بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حوار مفتوح .. مع الأستاذ / منصور النقيدان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-12-2002, 01:38 AM   #1
الجنرال
عـضـو
 
صورة الجنرال الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
حوار مفتوح .. مع الأستاذ / منصور النقيدان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



العقل الانساني .. كتلة من التحولات ..بحثا عن الحقيقة والحق .. وتكشيفا عن الصواب والافضل .. او هكذا يجب أن يكون عقل المسلم المفكّر المتسائل .. اما المسلم ( القاعد ) و ( الخامل ) و ( المتجمد ) فعقله مثله تماما ..

الاستاذ منصور النقيدان .. يصفه البعض بأنه : رجل متسائل دوما .. لايكف عن البحث عن حقائق الاشياء .. وخاصة .. صواب ( الموروثات البشريه ) وبالاخص ماترسخ من ( فهم ) عن جدليات المذاهب الاسلاميه .. .. مرّ بتغيرات فكرية .. حمل معه ( ثوابت الدين ) وظل يبحث عن الحق فيما أُختلف فيه .. من الخلافات في ظنيات الاحكام ومسلمات السائد الفقهي .. فهل تراه .. وصل ..ام لازال يبحث ؟.. وهل تراه توقف عن ( التمرحل ) - إن صحت التسمية - ام لازال يعبر مرحلة اخرى جديده وماهي ؟ .


ضيف اللقاء المفتوح .. للوسطيه .. الاستاذ منصور النقيدان .. او كما قالوا عنه ( العقل القلق ) او ( المقلق ) للذين لم يتعودوا .. أن يمروا بمراحل إكتشاف الحقائق .. لأنهم (ألِفوا ورضوا بالقعود ) خلال ماترسخ لديهم .. وماورثوه من فهم ونتائج .


قالوا عنه هنا في الوسطيه :

(( منصور إنسان حر لايحد تفكيره حدود .من الصعب ترويضه أو تدجينه أو احتواؤه ضمن حظيرة مؤدلجة، أو قطيع من \"الحرفية\" ....وهو مشاغب أبداً من الصعب ضبطه، ومن الحماقة تقديمه كمربي مثلاً ..أو مرشد..أو شيخ ... أو غير ذلك من النماذج التي تقدم لتكون أسوة أوقدوة) و ( يرى البعض أن أفكار منصور مجرد تقليعة من التقليعات التي تعصف به بين الحين والآخر .. البعض يرى أن دافعه إلى ذلك الشهرة والنجومية ، لهذا يعتلي صهوة بعض الأفكار دون إحاطة عميقة وإدراك ناضج سوى بريق الفكرة. ) احمد بن صالح العامر



وايضا ( مما قرات له اعتقد انه انسان رائع ومثقف وصاحب هدف واضح ..ويعجبني جدا اسلوبه في الكتابة.. باختصار الرجل مميز جدا..وبعض ربعنا لايحبون المميزين!!) فارس محمد القرشي


وايضا قالوا عنه :- النقيدان ( ليس عميقا في تحولاته الفكرية وإنما هو ذواقة، ولهذا فهو سريع التحول والانتقال من النقيض إلى النقيض. ففي خمس عشرة سنة تنقل بين ثلاثة مذاهب كبيرة متناقضة متعارضة. إن المفكرين الكبارعادة بطيؤا التغير، وإذا تغيروا فلا يتغيرون إلا لقناعات راسخة بضرورة التغير، أما ( النقيدان ) فبخلاف ذلك. ) عاصم بن غانم .


*****



لن يكون لقاءنا المفتوح مع النقيدان - كما أعتدنا : عبارة عن أسئلة واجوبه .. فلسنا في محاضرة .. ولا إختبار .. أو إختيار ..لأفضل الاسئلة واصح الاجابات .. فلسنا نريد ( كماً من المعلومات ) فذلك اصبح ميسّر .. وهو الوصول والحصول ..على ( كل المعلومات ) عن أي شئ نطلبه .. نريد ان ( نعبر .. مضيق) الضيق من الحوار .. مع المخالف او من لم نتعود على طرحه ..

همنا في كل لقاءات الوسطية مع ضيوفها .. أن نبلوا أنفسنا .. هل تعلمنا .. كيف نحاور .. وليس كيف نسأل والضيف يجيب .. مهمتنا .. ان ( نسلط الضوء ) على من نتخلف معه .. ( لنحاول ) الخروج من أزمة حوار الآخر ... وكيف نجني من الخلاف .. نقاط وئام وإتفاق ..

هذا هو .. منصور النقيدان .. كما تقدمه (( سيرته الذاتيه ))... ليس الا رجل مسلم .. حاول من خلال سعة الدين وتمامه وكماله .. ان يعيد ترتيب مشهده العقلي .. لفهم .. او إعاده قراءة ( ما ألفينا عليه ) انفسنا وعقولنا ومجتمعنا .. فهل نجح ..أم لازال يكتشف نفسه وعقله ..أم وصل للمحطة الاخيره وماهي ؟ .




********
******
****
***
**
*




(( السرة الذاتيه )) .. لضيفنا منصور بن إبراهيم النقيدان :




الاسم : منصور إبراهيم موسى النقيدان.
الجنسية : سعودي
مكان وتاريخ الميلاد : بريدة . "ليلة عيدالفطر 1390 هـ - 28/11/1970م.
المستوى التعليمي: الكفاءة المتوسطة.

*باحث وكاتب .

*طلب العلم الشرعي على عدد من مشايخ بريدة، كالشيخ صالح البليهي ،والشيخ عبدالله الدويش، والشيخ عبدالله بن حسين، والشيخ محمد الفهد الرشودي، والشيخ عبدالله بن إبراهيم القرعاوي، وغيرهم.

*أتم حفظ القرآن الكريم عام 1412هـ، كما حفظ عدداً من المتون العلمية، والرسائل لابن تيمية، وفصولاً من مدارج السالكين لابن قيم الجوزية، ومؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وعدداًمن فتاوى ابن باز، ومختارات من أدب الجاحظ، و كتابات الزيات، والطنطاوي، ومحمود شاكر، وأبي الحسن الندوي.. وفصولاً من(معالم في الطريق) لسيد قطب.

*إمام جامع الرشودي في المربع بالرياض سابقاً من(10/9/ 1419هـ-2/1420 هـ)

*عمل لمدة سنتين محرراً متفرغاً في القسم الثقافي في صحيفة الوطن السعودية مشرفاً على الصفحة الدينية، من الفترة 9/9/2000 ، وساهم في استكتاب مجموعة من أبرز كتاب الرأي في الصحيفة، كما شارك في الإشراف على صفحات الرأي، ونقاشات.
*في9 /9/2002 تم الاستغناء عنه بعد خلاف مع رئيس مجلس الإدارة/ المشرف على التحرير.

