[الجنرال]

اين يكمن سر التخلف العربي؟
بقلم: عائشة ابراهيم سلطان

يبدو أن العالم العربي محكوم بالتخلف، ولكن هل صار التخلف قدراً؟ اشك في ذلك، فلا التخلف قدر ولا الهزيمة قدر، ولكن السؤال المحشور في حلوق الملايين، لا يزال محشوراً منذ سنوات،

وما زالوا ينامون عليه، وبه يستقبلون صباحاتهم:
لماذا يتقدم العالم ويتطور، وتتغير حياته نحو الافضل، بينما يبقى المواطن العربي مشدودا على وتر الاحباطات والهزائم على جميع المستويات؟

لماذا يتقدم الآخرون ونبقى نحن متخلفين في السياسة... والاقتصاد ...والثقافة ...والرياضة...، والتعليم ..والاعلام و .. الخ؟ اين تكمن الاشكالية؟

اين يكمن سر التخلف العربي؟
هل يولد مع شهقة الحياة كل صباح فيصحبنا مسيرة العمر كالقدر، ام انه مسافر في جينات التكوين، وفصائل الدم، وكيمياء الجسد والدماغ والمزاج؟

لماذا يعايرنا الجميع بأننا (عرب متخلفون)؟
ويواجهوننا بأننا دول بلا انظمة وبلا قوانين وبلا ديمقراطية وبلا مصداقية؟
ما الذي يمنع ان تتأسس لدينا قوانين تحمي الحقوق والحريات، وتمنح المصداقية للحكومات والانظمة؟ لا اعرف سببا يدفع الرئيس ياسر عرفات الى تأييد خطاب الرئيس الاميركي (بوش) الا ضمن حقيقة التخلف السياسي، فلو ان الرئيس الفلسطيني يتمتع بمصداقية ديمقراطية نزيهة، لما أيد خطابا يدعو صراحة الى تغييره واستبداله بقيادة اخرى اكثر نزاهة وديمقراطية، كما لا اتوقع ان ينحني عرفات للتغيير الذي يريده (بوش) ببساطة، ليس لانه يستمد مصداقيته كرئيس من الشعب الفلسطيني، ولكن لان منظومة التخلف السياسي المسيطرة على الذهنية العربية الحاكمة ستدفعه الى فعل أي شيء من اجل الاحتفاظ بالسلطة ولو على حساب الثوابت والخطوط العريضة للنضال والقضية وحقوق الشعب الفلسطيني.


لا افهم كيف يختلف السياسيون الكبار في الاتحاد الاوروبي مع خطاب بوش ورؤيته؟ وكيف ينتقد سياسيون وتيارات ذات ثقل في الولايات المتحدة خطاب بوش الذي ربط بين قيام الدولة الفلسطينية وتغيير القيادة بينما تسارع دول عربية لتأييد الخطاب بما فيهم السلطة الفلسطينية معتبرين انه خطاب (متوازن وذو رؤية جادة باتجاه السلام)!! لا افهم هذا الخلط العربي او الرخاوة العربية تجاه قضايا الشعوب والمصير الا في اتجاه (التخلف السياسي) القائم والمتأسس على نوعية الانظمة الحاكمة ذات الصبغة الفردية الديكتاتورية المنفصلة عن نبض الشارع وهم المواطن! لماذا نحن متخلفون؟ لاننا موافقون على صيغ التخلف بكل اشكالها! اما لان بعضنا عاجز امامها، واما لان البعض يائس، واما لان هناك مستفيدين من هذا التخلف ولذلك فهم حريصون عليه!!


http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/06/27/ray/2.htm