|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
09-11-2007, 03:54 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63
|
البنية الثقافية والارتقاء العقلي !!
[center]البنية الثقافية والارتقاء العقلي[/center]
الناظر في هذا الكون وما أودعه الباري – جل شأنه – من أجناس المخلوقات ليرى عجبا في تمايزها وظهور الاختصاص في كل جنس منها ، وهذا الاختصاص هو من بديع حكمة الله سبحانه إذ اختص كل جنس بما يناسب أصل طبيعته التي خلقها الله فيها ، فترى جنس الملائكة وما امتازوا به من انقطاع مطلق لعبادة الله سبحانه وتعالى فهم ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) ، وترى جنس الحيوانات – غير الناطقة – وما امتازوا به من استغراق الملاذ الحيوانية في هذه الحياة وذلك يناسب خلق الله لهم إذ لا تكليف في الدنيا ولا حساب في الآخرة ، وأنت ترى أن الجنس البشري قد أنعم الله – عز وجل – عليه بنعمة جعلها مناط تشريفه وتكليفه ، وهي ما غرزه الله فيهم من عقل يميزون به الخير من الشر ويفهمون به دلالات الخطاب ويتلقون به أجناسا من العلوم سواء كانت وسيلة وصول هذا العلم هي السمع أو البصر لكن تبقى وضيفة العقل هي التمحيص والتدقيق للمعلومة كي تتم الفائدة ويحصل المراد ، وإذا تأملت أول حادثة وقعت في تاريخ البشرية وكيف كان سجود جنس من أشرف المخلوقات لأبي البشر آدم عليه السلام وما كان من موجب هذا السجود وهو اختصاصه بقدر من العلم امتاز به عن غيره من المخلوقات رأيت في ذلك دلالة على عظم هذا الاختصاص وشرفه ، ولذا كان شرف العلم وسمو أهله هو مما اتفق عليه عقلاء بني آدم . وهذه النعمة الغريزية في الإنسان أتى القانون البشري العام بما يوجب بنائها وتنميتها بل وحفظها وصيانتها عما يخل بها ويضعفها ، وهذا القانون هو ما أودعه المولى جل شأنه في الفطر من شرف العلم وسمو أهله الذين أبدعوا في البناء العقلي، وهذا ظاهر في النتيجة من تحصيل العلم والمعرفة من جودة المنطق وسلامة التفكير وقوة الحجة وحكمة التصرف ، وهذه النتيجة لا تكاد تتأخر عن مقدمتها غالبا إلا من أخطأ درك مفهوم العلم النافع أومن اتخذه غرضا دنيويا بحتا قاصدا به العلو في الأرض بغير حق وتحصيل المصالح الذاتية البحتة . المفهوم العلمي والثقافي المطلوب تحصيله في بناء الذات ظاهر ومحكم في شريعتنا الربانية الخاتمة ، وهو جزء أساس في صياغة العقل الإسلامي وبنائه ، وهو ما كان يعبر عنه أسلافنا بقولهم ( ما لا يسع المسلم جهله ) من معرفة أصول توحيد الرب – جل جلاله – وما يستحقه من إثبات الكمال المطلق ونفي لمطلق النقص ويتحقق مناطه بإثبات وحدانيته سبحانه ونفي الشريك والند ، وإثبات لما ورد من الأسماء والصفات على وجه الكمال والإيمان بسائر ما يتضمنه الإيمان بالله –سبحانه- ، ومعرفة أصول الشرائع العملية التي هي من أصول الإسلام وأعمدته كأصول أحكام الصلاة والزكاة والصيام ونحوها . من هذه القاعدة المعرفية المطلوب تحصيلها في بناء الذات ينطلق المسلم في تحصيل العلوم والمعارف التي تنتج وعيا عقليا وثروة معرفية ونتاجا عمليا يكون لبنة في نهضة هذه الأمة وعاملا من عوامل رقيها ، فالوعي العقلي بالعلم والثقافة هو منطلق لإدراك مواطن ضعف هذه الأمة سواء كان العامل اجتماعيا أو سياسيا أو ثقافيا ومن ثم ينتج عن هذا صياغة الحلول الواقعية التي تخلص هذه الأمة من واقعها