بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الرسول عليه السلام يقول صوموا لرؤيته والزعاق يقول اتركوا الرؤية واثبتوا الشهر بالحساب

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-09-2007, 02:24 AM   #1
ناسف
عـضـو
 
صورة ناسف الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
البلد: جزيرة العرب
المشاركات: 278
الرسول عليه السلام يقول صوموا لرؤيته والزعاق يقول اتركوا الرؤية واثبتوا الشهر بالحساب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
الاخوة الفضلاء اعضاء وزوار هذا المنتدى المبارك استهل هذا الموضوع باحاديث لخير البرية محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه
1/ قال صلى الله عليه وسلم : << صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً>>.
2/ قال صلى الله عليه وسلم : << صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين >>
3/ وقال صلى الله عليه وسلم : << إنما الشهر تسع وعشرون ، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غم عليكم فاقدروا له >>.
هذه الأحاديث النبوية صريحة الدلالة على أن السبب الشرعي لبداية شهر رمضان هو رؤية هلال رمضان او اكمال شعبان ثلاثين .
وأن السبب الشرعي لعيد الفطر هو رؤية هلال شوال او اكمال رمضان ثلاثين .

بعد هذا استأذنكم بأن ألوث عقولكم وقلوبكم بكلام لأحد نكرات بريدة .

الحسابات الفلكية هي المخرج الأوحد من نفق مشكلة إثبات الشهور بالرؤية
http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=437

عندما تقوم المجتمعات البشرية تصطدم دائما بضرورة أساسية وملحة ألا وهي تنظيم المكان والزمان وعند قيام المجتمع الإسلامي عمل على تنظيم الزمن عن طريق القضاء على الفوضى التي كانت تعتريه في الجاهلية ووضع المعالم العامة والكفيلة بهداية المجتمع إلى الحلول الأكثر نجاعة لضبطه فكرس كون حركة الأفلاك الوسيلة الضابطة للزمن في كثير من الآيات الصريحة قال تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار) وقال تعالى (وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب )
ولم تكن الشمس والقمر ليحتلا هذه المكانة الهامة من حياة الإنسان لو لم تكن حركتهما منتظمة قابلة للحساب والتنبؤ وقد نص المولى عز وجل على ذلك فقال ( الشمس والقمر بحسبان )وقال (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)
والشريعة الإسلامية شريعة شمولية وصالحة لكل زمان ومكان الأمر الذي جعلها تمتاز باختزانها لقدرة التحرك التشريعي، مما يجعلها قادرة على مواكبة التغيّرات الزمانية والمكانية التي تطرأ، وبشكل بديهي، على الفرد والمجتمع إذ أنها شريعة شاملة لكل أوجه الحياة .وقد أنيط أمر الكشف عن هذه القدرة بمجموعة من الأشخاص المختصين في أمور التشريع الإسلامي هم "الفقهاء" الذين يتمتعون بقدرة استخراج الأحكام من نصوصها الشرعية، بأدلة وأساليب خاصة،وهذا يتطلب من الفقيه المعرفة العميقة بالنصوص الشرعية والاحاطة ب(مقاصد الشريعة) و(القواعد الفقهية) و(المذاهب الإسلامية)إضافة إلى الإحاطة العميقة بواقع ما يريد أن يتصدى للفتيا له وذلك عن طريق استشارة الخبراء فيه لأنه الواسطة بين النص والحادثة وإذا كان واقع الفقهاء السابقين محدودا فإن الواقع المعاش من الضخامة والتعقيد والشئآكة ما ينوء بمعرفته الجماعة من الفقهاء مجتمعين فضلا عن الفقيه الواحد فنوازل العصر ومستجداته ومشكلاته أكثر وأعمق من أن يتصدى لها فقهاء بلد واحد من بلدان العالم الإسلامي وهذا ما اصطلح على تسميته ب"الاجتهاد".
