[الثائر الأحمر]

ولم أكتب هذا المقال إلا تحديًا لهذا الجفاف الذي اعتراني منذ مدة طويلة، فإن كنت قد حرّكت لوحة المفاتيح خلال الفترة الماضية لكتابة مقالةٍ قرأتموها؛ فبالكاد.. منّة من القريحة تتفضل بها عليّ، رجعت إلى كتب شيخي الحبيب علي الطنطاوي -طيب الله ثراه- أستجدي من قلمه ما يستحث القريحة على الجود، فوجدت أنه لم يكن يعاني بسبب جفاف هذه القريحة؛ لأنه وبتلقائيةٍ رائعةٍ يُمسك القلمَ ويمشي به حيث يريد هو، وإن بالغت قريحته بالإكرام؛ سار به القلم وساقه إلى حيث يريده.. كما يذكر عن نفسه، وإن حدث فشحّت نفسُه فإنه لا يتوقف عن الكتابةِ، ولا يستسلمُ، ولا يَدَعُ اليأسَ يفيض على قلبه؛ بل تجده يكتب مقالة يصف فيها حاله مع جفاف قريحته، وشحُّ نفسه؛ لنقرأ درّة أخرى من درره لا تختلف عن بقية كتاباته التي كتبها مقبلا بنفسه عليها.

وتبقى الكتابة همًّا ورسالة.. أردّدُها مع الحضيف، وأقول لكل من يقرأ هذا المقال ممن رزقه الله –تعالى- صحة وفراغًا وجـِدَة؛ فيدخل المنتديات ويتابعها... اكتب. التفت لنفسك ولتبصر الهمّ الذي تحمله.. واكتب. لتقتل احتقار النفس، ولتثق بما تملك.. واكتب. اكتب مرّة ومرتين وثلاثة.. لن يقرأ لك أحد، إلى مائة مرّة ربما لن يحفل بمقالاتك من تطمع باهتمامهم، لكن اكتب. وخذ على نفسك عهدًا أن تكتب باستمرار.. ودون انقطاع، أعدك بأنك ستجد بعدها من يقرأ لك ويتابع.

سر أيها القلم الكسول واستحضر معي نصيحة أرْسَلها لي أحد الأساتذة الفضلاء: اقرأ ألف صفحة.. لتكتب صفحة. وقد صدق في ذلك ولو بالغ، فالقراءة زادُ القريحة، والاطلاع على أساليب الأدباء والتعمق في حروفها زادُ حسّك الأدبي، واعتياد عينك على قراءة أحرفِ سادة اللغة وأساطين الأدب.. زادٌ لقلمك، ونصيحة الأدباء أن تقرأ النصوص الأدبية وتتأملها وتحفظها؛ ثمّ تحاكيها لتجد نفسك يومًا ما تكتب مثلها.. أو أفضل منها، وهذا وعدٌ آخر.

لا تقف عند العناوين أو اختيار الموضوعات، كثيرًا ما كنا -ولا زال بعضنا- نشكو من نضب منبع الأفكار وانقطاعه، لا يا صاحبي.. لا تأخذ الأمر على محملٍ رسميٍّ جاف؛ بل عبّر عن نفسك وتأمل في يومك بل في لحظات عمرك، ستجد العناوين والموضوعات تتقافز أمامك، أسرع وقيّدها بالألفاظ كما يفعل الأدباء. أتشعر بجفاف القريحة؟ إذن اكتب عن حالتك مع جفافها. أتعاني من هروب العناوين، وفرار الموضوعات؟ اكتب عن هذا الفرار وذلك الهروب. أتشعر بانغلاق نفسك، وانحباس روحك.. لتصوّر لنا بقلمك هذا الشعور المرّ.. لله درّ الكتابة؛ إذ تقيّد القيود، وتريدُ النفسَ على الكرم، وترغم القريحة على الجود.. وإن أبَتَا.

لحظة فاصلةٌ –كما يُعبّر عنها سلمان العودة- بين أن تفعل شيئا أو لا تفعل شيئًا، ومثل لها الطنطاوي –رحمة الله عليه- بصلاة الفجر؛ حين تكون بين نداءين، (قم) و(نم) فإمّا أن تفصل بالأمر؛ فتستجيب فورًا لـ(قم) مُستعيذًا بالله من منادي (نم)، أو أنكم تستسلم لنداء (نم).. فتنام متجاهلا نداء القيام. الفاصل بين أن تكتب أو لا تكتب؛ هو أن تمسك بالقلم وتكتب، فإما هذه أو العدم، كما قال أحد الأدباء: كل شيء أو العدم.

باختصار، داوم على الكتابة مع الاطلاع على أساليب الأدباء.. تكن كاتبًا.

هل كتبت هنا مقالًا؟

نعم..!

يا قريحتي! "موتي قهر".

[الـصـمـصـام]

..

المواضيع كثيرة ، و المعلومات في شتات ، و القريحة في سبات ، و القلم ناضب .
هنا تضيع و تضيع معلومات المكدسة إلم تلمَّ شعثها على أوراق مقرطسة ، أو صفحات ألكترونية مهندسة .
قريحة الكتابة هي بالتمام كقوة الحافظة ، و حيوية العضلة ، بالتمرين تنمو ، و بالخمول تخبو .
لا أجدني بعد هذا الغثاء أتيت بالجديد ، و لكن أحببت الصفصة ، ولا عطر بعد عروس .