المرير . إن المتأمل لأول آيات هذا الكتاب الحكيم نزولا على نبي أمي وأمة أمية وهي قول الله تبارك وتعالى ( إقرأ ) وكون معجزة نبيها كتاباً يُقرأ وما تواتر في نصوص الشريعة من مدح للعلم وثناء على أهله ودعوة للحراك العقلي المعرفي يتحصل لديه نتيجة قطعية لا تنخرم مفادها أن شكر هذه النعمة الإلهية يتحصل ببناء العقل والسعي به إلى الارتقاء بالعلم والمعرفة المثمرة والرقي في مدارج الوعي كي يتحصل من ذلك واقع عملي مثمر بإذن الله ، ولذا كان علماء هذه الأمة هم أمناؤها وورثة الأنبياء . إن ما تعيشه أمتنا اليوم من انحطاط حضاري جعلها في مؤخرة الركب ، وما تعايشه كذلك من حرب فكرية عشواء تعصف بمنطلقات هذه الأمة وبمحكماتها وتثير جدلا في مسلمات عقدية ومنهجية هي محل امتياز هذه الأمة عن غيرها من الأمم داعية إلى الانسياق خلف فلسفة الحضارة الغربية البائسة ؛ لا تتم مواجهة ذلك إلا ببناء معرفي شامل لأفراد هذه الأمة ويكون منطلق هذا البناء ما امتازت به هذه الأمة من موروث العلم الإلهي الذي هو وقود النهضة والرقي في درجات الحضارة وكذلك مواجهة من يريد تخلف هذه الأمة بالانسياق التام خلف كل ما أتى من الغرب بالعلم والمعرفة والبرهان العقلي الذي قد تضمنته نصوص الشريعة والعقول الصريحة منطلقا من قول الرب – جل جلاله – ( وجاهدهم به جهادا كبيرا )
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com |
09-11-2007, 05:49 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
جزاك الله خير ، مبدع كعادتكـ ، ودائماً ما اتذكر مقولة للأمام أحمد في هذا السياق فيقول رحمه الله الناس الى العلم أحوج منهم الى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته الى العلم بعدد أنفاسه . انتهى . ويتم ذالك ومقصوده إلا بكثرة القراءة والرقي بالذات لتحوم حول العرش لا حول الحش .
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
09-11-2007, 07:49 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
متابع معك منذ بداية السلسلة ما شاء الله عليك، كأنني أقرأ لبكار، أنصحك بمراسلة البيان، فمواضيعك جميلة.
|
09-11-2007, 09:10 PM | #4 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
يبدو بأنكـ ضربت على الوتر الحساس أليس كذلك أخـــي ثائر بن ثائر
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
|||||||||||||||||||||||
10-11-2007, 03:15 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63
|
أشكرك أخي ( وحيد المعنى ) على هذه الإضافة الدالة على اهتمام سلفنا بالعلم والمعرفة ولذا عاشوا في عصر بلغت فيه الحضارة الإسلامية مبلغا رفيعا في تاريخ الحضارات ... لك تحياتي !
أخي ( الثائر الأحمر ) أشكر متابعتك وحسن ظنك وفقني الله وإياك لخدمة دينه ! أخي ( أبو محمد ) ما ذكرته صحيح وأن جزأ كبيرا من موجب التخلف العلمي في الساحة الإسلامية كان سببه الرئيس التصرف الهمجي لبعض الحكومات ... لكن في نظري أنه لا يتم علاج ذلك بانتظار تغير الحكم ومجيء الحاكم العادل الفقيه ! بل بنشر الوعي عند السواد من المسلمين فينتج من ذلك معرفة هذا السواد العظيم لمواطن الخلل والضعف وما عاشوا فيه فيما مضى من تخلف فينضوا بذلك بمطالبات إصلاحية شاملة ناتجة عن الوعي العلمي والثقافي !! أشكرك على هذه المداخلة فقد استفدت منها كثيرا ...
