بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أكلما اشـتهـيت اشـتريت ؟ " دعوة لوعي أكثر في الإستهلاك "

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-09-2007, 12:35 PM   #1
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
أكلما اشـتهـيت اشـتريت ؟ " دعوة لوعي أكثر في الإستهلاك "



( دعوة لوعي أكثر في الإستهلاك ، بمناسبة قرب الشهر الكريم " أسأل الله أن يبلغنا إياه " )

يقول الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين )
ويقول سبحانه : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )
ويروى ( من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت )

وروى الواحدي أن أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه مر على جابر بن عبدالله ، وقد اشترى جابر لحماً من السوق لأهله ، فقال عمر : يا جابر ما هذا ؟ قال : لحمٌ يا أمير المؤمنين
قال: أتأكل اللحم دائماً ؟ قال: اشتهيته " يا أمير المؤمنين " فاشتريته
قال: أكلما اشتهيت اشتريت؟!
والذي نفسي بيده ، إني لأعلمكم بأحسن المطاعم ، لكن أخشى أن أعرض على الله مع قومٍ قال فيهم: ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا )

نأخذ المعنى الأول لهذا وهو جانب الاستهلاك الغذائي
في ظل توفر المادة ، وما لذ وطاب من أطايب الطعام الذي جلب من كل أقطار العالم ، إضافة إلى نعيم الصحة والأمن والفراغ ، كل هذه التغيرات الاقتصادية كانت سبباً رئيساً في تغير كثير من عاداتنا الاجتماعية بما فيها الجانب الغذائي والاستهلاكي بشكل عام
إن مقاومة رغبة و شهوة الأكل في مثل هذا المناخ ليس من الأمور اليسيرة ، بل تحتاج إلى جهد ومجاهدة وصبر و مصابرة ، ويقين أكيد بما عند الله من أجر ومثوبة لمن صبر وامتثل ، ولاشك أن إخلاص النية في رعاية صحة البدن يصير ذلك عملاً صالحاً يؤجر المسلم على فعله
كما أن فيه إهتماماً بأناقة المظهر وجمال الشكل ، بعيداً عن كروش كان السبب الأول فيها هو " كل ما اشتهى اشترى " ، ومن شاهد كيف تفاعل الناس مع ارتفاع أسعار الأرز بشكل خاص دون غيره ، يدرك أن ثورة الأرز تلك وهذا الغضب الشعبي نابع من مثل شعور صاحبي ذو الكرش المتدلي ، الذي يقول : " تخنقن العبرة إذا شفت نثرية أبو كاس ...... أخشع مااا أقدررر أقاوم "
وبالقدر الذي نعطف فيه على الفقير وما يذوقه من ويلات الجوع ، لابد من رثاء لمن حصر متع الحياة في شهوة كالبطن ..
لابد أن نرثيه مبكراً لأن ابن خلدون يقول : " الهالكون في المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق لا الجوع الحادث اللاحق "
هذا الجانب تتمثل خطورته في تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه "
وهذا حث للمؤمن على قلة الأكل ، ففيه تحاش لما يسببه الشبع من رضوخ للشهوة وقسوة للقلب
وكان من دعائه المبارك صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا )
فقط مجرد " القوت " من الرزق
وقد شبه الله عز وجل الكفار بالأنعام في قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )
ويروى عن عائشة " رضي الله عنها " : " أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشّبَع ، فإن القوم لما شبعت بطونهم سَمنت أبدانهم ، فضعفت قلوبهم ، وجمحت شهواتهم "
وينقل السيوطي تحذير أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه " إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه "

ومما يستحق الإشارة إليه هنا كثرة انتقاد الناس للأكل والطبخ وأنواع الطعام ، فتجده يقول عن ذاك المنتج من الأكل " شييين " أو " طبخه يحوم التسبد " أو " كرم الله النعمة " على سبيل التقليل من الأكل ، إلى غير ذلك من أساليب إعابة الطعام ، مع أن خير البشر عليه الصلاة والسلام ماعاب طعاماً قط ، ففي حديث أبي هريرة في الصحيحين : " ماعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، كان إذا اشتهى شيئا أكله ، وإن كرهه تركه "
يقول الشيخ محمد الغزالي : لقد قرأت عن عدة من كبار القادة فوجدتهم يتناولون مقادير كبيرة من المنبهات والمقويات ، ويستهلكون مقادير أخرى المآكل والمشارب، على حين رأيت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج ٍالى طعام فيؤتي له بخل فيغمس فيه اللقيمات المتاحة وهو راض يقول : (( نعم الاٍدام الخل))، أولعله لايجد شيئا فينوي الصيام اٍلى الغروب
ويقول ابن القيم " رحمه الله " :" وكذلك كان هديُه صلى الله عليه وسلم وسيرتُه في الطعام ، لا يردُّ موجوداً ، ولا يتكلف مفقوداً ، فما قُرِّبَ إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافَه نفسُه ، فيتركَه من غير تحريم ، وما عاب طعاماً قطُّ ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ، كما ترك أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ، ولم يكن يردُّ طَيِّباً ، ولا يتكلفه ، بل كان هديه أكلَ ما تيسر ، فإن أعوزه صَبَرَ حتى إنه ليربِطُ على بطنه الحجر من الجوع ، ويُرى الهلالُ والهلالُ والهلالُ ولا يُوقد في بيته نارٌ " انتهى كلامه باختصار

أما لو أخذنا الجانب الاستهلاكي في الكماليات والماديات فلا تسل يا صاحبي
يجب علي أن أشتري كل ما اشتهي ، من ملابس " ماركات عالمية " ، وسيارة فارهة أقصم ظهر مرتبي بأقساطها ، على أن أسددها في سنين عدداً
لا أنسى ذلك الشخص الذي أتى إلي حينما كنت أقوم بمهمة بائع في محل اتصالات كنت أملكه ، قريبي هذا أعرف أنه " منتف " اشترى جوالاً بقيمة تفوق دخله الشهري الذي اعرفه جيدا !
البعض أصبحت سعادته في مثل هذا النوع من الاستهلاك الروتيني الشكلي " المكلف " فتجده يحسد التاجر أو يغبطه على تجارته لمجرد أنه يستطيع اقتناء تلك الماركات أو السيارات الفارهة ! ، ومع هذا أظن أننا ننفق نصف ما ننفق أو يزيد في كماليات ليست بذات ضرورة ملحة في المعيشة
والمصيبة الأعظم في كل هذا أننا غير منتجين ، ولو كان مانستهلكه من مخرجات صناعتنا المحلية لهان الأمر
ولعل دوافع ذلك جوانب نفسية وثقافية واجتماعية يطول الحديث فيها ، ولا ننسى البهرج الخداع " الدعاية "

أما أهم ما نستهلك بشكل مقيت ومذموم فهو الوقت
الوقت أنفس ماعنيت بحفظه ** وأراه أهون ماعليك يضيع
ليت من أفنوا حياتهم بالاستراحات والقيل والقال ، أدركوا ولو للحظة شرف الوقت
ليت الذين يقضون الساعات على شاشات التلفزيون على مسلسلات سخيفة وبرامج منحطة رعوا أنهم مسئولون عن هذا الوقت ، واستثمروا أوقاتهم في بناء ذاتهم وعقولهم الجامدة
من حولوا أبنائهم إلى جمادات مسكونة بأحلام وخيالات البوكيمون أو أبطال النينجا ، ليتهم أحسوا بعظم التربية ، وبأن وقت هؤلاء الصغار نفيس أيضاً ولكنه بحاجة أن يوظف باتجاه ما ينمي قدراتهم ويوسع مداركهم
ليت ،، وليت ،، وليتني ،، و ياليت قومي يعلمون