إن هذا التحرك التشريعي تخضع له مجموعة من القضايا الفقهية... وما يهمنا هو تقسيمها من حيث تاريخية حكمها. حيث نلاحظ أن هناك نوعين من القضايا من هذه الناحية، وهما:
- قضايا قديمة: وهي قضايا ظهرت في العصور الماضية، ودرسها الفقهاء السابقون واجتهدوا بها كل بأسلوبه، وأعطوا فيها أحكاماً واضحة، كل حسب رأيه. ووصلت هذه الأحكام إلينا.
- قضايا مستحدثة: وهي قضايا ظهرت في عصرنا الحالي وما زالت محلاً للنقاش والجدل، ولم تعط فيها أحكام واضحة، كقضية الاستنساخ وتفاصيلها أو قضايا التلقيح الصناعي.. والسفر بين الكواكب وما يتعلق به من أحكام شرعية... وغيرها.
وبين هذه وتلك يجد المرء بعض (القضايا الممتدة) وهي القضايا التي تطول دراستها، وتمتد عبر عصور طويلة، وتبقى قابلة ما في ذاتها لإعطاء حكم شرعي جديد فيها، وذلك بعد تغّير تفاصيلها وزوال عللها الأولى. فمثلاً يمكن أن تكون قضية ما محرمة، في العصور السابقة، يتغير الحكم فيها إلى الحلية، بعد زوال علة تحريمها. ويمكن أن تكون قضية ما محللة، ثم تحرم لدخول علة فيها تستدعي ذلك.
وما ورد في مسألة التصوير حيث نهى الرسول (ص) عن ذلك، وقد تنوعت آراء الفقهاء في فهم هذا (النهي) فمن قائل بالحرمة، وقائل بالكراهة، إلى مفصل بين رسم كامل، ورسم ناقص، أو رسم مسطح، ورسم مجسم.. ولكن ورغم هذه الفروق، فقد اتفق الجميع على أنه لا بأس بالتصوير الفوتوغرافي المعروف في عصرنا، وذلك لاختلاف الموضوع بين التصويرين (القديم والحديث). ولم يشذ في هذا الأمر إلا بعض الفرق السلفية التي تمسكت بظاهر الحديث وتقف على حدود ظاهر النص ، وحرمت التصوير بكافة أنواعه!! والراصد لهذا يدرك بجلاء أن هذا يعود إلى بساطة الأحكام التشريعية وموائمتها وتناغمها مع المجتمعات الإنسانية مهما كانت ثقافتهم وهذا مصداقا لقول المولى (وما جعلنا عليكم في الدين من حرج)
ومن القضايا الممتدة إثبات الشهور الشرعية عن طريق الرؤية الفلكية فقد كانت تطرح منذ القدم إلا أنه في العصر الآني أصبحت تطرح بقوة وذلك بعد التطور الذي أحرزه العلم باختصاصاته المختلفة وخاصة علم الفلك الذي قفز قفزات هائلة في القرون الأخيرة بفضل التقدم في العلوم النظرية التي يقوم عليها كالرياضيات والفيزياء، بحيث صار من الممكن اليوم عمل ما كان في السابق من الأمور التي لا تخطر على بال، وكان علماء المسلمين من السباقين في مضماره وكانت لهم فيه جهود لا تنكر، وعلم الفلك تحول إلى أكثر العلوم حداثة الأمر الذي جعل أكبر الدول تتسابق في ميادينه بأعلى الميزانيات وأحدث الأجهزة،وعدم استغلالنا للتقنية التكنولوجية يوقعنا في مآزق شتى قال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان في جريدة الوطن السعودية في عددها 1594"توفر وسائل التقنية الفلكية بين يدينا ثم إعراضنا عنها يدل على تخلفنا الفكري والعقلي"
ويرى كثير من علماء المسلمين اليوم جواز استخدام حساب الفلك في اعتماد رؤية أهلة الشهور، لأن المصلحة العامة تقتضي ذلك حفاظا على هيبة قرار رؤية الهلال وإجلالا للمناسبات الكريمة التي ينتظرها مئات الملايين من المسلمين.