخمًا من المال بعد أن طرب لشعره , فقال له الشاعر متعجبًا : أكل هذا المال من أجل شعري ؟ ! فقال المأمون وقد مط شفته السفلى : هذا خراج من كَورة واحدة . أي من قرية واحدة من قرى بلاده !! الوعاظ محافظون , والثوار مجددون , ومن عادة المحافظ أنه لا يريد أن تتبدل الأمور من حوله , فهو ناعم البال , ويجتهد في دفع الثوار ولو كانوا على حق , طالما أنه يتعلل بأحاديث من نوع خاص , والمجددون يتعللون بأحاديث من نوع خاص أيضًا , فتكون حربًا بالأحاديث , لو غلب الثوار المجددون على الأمر لرأينا المحافظين وهم الوعاظ يتقربون إليهم , وهذه سنة الله من بداية خلقه حتى اليوم . نحن ننادي الوعاظ بأن يكونوا معنا لا علينا , عليهم أن يعرفوا صميم عملهم المنوط بهم , عليهم أن يصدقونا مع السلاطين حتى نصدقهم , عليهم أن يتجلدوا في الصبر والابتلاء , وإلا ؛ فإني لا أجد فرقًا بينهم وبين الكهان حُرّاس الأوثان . هذه هي مصائبنا في عالمنا العربي , وهل هناك أعظم مصيبة من أن يكون الإسلام دين ملك , وبمباركة من الوعاظ ؟؟ !! وقفات مع المهوس "الرجل العربي بدوي بطبعه" عبارة لا معنى لها وهي مأخوذة من كلام ابن خلدون الإنسان مدني بطبعة ," ترى الصحراء ملكًا لها دون غيرها من المخلوقات , فلا أحد ينازعها ملكها" . كلام لاأدري من أين أتى به "حتى المتحضرين من قريش" يعني أن قريش كانت بادية ثم تحضرت ولا أدري هل الرسول صلى الله عليه وسلم تحضر مع هؤلاء أم لا؟ "تحولت الخلافة من الشورى إلى الملك العضوض الوراثي في الدولة الأموية , تبعًا لذلك الطبع في النفس العربية" لماذا تخص الوراثة بالعرب ووراثة الملك موجودة عند أكثر الأمم كالفرس وغيرهم "ورأينا أن الأمويين يسمون حكمهم بالملك , وهذه مصيبة" كلا بل يسمون حكامهم بأمير المؤمنين أو الخليفة وقد ناقض الكاتب نفسه حين قال "والتفوا حول الخليفة المزعوم أمير المؤمنين" "وهكذا تحول الإسلام إلى دين ملك لا دين رحمة , ومن دين شورى إلى ملك مغتصب , فحدثت الكوارث , وأجبر الناس على أخذ البيعة , فقامت الثورات , وتحزبت الطوائف من خوارج وعلويين وغيرهم ". ياأخي الخوارج قبل بني أمية "والتفوا حول الخليفة المزعوم أمير المؤمنين , وظل الله في أرضه , كما هي عادة الأديان الوثنية والسماوية" انظر لسوء العبارة مساواة بين الأديان السماوية التي منها الإسلام وبين الوثنية "في هذه الأحداث خرج لنا وعاظ السلاطين........ بل يفتون بقتل الخارج عن الجماعة" يفتون إذا هؤلاءعلماء وهذا قمة الكذب على علماء الأمة "ونسوا أن هذا السلطان قد اغتصب الأمر ", حتى لواغتصب الأمر يبايع ويجب طاعته عند أهل السنة والجماعة "وكانوا لا يقتربون من السلطان كما هو حال سفيان الثوري , والحسن البصري , وأحمد بن حنبل , وغيرهم كثير لا يوقف لهم على حصر , لماذا ؟ لأن هؤلاء السلاطين اتخذوا الإسلام دين ملك لا دين رحمة وعدل"" كلام غير صحيح بل العلماء الصادقون ينصحون الحكام وغيرهم بل إن الإمام العز بن عبد السلام سمي بيسلطان العلماء وهذا التعليل "لأن هؤلاء السلاطين اتخذوا الإسلام دين ملك لا دين رحمة وعدل" لا أدري هل هو من كلام سفيان أم من كلام الحسن أم من كلام الإمام أحمد أم من كلام المهوس "يُروى في أكثر من كتاب يعتد به" من الذي يعتد بتلك الكتب هل هم العلماء أم أنت "نحن ننادي الوعاظ بأن يكونوا معنا لا علينا" لا معك ولا عليك بل مع الحق ," والثوار مجددون" لوقرأت التاريخ قبل أن تكتب كان أولى "نحن ننادي الوعاظ بأن يكونوا معنا لا علينا" مرجع الضمير للثوار وهنا حكم الكاتب على نفسه بأنه من الثوار اللهم لا شماته آخر من قام بالتعديل عنيزة; بتاريخ 20-03-2007 الساعة 01:54 AM. السبب: خطأ |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|