*نشرله ما يزيد عن 30 مقالاً في عدد من الصحف والمجلات العربية والمحلية، وجريدة إيلاف على الإنترنت، معظمها يتعلق بقضايا فقهية معاصرة، وفكرية، وأخرى منوعة.أهمها " هل كان ابن أبي دؤاد مظلوماً؟" وهو أول مقال نشر له بتاريخ 7/11/1419هـ/الحياة/"،و"هكذا تعلمت في المسجد"/إيلاف/، و"قصة بيان المثقفين السعوديين "/إيلاف/ و"حكم البطاقة الشخصية للمرأة"/المجلة/، و"قراءة في كلمة الأمير عبدالله للعلماء"/الوطن السعودية/، و"نواقض الإيمان بين الشريعة المنزلة وتشقيقات الفقهاء"./المجلة/،و"الهجرة إلى المستحيل"/المجلة.

*كتب بطلب من صحيفة الحياة اللندنية عدداً من المقالات في صفحة "تراث"
*كاتب زاوية نصف شهرية باسم " مقابسات" في مجلة المجلة اللندنية سابقاً.

*له ثلاث محاضرات ألقيت سابقاً آخرها محاضرة عن " سد الذرائع في الفقه الإسلامي" في أحدية راشد المبارك في الرياض.
*تمت استضافته في برنامج إضاءات" في قناةMbc-fm حول القاعدة بمشاركة محامي الجماعات الإسلامية منتصرالزيات.

إيميل alngidan@yahoo.com



*********

والآن نترك الاعزاء الكرام .. اعضاء الوسطيه .. مع لقائهم المفتوح وحوارهم المكشوف .. مع النقيدان .




الوسطية




أخوكم : الجنرال
الجنرال غير متصل  


قديم(ـة) 30-12-2002, 10:35 AM   #2
العلم نور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2
منصور النقيدان ..

من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك



كتبه / الشيخ عبد العزيز الجربوع فك الله اسره

-------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد ألا اله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله

أما بعد :

فكثير أولئك المرتزقة الذين يزاولون حرفاً شتى بغض النظر عن رفعتها أو دناءتها بغية الكسب المادي والارتزاق ، وهذا التوجه لهذه المهن ، والحرف من إفرازات الفشل الذريع في الحياة وعدم القدرة على التكيف معها ، ومعرفة طبيعتها ، وعلى رأس هؤلاء مرتزقة الأقلام والصحف ومتجري الفكر وللأسف الشديد أن يتقدمهم(منصور النقيدان) وأرجو أن لا ينزعج من الصراحة لأنه هو الذي هاجم الإمام أحمد رحمه الله ، وشيخ الإسلام بن تيمية ، والسلف قاطبة مدعياً الصراحة وقول كلمة الحق وخلط بين الصراحة والوقاحة ، وبين قول الحق وقلة الأدب مع سلف الأمة ولا غرو في ذلك لأنه لم يتأدب مع الله ، ومع رسوله إذ جعل شرع الله ألعوبة لعقله واطروحاته المهترية ، وفي مقابل الحط من قدر الأئمة الكرام ، وصالح المؤمنين ، الثناء العطر على ابن أبى دؤاد المعتزلي .

فلا زلت أذكر مقالاته المختمرة في الإمام احمد ، وابن تيمية وكان من آخرها مقالة المعوج في الشيخ الفاضل عبد الكريم الحميد عندما وصفه بأنه { فشل في التكيف مع الحياة الحديثة فلم يجد مخلصاً سوى اعتزالها }ونسى العلاّمة منصور أنه كان يوماً من الأيام ممن راق له هذا المسلك فسلكه ردحاً من الزمن ، ولكن حب الشهرة ، والظهور لا يتفق مع الزهد ، والإقبال على الله ، فأطلق العنان لنفسه متقلباً بين الطرق والمناهج لا يدري أيها أهدى سبيلاً حاله حال أهل الأهواء والطرق الكلامية حيث قالوا عن أنفسهم :

نـهاية إقدام العقول عقـال ..... وأكثـر سعي العـالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ..... وغـاية دنيانـا أذى ووبـال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ..... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

إن منصور أحد أولئك الذين يكتبون لكي يأكلوا ، ويتقلبون من فكرة إلى ما يضادها ومن منهج إلى ما يخالفه ، ومن ومبدأ إلى ما يعاكسه ، فمن رمي الشيخ عبد العزيز بن باز لإرجاء إلى الارتماء قلباً وقالباً في أحضان المرجئة ، والمعتزلة وتبني آراءهم والدفاع عنهم والحط من قدر خصومهم من سلف الأمة ، والزعم أن ما عند السلف ، ومن سار على نهجهم موروث من الموروثات ، يجب أن يغربل وأنهم من البسطاء الذين ينظرون للأشياء نظرة أحادية وبعينٍ عوراء ، ويد شلاء ولابد من الثورة على المألوف والموروث ، ومن الزهد وبيت الطين والتورع عن استعمال الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك والانهماك في الدنيا وزخارفها.

تناقض مالنا إلا السكوت له ..... وأن نعوذ بمولانا من النـار

يقول أحد الكفرة :

كل يوم أذهب إلى الصيد وأخرج السنارة وأضع فيها الديدان ، وأكره ذلك ولكن السمكة تحبها فلا يعقل أن أضع لها الكريما لأن السمك لن تقترب من السنارة ، بل أضع لها الديدان وأقول ، ألا ترغبين في الحصول على هذا . اهـ

إذاً سياسة منصور في الطرح ، هي أن يطرح ما عنده على حسب رغبة الناس وما يريدون ( حتى وإن كان ديداناً ) ويُسِعُونَ لهم في دين الله توسعة لم يأذن بها الله ، ولا رسوله لكي يحصلوا على قبول الناس ، ويصدرون في المجالس ، لعل الناس تنقاد إليهم مثل البهم

قال أحدهم ممن هو على شاكلته :
إذا لم ترغب أن يدخن ولدك ، لا تعظه ، وتتحدث عما تريده ، لكن أوضح له أن الدخان يمكن أن يؤخره عن لعب البايسبول ، أو الجري .
ولكن الإسلام أخي القاري يتحدث عما يريد هو ويأمر الناس به وإن لم ينصاعوا إليه فليسوا هم من الإسلام في شيء وأمر الأنبياء بذلك { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } ولم يأمرهم أن يحدثوا ويأمروهم بما يرغبون .

منصور وكيف يكون مجدداً أو تلميذاً باراً لمجدد نحرير
كنا نسمع باستمرار سؤالٌ يطرح مفاده ، كيف أكون مفكراً إسلامياً مرموقاً صاحب قلم لا يجارى وإن عجزت فكيف أكون تلميذاً باراً ؟
فكانت الإجابات عدة لا كنها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ، وعبر الممارسات التي نراها ممن يزعم أنه مفكر إسلامي عظيم كمحمد عمارة ، و فهمي هويدي ، وخالص جلبي والقرضاوي ، وراشد الغنوش ، وعبد العزيز كامل ، وعبد اللطيف غزال ، وغيرهم ممن أعمى الله بصائرهم . . .

