بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » = فيض قلم حول :: (العملية التربوية) ::

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-08-2007, 04:44 PM   #1
أبوعمر السحيم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
= فيض قلم حول :: (العملية التربوية) ::

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وبعد ،
فإن العملية التربوية عملية فيها شيء من التعقيد ، قد لا يفهمها كثير من الناس ، حتى من أصحابها ، الذين يحسبون أحياناً من المربين ، ولذلك تقع أخطاء كثيرة في مسيرة هذه العملية ، كان يمكن تجنبها لو أُحْسِنَ فهم هذا المضمار ، وكيفيات التعامل فيه ، إن العملية التربوية في وقتنا الحاضر : ينقصها الكادر -التربوي المؤهل- ، قد لا ينقصها شباب متحمسون يسيرون هذه العجلة ، ولكن الذي ينقصها فعلاً : هو ذلك المربي الفاضل ، لأن وجود هؤلاء الفضلاء كفيل بأن يقضي على كثير من المشكلات التي نواجهها في مجالنا التربوي ، سواء المشاكل التي تأتينا بفضل تصرفاتنا الخاطئة ، أو في التعامل مع الآخرين من المتربين أو أولياء الأمور أو الجمعية الخيرية .
إن العملية التربوية مكونة من ثلاثة محاور :
= المحور الأول : المعلم –المربي- .
= المحور الثاني : المتعلم – المتربي- .
= المحور الثالث : البرنامج -الذي يقدمه المربي للمتربي-.
والكلام على هذه المحاور الثلاثة طويل جداً ، يستفرغ وقتاً وجهداً ، ولكن معرفتنا بأبجديات العمل في هذه المحاور الثلاثة يسير عجلة العمل إلى الأفضل دوماً بتوفيق الله سبحانه ، وكثير من المشاكل التي تواجهنا سببها الخلل في أحد هذه الثلاثة ، وسأقتضب في الحديث عنها ، لأني على جناح سفر ، والذهن في السفر مكدود ، والمرجع مفقود ، والوقت ضيق ، (اقتضاها الخاطِرُ المَكْدودُ على عُجَرِهِ وبُجَرِهِ مع البِضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبوابُ السُّدَدِ، ولا يتنافس فيها المتنافسون مع تعليقها في حال السفر لا الإِقامة، والقلبُ بكل وادٍ منه شُعبة، والهمة قد تفرقت شَذَرَ مَذَرَ، والكتاب مفقود، ومَنْ يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غيرُ موجود) [مقدمة زاد المعاد لابن القيم] ..