واعتماد الحساب الفلكي لرؤية الأهلة هو تطور طبيعي لعلوم الإنسان التي وهبها الله له عز وجل وأخبرنا بها في كتابه الكريم. ولكن الحق عز وجل يبين لنا أيضا أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وأن «الرسوخ» في العلم هو رسوخ مكمل ومتتالي لا بجزء من العلم فقط فيجب علينا استخدام العقل في حل مشكلة الأهلة ويؤيد هذا ما نلاحظة من أن الآيات التشريعية والكونية تذيل بـ (لآيات لقوم يعقلون)(لعلكم تعقلون)، وهي دعوة صريحة للنظر والتعقل في التعامل مع آيات الله تعالى الكونية والتشريعية على السواء. قال تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ومآ أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)وقال تعالى: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون (وقال تعالى(ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون(
والأخذ بالحساب الفلكي في إثبات أهلة الشهور قال به جمع غفير من العلماء المعاصرين والقدماء ولقد كان الفضل للتابعي الجليل مُطَرّف بن عبد الله الشِّخّير (ت 78هـ) في أنه أول من قال بالحساب طريقا شرعيا لإثبات الرؤية، ثم قال بذلك بعده ابن مقاتل الرازي (من أصحاب محمد بن إسحاق الشيباني تلميذ أبي حنيفة)، والقاضي عبد الجبار (المعتزلي)، وابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، وابن شريح الشافعي (ت 301هـ) الذي اعتبر مجدد المئة الثالثة وأول من قال من الشافعية بالحساب، وتلميذه القفال الكبير الشاشي الشافعي، ثم ابن دقيق العيد، فالسبكي الشافعي (756هـ ) الذي ألف بحثا مستقلا سماه : "العلم المنشور في إثبات الشهور"، دافع فيه بقوة عن رأيه في رد الشهادة بالرؤية إذا خالفت مقتضى الحساب الصحيح، وقد رجح هذا القول كثير من الشافعية وهو قول عند المالكية.
كما يعود الفضل أيضا لـ طنطاوي جوهري بوصفه أول من أثار المسألة في القرن العشرين، معتبرا الحساب في الإثبات حجة، وصنف رسالة "الهلال" يستدل فيها على رأيه عام 1913م، وكان للشيخ محمد مصطفى المراغي (رئيس المحكمة الشرعية العليا) رأي كرأي السبكي يرد شهادة الشهود إذا نفى الحساب إمكانية الرؤية (حوالي 1925م). ثم تبنى السيد محمد رشيد رضا عام 1927م العمل بالحساب ودافع عنه، وجاء الشيخ محمد بخيت المطيعي (مفتي الحنفية) فاقتفى تلك الآثار وصنفَ في ذلك كتابا ضخما عام (1933م) بعنوان: "إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة"، ثم الحافظ ابن الصديق الغماري 1953م، الذي صنف كتابا أسماه "توجيه الأنظار لتوحيد المسلمين في الصوم والإفطار".
كما يعتبر أحمد محمد شاكر (المحدث) أشهر من قال بالحساب في رسالته المدونة: "أوائل الشهور العربية هل يجوز إثباتها بالحساب الفلكي؟" عام 1939م، واشتهر من بعده عدد من كبار الفقهاء المعاصرين، من أمثال العلماء: محمد فتحي الدريني، ومصطفى أحمد الزرقا، ويوسف القرضاوي,وعبد الله المنيع وعبد الوهاب أبو سليمان عضوا هيئة كبار العلماء والشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار الشرعي وغيرهم كثير
واستدل أصحاب هذا الرأي على أدلة منها
