|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
إلى الأحباب في بريدة ستي : منهجيتنا في النقد فريدةٌ من نوعها ..
..
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة / لمّا تنوعت و سائل الإعلام ، و تعددت الآراء ، و الفتاوى ، و الأقوال ، أصبحنا نسمع في هذه الأيام ما يثير الدهشة في النفوس من بعض الفتاوى و الأقوال ، و أنا لستُ بصدد الحكم عليها بالصحة أو الخطأ ، فهناك أشياء نستغربها ، و تُخالف ما اعتدنا عليها ، و لكنّها صحيحة ، فننبذها لمجرد غرابتها ، و العكس صحيح ايضاً . إلا أن الأمر المهم ، الذي يجب أن نسير عليها دائما و أبداً مهما تعددت الآراء ، هو التمسك بالمنهج الصحيح ، و اتخاذ الآليات السليمة في التعامل مع الأفكار و أصحابها ، و نستطيع أن نقول با ختصار : ( اتباع منهج أهل السنة و الجماعة في النقد ) .. إذا أردنا أن ننقد فكرةً أو شخصاً فلا بد لنا من التحقق في مدى فعّالية هذا النقد ، و تحقيق ثماره المرجوة ، من اجل النهوض بالمجتمع و الأمة من ناحية الوعي ، و النقد البناء الملتزم بالضوابط الشرعية هو الحصيلة المُثلى لتحقيق مقاصد الشريعة .. إنني أيها الأحبة لا أناقش فكرةً معينة في هذه المقالة ، و إنما أتحدث عن منهج سار عليه الأئمة من السلف و الخلف ، و لا ريب أيها الأحبة أننا في هذه الأيام بحاجة إلى معرفة المنهج النقدي عند أهل السنة ، فإن أهل السنة و الجماعة لهم منهج مميز في العقيدة و العمل ، كما أن لهم منهج في النظر و الاستدلال ، و لهم منهج في المناظرة و بيان الحق ، و لهم منهج في الدعوة إلى الله ، و هم كذلك لهم منهج في النقد و الحكم على الآخرين .. و أهمية هذا الأمر و تعلمه نظرياً و عملياً يتجلى في عدة أمور : أولا: كثرة صدور الأحكام من جهات إلى أخرى دون تحري المنهج السليم في إصدار الأحكام ، مما أدى إلى وقوع أخطاء جسيمة في حق الآخرين . ثانياً: حاجة المجتمع إلى أن تكون عنده قواعد عامة في الحكم على الآخرين ، ليكون الحكم بعلم و عدل و إنصاف ، و رحم الله شيخ الإسلام حينما قال في كتابه منهاج السنة : ( لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرُد إليها الجزئيات كيف وقعت ، و إلا يبقى في كذب و جهل في الجزئيات ، و جهل و ظلم في الكليات ، فيتولد فسادٌ عظيم ) . . ثالثاً: عظم حرمة المؤمن عند الله تعالى : أخرج الترمذي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ( يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ، و لا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من اتبع عورة أخيه المسلم ، تتبع الله عورته ، و من تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) صححه الألباني . رابعاً: الآثار السيئة المترتبة بسبب الانحراف عن هذا المنهج : من بخس للناس ، و تقطيع الأواصر ، و حدوث الفرقة ، ووقوع الغيبة و الحسد و البغضاء و غيرها .. هنا أيها الأحبة أستعين بالله في سرد القواعد دون الوقوف عندها كثيراً ، على الرغم من أهميتها ، و كثرة الشواهد عليها من الكتاب و السنة ، و أقوال العلماء و غيرها .. الأسس المثلى لتبني النقد ، للأفكار و الأشخاص : أولاً : الخوف من الله عزوجل عند الكلام في الآخرين : قال الإمام البخاري : أرجوا أن ألقى الله و لا يحاسبني أني اغتبت أحداً . قال الذهبي تعليقاً على هذا الكلام : صدق رحمه الله ، و من ينظر في كلامه في الجرح و التعديل ، علم ورعه في الكلام في الناس ، و إنصافه فيمن يُضعّفه ....