[ابن العشيرة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
سياسة القمع
عندما أتحدث عن موضوع كهذا فلا أقصد منه البته ترفاً فكرياً إنما واقعاً جلياً نعيشه في مجتمعاتنا , وهو يؤدي في النهاية إلى كبت المواهب , وتحطيم الشخصيات , وإذلال الأعزاء .
ليتضح الموضوع إليكم هذه القصة الواقعية .
بالأمس القريب دخلت إلى مكتبة فهالني أن رأيت أباً يعاتب ابنه بشدة أمام محل التصوير في المكتبة ويقول له ( أستأذنكم في أن أذكر ما قال وإن كنت أستحي من ذكرها ولكن لأبين لكم عمق الهوة )
يقول لابنه ( ياحمار ماتعرف تتكلم معه ( أي مع العامل ) أنت في أولى متوسط ولا تعرف تتكلم ) فماكان من الولد إلا أن أطرق رأسه أمام من كان في المكتبة ممن نظر إليه وهو في حالته تلك , وأظنه أسبل دمعة أو دمعتين .
دار في خيالي وأنا أشاهد ذلك المشهد كيف سيكون واقع ذلك الابن وهو يستقبل سيلاً من التحطيم والنقد اللاذع الذي لا يوصل إلى نتيجة , كيف سيكون وضعه في المجتمع , هل سيجرؤ على الارتجال ومخاطبة العقول , وهو يتوقع في أي لحظة علقة ساخنة من أبيه الذي لا يريد لابنه التميز أراد ذلك أم لم يرد , ولكن واقع الحال يثبته , الغالب فيمن ينشأ مثل هذه النشأة أن يكون خجولاً انطوائياً لا يستطيع إبداء رأيه لأن أباه قد جنى عليه في صغره , وأي جناية أعظم من هذه .
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أنساً خادمه في حاجة فأبطأ عليه فخرج يطلبه فإذا هو يلعب مع الصبيان أقرانه فقال له يا أنس ألم تذهب إلى ما قلت لك ؟ قال : الآن أذهب يا رسول الله ( انتهى الحوار ) حيث لم يعنف ولم يقمع ولم يضرب , لأنه صلى الله عليه وسلم يبني العقول بمثل هذه الأخلاق .
وهذا المثال ( أعني قصة الولد مع أبيه ) ينسحب على كل مسؤول مع من ولاه الله تعالى عليه , فالمعلم في المدرسة أو الحلقة له نصيب من هذا , وكذا الأم مع بناتها , وكذا الأخ الأكبر مع إخوانه .
إن رفع المعنويات من أهم ما يسهم في بناء شخصية الأبناء , ومما أذكر أني رأيت رجلاً ألح عليه ابنه الصغير أن يشتري غرضاً ما من محل فأعطى الأب للابن مبلغاً وقال اشتر أنت بنفسك وحاسبه !
يا ترى ما هو شعور هذا الولد وهو يشعر بأن أباه أوكله مسؤولية عظيمة بالنسبة له .؟
بعض الناس لا هم لهم إلا النقد الجارح , ويعرف القارئ قصصاً كثيرة من هذا القبيل , فكم مرة أُكمل خبر في مجلس من غيرك وكنت أنت الذي بدأت به ؟ وكم مرة كفاك غيرك إكمال قصة أنت سقتها فقبلت ذلك على مضض ؟ وكم مرة ألقيت كلمة فتجد أن بعض من أمامك لا هم لهم إلا اختيار بعض الكلمات والتعليق عليها وازدرائها والضحك غير المقبول لأنه في غير محله ؟
إذا أردنا أن نبني جيلاً عصامياً فليس لنا إلا أن نكف عن القمع ونتجه للتشجيع غير المفرط الذي يوصل إلى الكبر والغرور , ماذا لو عودت نفسك أن تشكر من أحسن في أي أمر حسن ؟ قد تصلي مع شخص فيعجبك صوته فماذا لو همست في أذنه وشكرته على صوته العذب ؟ فلن ينسى منك ذلك
قد يتكلم شخص بكلمة هادفة فتجد بعضهم يلحق به فيسلم عليه ويشكره , ولن ينسى ذلك منه , وقد يكون محفزاً له للعمل للدعوة فيما بعد , وتجد بعض الناس لا هم له إلا التنقص فمثلاً تجده يقول : لو اختار الوقت المناسب , لو غير الموضوع , لو لم يطل , لو أطال , لو , لو ........ بينما لو طلب منه ذلك لامتنع واعتذر .
أنا أرحب بالنقد الهادف الذي توضع معه الأشياء في موازينها الصحيحة , أما النقد الذي اعتاد الناس عليه , وهو التركيز على السلبيات ونسيان الإيجابيات , فهو الخطأ الذي أعنيه في موضوعي .
وهناك قاعدة وهي أنك إن أشغلت نفسك في الحياة بالنقد والرد كان ذلك على حساب العمل , وولذلك فإن بعض الدعاة والعلماء لما كان النقد يوجه إليهم دائماً وأبداً لم يكن في حاجة أن يقرأ كل رد ويعقب عليه وإلا لنفد عمره وهو على تلك الحال , فتجده لا يعبأ بما قيل عنه ذماً أو مدحاً لأنه إنسان عملي , وهذا هو الذي يحدد نجاح المسلم في حياته وبعد مماته بإذن الله تعالى .
شكراً
....نوح....
الثلاثاء 25/10/1428هـ