1. الرؤية ظنية والشهود ليسوا معصومين من الخطأ والحساب الفلكي الحديث قطعي و نسبة احتمال الخطأ في تقديراته (1- 100000) في الثانية.والعين البشرية ينتابها أخطاء، ويصيبها خداع وأوهام وخاصة في عصرنا الحديث ويعزز ذلك ما أصاب الأجواء من تلوّث بالغبار والدخان، وما يجول في السماء من أقمار صناعية ومركبات فضائية وطائرات وغيرها، دون أن ننسى الإشارة إلى العوامل الطبيعية والفيزيائية وحتى البيولوجية والنفسية. وهذه الأخيرة هي الأهم إذ "أن أكثر حالات خداع البصر تعتمد كلياً على أننا لا نكتفي بالنظر إلى الأشياء فقط، بل ونحكم عليها بلا وعي، وهكذا ندفع أنفسنا إلى ارتكاب الخطأ بصورة لا إرادية" وقد أشارت الأبحاث والدراسات العلمية إلى تلك الظاهرة وأفاضت في التعرض لها وفي دراسة أسبابها، كذلك وردت إشارات إليها في كتب السّيَر، ففي المجال العلمي هناك عدد كبير في الأمثلة والتي لا مجال لحصرها هنا، ومنها مثلاً مشاهدات الصحون الطائرة التي خضعت لدراسات علمية تمت على 13،000 حالة وظهر أن 90% من هذه الحالات أي 11700حالة، هي ظواهر صناعية أو طبيعية أو تأثيرات آنية في العين (مجلة "العلم والتكنولوجيا"، عدد:20، نيسان1990، الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، ص:218).قال ابن خلدون في مقدمته(ومن فروع الهندسة المناظر وهو علم يتبين به أسباب الغلط في الإدراك البصري بمعرفة كيفية وقوعها .....ثم يقع الغلط كثيرا في رؤية القريب كبيرا والبعيد صغيرا وكذا رؤية الأشباح الصغيرة تحت الماء أو وراء الأجسام الشفافة كبيرة ...ويتبين به اختلاف المنظر في القمر باختلاف العروض الذي يبنى عليه معرفة رؤية الأهلة وحصول الكسوفات وكثير من أمثال هذا)
2. الحساب الفلكي يخرج الأمة من مشكلة إثبات الهلال والفوضى التي أصبحت مخجلة بل مذهلة حيث يبلغ الفرق كما حصل في بعض الأعوام ثلاثة أيام بين العواصم الإسلامية
3. قوله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له".أي قدرة بحساب منازل القمر لأن دلالة الحساب تحصل به غلبة الظن عند تعذر الرؤية ويجمع بين هذه الرواية وروايات أكمال الشهر ثلاثين في حال الغيم بأن الرواية بهذا المعنى خطاب من الرسول لمن خصه الله بهذا العلم أي علم حساب تسيير المنازل وحركة النيرين والروايات الأخرى التي تنص على أكمال الشهر ثلاثين إذا غم الهلال خطاب للعامة الذين لا يعرفون الحساب ولا يكون في متناول أيديهم فإذا تم معرفة الهلال عن طريق الحساب يعول عليه دون الرؤية البصرية
4. الرؤية ليست عبادة في ذاتها ولكنها الوسيلة الممكنة الميسورة إذ ذاك وذلك بسبب أمية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والعرب بالحساب الفلكي. ويستند هذا الدليل على أن الرؤية في الأحاديث الصحيحة هي عبارة عن تحصيل العلم بوجود الهلال المرئي دون أن يكون للرؤية البصرية أية خصوصية، أي أنها وسيلة وليست غاية فلذا لو حصّل الإنسان العلم بأية طريقة للزم عليها العمل طبق هذا العلم، وهذا الأمر اصطلح العلماء عليه بالقول: "الرؤية مأخوذة على الوجهة الطريقية لا الموضوعية". ويقولون أن الرؤية(البصرية) إنما ذكرت في الأحاديث الشريفة كونها وسيلة العلم الوحيدة المتوفرة في زمن صدور النص أي العصر الإسلامي الأوّل، ومن أدلتهم في ذلك:
أ ـ المعنى اللغوي للرؤية: يلاحظ المراجع لمعاجم اللغة وما كتبت، أنها اتفقت على كون الرؤية هي الإدراك بالعين أو الإدراك بالعقل. ومنها مثلاً:
ـ لسان العرب: "رأى :الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين... وقال ابن سيده: الرؤية: النظر بالعين والقلب" (ج:14، ص:291).
ـ أقرب الموارد: "رأى : نظر بالعين والقلب... الرؤية: النظر بالعين وبالقلب...". (ج:1، ص:379 ـ380).
ـ القاموس المحيط: "الرؤية النظر بالعين وبالقلب.."(ج:4، ص:333).