تبين أنه يمكنك ذلك إذا عبثت بالنصوص الشرعية وأخضعتها لعقلك وهواك ، ودعوت إلى الاختلاط من طرف خفي ، وأبحت الربا إن كان بنسب ضئيلة وأبحت المطعومات والمشروبات المحرمة إذا كانت بنسبة 01/0ودعوت إلى وحدة الأديان ، وأمرت بدخول البرلمانات ، وعلى رأس الداخلين المرأة وأوجبت احترام دساتير الغرب والعمل بها وناديت بالحرية ، والمساواة بين أفراد المجتمع مسلمهم وكافرهم ، ومنعت من تكفير اليهود والنصارى ، وأشدت بما عند الغرب من معتقدات وأخلاق ، وقلت إن الإسلام لا يرفض عقائدهم ، بل يرفض عاداتهم فحسب وزعمت أن العداوة بين المسلمين وبين اليهود والنصارى إنما هي اقتصادية لا عقدية وقلت أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يؤخذ عنه إلا في العبادات ، وأما أمور السياسة والحرب فلا يؤخذ بما قرر وإنما نجتهد مثلما اجتهد ، وحرمت الجهاد وقلت لا يحل إشكالاً في الحقيقة وإنما يقهر ويقود إلى الأزمات ويسد منافذ العقل ويدفع الأمم إلى الانحدار والانحطاط ، ووصفت عصر السلف بأنه من العصور المظلمة ، وحرصت على تجريد الناس من دينهم ومعتقدهم ووصفت الدين بالرجعية والتخلف وقمت بالتصدي لسلف الأمة العظام بالنقد والتنقص وأثنيت على العلمانيين وجعلتهم من أصحاب الفكر المستنير ، عند ذلك قل ما شئت فأنت المفكر الإسلامي الشهير .

وأما كيف تكون تلميذاً باراً مثل العلاّمة منصور

فما عليك إلا أن تتلصص على كتب السالف ذكرهم وتسرق منها ومن اطروحاتهم ، وتضيف إليها بعضاً من هرطقتك وسفسطتك وجزءً من تلاعب الشيطان بك أثناء منامك ويقظتك ، مغلفاً ذلك بدفاعك عن المارقين من الإسلام وأنهم من أخيار الأمة ثم توج ذلك بأن سلف الأمة أصحاب عيون عوراء وجموديون ألقموا ولقنوا ما يقولون ويكتبون عن شيوخهم ، عند ذلك تصبح الابن البار للعصرانيين والعلمانيين ، بل ربما فقتهم دناءة وخسة .

لماذا قسوة الألفاظ :

قد يعيب علّي البعض شدة الألفاظ وقسوتها التي مضت والتي ستأتي ، وأن هذا ليس من الإسلام في شيء فأقول مستعيناً بالله :

أ _ لقد أمر الرسول e أن نسف باللفظ إسفافاً ما بعده إسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول عظ على فرج أبيك وأن لا نستعمل الكناية في ذلك بل اللهجة الدارجة ، وهذا فيمن أخطأ خطاءً ميسوراً في نظر كثير من الناس ، فما بالك بأخطاء الاعتقاد والكفر والزندقة .
ومن ذلك ما روي عن أبي بكر قوله لعورة بن مسعود الثقفي ( امصص بظر اللات ) وذلك في الحديبية وما روى لنا مسلم رحمه الله قول كعب بن عجرة عندما رأى عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً قال : ( انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً ..........) هذا في مسألة الخطبة.

وروى لنا مسلمٌ أيضاً قول عمارة بن رويبة لما رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله e ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة .
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال : والله لا كلمتك بعدها أبداً .

وعبد الله بن الزبير عندما قال لحبر الأمة ابن عباس إيماءً وهو تحت أعواد منبره قال : إن أقواماً أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم ، لا يزالون يفتون بالمتعة ، فرد عليه ابن عباس قائلاً إنك لجلف جاهل لقد فُعِلَت في عهد من هو خير منك عهد إمام المتقين .

هذا بالنسبة للصحابة رضى الله عنهم ، وأما من بعدهم فإليك ، أقوالهم :
فالإمام أحمد عندما نُقِلَ له قولٌ عن أبي ثور لا يتفق مع الدليل قال : أبو ثور كاسمه ونحواً من ذلك قال عن أبي حنيفة ما قوله عندي والبعرة إلا سواء ، وقال عن الكرابيسي كذب هتكه الله الخبيث وذلك في مسألة لفظي بالقرآن مخلوق ، وفي كتاب المجروحين لابن حبان كلام سفيان رحمه الله على أبي حنيفة ولا يخفى علينا قول أبي إسماعيل الهروي عن الاشاعرة وأنهم مخانيث المعتزلة وغير ذلك كثير مما يطول المقام بذكره .

فهل نحن أفضل من الرسول e والصحابة ، والسلف ، وأعلم منهم وأحكم أم أن العلامة منصور أشرف قدراً ممن مضى ذكرهم ، هيهات هيهات إلا أن نساوي الثرى بالثريا .
والسؤال ما هو الحكم الذي يفهم من هذه النصوص المتقدمة ، سوى جواز إطلاقها ، أو أفضليته ، أو تحريمه .

فإن كان الجواب بالأول والثاني ، أمكن حمل النصوص الواردة على ذلك ، وإن كان الجواب بالتحريم ، فهنا اعتراض ، حيث يلزم تأثيم الرسولe وسلف الأمة من الصحابة وغيرهم وإن قال قائل خلاف الأولى ، قلنا إذاً من صدرت عنهم ومنهم النبيe وأئمة الزهد والورع فعلوا خلاف الأولى ، فإن قيل هي مسألة اجتهادية لا تثريب فيها على المخالف ، عند ذلك لي أن أقول هذا المطلوب .

ب ـ لقد مللنا التمييع إلى درجة أن الصحوة الإسلامية لا تجد غضاضة في أن ترافق الزنديق وأن يصبح العلماني صديقاً باراً لها وأن ترتمي في أحظان المرتدين ، وتغشى مجالسهم دون اكتراث بحرمة ذلك ، ولا مانع لديها من مشاركة ، ومناصفة الرافضة في كل شيء كما دأب بعض رموز الصحوة المشهورين ، وهي مستعدة أن تعقد صفقات الحب ، والود لليهود والنصارى !! أي صحوة هذه وأي موجهين يوجهونها نحو الهاوية فإلى متى عد المحاسن التي تخفي حقيقة الرجل وخبثه .

إذا كان هذا نصح عبد لنفسه ..... فمن ذا الذي منه الهدى يُتعلمُ

ج ـ هذه الألفاظ يتضح من خلالها الولاء للمؤمنين ، والبراء من هؤلاء المجرمين الناكبين عن الصراط المستقيم ، فلقد كان سب آلهة المشركين ، وشتمها والحط من قدرها مطلب شرعي ولا زال إلى أن حصلت مفسدة سب الله عدواً بغير علم ، فنُهيَ الصحابة عن ذلك فبقي أمر السب مشروعاً مالم تحصل مفسدة أعظم من مصلحة السب .