المحور الأول : المعلم المربي .
والكلام على هذا المحور مهم جداً ، إذ أن من أعظم أساسيات العمل التربوي : هو المربي ، فهو الذي يربي المتربي ، وهو الذي يقدم له البرنامج ، إذاً فمسؤوليته عظيمة ، ومهامه كبيرة ، اسأل الله أن يعين المربين عليها ، فليس المربي هو الذي كان بالأمس طالباً ، وتم خطفه وترقيته كي يكون مشرفاً مربياً ، وموجهاً فاضلاً ، يخرج من حلقته : طالباً بالأمس ، مربياً في الحلقة التي بجوارها اليوم ، كلا ؛ فما يراه الطالب اليوم –داخل الحلقة- سيختلف جذراً إذا مشرفاً ، وجزء من المشاكل التي نواجهها في عمليتنا التربوية : هم المشرفين أو المدرسين ، إذ أنهم يضيفون إلى مشاكلنا مشاكل أخرى نتيجة لعدم تأهيلهم ومعرفتهم ، إذاً كيف نختار المربين أو مدرسي الحلق ؟ يتم اختيار هؤلاء عن طريق من باشروا الإشراف عليهم وتدريسهم ، لأن المظهر الحسن ، والتعامل الطيب ، ولا حتى طلب العلم كافٍ في كون هذا الشخص مربي ، لأن اعتماد عمل المربي على شخصيته وقدراته في التعامل ووفور عقله ونحو ذلك ، مضيفاً إلى ذلك : العلم الشرعي الكافي ، والتعامل الحسن ، والمظهر المناسب ، وبعد اختيار هذه العينات : لا يتم الزج بها مباشرة إلى هذا الميدان المعقد ، بل لابد أن يربط مع أحد أصحاب التجربة الطويلة في الميدان كي يتعلم أساليب التربية وطرقها ، وبعد ذلك قد ينشغل هذا المربي الكبير : فيترك المجال لهذا الذي تخرج على يديه ، ولكن هذا المبتدئ لا يكتفي بنفسه وما كسبه من خبرة مع المربي الآخر ، بل لابد من الاستشارة ، وعرض ما يستجد أمامك على أصحاب الخبرة في هذا المجال ، حتى تكون على بصيرة من أمرك ، وتسير الأمور على ما يرام ، وهنا بعض النقاط التي يجدر التنبيه عليها تفيد المربي :
أولاً : الإخلاص .. وهذه نقطة مهمة لا يتكلم أحد عن أي عمل شرعي إلا ويصدرها لحديثه ومقاله ، ولذلك فقد تم استيفاء الحديث عنها في غير ما موضع ، ويكفينا من ذلك : كتاب الله تعالى ، فقد نبه تنبيهاً عظيماً إلى هذه القضية ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله : {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} ، وحصر ما أمر به عباده بقوله : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} ، فالإخلاص سبب رئيس في البركة والتوفيق والتأييد من رب العالمين ، وإن أخطأ هذه النقطة : فلا بركة ولا توفيق ولا تأييد ، بل نقمة ووبال ، وخسران مبين ، وإثم عظيم ، نعوذ بالله من ذلك .
ثانياً : القدوة .. عليك أيها الأخ الفاضل أن تستشعر أن الطلاب الذين تدرسهم عيونهم مفتوحة عليك ، موجهة إليك ، تنتظر ماذا تفعل ، وطلاب المرحلة المتوسطة في ذلك أشد ، فلا يرون أحداً في هذه الحياة : إلا المشرف أو المدرس ، يعملون ما يعمل ، ويدعون ما يدع ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً) [رواه مسلم عن جرير رضي الله عنه] ، فكن أيها المبارك على قدر هذه المسؤولية العظيمة لأن هناك أجيال تنتظر حركاتك وتصرفاتك ، وتنشرها في فضاء هذا الكون ، وكن كما قال سفيان رحمه الله : (إن استطعت ألا تحك شعرك إلا بأثر فافعل) ، وانتبه من التمثيل ، فإن كنت أمامهم عملت وتركت ، وبمجرد ما تخرج من عندهم : تترك هذا كله ، فتحسب أن القدوة عباءة تلبسها عندهم ، وتنزعها عند خروج آخر رجل من أرجلك من عندهم ، وحدث أحد الفضلاء : أن مشرفاً في مركز صيفي ، كان يسبِّح بعد الصلاة ، فلما فرغ ، قال له الطالب الذي بجواره : لقد بقي تسبيحة واحدة ، فانظر إلى دقة نظر الطلاب ، ومتابعتهم للمدرس ، ومراقبة كل حركاته وسكناته ، فأعد لهذا الأمر عدته ، وانتبه له أشد الانتباه ، وهم يراقبون كل شيء تفعله ، حتى نظراتك إليهم ، وتوزيعها عليهم ، وعباراتك مع كل أحد منهم ، فكل على حذر بالغ ، وكما أسلفت : أن طلاب المرحلة المتوسطة في ذلك أشد من غيرهم ، في مراقبة المدرس ومتابعته ، فاحسب لأفعالك وأقوالك حساباً فإن لها متلقياً ، واعلم أن الأثر بالقدوة أعظم من الأثر بالكلام ، ففعل شخص في ألف شخص أبلغ من كلام ألف شخص لشخص ، قال عبد الله بن وهب : (ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا منه) ، فانتبه مما يخرم دينك أو مروءتك .
ثالثاً : التوازن .. فعلى المربي أن يكون متوازناً ينظر إلى الأمور بعين العقل والحكمة ، ويتعامل معها بضوء الشرع والمشورة ، فلا يعظم تافهاً من الأمور ، ولا يستحقر مهمة من العظائم ، ولا ينفخ في رماد المشاكل ، ولا يجعل من ذرَّات المشاكل مجرَّات عظيمة ، ولا من هوائل الأخطاء أموراً يسيرة ، بل لا بد من الاتزان والتوازن في ذلك ، وأن يكون متوازنا في عمله مع طلابه ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، فلا يفضل أحداً ولا يحابي أحداً من دون غيره ، أو على حساب غيره ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : (ومن الناس من إذا أحب شخصاً تغاظى عن جميع سيئاته ، ومنهم من إذا أبغض شخصاً تغاظى عن جميع حسناته ، وهذا من أعمال أهل البدع) [مجموع الفتاوى ج:3] ، فلابد أن يكون متزناً متوازناً ، وفي طرح برامجه وتوجيهاته ، فيكون متزناً فيها ، لا يغلب جانباً في الطرح على آخر ، فيكون على حسابات جوانب أخرى ، فالتوازن والاتزان كلمة كبيرة ، تحمل في طياتها معانٍ عظيمة ، اختصارها : فكن متوازناً في كل شيءٍ ، لا إفراط ولا تفريط ، ولا يغلب العواطف على الشرع والعقل ، ففي ذلك بلاء وخيم .
رابعاً : الحفاظ على المبادئ والتجديد في الطرح .. وهذه نقطة مهمة جداً ، يقع الخلط فيها دائماً وخاصة من قبل أولئك الشباب الذين تنقصهم الخبرة والتجربة والعلم في هذا الميدان ، فالمبادئ لا يمكن التنازل عنها بحال من الأحوال ، سواء في عمليتك التربوية ، أو في حياتك العامة ، فكل مبدأ اتخذته لا تقبل التنازل عنه البتة ، وفي هذا المجال أولى ، لأنه كما سلف : هناك أناس ينتظرون أعمالك ويراقبونها من طلابك ، ولكن الطرح لهذه المبادئ لابد أن يكون متجدداً ، فمثلاً : المدرس الذي يدرس مادة معينة لعدة سنوات ، حافظ على أصل هذه المادة ، لكنه جدد في طرحها وأساليب شرحها ، وإيصالها إلى طلابه ، فكن كذلك ، لا تتنازل عن مبادئك وأساسيات عملك ، ولكن جدد في طرحها .
خامساً : التطوير والتجديد .. عليك أيها الفاضل أن تجدد نفسك ، وتطورها ، ولا تبقى في مكانك قد سبقك الآخرون ، وقد تجدد الدهر من حولك ، وتقدم الناس عنك ، وما زلت في مكانك ، حتى تركك طلابك ، وأبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : (ربوا صبيانكم غير تربيتكم ، فإن لهم زماناً غير زمانكم) ، ولاحظ أثر هذه المقولة في زمن جدك ثم أبيك من بعده ثم زمنك ثم زمن إخوانك الصغار ، ترى الفرق الشاسع ، والبون الواسع ، فراع هذه الفروق ، وطور نفسك لمواكبتها ، حتى تفيد طلابك الإفادة المرجوة .
ومن طرق التطوير للنفس : الارتباط القوي الوثيق بالمربين الأفاضل ، الذين قضوا سنين طويلة في هذا المجال .
ومن طرق ذلك : حضور الدورات التدريبية العلمية ، التي تقيمها الجمعيات الخيرية كالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، فهي تقيم دورات نافعة وقيمة لا يسع الموجه والمدرس تركها .
ومن طرق ذلك : سماع الأشرطة المفيدة في هذا المجال ، مثل : التعامل مع المراهقين ، وفهم النفسيات ، وغير ذلك .
ومن طرق ذلك : قراءة الكتب العلمية في هذا المجال : مثل كتب الشيخ المربي الفاضل : محمد الدويش وزيارة موقعه (المربي) ، أو أستاذ العصر : د. عبد الكريم بكار ، أو الشيخ : مازن الفريح ، أو غيرهم من الأفاضل .
وغير ذلك من طرق تطوير النفس والروح .
سادساً : أهمية العمل الجماعي على نطاق واسع .. وهي نقطة مهمة ، تفيد في تبادل الخبرات ، والاستفادة من التجارب ، فالطريق طويل ، والعمل صعب ، واليد المفردة لا تصفق ، واليدان كالبنيان ، (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه) [متفق عليه عن أبي موسى واللفظ للبخاري] ، فلابد من لقاءات دورية تجمع مدرسي الحلق مع بعضهم البعض ، والإداريين كذلك ، حتى يرتقي العمل ، وتسمو الأهداف ، ويتحقق الأمل ، والله هو الموفق جل في علاه .
سابعاً : وهي من أهم النقاط وأجلها ، وبدونها لا توفيق ولا نجاح ولا فلاح ، إنها : الاستعانة بالله جل جلاله ، فهو مالك الملك المدبر لكل شيء ، لا يعجزه شيء ، فلابد أن تكون صلتك بالله تعالى قوية ، و(احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله) [رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه ، وقال : هذا حديث حسن صحيح] ، فما تفيد الخطط والتجهيزات إذا وكلك الله إليها ؟ وتركك لها ؟ وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : (يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث) [رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه] ، وكان يوصي قرة عينه فاطمة رضي الله عنها بقوله : (ما ينعك أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) ، فكن شديد الثقة والتعلق بالله ، ييسر أمورك ، ويعينك ، واحفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة ، واعرفه في الرخاء يعرفك في الشدة ، ولا تكن من الذين : {نسوا الله فنسيهم} ، ولا تكن من الذين : { إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} ، بل في السراء والضراء ، واسمع إن شئت شريط : (وكانوا لنا عابدين) لفضيلة الشيخ أ.د. ناصر العمر حفظه الله ورعاه ، لتعرف أثر العبادة في حياتك وتوفيقك ، وأهميتها في ذلك ، وأن العبادة الفردية لابد منها ، كالصوم والوتر ونحوها ، ولن أطيل في هذه النقطة مع أهميتها وعظمها ، لأن الشيخ في شريطه قد كفى ووفى ، وما ترك لمن بعده مقالاً –كعادته- ، والله يوفق الجميع .
= همسة للمربين : في نظرة خاطفة إلى بعض مشاكل المدرسين والمربين ، نجد أن بعضها سببه النظر إلى حظوظ النفس ، فتجرد من جميع حظوظك ، ابتغاء الأجر من الله تعالى فقط ، ولابد أن تتنازل عن كثير من حظوظك الشخصية حتى لا يتركك الناس والحق الذي معك ، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ، وتسلح بسلاح الصفح والعفو والمغفرة ، فقد أثنى الله سبحانه على أهل ذلك في مواطن من كتابه ، وأمر رسوله بذلك ، وقد عمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على نشر دعوته والصبر على الأذى في ذلك ثلاثة عشر سنة ، ولاقى من الصعاب مالا يعلمه إلا الله ، وإن القارئ لما دونته كتب السير لا يملك عينه من أن تبل كتابه ، فما بالك بمن حصلت له هذه المواقف ، وصبر وصابر ، حتى أتم الله له الأمر ، فما طلب مالاً ، ولا انتظر منصباً وملكاً ، بل كان ذلك كله في سبيل الله سبحانه ، فكثير من مشاكلنا : سببها هذا ، فليتنبه له ، والله المعين والمجازي بالخير والفضل .