ولذلك نجد أن عرف الشارع في خطابه هو ورود الرؤية بمعنى مخالف للرؤية البصرية وهو العلم ومن أمثلة ذلك
قوله تعالى(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه)وقوله(ألم تر أن الله خلق السموات والأرض)وقوله (الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)والسر في هذا الاستعمال اللغوي المشترك هو أن الرؤية البصرية وسيلة من وسائل العلم باعتبارها حاسة من الحواس الملتقطة لإشارات المحيط فسمي العلم الحاصل غالبة منها رؤية.ولذا يمكننا إلحاق حساب الفلك بالرؤية
ب ـ المعنى العرفي للرؤية: إن العرف لا يرى الرؤية إلاّ كوسيلة من وسائل المعرفة، وسبيلاً لتحصيل العلم
ج ـ الهلال ظاهرة كونية: والشهور أمور تكوينية والرؤية كاشف عن هذه الرؤية ولا دخالة لها بتحقّقها.
دـ اعتبار البينة: لو كانت الرؤية موضوعاً للهلال لما صح اعتبار البيّنة بدلاً منها.
هـ ـ عد الثلاثين: إذا لم تتيسّر الرؤية والبينة حيث أن ذلك يوجب العلم بخروج شهر ودخول شهر، لأن الهلال ظاهرة كونية، تنحصر أيامه بين 29 و30 يوماً.
ز ـ توافق العلماء: على أنه إذا رؤى الهلال في بلد فإنه يحكم بثبوت الهلال في كل البلاد القريبة من ذلك البلد أو الواقعة إلى الغرب منه وإن لم تتحقق الرؤية فعلياً في تلك البلاد.
... والأدلة قد تطول لكن ما نستطيع استنتاجه أن الرؤية مأخوذة في الأحاديث على الوجهة الطريقية لا الموضوعية، والعبرة هي بتحصيل المكلف الاطمئنان والعلم بان الهلال موجود في الأفق بصورة يمكن رؤيته فيها، ولا ضرورة لتحقق الرؤية بالعين فعلياً.فمواقيت الصلاة والتي ناطها الرسول –صلى الله عليه وسلم- بمواقيت يعرفها الناس من شروق وغروب وشفق وغسق وظل ومما لا يختلف عليه أحد أن هذه وسائل تؤدي إلى مقصد شرعي وهو الصلاة في أوقاتها فلما وجدت التقاويم المبنية على الحساب الفلكي خرجت لنا بوسيلة تؤدي إلى المقصد الشرعي ذاته وجاءت موافقة للوسيلة الأولى المعتمدة على الشروق والغروب والشفق والغسق والظل. ثم إن هذه الوسيلة الجديدة المعتمدة على الحساب رفعت عن الناس الحرج في تحري أوقات الصلاة حتى أصبح المؤذن يذهب إلى المسجد معتمدا على ساعة فلكية غير ملتفت إلى شفق وشروق وغروب وغسق وظل.
ولا خلاف بين أهل العلم أن الوسيلة الأخرى المعتمدة على الساعة الفلكية أدت إلى المقصد الشرعي في طريقة أشمل من الوسيلة الأولى من غير مشقة ورفعت الحرج عن الأمة في تحري مواقيت الصلاة.والحساب الفلكي وسيلة تؤدي إلى ذات المقصد في طريقة أوفى من الرؤية البصرية من غير خلل واضطراب
5. إن السعي إلى وحدة المسلمين في صيامهم وفطرهم، أمرٌ مطلوب دائما، ولكن الذي يجب تأكيده وعدم التفريط فيه بحال، هو: أننا إذا لم نصل إلى الوحدة الكلية العامة بين أقطار المسلمين في أنحاء العالم، فعلى الأقل يجب أن نحرص على الوحدة الجزئية الخاصة في القطر الواحد.
