اضبارة الندم ..
[align=justify]وجدتهُ متسولا على باب الذل .. وقد اكتضت بطنهُ بالجوع .. وعلى كفه قطعه من ابهامه تترف ندماً .. وقفت امام وجهه الذي كان يوسفيا يوماً ما ابحث عن لمحة ضوء فلم اجد به منطقة للأغراء .. لان ضوءه ارتشف كل زيته وعندما ارادت عيوني ان تتسلق قامته التي كانت كعمود الصبح وجدته كالعرجون القديم ورعشة الاحتضار لا تدع مستقراً لعظامه ..!!
والجفاف يحدق فيما تبقى من دمه .. كان لا يستطيع ان يرسل عيونه لتستفسر عن وجهي لانه لا يتمكن من رؤية اجزاء جسمه .. وباصطدام ذبذبات صوتي برقائق سمعه تلجم بالصمت وكأني اريق كلماتي في اناء مثقوب .. عندها صرخت فلتعش (جهنم ) لظالمي انفسهم وليعش الموت للخارجين على قانون السماء .. وهنا التفت صوته الهتلري نحوي مؤنباً هذياني التطفلي ولكني عاجلته بمعرفتي اياه مذ كان تحت السقف الابوي فانسكبت الطمأنينة على راسه المثقل بأثم السنين .. وكجندي مرتزق عائد من مناورة عسكرية ( لا ناقة له فيها ولا جمل ) جلس على فراش وفير من ( الاوساخ ) ليحدثني بلوعة مخضبة بالاسى قال لي : كنت اسكن في جزيرة مملوءه بعافريت التجارة .. هذه الجزيرة تمنح الرتب الاجتماعية لمن يقتل اكبر عدد من القيم ..!!ولهذا كنت اتعامل مع الحياة بنصفي الاسفل .. واقيم الحفلات التي تلمع فيها الاحذية والصلعات ونتصرف فيها تصرف صغار البقر حول العليق .. كنت لا اطلب من الخمرة الا فتكها بالاعصاب لتزيل عني حمى الوعي ولم ادر باني احتسي كأس الشقاء المملوء بالماء المراق من المحيا .. كنت من اصحاب المبدأ البغيض الذي يدين به معظم البشر وهو الانانية وكذا اردت الشمس لي وحدي والظل لي وحدي ونسيت ان اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .. لم اواجه مرآة الحياة حتى ارى ابعادي الحقيقة وبما ان المعرفة الحقيقة تحت الارض ولم ابلغها الا بالنزول الى حيث هي ولم اكن قد اصلحت مثواي لاني بعت اخرتي بدنياي لهذا اكتفيت بلذة الجهل المغلف بالتفاهة .. كنت استعظم خطيئة غيري لاني نسيت خطيئتي ولم اعري اخلاقي بشيء من اللباس لاني تعريت من لباس التقوى ولا حسبت ان الساعات تنقص الاعمار لهذا اجلت ثويتي الى الغد المجهول ناسياً ان الضفدعه بقيت بدون ذنب لانها ارجأت الى الغد العملية التي تؤدي الى وضع ذنبها في مكانه .. كنت اتعامل مع الدين وفق قانون الصيرفه واتعامل مع شباك أي ضريح وانسى من بداخله لهذا هربت الاموال والنفس من بيت الطاعه بدون اجنحه وبقيت ابحث عن سماء اقل ارتفاعاً وارض غير مدببة لأقدامي العارية او تابوت اضع فيه ما تبقى من حصتي في الحياة لقد ركبت فرس سباقاً مجهول نزل بي عن صهوته وتركني بوادِ غير ذي زرع او ضرع .. وصوتي القمامي لا يسمعه حتى الذباب والرئات المتكورة في صدري لا تتنفس غير الغبار الرمادي ..
وقبل ان يغلق اضبارة ندمة قال لي للذنب باب واحدة وللرحمة ابواب .. وعندها ارتسم قول النبي صلى الله عليه وآله امامي عندما قال غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها وكلمة سفه من حكيم فاغفروها .. وقلت له لو كنت تتحرى الصدق في حياتك مع نفسك لخفت عليك المؤن ياهذا قل يالله الذي لا اله ا لا انت خلقتني فعملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت .[/CENTER]
آخر من قام بالتعديل محمدصادق; بتاريخ 30-04-2007 الساعة 05:01 PM.
|