[أبو سليمان الحامد]

أخي هل حفظت سورة البقرة ؟
إن كنت حفظتها فاشكر الله على هذه النعمة , واسأله التوفيق والرشاد , وإن لم تكن حفظتها فاسأل الله العون على حفظها , فهي سورة عظيمة جاءت بفضلها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم , وما عليك إلا أن تفتح تفسير ابن كثير – في أول سورة البقرة – لترى الأحاديث التي أوردها الحافظ في فضلها , وعظيم شأنها , ولعلي أشير إلى شيء منها :
الحديث الأول : قال صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا بيوتكم قبوراً , فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان " أخرجه أحمد ومسلم والنسائي والترمذي .
الحديث الثاني : قال صلى الله عليه وسلم : " تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة , ولا تستطيعها البطلة " أي السحرة . أخرجه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه .
الحديث الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه , اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران , فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان , أو غيايتان , أو كأنهما فِرْقان من طير صوافّ تحاجان عن صاحبهما " أخرجه أحمد ومسلم .
ولعظم شأنها قال ابن مسعود لما رمى جمرة العقبة : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة . أخرجه الشيخان .
هذا غيض من فيض في فضل هذه السورة العظيمة , ولو تساءلنا عن سر هذه العظمة في هذه السورة لوجدنا أنها تكمن والله أعلم فيما يلي :
1- طول السورة , حيث إنها أطول سورة في القرآن , وعدد آياتها ( 286 ) آية , وهي تشمل جزأين وثلث جزء تقريباً , وعدد أوراقها ( 24) ورقة أي ( 48 ) وجهاً بالمصحف المدني والشامي .
2- كثرة ما فيها من الأمر والنهي والأخبار , وقد نقل ابن كثير عن بعض العلماء قوله : " وهي – أي البقرة – مشتملة على ألف خبر , وألف أمر , وألف نهي " .
3- اشتمالها على معظم ما جاءت به الشريعة من عقائد , وأخبار , وآداب , وأحكام .
فالعقائد : يوجد فيها توحيد الربوبية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (21) {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (22) سورة البقرة.
وتوحيد الألوهية : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) سورة البقرة
وتوحيد الأسماء والصفات , وهذا ظاهر في أسماء الله وصفاته التي ورد ذكرها في سورة البقرة .
وفيها ذكر أركان الإيمان : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , والإيمان بالغيب . {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (3) سورة البقرة {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (4) سورة البقرة {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة .
- فيها بيان قدرة الله على إحياء الموتى وذلك من خلال خمس صور حية ( قصة أصحاب البقرة , وقصة بني إسرائيل الذين سألوا أن يروا الله جهرة {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (55) سورة البقرة {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (56) سورة البقرة , وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت , وقصة إبراهيم عليه السلام مع الطير , وقصة العزير الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) .
- فيها ذكر القصص , وخاصة قصص بني إسرائيل مع نبي الله موسى , وقصة إبراهيم وبناء الكعبة , وقبل ذلك قصة بدء الخلق مع أبينا آدم عليه السلام ., وقصة طالوت وجالوت .
- فيها ذكر الحوار مع أهل الكتاب ومناقشة عقائدهم الفاسدة , وبيان عداوتهم للمسلمين ( وذلك من خلا النصف الثاني من الجزء الأول , حيث يدور في مجمله حول هذا الموضوع ) .
- فيها تقسيم الناس ثلاثة أصناف : مؤمن , ومنافق , وكافر ( من أول السورة – حتى الآية (20) .
- اشتملت هذه السورة على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي , وفضلها لا يخفى على أحد .
- فيها تفصيل الشرائع الإسلامية , والحديث عن أركان الإسلام بالتفصيل : ( الصلاة , الزكاة , الصوم , الحج ) .
- فالحديث عن الصلاة مبثوث في السورة في أكثر من موضع سواء في فضلها أم في بعض أحكامها , وكذلك الحديث عن القبلة وقصة تحويلها من بيت المقدس إلى البيت الحرام :
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} , في هذه الآية حديث عن الصلاة والزكاة .
{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} (43) سورة البقرة . الحث على الصلاة وخاصة صلاة الجماعة .
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة ( أمر بالمحافظة على الصلاة , والتأكيد على الصلاة الوسطى ) .
{فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } (239) سورة البقرة ( الحديث عن صلاة الخوف والأمن ) .