د ـ إن تغليف النقد بتلك العبارات المائية ، وبتلك الكلمات الهادية يخرج موضوع النقد عن صلبه المراد خصوصاً إن كان المراد التحذير من الشخص ومسلكه ، ويورث الود لهذا الشخص خصوصاً عند العامة ، وبالتالي قبول كل ما يطرحه من زيغ وضلال ، وهنا الطامة العظمى والمصيبة الكبرى ومن تأمل نصوص الشريعة ، وأقوال أهل العلم المبنية على الأدلة الشرعية يجد أن الإسلام في النقد والتقريع ، والتثريب إما أن يثرب على الفكرة دون الشخص ، وإما أن يثرب على الشخص والفكرة معاً ، وإما أن يثرب على الشخص دون الفكرة خصوصاً إذا كانت فكرةً كفريةً الحاديةً ، قد تعلق في قلوب العامة إذا طرحت على مسامعهم وكان الناقد لها بضاعته ، العلمية مزجاة .

ولهذا نهي المسلم أن يغشى المجالس التي يخاض فيها بالكفر والإلحاد بآيات الله والاستهزاء بدينه إلا أن يكون منكراً عليهم ذلك ، وإن لم يستطع ، لضعفٍ علمي أو خوف جبلي فلا يجلس معهم وما ذاك ، إلا خشية أن يفهم من جلوسه الإقرار ، أو أن تطرح شبة تعلق في قلبه فيصبح مثلهم نسأل الله السلامة من الزيغ ، قال تعالى { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً } وقال تعالى: { وإذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وهل منصور إلا ممن أنساه الشيطان فعكف على كتب الظالمين وأخذ يطرح بين أبنا امتنا الإسلامية خزعبلات وترّا هات تمجها الفطر السليمة .
هـ ـ الأصل أن تكون غيرتنا وتمعر وجوهنا لكتاب الله وسنة نبيهe ونغضب على هؤلاء الذين حاكموا القرآن والسنة إلى عقولهم العفنة ، ولكن للأسف الشديد أن نغضب لهؤلاء النابتة المهلكة لجسد الأمة وندافع عنهم وعن ضلالتهم ، وإذا رأينا خطاءً لا نفكر حتى بالرد ، ونزعم أن هذا منهج الرسولe وإذا أُحرجنا بالأدلة ، ووجوب الدفاع عن الدين وأهله قلنا لابد من ذكر محاسن أولئك المخطئين لأن الرسولe قال في الشيطان صدقك وهو كذوب وننسى أن الرسولe قال ذلك في الشيطان ، حيث كلمة صدقك لن تغير من حقيقة الشيطان شيئاً ولن تلبس على المؤمنين أمر دينهم بينما قولها لهؤلاء المرتزقة ستغير من صورتهم الكالحة في أذهان الناس وبالتالي خدعنا امتنا الإسلامية ويا سبحان الله حيث لم يكن الرسولe يغضب لشيء إلا إذا انتهكت حرمات الشرع ونحن نغضب إذا تكلم على الرجال المبتدعة والمنحرفين بما فيهم ، أي دين هذا وأي إيمان في قلوبنا هل غاب عنا حديث رسول اللهe الذي بوب عليه النووي باباً فقال [باب وجوب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع]وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدريt قال : جاء رجل إلى النبيe فقال : إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا ! فما رأيت رسول اللهe غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال : ( أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة ) متفق عليه وفي رواية قال أفتانٌ يا معاذ !؟

وهنا نقول هل عدّ رسول الله e محاسن معاذ قبل أن يصفه بالتنفير والفتنة ، وهذا وصف ليس باليسير فيمن حاول أن يطبق السنة وهي مسألة لا تقارن بحال من الأحوال مسائل النقيدان الأرجائية والمروقية وغيرها الذي فتح باباً على مصراعيه للزندقة والمروق من تعاليم الإسلام ، أجيبوا يا أصحاب المحاسن والأيجابيات أيها الإحتوائيون ، حيث ما بقي أحد من أهل الزيغ والفساد إلا وأحطتموه بسياج عظيم من الدفاع وذكر المحاسن إلا أن يكون من أهل الورع والزهد وممن يحاول أن يقتفي أثر السلف فالسهام الفتاكة والقذائف المحرقة فهذا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الكريم الحميد وصفتموه بالتنطع تارة وأخرى بالشذوذ وثالثة بالخلل العقدي ورابعة وخامسة دون ذكر محاسنه وسلم منكم في المقابل العلمانيين والمارقين عن الإسلام بل دافعتم عنهم محتجين لهم بحديث الرسولe ( صدقك وهو كذوب ) حقاً وإن تعجب فعجب قولهم .

وفي ختام هذه النقطة تسمحون لي أن أقول عن منصور النقيدان صدقكم وهو كذوب وعن القرضاوي كذلك وعن أي زائغ يلبس مسوح العلم والعبادة صدقكم وهو كذوب ؟

وـ هل تريدون أن أقول إلى فضيلة الشيخ الرباني كما هي خطابات الزائغ محمد عبده لجمال الدين الأفغاني ، وأقول أخطأ الشيخ ولم يقصد ، وأثابه الله على ما قدم من خطأ للأمة ولا حرمنا الله من علمه وفضله وأظنه غفل وفقه الله ، ونور بصيرته و. . . . و. . . زـ من لم يرضى بهذه الألفاظ وقسوتها ورأى أنها ليست من الحق ، فما عليه إلا أن يشطب عليها ولكن هذا لا يرده عن الحق الذي بين هذه الأوراق .

منصور من بيت الطين إلى الأستاذية و( المفكرية )في أحدية راشد المبارك

قلت فيما سبق أن منصور ممن أنساه الشيطان فأقبل على كتب هؤلاء الضالين المضلين وكرع في موردها الآسن ، ليصبح مفكراً إسلامياً مرموقاً ، ولو وجد قبل إقباله على هذه الكتب العفنة تلك الألفاظ المحذرة ، والسيل الجارف من العبارات الحارة والشهب الكلامية المحرقة ، التي ينبغي أن يرجم بها هؤلاء المرتزقة ، متوجتاً بعُصيات عمر رضى الله عنه التي جلد بها صبيغ لوجدناه مستمراً على منهجه الأول بيت الطين والورع والزهد وعدم الشرب إلا من الزير حيث كان فيما مضى شاباً يافعاً يقطن مدينة بريدة وممن تحرك في قلبه وازع الإيمان و أشر مؤشره ، فلم يستطع أن يتكيف مع هذه الحياة الصاخبة التي تتنافا مع الزهد و الإقبال على الله ، فهرع إلى منهج العارفين بالله المريدين لما عنده ، فرفض جميع متع الحياة ، رفضاً لا يتصوره متصور ولا يصبر عليه أحد إلا أن يشاء الله ، (ويا ليته واصل ، وكم يتمنى الإنسان أن يرزق مثل هذا المنهج) ولكن :