اللهم ارزقنا شكر نعمك التي لا تحصى

دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  


قديم(ـة) 02-09-2007, 02:27 PM   #2
ما أجمل الاخلاق
عـضـو
 
صورة ما أجمل الاخلاق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 909
اخي الناقد 1
بارك الله لك وعليك بكل حرف سطرته اناملك
كثيراً ما نسعى الى امتلاك وشراء اشياء روتينية وليست من اساسيات الحياة ولكن نظرتنا اليها والى امتلاك البعض لها جعلتها من اساسياتنا والتي لا يمكن ان نستغن عنها
لا شك ان الله يحب ان يرى نعمته على عبده ولكن في المقابل نهى الله سبحانه وتعالى عن الاسراف وتوعد صاحبه
ان المتأمل في واقعنا وحياتنا ومجتمعنا يرى العجب والتناقض
فتجد الشخص بلا عمل ولا دخل له من المال ويمتلك ويجدد كثير من كماليات الحياة والعكس تجده ممن من الله عليه بنعمه ووفره في المال ولكنه شكر هذه النعمه وعرف كيف يوجهها
كثيرة هي المواقف التي تجعل الحليم حيرانا
لقد طغت علينا الماديات وحب التقليد ولو على حساب الاقساط واثقال الكواهل بالديون

اخي لك مني كل شكر وتقدير ..............
ما أجمل الاخلاق غير متصل  
قديم(ـة) 02-09-2007, 02:39 PM   #3
الأعمش
عـضـو
 
صورة الأعمش الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: في زمن الغربة
المشاركات: 836

أشكرك على هذه الكلمات الرائعة

لا عدمناك ولا حرمناك
الأعمش غير متصل  
قديم(ـة) 03-09-2007, 03:33 PM   #4
خباب النجدي
عـضـو
 
صورة خباب النجدي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 327
حينما تذهب الى احد الأسواق الغذائية وتجد كيف اصبح الناس فتستغرب وتضن انك أخطأت الطريق واتجهت الى إحدا المطارات لأنك لا تكاد ترى شخص يمشي إلا ويدفع امامه عربة مليئة لكن بماذا مليئة انها مليئة بما لذ وطاب من الأطعمة فهنا تيقن جيدا كيف هؤلاء استقبلوا رمضان وتعلم ان الذي استقبل رمضان ليست أفئدتهم وأرواحهم بل بطونهم وشهواتهم
__________________
قل للطبيب تخطفه يد الردى ...يا شافي الأمراض من أرداك
وقل للصحيح يموت لا من علة ... من يا صحيح بالمنايا دهاك
وقل للمريض نجا وعفي بعدما ... عجزت فنون الطب من عافاك
وقل للأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام ... من يا أعمى يقود خطاك
وقل للجنين يعيش معزولا... بلا راع ولا مرعى من الذي يرعاك
وقل للوليد أجهش لدى ... الولادة بالبكاء ما الذي أبكاك
وإذا رأيت الثعبان ينفش سمه... فقل للثعبان من ذا بالسموم حاشاك
وقل له كيف تعيش أو تحيى ... يا ثعبان وهذا السم يملأ فاك
خباب النجدي غير متصل  
قديم(ـة) 03-09-2007, 11:54 PM   #5
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410

ما أجمل الأخلاق
كنت قبل سنوات في عمق صعيد مصر ، حيث الفقر بأقسى صوره
تمنيت أن يكون برفقتي بعض من الأصحاب ليروا الكلب " أعزك الله " الذي يستمتع بأكل الخبز !
بينما في بلدي يمتنع عن أكل اللحم البايت الذي يحلم به جياع الآدميين في نجوع الصعيد
ياليت قومي يدركون أن هذه النعم التي يرفلوا بنعيمها ، ماهي إلا حالة نعيم إستثنائية ، إن شكروها قرّت وإن كفروها فرّت
وحين تفرّ سيقعون في حرج مع بطونهم التي تعودت الشبع
و ابن خلدون يقول : " الهالكون في المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق لا الجوع الحادث اللاحق "
شكراً لاضافتك أيها العزيز

الأعمش
لي سعد حضورك

العزيز أبا محمد
لعل في كأس الحرف ما ننتشي به في سكرتنا تلك
نغاث بحرف منك يوماً فننتشي ** وتخضر قيعان الهوى بتهلل
شرفني تواصلك أيها العزيز

أخي خباب
المشكلة أن مايرمى أكثر مما يؤكل !
ممتن لتواصلك يابن الكرام

دام الجميع بود
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)