وورد فيها الحديث عن التطهر والطهارة : { ِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة .
- جاء التفصيل بآيات الزكاة والإنفاق في سبيل الله ( في الجزء الثالث ) من قوله تعالى : {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة إلى قوله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (274) سورة البقرة .
- جاء تفصيل آيات الصوم ومشروعيته وأحكامه في الجزء الثاني من قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة إلى قوله تعالى : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (187) سورة البقرة ( ونرى في هذه الآية الحديث عن أحكام ليلة الصيام , وزمن الصيام , والحديث عن الاعتكاف وأحكامه ) .
جاء تفصيل أحكام الحج من قوله تعالى : {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ .......}الآية (196) سورة البقرة إلى قوله تعالى : {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ...} الآية (203) سورة البقرة .
- جاء فيها ذكر أحكام الجهاد والغزو كقوله تعالى : {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة , وقوله تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة .
- جاء فيها ذكر الجراحات والقصاص : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (178) {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) .
- جاء فيها ذكر الوصية وأحكامها ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ ... ) (180 ){فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (181) سورة البقرة .
- جاء فيها تفصيل المأكولات وما يحل منها وما يحرم قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (173) سورة البقرة .
- جاء فيها تفصيل الحياة الأسرية , وما يتعلق بأحكام النساء من حيض , وجماع , وطلاق ( آيات الطلاق في الجزء الثاني ) وخلع , وعدة , وحداد , ومهر , ومتعة .
- جاء فيها تفصيل القضايا المالية من بيع وشراء , وأحكام الربا , وأحكام الدَّيْن ( آخر السورة ) .
- جاء فيها ذكر الخمر وشيء من أحكامها {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219) سورة البقرة .
- ورد فيها بيان حرية الديانة ابتداء {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) سورة البقرة
- ورد فيها لفظ ( يسألونك ) ست مرات كلها في الأحكام الشرعية .
- جاء فيها ذكر كثير من الآداب الشرعية كبر الوالدين وصلة الأرحام والعطف على المساكين والوفاء بالعهد , والصبر عند الشدائد قال تعالى : {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة .
- جاء فيها الوعيد الشديد لكتمان العلم وإنكار نعمة الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (159) سورة البقرة .
- بعد كل هذه الأحكام ختمت السورة بقوله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (286) سورة البقرة . لبيان رحمة الله بعباده وأنهم مع هذه التكاليف الشرعية فإنهم لا يكلفون منها إلا ما يطيقون , وأن غير مؤاخذين إن أخطئوا أو نسوا , فلله الحمد والمنة , وسبحان من أنزل هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
- إضافة إلى أن كثيراً من آيات المتشابه في القرآن لها أصل في سورة البقرة , ويعرف ذلك كل من حفظ كتاب الله , وقد أشار إلى ذلك الجديعي في كتابه عن المتشابه القرآن وكيفية ضبطه ( أرجو ألا أخطئ في اسم الكتاب أو مؤلفه لأني بعيد العهد عنه ) .
- هذا ما فتح الله علي ذكره مما اشتملت عليه هذه السورة العظيمة , وما أدركت من أسرار هذه السورة إلا كما يدرك الطائر من البحر إذا أخذ الماء بمنقاره , فانظر يا أخي الكريم كم سيحصل لك من العلم العظيم حين تحفظ هذه السورة , أو تكثر من قراءتها .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

[مجموعة مشاعر]

اللهم اعنا على حفظ البقرة وال عمران
جزاك الله كل خير

[شعلة بريدة ستي]

جزاك الله كل خير

[أبو سليمان الحامد]

شكرا لمشاركتكم أحبتي :
وأحب أن أضيف أيضاً :
- ورد في سورة البقرة ذكر أحكام الرضاعة قال تعالى : {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (233) سورة البقرة
- ورد النهي عن كثير من الذنوب العظام كالقول على الله بغير علم , والفواحش , والفساد في الأرض , ونقض العهد , وقطع الأرحام : {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (169) سورة البقرة , {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (27) سورة البقرة , {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة . والله أعلم

[تغاريد نجد]

الله يبارك بعمرك ويرفع قدرك ويزيدك علما ويحسن خاتمتك

[البارع]

شكراً أخي

وأسأل الله أن يعينني على إتمام حفظها

.

[أبو سليمان الحامد]

شكرا لكم أحبتي على مشاركتم وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

[ALZAEEM]

شكراً لك اخي