المحور الثاني : المتربي ..
والكلام عن المتربين وأحوالهم وشؤونهم حديث ذو شجون لا ينتهي ، لأن كل مربي يود الكلام في هذا المجال ، لأنه متنفس له ، وفضفضة عما في داخله ، وكل مربي لابد أن يجعل قضية المتربي هي من القضايا الأساسية لديه ، ويفرغ جزءً كبيراً من وقته لهذا المحور ، في سبيل استصلاحه ، وفي سبيل حل مشاكله ، وعيش همومه ، ونحو ذلك ، وهذا المتربي هو نتاج عملك ، ومتلقي برامجك ، ولابد من كسبه ، حتى ترى نتاج عملك زكياً ، لا حنظلاً مراً ، فإن الشجر من بذره ، وإنك لا تجني من الشوك العنب ، ولابد في الكلام على هذا المحور من عدد من النقاط منها :
أولاً : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} .. فالطالب النجيب المطيع الملتزم الخيِّر لا يستوي مع العنيد المسبب للمشاكل والقلاقل ، وهو علاوة على هذا : غير ملتزم ولا مستقيم ، فلا يستويان ، {أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون} ، فاجعل عندك حلقة عامة ، لجميع من أراد الدخول فيها ، واجعل عندك مجموعة من الطلاب تم اختيارهم وانتقاءهم بناء على التزامهم وأدبهم ومواظبتهم وسلوكهم ، وعوامل التميز الأخرى ، وانتبه أن يدخل في عوامل الاختيار عوامل أخرى تجعل من عملك جحيماً عليك !! وهذا التقسيم هو المعمول به في بعض المساجد في الرياض ، (طلاب الحلقة العامة – طلاب المكتبة أو النشاط) ، فطلاب الحلقة العامة : لا يدقق في اختيارهم ، من أهل الحارة وجماعة المسجد ، وهم الذين يحضرون للتسميع والانصراف فقط ، وإن كانت الإدارة نشيطة : فطلعة لاستراحة شهرية ، وبرامج ميسرة في حفظ المتون القصيرة ونحو ذلك ، وأما برامج المكتبة فهي أوسع من ذلك بكثير ، إذاً : حتى لا تتعب في التعامل مع الطلاب اجعل لك مجموعة مريحة نوعاً ما ارتباطك بهم وثيق قوي من الطلاب الخيَّرين ، وأما طلاب الحلقة العامة : فلا يكن ارتباطك وثيقاً بهم إلا من رغبت في إصلاحه ، وعليه بوادر القبول والانقياد ، فتدرج معه حتى يكون مع هذه المجموعة ، ولكن علاقتك مع مجموعتك : لا تعني ترك التعامل المطلق مع البقية ، فلأولئك حق عليك ، وبهم رجاء وأمل ، فلا تتركهم لغيرك ، ولكن أقصد من تخفيف العلاقة بهم : أن لا تكون علاقتك بهم عائقة عن تحقيق أهدافك مع مجموعتك المنتقاة .
ثانياً : إذا ارتضينا هذا التقسيم بين الطلاب ، فلابد من الانتباه إلى أن تعب البداية سبب في راحة النهاية ، فاتعب في الاختيار ترتاح في التعامل ، وعلى قدر تعبك في هذا تكون راحتك في هذا ، وعلى قدر اعتناءك في الاصطفاء والاختيار تكون عظمة المخرجات والنتائج ، واحرص على اختبار الطالب اختباراً يكشف لك عنه ، كاصطحابه في طلعة مع طلاب المجموعة الخاصة ، أو تجربته في النوادي الصيفية أو الملتقيات الصيفية ، واجعل لك معايير محددة واقعية في الاختيار ، وانتبه من أن تكون هذه المعايير خيالية ، مبنية على أمانٍ لا قيمة لها ، ولا وجود لها في الواقع ، أو أن تكون فضفاضة يدخل معها كل أحد .
واعلم أن لك احتكاك حتمية تأثير، فكل طالب تختاره سوف يكون مؤثراً متأثراً ، فاختر الطالب الذي يكون تأثيره حسناً ، وتأثره طيباً ، حتى لا ينقل أو يستقبل إلا خيراً .
ثالثاً : احرص أن تكون برامجك على قدر طلابك ، ملبية لرغباتهم ، متنوعة بتنوع اهتماماتهم ، على قدر جديتهم ، ولا يأسرك الضعفاء كثيراً ، أولِهم اهتماماً لا يقطعهم عنك ، ولا يقطع غيرهم عنك ، وهذه نقطة تبسط في المحور الثالث .
= همسة للمتربين : اعلم أيها الأخ المتربي أن هذا المدرس والمربي شخص محتسب ، قد ضحى بالكثير من أجلك ، من مال ودراسة ومشاغل أهلٍ وأمور خاصة لأجلك ، فلا تكن لئيماً تقابل إحسانه إليك بالإساءة ، فقد روى أبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) ، و{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ، قابله بمعروف خير وأحسن منه ، وهو لا يريد منك جزاءً ولا شكوراً ، بل : {ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين} .