حتى إنه قال : إذا قلت : فلانٌ في حديثه نظر ، فهو متهم واهٍ ... و هذا معنى قوله : لا يحاسبني الله أني اغتبتُ أحداً ، و هذا غاية الورع . قال تعالى : {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } (235) سورة البقرة قال ابن دقيق العيد - رحمه الله - : " أعراض الناس حفرة من حفر النار ، وقف عليها المُحدّثون و الحكام " . ثانياً : تقديم حسن الظن بالمسلم مهما كان : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (12) سورة الحجرات و على هذا المنهج قام أمر المسلم الحقيقي ، ففي حادثة الإفك حين هاج الناس و ماجوا ، أتاهم الإرشاد اللطيف و التوجيه الرباني : {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} (12) سورة النــور قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي : " لا يكون الرجل إماماً يُقتدى به ، حتى يمسك عن بعض ما سمع " ثالثاً : الكلام في الأشخاص ، يجب أن يكون بعلم و عدل و إنصاف : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة قال الطبري عند قول الله تعالى { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ} : أي ولا يحملنّكم عداوة قوم أن لا تعدلوا في حكمكم فيهم و سيرتكم بينهم ، فتجوروا عليهم من أجل ما بينكم من العداوة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : و الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم و عدل ، لا بجهل و ظلم كحال أهل البدع و الأهواء . أ.هـ رابعاً : العبرة بكثرة الفضائل : قال تعالى : {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } (85) سورة هود جاء عند أحمد و الترمذي و ابن ماجة بسند صحيح أن الني - صلى الله عليه و سلم - قال : " كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون " و هذه القاعدة تحتاج إلى إفراد موضوعٍ مستقل ، و في الحقيقة أن المتأمل في طريقة العلماء و سيرهم على هذه القاعدة ، ليحيهم إكباراً و إجلالاً لهم ، على كبح هوى النفس ، و الجناية على غيرهم ، حتى على المُبتدعة ، و لعل الله ييسر لنقف مستقبلاً عند شيء من هذا لنتدارس سوياً منهج السلف و أتباعهم في هذا الأمر . خامساً : الحذر من ترويج الشائعات أو تلقفها : لسنا مجازفين حينما نقول أن ما حصل للنبي - صلى الله عليه و سلم - في حادثة الإفك ، من أشد البلايا التي ابتلي بها المسلمون ، و من أشد المصائب على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال صاحب كتاب الإشاعة : و للإشاعة قدرة على تفتيت الصف الواحد و الرأي الواحد ، و توزيعة و بعثرته ، فالناس أمامها بين مصدق و مكذب ، و متردد و متبلبل ، فغدا بها المجتمع الواحد و الفئة الواحدة فئات عديدة . ثبت عند مسلم أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال : " كفى بالمرء إثماً أن يُحدّث بكل ما سمع " انتشرت اليوم ظاهرة قبيحة ، فيها تلفيق و اتهامات للعلماء و الدعاة و قادة الفكر و قادة الجهاد ، من خلال تصيد للأخطاء ، العلمية أو العملية و نشرها بين الناس ، و إبرازها ، و تضخيمها ، و أحياناً بالزيادة عليها . { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } قال شيخ الإسلام في تعليقٍ جميل على هذه الآية : و في المؤمنين من يقبل من هؤلاء منافقين و يستجيب لهم إمّا لظنٍ مُخطيءٍ أو لنوع من الهوى ، أو لمجموعهما . سادساً : التثبت من الأخبار : قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات يقول الحسن البصري : "المؤمن وقّاف حتى يتبين " و قد قيل " و ما آفة الأخبار إلا رواتها " سابعاً : اغتفار زلات من أخطأ في طلبه للحق : قال تعالى : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (286) سورة البقرة قال شيخ الإسلام في كتابه درء تعارض العقل و النقل : " ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق من جهة الرسول - صلى الله عليه و سلم - و أخطأ في بعض ذلك فالله يغفر خطاه ، تحقيقاً للدعاء الذي استجابه الله لنبيه و للمؤمنين ، حيث قالوا : { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } " أخيراً أيُها الأحبة / أسأل الله تعالى أن يرزقنا خشيته ، و الإحسان إلى خلقه ، و سداد القول ، و صواب العمل و أعتذر عن الخلل .. أخوكم و محبكم / الصمصامـ ،،،
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 16-01-2008 الساعة 02:14 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|