خلق الله للحروب رجالا ..... ورجالاً لقـصعة وثريـد

حتى نهى عن الكهرباء واستعمالها ليس تورعاً بل تحريماً ، ولا يستمع إلى هذه الأشرطة الإسلامية لأن تسجيل المواد الإسلامية فيها إهانة لها ، وكان يرى وجوب تغيير المنكر باليد والقوة بل غير كثيراً من المنكرات بيده وبكل عنف دون النظر إلى عاقبة ذلك وهذا ناتج عن حبه للخير والصلاح ، وغير ذلك مما هو مقتنع به آنذاك ، وكان مقبلاً على فضيلة الشيخ فهد العبيد يتعلم مما عنده من الزهد والورع ، وكان مكباً على العالم الرباني عبد الكريم الحميد وكذا أقبل على العلاّمة عبد الله الدويش رحمه الله ، وغيرهم من أهل الزهد ، والورع ، لا حرمنا الله منهم ومن سيرهم العطرة ، وجمعنا الله بهم في جنان النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، وكان يُلحظ على منصور في تلك الفترة حبه للظهور والانتقام ممن نال منه ، فعندما يعاتب بكلمة رقيقة هادئة يقصد منه الخير وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن ، يكابر ويؤذن بالحرب هياجاً وصياحاً ويخرج الموضوع من نصابه وهو جدٌ كان موقفاً هادئاً باسماً رقيقاً ، لا لشيء إلا أنه يرى نفسه فوق النصيحة والمعاتبة ، وكثيراً ما يلبس الحق بالباطل ، للتورية على من يستمع إليه أو يقرؤه لإخراج أي موضوع عن مساره الحقيقي ، ومسكين من أوقعه حظه العاثر بين يديه ، لأنه في أكثر من موقف يلجا إلى الافتراء وإلى المبالغة والتهويل لأمر من الأمور القائمة بينه وبين غيره ممن يريد افتراسه سبيله في ذلك التحريف والتبديل وقلب الحقائق وصولاً بحجته إلى دليل يقبله السامع أو القاري غير آبه بحرمة ذلك ولا مبال ومن ثم يلجا إلى المراوغات للتهرب من هذا الموقف مثلاً ، أو للمكر والخديعة من موقع آخر بقصد الانتصار والانتقام ، وهذا ينافي الزهد ، ومؤشر إلى أمر خطير وكان بعضا من رفاقه ومشائخه يحذر من أن يُناقش أو يثار في مسألة ما ، وذلك لا ستعداده أن يلقي بمنهجه وراءه ظهرياً ليثبت صحة ما توجه إليه دون أي مبالاة أو اكتراث بما يحصل فيما بعد وهذه كانت من علامات الانحراف إضافة على توغله في أدران تلك الكتب المتسخة وفعلاً يفاجأ الأخوة والرفاق أن منصور تحول من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك فحسبنا الله ونعم الوكيل .

ابن تيمية ومنصور: ( ساقية لاطمة بحراً )

الذي دعاني لهذا العنوان هو انبهاري بتفتق علمية منصور وفرط ذكائه فأحببت أن لا أبخسه حقه من ذكر صفاته ومن يشبه من الجهابذة العلماء ، ولا أقرب له من ابن تيمية ، فإن :

منصور مُعَلَمٌ فطن وكذا ابن تيمية ، منصور حافظة حجة وكذا ابن تيمية ، ومنصور تقي وورع وكذا ابن تيمية ، ومنصور مناضل ومكافح عن الإسلام وكذا ابن تيمية ، ومنصور الجميع مفتقد لعلمه ومحتاج إليه وكذا ابن تيمية ، ومنصور بحر لا ساحل له في كل علم وكذا ابن تيمية ، منصور نبغ صغيراً ، وأفتى مبكراً ، وكذا ابن تيمة .

إذاً ما الفرق الجوهري بينهما ؟

ابن تيمية خرج في وقت والناس بعيدون عن شرع الله منهمكون في الدنيا وشهواتها ، فسعى جاهداً أن يردهم إلى الحق .

أما منصور فيظهر له أن الناس أصابهم الغلو ، والتنطع من كثرة الدين ، والإقبال عليه ورأى أنهم معرضون عن الدنيا زاهدون فيها ، فرأى من واجبه أن يخلعهم من دينهم ويصدهم عنه ويشككهم في عقيدتهم ، ويسلخهم من أخلاقهم ، وعاداتهم الحسنة لكي يحصل التوازن في المجتمع ويصبح الخزان الداخلي موازٍ للخزان الخارجي ، فشتان بين مشرق ومغرب .

وثمة فرقٌ آخر وهو غيرة منصور من شيخ الإسلام وانعدام هذه الغيرة من شيخ الإسلام ، فهل نستطيع هنا أن نقول كلام الأقران يطوى ولا يروى !! أي أقران ( بين عالم تقي ، وجاهل شقي ) أو نقول عن منصور بأنه البحر وابن تيمية الساقية فيقال ساقية لاطمة بحراً
قارنت هذه المقارنة لكثرة تعرض منصور لشيخ الإسلام بن تيمية .

هذه مقدمة مختصرة جدا تبين جزءً من واقع العلاّمة منصور ، سقتها لتكون ممهدة بين يدي ما سوف أطرحه من ملاحظات على ما كتبه أخيراً وأرسله إلى صاحب مجلة المجلة .

وما كنت لأكتب لولاء معرفتي باعوجاج منهج الرجل وعوره فلقد ناصحته في مقاله الأول وتوصلت إلى أنه صاحب فكر عقيم وذلك عندما سألته أثناء النقاش الدائر ما تقول فيمن يقول بخلق القرآن هل يكفر كما هو منهج أهل السنة والجماعة أم لا يكفر ؟
فكانت الإجابة بأنه لا يكفر .

وبعد ذلك تركته أملاً أن لا يكتب مرة أخرى في هذه الصحف وكنت محسناً الظن به فيما ذهب إليه من عدم تكفير القائل بخلق القرآن لعله ورع منه ، فصعقت لما رأيت مقالاته تترى في النيل من الإسلام وأهله فبعد مقاله أفكار نصارعها وتصارعنا ، أتبعه بمقاله حتى لا نستدرك على الشرع ثم أتبعهما بمقاله عن الشيخ عبد الكريم الحميد مستهزئاً به ، وأتبع ذلك بمقاله ، كثيراً ما ألصقت تهمة المروق لبواعث سياسية ، ثم هذا المقال الذي أنا بصدده ( نواقض الإيمان بين الشريعة المنزلة وتشقيقات الفقهاء ).


يتبع ..
العلم نور غير متصل  
قديم(ـة) 30-12-2002, 10:38 AM   #3
العلم نور
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2002
المشاركات: 2
والآن أخي الكريم إليك بعض الملاحظات في هذا المقال التي تدل على إفراطه في الجهل وافترائه على سلف الأمة .