المحور الثالث : البرنامج ..
اجعل لك برنامج لك في الحياة أهدافاً معينة محددة واضحة ، واجعل طرق تطبيقها ووسائل تنفيذها واقعية يسيرة ، ولا تكن كالمنبت ، لا ظهراً أبقى ، ولا أرضاً قطع ، وإن طال بها الزمان وبعد ، ولا يكن حرصك على رؤية النتائج مؤثراً على ذلك ، فلست مطالباً بها ولا مكلفاً بذلك ، وليس عليك إلا البلاغ ، وليس النجاح مقيداً برؤية النتائج :
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده # وليس عليه أن تتم المقاصد
وقد قص الله علينا قصص أنبياءه الكرام في القرآن ، وأن ليس عليهم إلا البلاغ ، {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} ، {فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً} ، وقال الله جل جلاله في آية عظيمة تبين هذا المعنى : {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} ، فحتى لو توفاك الله ولم تر نتائج عملك فلا يضيرك هذا ، وانظر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله توفي وهو في السجن ، وأقواله ممقوتة ، وآرائه منبوذة ، ثم أذن الله لنشر علمه وفقهه ، فلا تجد كتاباً يؤلف في أي فن من علوم الشريعة إلا وفيه قولاً له ، أو رأياً له ، ولا ينصرف الذهن عند قول (شيخ الإسلام) إلا له ، وغيره كثير ، ونظرائه متعددون .
واحرص أن يكون البرنامج متنوعاً بتنوع اهتمامات طلابك ، وتعدد مشاربهم ، ولا تفرض رأيك واهتمامك عليهم ، فالله خلق عباده متنوعين في الاهتمامات والمشارب ، حتى تقوم الحياة على ذلك ، قال الله سبحانه : {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون} ، فالله خلقهم كذلك : وأنت تريد أن تجعلهم على نوع واحد !! لا يتحقق ذلك أبداً ، وهو مصادم لخلق الله وفطرته ، فاعرف حال المدعوين من طلابك ، فأول ما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين أرسل معاذاً إلى اليمن ، أن عرفه بحالهم ، وعرفه كيف يبدأ دعوتهم ، وعند رسم البرامج انتبه أن يطغى اهتمامك عليه ، وتهمل الاهتمامات الأخرى ، فميولك إلى العلم لا يعني أن تجعل جميع طلابك يحبون العلم ويميلون إليه ، وإن كان اهتمامك إلى المسابقات ونحوها أو إلى غير ذلك : فلا يعني أن تحمل طلابك على ذلك ، بل احرص على أن تلبي رغبات الجميع ، وإن كان في ذلك نوع صعوبة ، لكن الله هو المعين وحده ، ولكن على قدر الجد في هذه البرامج تكون قوة المخرجات من الطلاب ، ولا يأسرك الضعفاء كثيراً ، أولِهم اهتماماً لا يقطعهم عنك ، ولا يقطع غيرهم عنك ، واهتم بالكيف لا بالكم ، فالعبرة بصلاح العمل ولو كان يسيراً ، فليست الكثرة محمودة مطلقاً ، وليكن شعارك : {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} ، واستعن بالله ولا تعجز ، وتوكل عليه وحده فهو المعين جل في علاه .