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com |
10-11-2007, 09:11 PM | #6 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
أخي ابا محمد رائــع ماسطرت أناملكـ ، جعلكـ ربي ذخراً للإسلام والمسلمين ، ولكن يا اخي هل معنى كلامك أن جلس مكتوفي الايدي حتى يأتي ذلك الحاكم ، قد نُغير حتى يصل تغييرنا إلى ان نكون نحن من يضع ذلك الحاكم ، وذلك يكون ليس بقوة السلاح وإنما بقوة الكلمة والعقل ولايكون هذا إلا البنية الثقافية والارتقاء العقلي ، والاستفادة من تجارب الاخرين ... دمت بود
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
|||||||||||||||||||||||
10-11-2007, 09:49 PM | #7 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
|
أهلاً أخي ثائر ... كم حركت بهذا الموضوع خلجاتٍ كنتُ ارددها بيني وبين نفسي وذلك بعد أن انتهيتُ من قراءة كتابين عن الحضارة الصينية ومثلهما عن الحضارة الغربيّة , لمح في عقلي سؤالُ شبيه بسؤال محمد رشيد رضا ( لم تأخر المسلمون وتقدمَ غيرهم !!؟ ) وهو ( لم تقدمت الصين واليابان ودول شرق آسيا وتخلف العرب والمسلمون في القرن الواحد والعشرين !!؟) لابد من البحث عن مكامن الخلل , ومنها أربط بين الوعي والثقافة وبناء الذات والخلفيّة المعرفيّة وهلم جرا من المطالب النخبويّة التي لاتنتهي قائمتها ... إن البناء المعرفي والثقافي والنفسي والفكري أساسٌ لنهضةٍ مشرقةٍ غير أن البناء يحتاج للبحث عن المثبطات أو القاتلات للتوقد المعرفيّ والفكريّ ... حينَ يأخذ الغرب موضع الريادة في قيادة الحضارة , وينساق المفتونون بها إليها سعياً خلف الرقيّ الحضاريّ , فما الذي سحرهم بهذا النهضة والحضارة أو ماهي عوامل الجذب التي فتنتهم ؟ إنها بلا شك ( الحريّة ) القائمة على فكرة ( دعه يعمل دعه يمر ) في سوق المال ..الحريّة التي تجعل الفرد يسابق للاكتشاف العلمي ,و ( العدل ) الذي يجعل الفرد يأمن على ماله من سُراق المال العام وتتوفر له محاسبة الغشاشين والنشالين بطرقٍ ملتويّة تارة باسم الدين وتارة باسم الحاكم بأمره .. (والمساواة ) التي تلغي الفارق بين الأسود والأبيض والطويل والقصير , أليست هذه الثلاث من صميم الحضارة الإسلاميّة وأخذها الغرب وطبقوها بحذافيرها بعد معارك مع الكنيسة والارستقراطيّة والتمييز العنصري , ومرجعهم للدستور ومرجعنا للقرآن والسنّة , فاتفقنا على المسمى وعلى أُسسها واختلفنا معه في تفريعاتها التي تصادم ديننا ... إنّ الحريّة الفكريّة أو الأمن الفكري الذي يسبق الأمن الاجتماعي هو الفيصل في إبداع الفرد وجعله يحلق في السماء وحيداً , ... ولذا يبقى السؤال الذي يسأله المفكرون ( من أين تبدأ النهضة أو ماهو المعوق الأول الذي علينا أن نتهم به لبناء الحضارة ! أهو الطغيان السياسة أم النهضة التنمويّة أم التصحيح الفكريّ !! ) ثالوثٌ يذكرني بثالوث النصارى , هذا الثالوث جاثم على صدورنا , لايرتفع بل يُرفع بقوة الحقّ أو بقوةِ المال أو بقوة العلم ... لن نستدعي أفكار سيد رحمه الله ولا الغنوشي ولا مالك بن نبيّ , بل نستدعي الحقيقة التي نشاهدها الآن الهند وماليزيا والصين , ماسر تقدم بلد شيوعيّ كان اشتراكياً _ في السابق _ وأصبح رأسمالياً حالياً وبلد هندوسيّ فقير قد لعبت الطبقية فيه والعرقية كل مذهب , وبلد مسلم كان يعيش في ظلام الجهل والفقر ... وفي المقابل بلدان تعيش على بحرٍ من النفط والمال , وبلدان فيها من القوة البشريّة العاملة الشيء الكثير , وبلدان تعود لحضارات عريقة سادة ثمّ بادت وبقي التراث العلمي , وكلها ترزح تحت صنوف التخلف الفكري أو التنموي او السلطويّ , إن هذا يعطيك إشارة إلى أن السؤال لا زال قائماً , والجواب مشتت فمن أين نبدأ المشوار وحل المشكلة هل من معالجة التخلف السياسي أم التنمويّ أم الفكريّ ... حتى بات البعض ينتظر المهديّ ليفك أزمتنا وينشر الأرض عدلاً كما ملئت جوراً , ولا شك في ظهور المهديّ لكن الشك في أننا رضينا بالتخلف فصار عندنا قابليّة التلخف ....! بقي أن أُشير إن أدوات الحضارة وأسبابها مكنوزة في الكتاب والسنّة , لكن أربابها ناموا ومافاز إلا النُومُ !! تحياتي ..!
