بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حقيقة ... خلف أبواب الجوامع ! ( 1 – 2 )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-05-2007, 08:59 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
حقيقة ... خلف أبواب الجوامع ! ( 1 – 2 )

[align=justify]قال لي : قلب شريط المواجع ، ولذ صمتا عند أبواب الجوامع ، حيث خلف كل باب قصّة ... رواية ... أخبار حياةٍ قطعتها نهاية كل مخلوق ، بعد أن أمضى فرصته الوحيدة في حلم ضائع .

أجبته : يا ضميري ! قد قلبت الشريط ، فإذا بمقاطع الألم قد تتابعت عليّ بغزارة الأمطار مشاهد محفوظة في قلبي ووجداني ولبّي ، ذلك القلب القاسي كقسوة الحجر ؛ بل أشد ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) .

ما أقسى هذه القلوب التي نحملها ، نأتي إلى الصلاة كسالى ممسوخين من نعمة استحضار العظمة ، ومحرومين من لذة الخضوع لله - سبحانه وتعالى - ، ثمّ نصلي كخُشُبٍ مسنّدة ، أجسادٌ بالكاد تحمل نفسها من الفتور ، أما الأرواح والقلوب فقد رميناها ككرة البولينق نحوَ أهدافٍ مَيتة ، نعم ... لكنها قلوبٌ حيَّة تخفِق ، تُرمَى لتضرب أحلاما وسرابا ، رهان خاسر ، وثمن بخس ، فصلاة ليس لنا من راحتها وقيامها ولذتها نصيب .

تنقضي الصّلاة لتنقضي معها الأحلام المزيفة التي ذهبت بقيامها ، وزاحمت الخشوع فيها ، ثم يتجه المنادي للباب ، الذي لم يُطرَق ليفتحه ، ولكنه يُفتَح - رغما عن الجميع - لتتلاشى أحلامنا نهائيا ، فتشخص أبصار المصلين إلى جثّة ملفوفة بالأكفان ، يصفع سكونها كل من أسكرته هذه الحياة ، وفُتِنَ بنورها ولذّة ضوئها وبريقها ، لكنها - يا قوم - صفعة ... وهل تؤثر صفعة بحجر ؟!

نكبّرُ الأربع ثمّ نسلم اليمين ، ونخرج من الجامع إلى الحياة مرة أخرى ؛ ( نسعى ) لأجلها ، وقد أمرنا أن ( نمشي ) في مناكب أرضها ، نتلهى في سعينا بألعاب أطفال ، نعم ... فالدنيا بلا إيمان ألعاب أطفال كما قال ذلك الشيخ الحكيم علي الطنطاوي - رحمة الله عليه - وهي من أجمل ما قرأت .

اسأل نفسك : كيف هي حالي في سيري مع هذه الدنيا ؟!! هل أنا ممن يسعون إلى ذكر الله – سبحانه وتعالى - ، و أمشي لنصيبي من الدنيا ، أم العكس ؟!

نقطع الوقت بأمور نجتمع حولها ، ونُلبسها لباس الرسمية والأبّهة .. وهي لعبة ، نمضي الوقت بها ، وربما نحارب ونبغض بل ونقتل لأجلها ، هذه هي الحياة بلا إيمان ؛ أحلام زائفة ، وهوايات تافهة ، وملهيات سخيفة ، وأوقات ضائعة ، ومبادئ سطحية سرعان ما تتساقط مع مرور الأيّام كأوراق الخريف الجافّة .

اعتدنا منظر الموتى خلف الأبواب ، التي نستعجل فتحها ، ونستعجل الصلاة على من خلفها ، ثم ما إن نسلم عن يميننا حتى نسارع بالخروج ، لكننا - ورب السماء والأرض - سنصبح ذات يوم - لا محالة - خلف ذلك الباب ، ينتظر المصلين فتحه بسرعة ليصلوا علينا بقلوب غافلة - إلا من رحم الله - ثم ينتشرون في الأرض ، ويتركونا خلفهم ، ويكملون ما لم ننتهي منه ، ولن ينتهوا هم عنه ، واسألوا الأموات - إن نطقوا - ؛ هل غادرتم الدنيا بعد أن أنهيتم كل أشغالكم ؟!

ربي اغفر لي وارحمني ، قِبَل الباب ، وخلف الباب ، وتحت التراب . آمين
[/CENTER]
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)