همسات للجميع :
- احرص على الإخلاص ، وقد سبق الكلام عنه ، قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين : (من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره ، ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن أشق عليه من الإخلاص والعمل لله) .
- العلم الشرعي والعمل بالعلم : قال عمر بن عبد العزيز : (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم) ، وكل مشكلة أساسها الجهل ، وحلها في العلم ، قال ابن القيم رحمه الله في المدارج : (يعرض للسالك معاطب ومهالك لا ينجيه منها إلا بصيرة العلم) ، واغرس في نفسك ومن تحت يدك : تعظيم النص الشرعي والأخذ به ، والعض عليه بالنواجذ .
- استفد من أخطاءك ، ولا يدفعك الخطأ إلى ترك العمل بالكلية ، فالذي لا يسقط لا ينجح ، ولكل فرس كبوة ، واعلم أن الخطأ طريق إلى النجاح ، ولا تكن ممن إذا أخطأ استمر على خطأه وتمادى فيه ، بل تراجع فوراً عن خطأك متى ما بان ذلك منك ، قال ابن جماعة رحمه الله عند قوله تعالى : {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المحرمون} قال : (إن إرادة إبطال الحق وتحقيق الباطل صفة إجرام ، فليحذر منها) ، وقد أفتى أبو هريرة رضي الله عنه مرة ، فبان له خطؤه ، فذهب ليتدارك الرجل ، فلم يستطع ، فنادى في السوق : إن أبا هريرة أفتى في مسألة كذا بكذا ، وإنه أخطأ .
- حاسب نفسك دائماً ، فمن حاسب نفسه الآن ، هان عليه حسابها غداً ، فحاسبها صدق ، وإذا اكتشفت خطأ عندك فلا تبرر لنفسك ، لأن هذا يزيدها رسوخاً في الباطل والخطأ ، وقد قيل : (لا يكون الرجل تقياً ، حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه) ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : (أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة ، يحاسب فيها نفسه على ما خسره وربحه في يومه ، ثم يجدد توبة نصوحاً بينه وبين الله) ، ولا يغرنك مديح الناس لك ، وثناؤهم عليك ، فالعاقل من عرف نفسه ، واطلب النصح من الآخرين ، وخاصة من المقربين منه ، أهل الصدق والنصح ، واستفد من أخطاء الآخرين ، والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى .



= ختام المطاف :
اعلم أيها الموفق أن هذا فيض فكر ، ودفق قلم ، خطه البنان ، ورقمه على القرطاس ، من غير تحرير ولا تدقيق ، بل أسلفت في البداية أن الذهن مشغول ، وأن الخاطر مكدود ، فإن أصبت فهذا من توفيق الله وحده ، وإن أخطأت فهذا من عادة البشر لا سيما إن كان من أمثالي ، ومن تزيين الشيطان أعاذنا الله منه .
وتأكد نفع الله بك : أن هذا الكلام لم يكن من عصارة تجربة ، أو مدة خبرة ، فليس لي في هذا المجال طول باع ، أو سبق قدم معتبر ، بل عصارة خبرة لغيري ، صحبتهم في حياتي ، لهم في هذا المجال خبرة عميقة ، وإخلاص عزيز ، نفع الله بهم ، أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً ، ولا يعني أني كتبت هذا الكلام وأني عامل به ، أو متجمل ما فيه ، بل أنا واقع في الخطأ ، سابق إليه .
والله لو علموا قبح سريرتي # لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي # ولبئت بعد كرامتي بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي # وصفحت عن زللي وعن عصياني
وما أنا إلا كقول القائل :
وغير تقي يأمر الناس بالتقى # طبيب يداوي الناس وهو طبيب
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد ..

ولكن : انتظر ردودكم وتعليقاتكم النافعةالمفيدة .. التي سأستفيد منها بإذن الله .. فلا تبخلوا علينا ..

[align=left]وكتبه بما فيه :
أبو عمر السحيم – بريدة العز
2/ شعبان / 1428[/CENTER]
أبوعمر السحيم غير متصل  


قديم(ـة) 15-08-2007, 06:20 PM   #2
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
..


أولاً : بارك الله فيك أستاذنا الفاضل ، و التربية اليوم قد تنوعت وسائلها ، و تعددت توجهاتهتا ، فهناك من يهدف إلى تربية علمية تُخرّج لنا العلماء ، و هناك من يهدف إلى تخريج القرّاء ، و هناك من يهدف إلى تخريج المربين ، و هناك من يريد تثبيت الشباب على الاستقامة لا غير و إبعادهم عن مواطن السوء و أهله .. و لكل نوع ما يُناسبه من الوسائل بحسب البيئة التي انخرط فيها ..

ثانياً : الآن في هذا الوقت ، يؤخذ كثير من التربويين - على الرغم من عدم أهليتهم - و ينصَّبون للعمل لقلة الأكفاء ، و لعزوفهم عن هذا العمل ، بالإضافة إلى أن هؤلاء المربين ( الغير مؤهلين ) هم أصح ما في الباب - كما يُقال -
لكن أقول أنه يجب أن يؤخذوا في بداية الأمر كمشاركين ( بانتظام ) في الطاقم التربوي في المؤسسة التربوية ، سواء كانت حلقات تحفيظ أو مركز صيفي أو نحو ذلك من المؤسسات ..
و أنا أشبه هذا بالقضاء ، فإن الرجل لا يوضع في كرسي القاضي مباشرةً ، و إنما يمكث مدة ليست باليسيرة تحت مسمى ( ملازم قاضي ) ، فنحتاج إلى التأهل للقادة التربويين بما يُسمى ( ملازم مشرف ) مثلاً ...