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها *** آخر من قام بالتعديل رجل الثلج; بتاريخ 10-11-2007 الساعة 10:01 PM. |
|||||||||||||||||||||||
11-11-2007, 12:25 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63
|
أخي رجل الثلج ....
أشكرك على هذه المداخلة وقد قرأتها مرارا فلك بالغ الشكر على هذه الروح الثائرة ضد الظلم والتخلف !!! أخي الناظر في واقع العالم الإسلامي لا يكاد يشك أننا نعيش تخلف شمولي ، فأنت ترى الجانب الحالك في الوجه السياسي من استبداد في القرار والرأي يخالف المنهج الشوري الذي أقره هذا الدين العضيم وكذلك الظلم الاقتصادي المرير الذي جعل أغنى دول العالم بالثروات لايأتي نهاية الشهر إلا ومعظم الشعب قد استنزف ماله ، هذا في الجانب المدني وكذلك في الجانب الديني ( التفريق بين الديني والمدني مجرد اصطلاح وإلاح الإصلاح المدني من صلب الإصلاح الديني) فترى التخلي عن تحكيم الشريعة وضعف الوازع الديني لدى جملة من شعوب المسلمين وانتشار المنكرات الشهوانية الكاسحة على أطباق الفضائيات ، وتخلف علمي معرفي بسبب ضعف القراءة والاطلاع من جهة وانتشار لجانب الشبهات من جهة ..... كل هذه الأمراض قد تحدث عنها المصلحون مرارا وتكرارا وأطنبنا في تشخيص المرض ووصفه ولكنا تأخرنا في تقديم العلاج وهو الإصلاح الشمولي الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي ، ومنطلق هذا العلاج بنشر الوعي على أكبر عدد من المسلمين ولنمت ولم ينهض أي مشوع عملي للإصلاح !!! لكن الفكر انتشر وأضيف عليه واقتنعت به الشعوب وبعد ذلك سيأتي النتاج ولو بعد حين ! ما ذكرته من امتياز الحضارة الغربية بجملة من المفاهيم ( الحرية العدل المساواة ) عين الصواب وكذلك مبدأ الشورى الذي يحارب الاستبداد بجميع صوره وتأكيدا لمفهوم الحرية الذي أبدع المسلمون في تأصيله سواء كان الحرية في الجانب الثقافي أو السياسي وترك أديان الناس وعدم إجبارهم ‘لى الانتقال منها كل ذلك يزيد من يقيني أنه إما الحرية أو الطوفان !!!!! أخي أبو محمد أوافقك على ما ذكرت ولكن ( لايكلف الله نفسا إلا وسعها ) .... هناك كتابان مفيدا في هذا السياق الأول ( سر تطور الأمم وحضارة العرب ) كلاهما للفيلسوف غوستاف لوبون .
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com |
11-11-2007, 02:17 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
البلد: لـــهـــبُ الــشــوق ..