[عود اللبان]

شكراااااااااااااااااااااااا

[الصباخ]

ما أجمل الكتابة فهي تجعل الإنسان يعبّر عما بداخله من هموم وأحزان وأفكار ومواقف .

جميلة هي الكتابة وجميل من يكتب ، ولكن لا يمكنك الكتابة بدون أن تقرأ ، فاقرأ واقرأ واقرأ ثم بعدها اكتب .

شكراً أيها الثائر .

[الثائر الأحمر]

أبو محمد النجدي’ أنا لست شيوعيًّا إلا في بعض الأمور، 50 مقالة إرغامية.. ولم تنشرها؟! حرام عليك أخي العزيز، أنزلها في سلسلة تحت عنوان (تحت التعذيب ومصباح الإرغام.. سلسلة مقالية)، لاشك.. تشرفت بمرورك أخي.

[أبـو العبـــاس]

لا أجد مرارة في نفسي أشد من مرارة ساعة أمسكت فيها القلم ثم لم يكتب ..

والمرارة في هذا الموطن خاصة لا تحدو للمسير بل هي تزيد الجفاف جفافا ..

حتى إنه لتمر بي أوقات أرى نفسي فيها عاميًا عييًا غبيًا .. فأدع الكتابة وأهلها وأمضي حيث يمضي الناس لا هم يقلق مسمعي وبصري .. حتى إذا ما عدت من بعدُ إذا الجفاف زال والقريحة سائلة ..

لست مثلك أيها الثائر وأنت يا أبا محمد .. فأنا لا أسطيع إرغامًا لقريحتى ولم أقل لها يومًا من الأيام : [ موتي قهر ] ..

هذا إن كان لي قريحة !


دمتما موفقين ..

أبو العباس

[ahoak2002]

أخي موضوعك

ومشكور على طرحك

[الثائر الأحمر]

الصمصام’ أهلا بك أخي العزيز، بل ماذكرته -بلا مجاملة- هو العروس، خصوصًا ما يتعلق بالخمول الذي يؤثر على القريحة وعلى غيرها، مرور جميل أخي، شكر الله لك طيب مرورك.

[الصباخ]

أبومحمد النجدي .

كل هذه المقالات لديك ولم تتكرم وتعطينا شيئاً منها ، بالنسبة لما ذكرته من بعض المقالات عن الصرصور أو النياق ، فأنا اعتبر مثل هذه المقالات جميلة ، إذ هي تزيد من فكر القارئ ، وتزيد من حصيلته اللغوي والتعبيرية بالذات إذا صار الكاتب جيد مثلك .

ماودك تعطينا شيئاً من خربشاتك ياصديقي .!

[الصباخ]

نُطالب أبومحمد بمقالِ الصرصور .،

[اخو دريحم]

نعم انا اصوت مع اخي ابوس
لكن نطلب ((( مقالة عن ضياع نياق أبي والبحث المهُلك عنها ))) يوافق حديث الاسبوع عن المزايين لقبيله عتيبه

[ميغا]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الثائر الأحمر سر أيها القلم الكسول واستحضر معي نصيحة أرْسَلها لي أحد الأساتذة الفضلاء: اقرأ ألف صفحة.. لتكتب صفحة. وقد صدق في ذلك ولو بالغ، فالقراءة زادُ القريحة، والاطلاع على أساليب الأدباء والتعمق في حروفها زادُ حسّك الأدبي، واعتياد عينك على قراءة أحرفِ سادة اللغة وأساطين الأدب.. زادٌ لقلمك، ونصيحة الأدباء أن تقرأ النصوص الأدبية وتتأملها وتحفظها؛ ثمّ تحاكيها لتجد نفسك يومًا ما تكتب مثلها.. أو أفضل منها، وهذا وعدٌ آخر. باختصار، داوم على الكتابة مع الاطلاع على أساليب الأدباء.. تكن كاتبًا. هل كتبت هنا مقالًا؟ نعم..!

أخي الثائر الأحمر :
ذكرتني بعبارتك أعلاه بقول الأمام الشافعي - رحمه الله - ... حينما قال :

العلمُ صيدٌ والكتابةُ قـــــــيده ........... قّيّد صيودك بالحبالِ الواثقــة

فمن الحماقةِ أن تصيدَ غزالةً ........... وتعيدها بين الخلائقِ طالقة

وأشكرك على حسن بديعك ...

محبكــ

أبو غيث

[أبـو العبـــاس]

رباه رحمتك ..

أبا محمد أبلغ بك الحال أن تكتب عن الصراصير !!

لو غيرها يا أبا محمد !!

إلهي عاف عبدك فإنا نحبه .. ولا تبتلينا بما لا نوده ..

الذي تبيّن لي أن مرض الجفاف لا دواء له ..

ومرضك خاصة ..

فدع الأمور لخالقها ، خير من استجداء الصراصير [ ابتسامة ] ..

أطالب أبا محمد بدرّته الصرصورية ..

أبو العباس

[الثائر الأحمر]

عود اللبان’ عفوا أخي، شكر الله لك مرورك ووفقك.

الصباخ’ صدقت.. القراءة أكبر دافع للكتابة الجميلة، مرحبا بك أخي.