[حرف جر]

لي عودة

[حرف جر]

والله انك صادق والقمع عندنا واجد تجدنا بس نهاوش وننتقد وننللجلج الشيخ والأب والأم والمعلم والعامل
مشكوووووووووووور

[بـلـقـيـس]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها نوح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : وعليكـ السلام وتجد بعض الناس لا هم له إلا التنقص فمثلاً تجده يقول : لو اختار الوقت المناسب , لو غير الموضوع , لو لم يطل , لو أطال , لو , لو ........ بينما لو طلب منه ذلك لامتنع واعتذر . فعلا واقعنا مؤلم لكن ليس إن كان مؤلم نقول آآآآه وننتظر التحسن ,,, والتحطيم قد يكون من أول أسباب عدم تقدم العرب في العصر الحاضر ...

نوح /
جزاكـ ربكـ كل خير..


http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=86392

[أبو مشعل]

نعم وإننا لنعيش هذا الواقع المؤلم
فبإس الأب الذي غش رعيته
بإس المربِ الذي لا يجيد مهنته

موضوع هادف جزاك الله خيراً

[بريداوي9]

اقتباس وتجد بعض الناس لا هم له إلا التنقص فمثلاً تجده يقول : لو اختار الوقت المناسب , لو غير الموضوع , لو لم يطل , لو أطال , لو , لو ........ بينما لو طلب منه ذلك لامتنع واعتذر . أما النقد الذي اعتاد الناس عليه , وهو التركيز على السلبيات ونسيان الإيجابيات , فهو الخطأ الذي أعنيه في موضوعي .

كم أتمنى أن يرفع الله عن مجتمعنا هذا الوباء و البلاء الذي مستشري بنا كما الخبيث في الخليه الأنسانيه ..,؟!
لله درك أخي الفاضل .., قلت فأجزلت القول .., جزاك الله خير .
لـــ/نبدأ بأنفسنا لعل الله أن يعيننا ويثبّتنا ..,


تحياتي .,’

[أبوفهد2]

لا تعليق على ماذكرت فأنت لم تدع لنا التعليق فقد
تكلمت ووفيت أتمنى أن يكون أغلب الأعضاء يكتبون مثل هذه المقالات الجميله
فلله درك يانوح

[المعتز بدينه]

موضوعا اكتسى من الروعة أحسنه
ومن الجمال أكمله
فعلا : فإن كثيرا من الآباء والمدرسين يلقي كلمة الآن ولا ينظر لأثرها مستقبلا فقد تكون إعاقة عن بناء شخصية وفقد ثقة

[ابن العشيرة]

حرف جر
أشكرك لمرورك
بلقيس
أوافقك القول , اللهم المستعان
أبو مشعل
الشكر موصول لك
بريداوي 9
نسأل الله ذلك , أشكرك لمرورك
أبوفهد2
أخجلت تواضعي يا أبا فهد , أسأل الله أن اكون عند حسن ظنك
المعتز بدينه
تشريفك أبا أيوب أضاف للمقال رونقاً جمالي آخر , شكراً

[ما أجمل الاخلاق]

اخي العزيز نوح
وفقك الله الى كل خير وسدد خطاك وانار دربك

حقيقة واقع مؤلم ومؤسف لحال كثير من (الاباء ـ الاخوان ـ المعلمين ....) تجاه الابناء والطلاب بصب كثير من الكلمات

اين التشجيع والمساعدة الى الرقي والاعتماد على النفس في كثير من الامور
اين اساليب التربية المنتقاة من سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اين التوجيه والنصح بانفراد

كثيرة هي المواقف التي تحصل في مجتمعنا ( كلمات ـ ضرب ـ تأنيب ) والمصيبة انها تحصل امام مرىء الناس

شكراً لك اخي نوح ...........

[عبدالرحمن الشدوخي]

عند قراءة موضوعك تفتح ببالي مواضيع كثيرة و عند قراءة الردود تفتح أكثر

مشكلتنا في عاداتنا وتقاليدنا و ايضاً في فهمنا للدين و أيضاً في تربيتنا

فمثلاً عندما نضرب أولادنا عند عدم قيامهم بالصلاة وهم صغار ليس هو الحل

وأنا هنا لا أعترض على الحديث الشريف ولكن لم يسبق ذلك

منا تربية على مفهوم الصلاة وماهي الصلاة ولماذا نصلي ؟



اشياء كثيرة هي تلك المواقف و المناظر اليومية لسلبية المجتمع ولكن

نحن متفائلون في أن المجتمع في تطور .




تعليق بسيط على أننا سلبيون :

عند انتقاد احد ما أقول للناقد في البداية إمدح ومن ثم اذكر الملاحظات .

أو عند النقد أذكر بعض الحلول .

يقول وبكل وقاحة أنا أعتقدها ( ليس دوري ذكر الحلول أنا يكفي أن أنتقد ) .



ودمتم بخير

[ابن العشيرة]

أخي ماأجمل الأخلاق :
مرور مبارك وشعور جميل
عبدالرحمن الشدوخي :
إضافة مفيدة للموضوع بورك فيك