ثالثاً : أمر القدوة ، أمرٌ حساس للغاية ، و مهما بلغ المربي من القوة في الثقافة و الإلقاء و التأثير ، فإنه لا يُمكن أن يؤدي دوره تربوياً ، إلا من خلال تمثل تلك القيم الي يتحدث بها ، و لا بد أن تُرى واقعاً ملموساً على سلوكه و تعامله ، و في بعث نبي الله موسى - عليه السلام - إلى قومه على الرغم من انقباض لسانه ، إشارة أن التطبيق مهم جداً إذ أنه هو تمثل القيم ، و قد تفوق أهميتهُ أهميةَ التنظيرِ للقيم ، و الأنبياء هم سادة المربين كما هو معلوم.

رابعاً : أشكرك أخي على هذه المقالة التي تُعد مرجعاً في مبادئ التربية ..و نحتاجها لا سيما في هذه الأيام قبل بدء العام الدراسي ..شكر الله لك ..

خامساً : ][ يثبت + ختم تميز ][
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 15-08-2007 الساعة 06:35 PM.
الـصـمـصـام غير متصل  
قديم(ـة) 15-08-2007, 11:54 PM   #3
أبـو خـبـيـب
عـضـو
 
صورة أبـو خـبـيـب الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
ما شاء الله . .


جزاكـ الله أجزل الأجر على ما خطته يداكـ . .


بصراحة . . ( العملية التربوية ) جيدٌ أن تطبع وتوزع على مشرفي الحلق والمكتبات ،

وهذا ما سأنفذه بإذن الله . . عوناً مني لك أبا عمر على نشرها ، فقد أخذت من وقتكـ

المهم وقبل سفركـ لتكتبها . .


فلكـ كل الشكر . .



.
.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،

فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )


يحيى بن معاذ _ رحمه الله _

أبـو خـبـيـب غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 07:16 AM   #4
اشكالية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 17
بارك الله فيك استاذنا ابوعمر السحيم
اشكالية غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 10:03 AM   #5
أوراق وحروف
عـضـو
 
صورة أوراق وحروف الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 334
أخزنتها عندي بارك الله فيك ...
__________________
لستُ مجبوراً أن أفُهم الآخرين من أنا ..! فمن يمتلك مؤهلات العقل والإحساس سأكون أمامه كالكتاب المفتوح .. وعليه أن يُحسن الاستيعاب

.. .. .. .. .. .. .. .. ..
أوراق وحروف غير متصل  
قديم(ـة) 16-08-2007, 06:38 PM   #6
وحيد المعنى
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209




أهلاً وسهلاً بالغالي أبو عمر (( كيف أبها :D ))

من طول الغيبات جاب الغنايم وأنا أشهد بأن هذا المقال غنيمة

حبيبنا في هذا الوقت التربية تزداد صعوبة ولعل من اسباب صعوبتها فقد القدوة فالقدوة متى ماوجد سهل عليك كثيراً مما قد يتلقاه المتربي من مئات البرامج والمحاضرات والدروس ولا ابالغ في ذلك ، فالمربي الناجح هو من يستطيع ان يؤثر بالأخرين بأفعاله لا بأقواله وأين هذا في وقتنا ولنا في حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فعندما احجم الصحابة عن حلق رؤوسهم في يوم الحديبية دخل على ام سلمة وقال لها ما حصل "فقالت أُمّ سَلمةَ : يا نبيّ اللهِ أتُحِبّ ذَلك ؟ أخرُجْ ثمّ لا تُكلّمْ أحداً منهم بكلمةً حتى تَنْحَرَ بُدْنَك وتَدْعو حالِقَكَ فيَحْلِقَك . "
فأخذ بمشورتها وعندما رأوه يفعل ذلك قاموا وفعلوا ،،، فما نفتقدهـ هـــــو القدوة ولاغير ........


ردك ربي لنا سالماً غانماً معافا ولاتنسانا من دعوة فالمسافر مستجاب الدعوة .



__________________

يــــارب يــــارب يــــارب
اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل


آخر من قام بالتعديل وحيد المعنى; بتاريخ 16-08-2007 الساعة 06:48 PM.
وحيد المعنى غير متصل  
قديم(ـة) 17-08-2007, 02:56 PM   #7
الدليله
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: في الخبوب
المشاركات: 241
مشكور على الموضوع المميز
الدليله غير متصل  
قديم(ـة) 18-08-2007, 03:55 PM   #8
حامل الراية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 626
موضوع متميز جعل الله ماخطت اناملك شاهدا لك ؟؟
__________________
حامل الراية غير متصل  
قديم(ـة) 19-08-2007, 02:58 PM   #9
مؤمن آل فرعون
كاتب متميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
المضمون روعة كروعة الكاتب ، أسأل الله أن يقينا الزلل ويرزقنا حسن العمل .

أبا عمر
أثر عمر ( ربوا صبيانكم غير تربيتكم ، فإن لهم زماناً غير زمانكم ) تارة ينسب لعمر وتارة لعلي ، هكذا أجده في كتب بعض التربويين ، وبحثته بحثاً جاداً فلم أقف له على أثر ألبتة ولا عرفت له إسناداً ، ولو قيل إنه لعلي لربما يكون ، أما عمر فلا أظنه يتوافق مع شخصيته ، رضي الله عن الصحابة أجمعين ، ولعنة الله على من عاداهم ، والمعول في كل هذا على إسناد هذا الخبر ، ولعله في بطون كتب الخطيب أو ابن عبد البر ، والعلم عند الله تعالى .

محبك مؤمن
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
مؤمن آل فرعون غير متصل  
قديم(ـة) 19-08-2007, 04:35 PM   #10
البصيرية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: بــــــــــــريـــــــــــــــدة
المشاركات: 383
.
.
.