أولاً : قال في النسخة المرسلة للمجلة ( السيد رئيس رئس التحرير. . . )
والتعليق لقد نهى الإسلام عن تسويد هؤلاء ولعله خفي على العلاّمة حديث أبي داود الذي فيه النهي عن ذلك .


ثانياً : العنوان أضخم من محتوى المقال وهذه سياسة الإعلاميين سياسة الدجل وتغيير الحقائق والعنونة بعنوان يخالف المحتوى لكي تكون إعلامياً مرموقاً ، حيث عنون منصور لمقاله بنواقض الإيمان ، ولم يورد سوى الطائفة الممتنعة عن التزام شيء من شعائر الإسلام ومن ثم ترك الصلاة ولم يوردها استقلالاً وإنما استشهاداً ومن ثم الممتنع عن تحكيم شرع الله .
فهل هذه هي نواقض الإيمان أم أنها من نواقضه ، لا شك أن هذه جعجعة منه ليبين لنا غزارة علمه .


ثالثاً: ما قرره الآن في مقاله المتردي ، نطرح سؤلاً ، ونقول هل نعدك بهذا الطرح ، وما وصلت إليه { اجتهاد فقيه ، أوفهم عالم ، وتشقيق آخر ، وخبطه كيفما اتفق }أم أنه يوحى إليك ، وصدق الله إذ يقول { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون } نعوذ بالله من الشيطان الرجيم وشركه .

وإن لم تكن كذلك فلعلك من حزب المجددينات ، ورحم الله أبا إسماعيل الهروي عندما قال عن الأشاعرة أنهم مخانيث المعتزلة ، حيث ألمح أن فكر منصور عبارة عن عصارة فكر العصرانيين والعلمانيين .


رابعاً : قال في مقاله ( وحينما توضع قاعدة ويؤصل أصل أو يؤلف كتاب في كفر من أتى بعض المخالفات وأطلق بعض العبارات ليلقن أجيال الأمة وتحشى به عقولهم وتربى عليه ناشئتهم ثم تثور الفتن وتسفك الدماء جراء ذلك وحين التحقيق عن مستند لها في الشريعة لا تجد إلا أثراً ضعيفاً أو حديثاً محتملاً أو آية مؤلة ورأياً مهجوراً لعالم خالفه من هو في مرتبته أو أعلم منه ....)
ثم في نفس المقال يقرر مسألة مستدلاً بأية من كتاب الله ، وببعض الأحاديث وأراء العلماء فأصبحت الآية محكمة غير مؤلة ، والأحاديث صحيحة غير محتملة وأراء العلماء حجة قاطعة فيا سبحان الله هؤلاء هم أهل الأهواء والزندقة يأخذون ما يروق لهم من دين الله وما لايروق يحرفونه عن مواضعه وهذا جلي في مقال منصور في مسألة تارك الصلاة حيث ذهب إلى رأي مهجور لبعض العلماء في أن تارك الصلاة كفره كفر دون كفر فما هذا الجهل والتناقض .


خامساً : دوماً يدندن حول قطعية ثبوت النصوص وقطعيته دلالتها ، قال : ( ونحن نعلم أنه لو جاء شيء من ذلك لتكفلت النصوص الصحيحة القطعية بشرحه وتفسيره )
وأقول هذه مقدمة الزندقة التي تبناها المعتزلة العقلانيين وعلى ذلك ردوا أخبار الآحاد بحجة أنها لا تفيد إلا الظن ،كما هو رأي النظام من المعتزلة والآمدي والرازي وغيرهم والعلاّمة منصور .


سادساً : يقول العلامة منصور ( ولقد اختلفت مذاهب المسلمين الفكرية ومدارسهم الفقهية في جل مسائل الإيمان ..... )
ولا أظن هذا إلا صفاقة وجه وقلة حياء وتزكية للنفس بما ليس فيها فما هذا العلم والإحاطة العجيبة التي لم تتسن للأئمة الثلاثة ، ثم من الذين اختلفوا غير المرجئة ، والمعتزلة والقدرية والأشاعرة وغيرهم من فرق الضلال ، ولم يثبت غير سلف الأمة رضوان الله عليهم وهم العبرة حيث كانوا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .


سابعاً : دندن حول كلام شيخ الإسلام في الطائفة الممتنعة عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام ونسب إليه نقل الإجماع بكفرها ، واتهم الشيخ بأنه يهول ويرهب الناس بذلك وإليك نص قوله : ( وما يثير الرعب لدى كثير من الدارسين ويصيبهم بالشلل ، هو ما يحكى من إجماع الأمة واتفاق الأئمة على القول بمسألة ليست عند التحقيق ، والتنقيب سوى مذهب لعالم وتوجه لدى تيار ، ولم تكن حكاية الإجماع إلا تهويلاً وإرهاباً ولكنها في المحصلة بيت من زجاج ، وكوخ من قش وسراب لا حقيقة له ، ومسألة القول بكفر من امتنع عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ليست سوى مثال لما ذكرناه )
وهنا أقول هذا محض كذب على شيخ الإسلام وجهل بكلامه ، حيث الثابت عنه كما في الفتاوى 28/356و469و476و503و545و556 أنه قال ( وأيما طائفة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين ) ثم ساق النصوص في وجوب قتال الخوارج ، وفي موضع آخر قال : ( وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها .....) ولما سئل عن قوم ذوي شوكة وممتنعين عن أداء الصلاة و ..... قال : (قال يجوز قتالهم بإجماع المسلمين) وغير ذلك من المواضع التي يطول المقام بذكرها فأين الإجماع بكفر هذه الطائفة الذي يزعم منصور أن شيخ الإسلام ذكره وتبناه تهويلاً وإرهاباً للمسلمين ، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم إذاً شيخ الإسلام نقل الاتفاق في وجوب قتالهم ولم ينقل الإجماع على كفرهم ؟


ثامناً : قال : ( لا أبالغ إن قلت أن هذه المسألة ضالعة في دفع كثير إلى تكفير مجتمعاتهم المسلمة ومصادمة حكوماتهم لما رأوه من مظاهر النقص والخلل في التزام بعض أحكام الدين وشعائره ) فأقول مصادمة حكوماتهم كمصادمتك قبل زمن وإحراقك بعض المحلات !!! أم ماذا يا شيخ منصور؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنت جاهل ولا تعي ما تقول وفي فهمك عيٌ إذ أن واقع الأنظمة التي تتحدث عنها ليس واقع طائفة امتنعت عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ، وإنما واقعها واقع من يُشَرّعُ من دون الله ويبدل أحكامه ، ومولاة للكفار ، ومحاربة للإسلام وأهله ، ونبذ للدين بكامله وراءهم ظهرياً ، إلا من رحم الله ، فما هذا القياس الفاسد لديك وما هذه الموازين المختلة التي تنبئ عن خلل ، ولوث في عقل صاحبها ، ثم هم لم يتكلموا في مجتمعاتهم ولم يكفروها وإنما تحدثوا عن الأنظمة ، والقوانين فحسب ، والذي كفر المجتمعات هو واقعك الذي مضى قبل أن تسلك هذا المسلك .