6. إن النص إذا ورد بعلة جاءت معه من مصدره فإنه يكون للعلة تأثيرها وارتباط الحكم بها وجودا وعدما ولو كان الموضوع من صميم العبادات. فقد علل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب. وحديث "إنا أمة أمية" لا حجة فيه؛ لأنه يتحدث عن حال الأمة، ووصفها عند بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. قال العلامة أحمد شاكر على النص النبوي الصحيح "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" بقوله: "وقد أصاب علماؤنا المتقدمون - رحمهم الله - في تفسير معنى الحديث، وأخطئوا في تأويله؛ فالتفسير في أن العبرة للرؤية لا بالحساب صواب، والتأويل في أنه لو حدث من يعرف (الحساب) أصبح الحكم في الصوم باعتبار الرؤية وحدها خطأ، وذلك لأن الأمر باعتماد الرؤية جاء معللا بعلةٍ منصوصة، والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما، فإذا خرجت الآن الأمةُ عن أميتها (في الحساب) وجب أن يرجعوا إلى اليقين الثابت، وأن يأخذوا في إثبات الأهلة بالحساب وحده... وإذا وجب الرجوع إلى الحساب وحده بزوال علة مانعة وجب أيضا الرجوع إلى الحساب الحقيقي للأهلة - إمكان الرؤية وعدم إمكانها - فيكون أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ولو بلحظةٍ واحدة، وهذا يعني أنه يوجب اعتبار الحساب الاقتراني الغروبي".
7. لقد أثبت الحديث دخول الشهر بخبر واحد أو اثنين يدعيان رؤية الهلال بالعين المجردة، حيث كانت هي الوسيلة الممكنة والملائمة لمستوى الأمة، فكيف يتصور أن يرفض وسيلة لا يتطرق إليها الخطأ أو الوهم، أو الكذب، وسيلة بلغت درجة اليقين والقطع، وتزيل الخلاف الدائم والمتفاوت في الصوم والإفطار والأعياد، إلى مدى ثلاثة أيام تكون فرقا بين بلد وآخر، وهو ما لا يعقل ولا يقبل لا بمنطق العلم، ولا بمنطق الدين، ومن المقطوع به أن أحدها هو الصواب.
8. الأخذ على الأقل في النفي لا في الإثبات، ومعنى الأخذ بالحساب في النفي أن نظل على إثبات الهلال بالرؤية وفقا لرأي الأكثرين من أهل الفقه في عصرنا. ونطرح الرؤية التي تخالف الحسابات الفلكية كمن يشهد برؤية الهلال بعد الشمس والحساب يثبت أنه غاب قبل الشمس
9.الصلاة أهم من الصيام وأقتها المولى بنفسه ومع ذلك نعتمد على الحسابات الفلكية في دخول مواعيدها أي أن الأبحاث الفلكية مستفاد منها في عدد من مجالات التشريع الإسلامي. ويسألون: ما هو الدليل على حجية الأرصاد والأبحاث الفلكية، في هذه المجالات، وعدم حجيتها في إثبات الهلال؟ ولماذا يستعين الفقهاء بعلم الفلك في هذه المجالات، ولا يستعينون به في إثبات الهلال؟ مع العلم أن الأبحاث الفلكية هي من وادٍ واحد.
والفقهاء قرروا أنه إذا قامت القرائن القوية على كذب مدعى الرؤية أو خطأه فلا يلزم قبولها . وهذا مقرر في محله من كتب أهل العلم .فمن القرائن أن يجمع أهل الفلك ويقطعوا بعدم إمكانية رؤية الهلال كأن يرى الهلال صباحا ومساء بعد الغروب في نفس اليوم أو أن يغيب القمر قبل الشمس أو يرى قبل الولادة أو يشاهد قبل حدوث الكسوف وكل هذه الحالات ذات قرائن قوية ترد على أثرها الشهادة ولو كان الشاهد ثقة ثبت قال رئيس المحاكم الشرعية في قطر الشيخ عبد الله المحمود(أما العلامات التي يعرف بها امتناع رؤيته وعدم صحة الشهادة به فمن أهمها كونه يرى صباحا فيما بين الفجر وطلوع الشمس من جهة الشرق ثم يدعي بعظهم رؤيته مساء من ذلك اليوم من جهة الغرب فإن هذا من الممتنع ومستحيل قطعا بمقتضى الحس والتجربة والعادة الجارية في سنة الله حتى ولو كان أقوى نظرا من زرقاء اليمامة فلا تتفق رؤيته صباحا ثم رؤيته مساء من ذلك اليوم فمن ادعاه فإنما خيل له ولم يره فالشهادة بذلك تعتبر كاذبة لأن من شرط صحة الشهادة كونها تنفك عما يكذبها)