موضوع رائع يا أبا عمر




أما قولك حفظك الله :

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها أبوعمر السحيم


= ختام المطاف :
اعلم أيها الموفق أن هذا فيض فكر ، ودفق قلم ، خطه البنان ، ورقمه على القرطاس ، من غير تحرير ولا تدقيق ، بل أسلفت في البداية أن الذهن مشغول ، وأن الخاطر مكدود ،



اسمح لي أن أقول لك :

أنا لا أصدق هذه العبارة ( باللون الأحمر )

فهذه العبارات الجميلة لا أحد يقول أنها لم تحرر ولم تدقق

ولا يمكن أن تكون نتاج ذهن مشغول و خاطر مكدود



.........................
...................
..........
.....
..
.
البصيرية غير متصل  
قديم(ـة) 23-08-2007, 12:57 AM   #11
أبوثامر
عـضـو
 
صورة أبوثامر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: -- القلب بيتك وأنت وحدك سكنها --
المشاركات: 1,149
المحور الثالث : البرنامج ..
اجعل لك برنامج لك في الحياة أهدافاً معينة محددة واضحة ، واجعل طرق تطبيقها ووسائل تنفيذها واقعية يسيرة ، ولا تكن كالمنبت ، لا ظهراً أبقى ، ولا أرضاً قطع ، وإن طال بها الزمان وبعد ، ولا يكن حرصك على رؤية النتائج مؤثراً على ذلك ، فلست مطالباً بها ولا مكلفاً بذلك ، وليس عليك إلا البلاغ ، وليس النجاح مقيداً برؤية النتائج :
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده # وليس عليه أن تتم المقاصد
وقد قص الله علينا قصص أنبياءه الكرام في القرآن ، وأن ليس عليهم إلا البلاغ ، {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} ، {فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً} ، وقال الله جل جلاله في آية عظيمة تبين هذا المعنى : {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} ، فحتى لو توفاك الله ولم تر نتائج عملك فلا يضيرك هذا ، وانظر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله توفي وهو في السجن ، وأقواله ممقوتة ، وآرائه منبوذة ، ثم أذن الله لنشر علمه وفقهه ، فلا تجد كتاباً يؤلف في أي فن من علوم الشريعة إلا وفيه قولاً له ، أو رأياً له ، ولا ينصرف الذهن عند قول (شيخ الإسلام) إلا له ، وغيره كثير ، ونظرائه متعددون .
واحرص أن يكون البرنامج متنوعاً بتنوع اهتمامات طلابك ، وتعدد مشاربهم ، ولا تفرض رأيك واهتمامك عليهم ، فالله خلق عباده متنوعين في الاهتمامات والمشارب ، حتى تقوم الحياة على ذلك ، قال الله سبحانه : {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون} ، فالله خلقهم كذلك : وأنت تريد أن تجعلهم على نوع واحد !! لا يتحقق ذلك أبداً ، وهو مصادم لخلق الله وفطرته ، فاعرف حال المدعوين من طلابك ، فأول ما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين أرسل معاذاً إلى اليمن ، أن عرفه بحالهم ، وعرفه كيف يبدأ دعوتهم ، وعند رسم البرامج انتبه أن يطغى اهتمامك عليه ، وتهمل الاهتمامات الأخرى ، فميولك إلى العلم لا يعني أن تجعل جميع طلابك يحبون العلم ويميلون إليه ، وإن كان اهتمامك إلى المسابقات ونحوها أو إلى غير ذلك : فلا يعني أن تحمل طلابك على ذلك ، بل احرص على أن تلبي رغبات الجميع ، وإن كان في ذلك نوع صعوبة ، لكن الله هو المعين وحده ، ولكن على قدر الجد في هذه البرامج تكون قوة المخرجات من الطلاب ، ولا يأسرك الضعفاء كثيراً ، أولِهم اهتماماً لا يقطعهم عنك ، ولا يقطع غيرهم عنك ، واهتم بالكيف لا بالكم ، فالعبرة بصلاح العمل ولو كان يسيراً ، فليست الكثرة محمودة مطلقاً ، وليكن شعارك : {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} ، واستعن بالله ولا تعجز ، وتوكل عليه وحده فهو المعين جل في علاه .

رائع .. رائع
كم نحن بحاجة إلى مثل هذا الفيض " لافض فوك "
كثر الله من أمثالك
تحياتي ..
__________________
أبوثامر غير متصل  
قديم(ـة) 24-08-2007, 03:09 AM   #12
أراسيل سلمان
عـضـو
 
صورة أراسيل سلمان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: جسمي هنا غير أن الروح عندهم
المشاركات: 1,774
ماشاء الله تبارك الله
مقال تربوي دسم مفيد ..
لي عودة للقراءة بتمعن أكثر وإستكمال ماتبقى وقد يكون لي تعليق أخر

شكراً جزيلاً لك
__________________
[POEM="font="Arabic Transparent,5,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/.gif" border="none,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أحبّاءنا والدهرُ فَرّقَ بينَنَا= يعزّ عَلَينَا من بعِيدٍ نوَدّعُ
بعثتُ لكم والشمسَ مني تحيّةً= لتنشرَها فوقَ الحمى حين تطلعُ
وها أنا أقضي الليلَ أرقبُ رجعها= فهل لي سلامٌ منكمُ حين ترجعُ
ويا أيها البرقُ المحلّقُ في الفضَا= يطلّ على أطلالهم وَيُلَعلِعُ
بِعيشِك قل لي هل ديار أحبّتي= بها القوم صرعى وهيَ قفرٌ وبلقَعُ
فإن كان ما أنبَأتَ حقّاً فسر إذن= إِلى خالقِ الأكوان إنّك أسرَعُ[/POEM]
أراسيل سلمان غير متصل  
قديم(ـة) 25-08-2007, 05:06 AM   #13
المثمن
Guest
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 297
تم الإنتهاء من المحور الأول

ولم أترك سطرا إلاّ ومررت عليه وتأملته جيدا ..