تاسعاً : نسب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه لما تولى الخلافة رد أموال وممتلكات الذين قاتلهم أبو بكر حيث قال : ( وهذه الفئة هي التي وقع الخلاف بين أبي بكر وعمر في وجوب قتالهم ثم قاتلهم أبو بكر ن وقد رد إليهم عمر أموالهم وممتلكاتهم عند توليه الخلافة )
والتعليق أن أقول : عجيب أمر منصور فإن الذي في كتب أهل العلم من المحققين والفقها وغيرهم مثل كتاب الأحكام لابن حزم ، والمغني لابن قدامة ، ونصب الراية للزيلعي ونيل الأوطار للشوكاني أنه رد السبي الذي كان في حروب المرتدين من بني حنيفة ، إلا من أولدها سيدها ولم يرد الأموال .
ثم إن أهل العلم متفقين على أن عمر خالف أبا بكر في قتال مانعي الزكاة أول الأمر ومن ثم رجع إلى رأي أبي بكر ، وقال : ( فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق )


عاشراً : زعم العلامة أن الثابت من سير الرسول صلى الله عليه وسلم في مانع الزكاة أن تؤخذ منه وشطر ماله ، قولاً واحداً لا خلاف فيه .
وأقول هذا من جعبة العلامة ، بل الثابت عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في رواية وأصحابهم أن لا يؤخذ على الزكاة زيادة بل قال ابن قدامة في المغني ( ولأن منع الزكاة كان في زمن أبي بكر رضى الله عنه عقب موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع توفر الصحابة رضى الله عنهم فلم ينقل عنهم أخذ زيادة ولا قول بذلك . أهـ
وإنما إسحاق بن راهوية ، وأبو بكر بن عبد العزيز ذهبا إلى القول بأخذها وشطر ماله لحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده .

والحديث الوارد بهذا الصدد ( فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا .......) عند أحمد وأبي داود ، والنسائي ، والدارمي ، قد اختلف أهل العلم فيه من بين مصحح ومضعف و الذين جنحوا إلى تصحيحه قالوا إنه منسوخ ، وأن المقصود شطر ماله ، أي خيار ماله في القيمة مما يساوي الشطر .
وعلى كل حال لماذا العلامة يخالف تأصيله ومنهجه و يأخذ هنا بالحديث الضعيف الظني والرأي المهجور وأقوال الرجال فأين منهجه الذي يدندن حوله ويحاول أن يؤصله ، وإن زعم أنه لم يأخذ بأقوالهم بل هو محض فكره وعلمه واجتهاده ، وهذا الذي يظهر من حال المغترين والمتعالمين ، نقول له من أنت؟ وأيهما خير تشدقك و تشقيقاتك المنشقة ، أم تشقيقات الفقها المفعمة بالأدلة .
إن مما يعرفه البلداء قبل الفطناء ، أن من دلالة وضوح المبدأ والمنهج عدم التناقض بين التنظير والفعل والحرص على الاطراد .


حادي عشر : قال : (ومن كان له أدنى إلمام بعلوم الشريعة ، يعلم قطعاً أنه ليس في الإسلام ما هو معصية في حق الفرد وكفر في حق الجماعة) .أهـ
لا أملك إلا أن أقول ما قاله أبن القيم :

كذبت يقيناً بالذي تزعم ..... وأنك بين الجاهلين مقدم
وأحسن فيما قاله المتكلم ..... وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
. وتزعم مع هذا بأنك عارف ..... وما أنت إلا جاهل ثم ظالم
وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى ..... فإن كنت تدري فتلك مصيبة .

إن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لم يفرق بين الفرد والجماعة في مسائل الكفر ولكن الهوى يصم ويعمي ، وإليك الآن كلام شيخ الإسلام رحمه الله :
قال رحمه الله : ( الوجه الثالث أن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرمه عليه واعتقاد انقياده لله فيما حرمه وأوجبه فهذا ليس بكافر ، فأما إن اعتقد أن الله لم يحرمه أو أنه حرمه لكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحداً أو معانداً ولهذا قالوا من عصى مستكبراً كإبليس ، بالاتفاق ، ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل السنة والجماعة وإنما يكفره الخوارج ، فإن العاصي والمستكبر وان كان مصدقاً بالله رباً فان معاندته له ومحادته تنفي هذا التصديق . . . . .الى أن قال : وتارة يعلم أن الله حرمها ويعلم أن الرسولe إنما حرم ما حرمه الله ثم يمتنع عن التزام هذا التحريم ويعاند المُحَرِم فهذا اشد كفراً من قبله وقد يكون هذا مع علمه بأن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه الله وعذبه ثم إن هذا الامتناع والإباء إما في خلل في اعتقاد حكمة الآمر وقدرته فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته أهـ .
فهل وجدتم كذباً على شيخ الإسلام اشد من هذا الكذب الذي لفقه عليه الكبش النطاح فريد عصره منصور النقيدان ،فسبحان من ألهمه إلى اكتشاف ما غفل عنه جهابذة العلماء.


ثاني عشر : زعم زعماً فاضحاً بأن السلف رحمهم الله قصروا الامتناع بالقتال دون غيره من مظاهر الرد والرفض ، لأنهم لم يجدوا في كتب من قلدوهم سوى هذه الصورة فجمدوا عليها .
ولا أقول هنا إلا كما قال الشاعر :

قال حمار الحكـيم تـوما ..... لو أنصف الدهر كنت أركب
فإنـي جـاهـل بسـيط ..... وصـاحبي جهـله مركـب

فكيف يقول هذا من له أدنى إلمام بأحكام الشريعة ، أين أحاديث الخوارج التي اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إن وجدهم ليقتلنهم قتل عاد ، وفيها أنهم شر قتلة تحت أديم السماء ، وفيها أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، وفيها أنهم كلاب النار ، ولم يشرط الرسول في امتناعهم أن يظهروا القتال للمسلمين ، بل حث على قتالهم حتى وإن لم يقاتلوا ، فإن رجعوا إلى الإسلام كف عنهم ، وأين قسمك الثالث الذي ذكرت فيه الطائفة الثالثة الذين قاتلهم أبو بكر لمجرد امتناعهم عن أداء الزكاة ووقع هنا الخلاف بين وبين عمر رضى الله عنهما ، وأين قسم أبو بكر عندما قال والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاربتهم عليه ولم يشترط أن يقاتلوه على هذا العقال ، بل معارضة عمر له تدل أن أبا بكر قاتلهم وبدأهم القتال ولم يبدؤه حيث قال كيف تقاتلهم وهم يشهدون ألا إله إلا الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ، وفي رواية إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله فقال أبو بكر : وهذا والله من حقها والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها.......
هل رأيت أخي القاري الجهل المطبق ليس في كلام السلف فحسب بل حتى في نصوص الشرع المطهر


ثالث عشر : قال : ( ذهب ابن تيمية إلى أن تارك الصلاة إن لم يكن كافراً بتركها فهو كافر بامتناعه إذا قتل ممتنعاً ) .