المشاركات: 5,458
|
__________________
.. أعبدَ الله يا نجمًا تهاوى ** ويا قمرًا تبدّى ثم غــابْ
أيا خلاً طواه الموتُ عنّا ** لكم فرحت بلقياك الصحابْ .. لا تنسوا الدعاء لأخيكم العضو أفكار بالرحمة والمغفرة . آخر من قام بالتعديل الفارس الملثم; بتاريخ 11-11-2007 الساعة 02:24 PM. |
11-11-2007, 09:25 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: في كل مكان
المشاركات: 257
|
أهلا بالإخوة .. أرجوا أن يسمح لي الأخ ثائر بالإدلاء بدلوي في هذا الموضوع الشيق الراقي الذي يسترعي انتباهي كثيرا .. نعم نريد مثل هذه المقالات في الساحة ذكر الأخ ثائر بن ثائر:أننا نعيش تخلف شمولي .. هذا الكلام صحيح ولكن التقدم والتأخر منوط بالشمولية فالتقدم الغربي قام شموليا والتأخر العربي كذلك قام شموليا فهو متوازنا في جميع الحضارات إن الحضارة تبنى من اللاشيء.. إلى البداية في صنع الأشياء ..فينجم عنها الرقي في جميع الأطر من سياسة واقتصاد ومعرفة فهي متكافئة.. .. إلا المجتمع السعودي فإنه تخلف في كل شي إلا في الاقتصاد بسبب وجود البترول..لأنه رقيه كان بالطريقة الفوقانية لاالتحتانية فجاء من غير سابق وعد.. كما لايفوتني أن أذكر الأخ رجل الثلج أن مالك بن نبي قد تنبأ بأن الحضارة ستنتقل من الغرب إلى الشرق الأقصى مثل الصين واليابان وماليزيا وقد صدق تنبؤه..وذلك لأسباب كثيرة ..ذكرها مالك بن نبي في كتبه. كما أذكر مشرفنا العزيز النجدي أن الطبيعة العربية باعتبارها تهجمية صحرائية ترى أن القوة السياسية هي العامل الوحيد في الرقي بالأمة وهذا الرأي موجود عند جمال الدين الأفغاني في ثورته الإصلاحية وقد قام معه محمد عبده ثم خالف فكرة شيخه وقال بالإصلاح الذاتي .. .. ولكنني أسأل ماهو معيار التأخر في العالم العربي؟؟ إنه معيار عائم يحتاج إلى مشخص له كما يحتاج إلى معالج راقي إن أسباب تخلفنا كثيرة جدا منها : __إن الجابري ذكر أن كثرة المشاريع الإصلاحية أدت إلى الإختلاف والتخلف عند العرب وذلك أننا حتى الآن لم نبدأ بالتطبيق العملي للمشروع الإصلاحي..وأننا في بداية المشوار في البحث عن سبب التخلف وسبب الرقي..بيد أن الأمم الأخرى أوجدت العلاج وبدأت تعمل من سنين طويلة .. فالإختلاف في المشروع النهضوي سبب في التصادم وهذا التصادم أدى إلى قضية التناحر فأصبح العمل بدلا من أن يكون في البداية بالمشروع,أصبح يعمل على هدم المشاريع الأخرى ويتجلى هذا الهدم في كتاب((نظرات شرعية في فكرمنحرف))لسليمان الخراشي وغيرها من كتبه الساذجه التي يتهم فيها غيره بمقولات لم يقولوها وقد تذكرت في هذا الصدد السوفسطائئين الذين يهدمون دون أن يبنون!! وهذا من سلبيات التعدد الفكرية التي كان يدندن حولها المتثاقفين ويفخرون بها وقد ذكر جعفر ادريس في الإسلام لعصرنا أن التعدد علينا لالنا والكلام في هذا يطول.. .. __من الأسباب عدم اهتمام علمائنا بهذا المشروع ..وضعف الفهم للواقع .. .. __ومن أسباب التخلف العقلي فينا هو الروتينية في التعليم والدراسة لأجل الدراسة لالأجل الرقي بالذات ..وكذلك دراسة العلم لأجل العلم وقراءة القرآن هكذا بدون العيش معه كما هو شأن عصور الإنحطاط وهذه تجربة حسن البنا عندما تبنى نظرية العيش مع القرآن والعيش مع العلوم. __وكذلك بعد الفكر عن الواقع.. أسباب التخلف كثيرة جدا جدا لاتكفيه هذه العجالة.. فقد ذكرت أسبابا قليلة جدا لتفادي التطويل.. إن الرقي بالأمة يكون من خلال دراسة أسباب النهوض من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية وأحداث السيرة النبوية .. كماأن من الأسباب هو دراسة آراء المفكرين عامة والأخذ بها مالم تخالف الدين الإسلامي . ولكننا إذا استعرضنا المشاريع الإصلاحية من بداية النهضة وجدناها كثيرة مابين مشرقة ومغربة فهناك المشاريع المجحفة مثل مشروع سلامة موسى وطه حسين وزكي نجيب محمود وحسن حنفي وأركون فهذه المشاريع لاشك أنها باطلة وكفرية..