ويعلم الله أنني استفدت كثيرا ..


لي عودة وسيتم نقل الموضوع لمنتديات آفاق

أفق المحاضن التربوية

مع حفظ حقوق الكاتب الفاضل أبوعمر السحيم


ولي عودة لتكملت القراءة


والسلام عليكم
المثمن غير متصل  
قديم(ـة) 25-08-2007, 12:22 PM   #14
أبوعمر السحيم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد ..

فأحمد الله على سلامة الأسفار .. له الحمد كله .. وله الشكر كله .. واسأل الله أن يعيننا على سفرنا إلى الآخرة ..

وأعتذر اعتذراراً شديداً يخالطه الحياء منكم على التأخر في الردود والمشاركة .. وذلك لظروف السفر .. وما إن وجدت فرصة الرد إلا واستغليتها .. فقد وصلت ليلة البارحة .. وها أنا صباح اليوم أتشرف بقراءة ردودكم وإضافاتكم .. لا حرم الله الجميع أجراً وذخراً .. آمين ..

وأشكر الإخوة الأعضاء على المرور والتفاعل .. والإضافات المفيدة الجيدة .. لا عدمناكم وفقكم الله ..

المشرف الغالي : الصمصام ..
أتشرف بأن يكون ردك هو الأول على هذ الموضوع ..
شكر الله لك هذه الإضافات المتميزة .. فقد أفدتني كثيراً كتب الله أجرك .. ولعلي أدرجها في التعديلات ..
ولا أحصي كم استفدت منك أستاذنا الفاضل .. أبقاك الله ذخراً ..

الأخ : أبو خبيب ..
جزاك الله خيراً على هذا التفاعل .. وأما نشرها فأرجو أن تتأخر قليلاً في ذلك .. لأني ما زلت أعدل فيها .. بزيادة أو نقصان .. وأعدك بأن أنزل المقال مع تعديلاته كمرفق جاهز للنشر .. فانتظرني نفع الله بك ..

الأخ : إشكالية ..
وفيك بارك الله أخينا الغالي .. أشكر لك المرور والتعقيب ..

الأخ : كاسر ليل ..
وفيك بارك الله أخينا الفاضل .. نفعك الله ونفع بك .. ورزقك رزقاً داراً .. وعملاً باراً ..

الصديق العزيز .. الزميل الوفي : وحيد المعنى ..
أهلاً بك في موضوع أخيك .. ولك سبق القدم في ميدان التربية .. وطول الباع في هذا الميدان .. فأفدتني كثيراً جزاك الله عني خيراً ..
وأثابك الله على هذه الإضافة القيمة لهذه القصة العظيمة .. ولعلي أدرجها في التعديلات ..
واسأل الله أن يستجيب دعائك وأن يكتب أجرك ..
=========
(( كيف أبها ))
كبيت العشاء الله يهديك !!
========

الأخ : الدليله
شكر الله لك تشريفي بالمرور والتقدير .. لا حرمك الله الأجر ..

الأخ : حامل الراية ..
أشكرك أيها الفاضل على تكريمي بالمرور .. وأسأل الله أن يستجيب دعاءك .. وأن يجعل لك منه أوفر الحظ والنصيب .. آمين ..

الأخ الكريم : مؤمن آل فرعون ..
حياك الله وبياك .. وجعل الجنة مثواك .. شرفني حضورك وإضافتك كثيراً ..
(أسأل الله أن يقينا الزلل ويرزقنا حسن العمل) آمين ..
وهذا الأثر: كان الأصل ألا يكتب ولا غيره إلا بنسبة إلى مصدر .. ولكن علل ذكرتها في المقدمة حالت دون ذلك .. وأعدك ألا أنزل النسخة المعدلة إلا بسنبته أو حذفه ..
اسأل الله أن يثيبك .. وأن يصلح عملك .. وأن يطهر قلبك .. آمين ..

الأخ : البصيرية ..
من روعة الموضوع .. مرورك عليه ..
ولا أدري ما قولك : لا أصدق !!
وبرهان ذلك ساطع كالشمس .. ألا ترى إضافات واستدراكات الإخوة الفضلاء على الموضوع ؟؟
فلو كان محررا مدققاً لما صار كذلك .. كما أني ما زلت أحرر فيه .. بزيادة أو نقصان .. أو تحرير بتغيير مكان ..
اسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .. إنه سميع مجيب ..

الأخ : أبو ثامر ..
كتب الله أجرك .. وشكر سعيك ..
وزاده روعة .. مرورك الكريم ..

الأخ : آراسيل سلمان
(شكراً جزيلاً لك) على التعليق ..
حياك الله وبياك في كل قراءة تقرؤها .. وفي كل تعليق تكتبه .. وفي كل تعديل تضيفه ..
لا حرمك الله الأجر والنفع ..

الأخ : المثمن ..
اسأل الله ألا يحرمك أجر النفع والانتفاع ..
وأرحب بك كثيراً في كل عودة تعودها .. فالموضوع يحتاج إلى تعقيبات وتعديلات .. وإضافات واستدراكات ..
وأما نقل الموضوع ونشره : فإني أرجو التأني في ذلك .. كما قلتُ للأخ : أبي خبيب : (لأني ما زلت أعدل فيها .. بزيادة أو نقصان .. وأعدك بأن أنزل المقال مع تعديلاته كمرفق جاهز للنشر .. فانتظرني نفع الله بك ..) .. ولأني سأعرضها على بعض أهل الرأي من المربين .. حتى تكون المادة أولى وأحسن ..

...... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ؛؛
...... ودلهم على طرق الخير وسبل التقوى ؛؛
...... إنه سميع قريب مجيب الدعا ؛؛
أبوعمر السحيم غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)