وقال الشيخ محمد العثيمين في إجابة له لمدير مرصد الأهلة(إذا كسفت الشمس بعد الغروب وادعى أحد رؤية القمر هالا في بلد غابت الشمس فيه قبل كسوفها فان دعواه هذه غير مقبولة للقطع بأن الهلال لا يرى في مثل هذه الحال فيكون المدعي متوهما إن كان ثقة وكاذبا إن لم يكن ثقة . وقد ذكر العلماء قاعدة مفيدة في هذا في أن من ادعى ما يكذبه الحس لم تسمع دعواه)
والفقهاء المحققين أكدوا على أن الحسابات الفلكية يقينية الثبوت والرؤية ظنية الثبوت ولذا يجب رد القطع بالظن لأن القطعي لا يعارض بالظن واليقين لا يزول بالشك وشريعة الإسلام لا تأتي بالمستحيلات ولا بما يبطله عيان أو برهان قال ابن العربي في أحكام القرآن الشاهد إذا قال ما قام الدليل على بطلانه فلا تقبل شهادته) وقال الشاطبي الظني إذا خالف قطعيا وجب رده) وقال السبكي في فتاويه(فلا يعتقد القاضي أنه بمجرد شهادة الشاهدين وتزكيتهما يثبت الهلال ولا يعتقد أن الشرع أبطل العمل بما يقوله الحساب مطلقا فلم يأت ذلك) وقال أيضا(وليس معنا نص على قبول الشهادة مطلقا وإنما النص في الرؤية وهي أمر محسوس ولم يحصل لنا هنا) وقال أيضا(ليست كل شهادة تقبل ويعمل بها إذا الشهادة التي قامت عليها شواهد الريبة ترد ولا تقبل شاهديها بالإجماع) وقال صاحب العلم المنشور (أن الشهادة لا تقبل إذا قاد دليل على استحالتها ولو كان الشاهد ثقة وحاسته سليمة والسماء خالية من موانع الرؤية) وقال الشيخ جمال الدين القاسمي في تعليقه على قول السبكي(توضيحه أن ما يدل عليه الفن من استحالة الرؤية بإجماع أهله يوجب رد الشهادة لأنه بمنزلة جرح أولئك الشهود ) ويقول السبكي(وينبغي للقاضي أن يكون له حظ من معرفة علم الهيئة أو يقلد من يثق به في ذلك ليكون على بصيرة مما يقبل في ذلك أو يرد ولا يتسرع)
وإتباع الحسابات الفلكية في إثبات الرؤية الشرعية على الأقل في النفي يترتب عليه وضوح الشهور القمرية ، ومعرفة بداياتها ونهاياتها على وجه اليقين سلفا ، كما هو الشأن في الأشهر الشمسية تماما ، مما يحقق الوحدة بين المسلمين ، ويجمع كلمتهم ، ويعينهم على نشر بيانات أعيادهم قبل حلولها بأمد طويل ، ويعينهم ويعين جهات عملهم على معرفة عطلاتهم والتخطيط لها بصورة يقينية . كما ييسر المعاملات التجارية والعلاقات الدولية على المستوى العالمي بسبب العلم المسبّق بأيام العمل وأيام العطلات . ويدفع هذا المنهج عن المسلمين سوأة اتهامهم بالجهل والتخبط ، واتهام فقهائهم بالعجز عن إدراك المعطيات العلمية لعصرهم والتي أصبحت في حكم البديهيات . فلا يعلمون متى يبدأ القمر دورته في زمن انطلق فيه الإنسان إلى القمر وهبط على سطحه ، حاسبا وبدقة مكان أقرب نقطة يلقاه فيها ليتجه بمركبته نحوها.

الباحث الفلكي
د.خالد بن صالح الزعاق
عضو الاتحاد العربي لعلوم لفضاء والفلك
26/9/2007م
__________________
ما ينحني راسي وانا ساسي بني زيد
لو ينحني راسي برجلي وطيته
ناسف غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)