وهناك مشروع الجابري وكذلك الأفغاني ومحمد عبده ومن مدرسته النديم وغيرهم من المصلحين وكذلك عمارة والمسيري وغيرهم كثير كثير.. وكذلك حسن البنا مشروعه موفق وسيد قطب الذي حتى الآن ومشروعه متطور ومطبق على أرض الواقع ولكنه لم ينجح.. وأظن أن أفضل مشروع إصلاحي لرجل جلس في الغرب ثلاثين سنة وتمعن في الحضارة الغربية ودرسها من جميع الوجوه كما درس الثقافة الإسلامية وهو صاحب عقل جبار ولكن للأسف لم يأخذوا بمشروعه مأخذ الجد ألا وهو المفكر الكبير مالك بن نبي وعدم شهرته لها أسباب منها أنه لم يروق للشباب كثيرا كماراق لهم سيد قطب ذلك أنه لم يأتي بالكلام الأجوف المملوء عاطفة والمفرغ من كل رؤية جادة وعقلانية مستنيرة ..بل تعامل مع الأشياء بعقلانية..وكذلك ضعف الترجمة.. وصعوبة الأسلوب وبعده عنا وغيرها من الأسباب.. كما لايفوتني أن أذكر أنه تبنى المدرسة السلفية وتبني محمد بن عبدالوهاب ، . كماأن من الأسباب فهم الواقع.. ودراسة اسباب تخلف الأمم وتقدمها وغيرها من الأسباب الكثيرة جدا جدا التي لاتكفيها هذه العجالة.. إن أسباب التخلف والرقي لاتكفيه كلمات قليلة بل يحتاج إلى دراسة شاملة عميقة خلال سنين طويلة وتفكيرجاد وعميق.. ودراسة كثيرمن العلوم..
__________________
إلى صدام: يحويك ذكر من الآفاق قاطبة...واليوم يحويك قبر ماله سمر قد كنت تأكل أنسا ماتفارقه...واليوم تأكل منك الدود والحفر صدام ياضجة الأرجاء يارجلا...هز البرايا بسفك بات يستعر من يفعل الشر لايعدم جوازيه...تلك البذور وهذا الجني والثمر شعر: العائد الأول
|
12-11-2007, 12:43 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
|
مرحباً أخي العائد الأول ...
صحيح أن المفكر العظيم مالك بن نبي تنبأ بذلك , لكن كان هدف التساؤل إثارة من لايعرف مالك ولايقرأ له كحضرة الزعماء أولاً الذين يرون أن اليابان تحتل المكانة الكُبرى وينظر لها من قبل الدول الاستعماريّة حتى صارت من الدول الثمان التي تأمر وتنهى ... إنّ المشاريع النهضويّة للعالم الإسلامي لاتخرج عن ثلاث مسارات : أحدها يرى تقليد الدول الغربيّة ونقل التجربة كماهي , والثانية ترى بالرجوع للكتاب والسنة وسلف الأمة وماصلح لاولها يصلح لآخرها , والأخير هو المزج بين الاثنين ... ولذا كل مفكر سيؤس مشروعه على هذه التقسيمات , وسيرى كل مفكرٍ أو اتباع أنه الأمثل أو أن حلوله هي الأصوب التي كانت أكثر قرباً للواقع ... فلئن كانت أفكار سيد قطب منتشرة ولم يكتب لأفكار مالك بالانتشار ثمّ سقوط الحركات الاسلاميّة وعدم تحقيقها للنهضة _ فلايعني في نظري_ أن أفكار سيد ومشروعه خاطيء كله , ولا مشروع مالك أوفكاره صوابه كله , فيهما مايناسب وفيهما مالايناسب خصوصاً أننا نعيش في عصر القطب الواحد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي .. وهذا يتطلب قراءة جديد وولادة مفكرين جُدد , وطرح أكثر من مشروع , ومراجعة جميع المشاريع السابقة ودراستها دراسة كافية , ومحاولة التفريق بين ماقبل الألفين ومابعدها , خصوصاً أن عقدة المؤامرة متأرجحة بين وهم وبين حقيقة وبين هذه وتلك ... لازالت الحركات الاسلامية غير متصالحة بينها قبل أن تتصالح مع الأنظمة وقبل أن تعرف موقعها من الإعراب , وكل حركة تغلب جانباً معتقدة أن المشروع الاصلاحي والنهضوي يتم عن طريقها ... حين يوجد استعمار واحتلال ويقال : طبق التجربة اليابانية , أو التجربة الهندية السلمية بقيادة غاندي , واترك المصاولة والمقاتلة , وقدم مشروعا حضارياً , فهذا حكم على الأمة بالموت وعلى روحها بالهزيمة , ألا يمكن أن يكون خطان متوازيا جهاد وطرد للمحتل والسعي لايجاد مشروع حضاري.. تحياتي ...
