[sss_5]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
** حكم السفر إلى بلاد الكفر 0
فنقول : السفر إلى بلاد الكفار لايجوز إلا بثلاثة شروط :
الشرط الأول : أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات 0
الشرط الثانى : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات 0
الشرط الثالث : أن يكون محتاجاً لذلك 0
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لايجوز السفر إلى بلاد الكفار لما فى ذلك من الفتنه أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالأ كثيرة فى هذة الأسفار 0
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقى علم لايوجد فى بلده وكان عنده علم ودين على ماوصفنا فهذا لابأس به0
وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة وبإمكانه أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها على شعائر الإسلام ، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت بلاداً سياحية في بعض المناطق فبإمكانه أن يذهب إليها ويقضي زمن إجازته فيها0
وأما الإقامة في بلاد الكفار فإن حطرها عظيم على دين المسلم ، و أخلاقه ، وسلوكه ، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ماذهبوا به ، رجعوا فساقاً، وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان – والعياذ بالله – حتى صاروا الى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم والاحقين ، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك0
فالإقامة في بلاد فيها من شرطين أساسيين :
الشرط الأول : أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان ، وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ ، وأن يكون مضمراً لعدواة الكافرين وبغضهم مبتعداً عن موالاتهم ، ومبحتهم ، فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان بالله قال تعالى( لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) وقال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم 00)الايه
وثبت في الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم : ( أن من أحب قوماً فهو منهم ، وأن المرء مع من أحب )0
ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطراً على المسلم لأن محبنهم تسلتزم موافقتهم واتباعهم ، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب قوماً فهم منهم )0
الشرط الثاني : أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع ، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ، فإن كان لايتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ ، قال المغني في الكلام على اقسام الهجرة : أحدهما من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إضهار دينه ، ولاتمكنه من إقامه واجبات دينه مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجرة

*الإقامة للدراسة : أن يقيم للدراسة وهي من جنس ماقبلها إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه ، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه ، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمتهه وهم قليل ، ثم أن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدى ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف والضلال 0 والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم فيشترط فيه بالإضافة إلى الشرطين الأساسين شروط :
1- أن يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار وينظر الى المستقبل البعيد فأما بعث الأحداث ( صغار السن ) وذوي العقول الصغيرة فهو خطر عظيم على دينهم ، وخلقهم ، وسلوكهم ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها السموم التي نهلوها من
أولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع ، فإن كثيراً من أولئكم المبعوثين رجعوا منحرفين في ديانتهم ، وأخلاقهم وسلوكهم وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذة الإمور ماهو معلوم مشاهد ، وما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضارية 0
2- أن يكون عند الطالب من علم الشريعة مايتمكن به من التمييز بين الحق والباطل ، ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل 0
3- أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق 0
4- أن تدعو الحاجة إلى العلم الذى أقام من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يجود له نظير في المدارس في بلادهم ، فإن كان من فضول العلم الذي لامصلحة فيه للمسلمين أوكان فى البلاد الإسلامية من المدارس نضيره لم يجز أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما فى الإقامة من الخطر على الدين والأخلاق وإضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة0
ملاحظة : الفتوى كاملة فى شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عثمين0

[فتح مبين]

جزاك الله خيراً على هذه الفتوى القيمة
ورزقك جنات الفردوس
. واصل .
. .

[محب ابن تيـميـة]

جزاك الله خيرا .

[sss_5]

فتح مبين : وانت كذلك أخى الكريم0
محب ابن تيمية:وإياك0