[مفاجأة]

كاد أن يطير فرحاً ويرتفع صوته في الفراغ .. بعد أن كتب مقالةً صغيرة قام بنشرها في دهاليز "النت" .. عنونها بـ "كيف أعيش بدونكِ" .. وقام يتحدث عن الحب .. والحب , والحب أيضاً ..!
طُبّل له كثيراً .. ومُنح في أحد المنتديات – حديثة الافتتاح – لقب "الأديب الكبير" .. وتجري مناقشات – في المنتدى ذاته – بين المشرفين في أن يُفتتح قسمٌ أدبي في المنتدى .. بعد أن فتح شهيّتهم للأدب , ذلك "الأديب الكبير" !

تبدأ حكاية أديبنا الفذّ .. حين قرأ نصاً باذخاً لـ "أحمد مطر" أو "قباني" ( إن شئت ) .. وبطبيعة حاله ( البريئة ) التي تُعجب بأي شيء مظهره يكون حسناً .. أُعجب بذلك النص – وللأسف - ..!
وبحكم أن نفسة طموحة – بعض الشيء - , ويريد أن يؤثر في الآخرين , وبحكم غبطته – أيضاً – لـ مطر وأصدقاؤه , إضافةً إلى أنه لا يعرف ما هي هوايته الأساسية - مسبقاً - , بعد أن اكتشف أن الأدب هي تلك الهواية .. وهو الفن الذي من المفترض أن يبدع فيه !
على إثر ذلك , قرر أن يؤذي الآخرين , بمعنى.. أن يكتب نصاً أدبيّاً ينافس فيه أعمدة الأدب !
كان الأدب طريقاً ميسّراً له للرقي .. خصوصاً أنه لا يتطلب الكثير من الجهد .. أو التفكير أيضاً , أو توفير الجو الهادئ مسبقاً .. أو ... إلخ !
هكذا كان يعتقد !
فـ تلك لا يجيدها هو الآخر .. ولا يريد أصلاً أن يفعل ذلك !
بحث في زقاق "النت" عن صورة رجلٍ قد كُسف قلبه , وأطرق رأسه , ينظر إلى الأرض .. وبجانبه شجرة , مالت إثر رياحٍ شديدة ..
والحق أنه وجد مراده , ووضع الصورة في بداية رقعته الأدبية ..
كان نصاً رائعاً .. رائع جداً !
ولن أفوّت – أنا الآخر – فرصةً تتيح لكم الاستمتاع بـ إيقاعه الحرفي , ونغمه الموسيقي ..
يقول أديبنا , حفظه الله من عيون الحساد : "أحبّك .. وأحبك .. وفقط ؛ أحبك!
أنت يا صديقي .. أقسم أن الحب , وأنا .. كنا صديقان في المدرسة !
أتدري ؟ نعم !!
أتدري .. كنت أشتري له – الحب - "ساندويش المربّى" الشهي .. ونجلس بعيداً .. ونأكله جميعاً .. إنه الحب ! ... إلخ "
إلى آخر ما قاله حفظه الله .. في ألبومه الأدبي الفريد !
وكان ممّا قال أيضاً : "عواطفي .. أشجاني , عواطفي .. أشجاني , عواطفي وأشجاني ! "
كان مرهف الحس .. وكان يبكي كثيراً !
ثُم يجد رداً مرهفاً أيضاً , يقول له : " لله عواطفك " .. وأيقونة ( تخنقها ) العبرة !
وعندما كثر المطبلون لشخصه العظيم , أحس بـ ثقل الحرف .. وأن حرفاً واحداً قد يساوي ألوفاً من حروف أولئك الذي لا يكتبون بـ حس وعاطفة جيدة – على حد وصفه - .. فأخذ على نفسه ألا يعطي الناس كل ما عنده , وأن يخفف الألم على قرائه الكرام . والألم , قد شكى إليه أحدهم بأنه بلغ به ما بلغ .. حين قال له : " لقد آلمتني ... آهـ ! " بعد نص حامي اللغة كتبه بمناسبة رسوبه في امتحان دراسي , ليخفف عنه بعض الضيق والكدر .. والحقيقة أن نصه – ذاك - كان يتحدث عن "الجفاف العاطفي" بنفس رتمه اللغوي المعتاد !
ومن سوء حظ طائفة "الذوق الرفيع" .. أنه كان يصدق كل ما يقال له , ويحرص على تلبية الطلبات , وتخفيف "الآلام" على مُكسوري الخاطر .. ومرهفي الحس !
ويمطرهم بـ حروفه الذهبية .. والتي قام ينقص مقدارها مؤخراً .. فقد كتب نصاً .. كان مضمونه مبهماً عند أناس , ومفهوماً عند آخرين ..
كانت رقعته الأدبية هذه المرة تقول : " ..................." فقط , هكذا !
واجه انتقاصاً من البعض , ووصفوه بأنه استهتار باللغة , والأدب . بينما مدحه آخرون بأنه صاحب الحرف , وأمير الوجدان .. وأن ما كتبه – كما عبر أحدهم - : " نقاط كُتبت بمداد , لا يفهم مقصدها سوى من أبحر بعمق .. في بحر العواطف " !

اعتقاده فيما يخص الأدب .. كان محصوراً بكلمة تعبر عن الحب "اللا محدود" .. والمشاعر العاطفية , وصورة توحي بأحزان كبيرة .. وأيقونات لقلوب , مصفوفةً بجانب بعضها .. وأشياء يسيرة أخرى ! .. وفقط !


لكني – أنا الماثل أمامكم – قررت ( رغم الصعاب التي ستواجهني ) .. أن أصبح أديباً .. كـ صاحبنا ..
وسأكتب .. عن الحب فقط !

[مؤدلج]

ونعم ما اخترت
ننتظر كتاباتك الحبية

[الثائر الأحمر]

كن أديبًا، وأضفني متابعًا لنتاجك بإذن الله تعالى.

[مفاجأة]

مؤدلج
الثائر الأحمر

شكراً لـ حضوركم هنا ..
ولكن , يبدو أن مرادي لم يتضح بالشكل الكامل ..
فلم أكن سوى ضارباً بالسخرية من أولئك , مدّعوا الأدب ولا أدب .. ومدّعوا المشاعر ولا مشاعر !
فقط , كنت كذلك .. ولم أكن سأضع هواياتي الشخصية , أو ما أنوي فعله !

أكرر شكري لكم أيها الأعزاء .
تقديري وامتناني .