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها *** |
12-11-2007, 02:39 PM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63
|
الأخوة الأكارم ( العائد الأول و رجل الثلج ) وغيرهم .....
إذا سلمنا بوجود التخلف الشمولي في الأمة – وهذا ما نراه واقعا – لزم من ذلك وجود الإصلاح الشمولي كي نعتلي منارات النهضة ، وجود الإصلاح الشمولي يتمثل في إصلاح الجانب السياسي والجانب الاقتصادي ومقاومة العدوان العسكري وإصلاح الوسط العلمي والثقافي وغيرها من مكامن الخلل التي ترسبت في فكرة الأمة من قرون ، كنتيجة بديهية من هذه المقدمة يتعين وجود التعددية الإصلاحية كضرورة واقعية للوصل إلى النتيجة العامة وهي النهضة الشمولية ، هذه التعددية تكون مناطا للذم إذا كانت محل للتصادم فيما بينها في تحديد الطريق النهضوي لهذه الأمة فيهدم كل فريق بما معه من جزء من الحق ما عند أخيه من الجزء الباطل وهكذا دواليك ، لكن تكون التعددية مناطا للمدح – وهذا ما نأمله – إذا كانت العلاقة فيما بينها علاقة تكاتفية تناصحية فبهذا نصل بهذه الطرق المتنوعة إلى ما ننشده من الإصلاح الشمولي ، وبهذا لا تكون التعددية شرا محضا ... هذه التنوع الإصلاحي يلزم منه وجود قدر مشترك بين المصلحين وهو الإيمان بأن الإصلاح الديني هو منطلق النهضة إتباعا لسيرة أعظم المصلحين في تاريخ البشرية وهم الأنبياء إذ كانت بداية مشاريعهم بـ ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) وبهذا القدر المشترك تخرج المدارس الإصلاحية التي تتناغم مع فلسفات الحضارة الغربية كالمدرسة الفرانكفونية ويمثلها الجابري وأركون وحنفي وسامر إسلامبولي وغيرهم فهؤلاء يفتقدون القدر المشترك في منطلق النهضة ... ما أجمل أن نجمع الروح العاطفية وقيم الاعتزاز بالدين وهدم الانبهار الحضاري الغربي الذي نجد هذا عند سيد ، ومنطلقات النهضة وشروطها وحقيقتها التي امتاز بها مالك بن نبي بطرحه الراقي الثاقب ، وما أتت به السلفية من تنوير عقدي ديني علمي شارك فيه الطريق الجهادي ، وغيرها من المشاريع التي أتى به مصلحو هذه الأمة في بداية عصر النهضة فنجمع من ذلك مشرعا يناسب الحال والمقام يقود إلى نهضة شمولية عن طريق التعددية المحمودة .... ما ذكره الأخوة من مشاريع إصلاحية قامت في عصر النهضة كمشروع الأفغاني وعبده ورشيد رضا ، ومشرع عمارة والمسيري لا تكفي هذه العجالة بنقدها بل تحتاج إلى دراسة استقرائية كي يكون النقد بناءاً ومنصفا ، وكذلك ما ذكر من مسارات الإصلاح في العالم الإسلامي في نظري تحتاج إلى شيء من الدقة والتحري .... لجميع الأخوة تحياتي وتقدير (( تنبيه العنوان القادم هو بإذن الله : البنية السلوكية والفقه الاجتماعي )) للتواصل bmn383@hotmail.com
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com |
12-11-2007, 03:27 PM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
لا تتأخر علينا
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
13-11-2007, 01:43 AM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: حيث أكون...!!
المشاركات: 695
|
تحية طيبة
. . . ما أدري وش الطبخة...!!! لأني جئت من أجل أسجل حضوري فقط بااااااااااي . . . ودمتــــــــــم
__________________
سُئِلَ غاندي : لماذا لا تنتــقِم من أعدائك ؟؟
فرد : أنَني لا أستَطــــيعُ أن أقضي عُمري , في الجَري وراء كلبٍ , لِأعُضَــهُ كـــما عَضنَي . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|