أقول أولاً :
لدي نسخة من مسودة المقال بخط يد منصور بعد انتقد وقرر ما قرر قال : ( ويجعلون امتناعه و صبره على القتل دليلاً على كفره في الباطن وعدم إيمانه بوجوبها ) والسؤال لماذا حذف هذا النص من المقال ؟

ثانياً :
هذا القول لم يقله شيخ الإسلام وإنما من كذب منصور وتدليسه وتغييره للحقائق وإليك ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ج22ص :48 ( فإن كان مقراً بالصلاة في الباطن معتقداً لوجوبها يمتنع أن يصر على تركها حتى يقتل وهو لا يصلي هذا لا يعرف من بني آدم وعاداتهم ولهذا لم يقع هذا في الإسلام قط ولا يعرف أن أحداً يعتقد وجوبها ويقال له إن لم تصلي وإلا قتلناك وهو يصر على تركها مع إقراره بالوجوب هذا لم يقع قط في الإسلام ، ومتى امتنع الرجل عن الصلاة حتى يقتل لم يكن في الباطن مقراً بوجوبها ولا ملتزماً بفعلها وهذا كافر باتفاق المسلمين ، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا ودلت عليه النصوص الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة رواه مسلم وقوله العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقول عبد الله بن شقيق كان أصحاب محمد لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة فمن كان مصراً على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط فهذا لا يكون مسلماً مقراً بوجوبها..........)

إذاً شيخ الإسلام يكفره بالنصوص الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وليس لأنه امتنع حتى يقتل وإنما يجعل هذا الامتناع حتى القتل دليلاً على الدخن الذي في قلبه ، وأنه لوكان هناك ذرة إيمان في قلبه لما صبر حتى القتل ، وأراد ابن تيمة إسقاط هذا الافتراض الذي لم يكن ولا يكون البتة .
والآن هل عرفتم ماذا يريد الجهبذ منصور ؟


رابع عشر : قرر أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكون كافراً إلا أن يقاتل .
التعليق ، لا أدري من قال بهذا ومن أين أتى به ، وأي من المعاصرين يقصد ؟ والعجيب أنه في مسودة المقال الذي معي لم يذكر المعاصرين وإنما المح إلى أنه من قول المتقدمين .
خامس عشر : قال في أحد تشقيقاته ( وطردُ هذا أن يكفر قاطع الطريق الممتنع عن كف عدوانه حتى يقتل ، وأن يكفروا الممتنع عن ترك شرب المسكر ، ومرتكب الفاحشة إذا امتنعا حتى يقتلا وهذا هو اعتقاد الخوارج الذين يكفرون بالكبائر .....)

أقول على فساد القياس وأنه من الأدلة المختلف فيها إلا أن هذا الغر لا يعرف القياس ولا شروطه وأركانه ، حيث إن هذا قياس فاسد حيث قاس فعل المعصية على الامتناع عن الطاعة ، ونحن نعرف أن تارك جنس الأعمال يكفر بينما فاعل جنس المعاصي مالم تكن مكفرة لا يكفر، قال ابن عيينة ، المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة المحارم وليس سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر كفر وبيان ذلك في أمر إبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث إلى بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه . أهـ معارج القبول ج:2ص:636
فيا سبحان الله على غزارة العلم وتفجره الله الله في حني الركب في مجالسه العلمية فهو فرصة لا تعوض .


سادس عشر : قال ( وهذا الخلط وجدته لدى كثير من المعروفين باعتدالهم غافلين أن هذه الآراء التي ألقموها .....)
نعم قد غفلوا وفطنة لها أيها الفطن الحاذق ، ولكن قبل ذلك ماذا كنت ؟
ليتك أسميت مقالك [ فطنتي الفطنة ] كم يسف الرجل بنفسه عندما يثنى عليها بما ليست أهلاً له وهذا أسلوب القرضاوي عندما سئل هل أنت مشهور في العالم ومعروف ، قال : أتيت دولاً كثيرة فيها علماء يسمونهم القرضاوي الصغير ، وصدق اله إذ يقول { ألم ترى إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا } وقال { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى }


سابع عشر : قال : (ولقنوها تلاميذهم هي بذرة التطرف ومكمن الداء ) .
أي تطرف تقصد أهو الحرق والنسف والتفجير الذي كنت تعيشه ؟ فإننا لا نعلم من سوف يروج عليه ما راج عليك ، أم تقصد التزام السنة واحرص على الدين !!!!؟


ثامن عشر : قال : ( مسائل الفكر التي لأجلها يتصارع بنو الإنسان ويقتل بعضهم بعضاً )

أولاً : لماذا قلت بني الإنسان ولم تقل المسلمين ؟ لعلك ممن يشن حرباً شعواء على من يكفر اليهود والنصارى ويرى وجوب قتالهم .

ثانياً : لعل هذا المقال توطئة لمقال آخر تحرم فيه الجهاد ، وربما قلت ، إن أول ما أنزل الله إقراء ولم ينزل اضرب اقتل ، ولربما جنحت إلى أن القتال يظل منعطفاً يُكره إليه المسلمون أو نوعاً من الهبوط الاضطراري الذي يعترض المسار الطبيعي لرحلة التبليغ الإسلامية ويظل القتال عنصراً معطلاً لأداء هذا التكليف الإلهي .


تاسع عشر: قال : ( وإذا كنت اعتقد أن امتنا المسلمة بعلمائها ومذاهبها الفكرية ومدارسها الفقهية لم تجمع يوماً على مسألة ، وأن ما يذكر من إجماع ويحكى من اتفاق ليس إلا رأياً يمثل تياراً أو توجهاً لمدرسة ، ليبكي كل على ليلاه )
حسبنا الله ونعم الوكيل ، على هذا التقليد الأعمى وعلى هذا الجهل المظلم ، وأي خلب هذا أيعقل أن الأمة المسلمة كما قال هذا الأرعن الرغديد ، وهل هذا إلا استخفاف بمن سيقرأ مقال هذا الأخرق التائه إن مما يعلمه أطفال الأمة المسلمة قبل رجالها ويعلمه العامة قبل العلماء كذب هذه الدعوى العريضة ، ولبيان هذا الكذب ولنفيد هذا الجاهل الحائر أقول : ألم تجمع الأمة وجوب الوضوء لمن أحدث وأراد الصلاة وتوفر عنده الماء وقدر على استعماله !!!!!!؟
فما رأيك أيها النحرير حيث يطول المقام بذكر مسائل الإجماع حيث ذكرت هذه المسألة لنقض بنيانك الذي على شفى جرف هار ، وإن كنت تعتد بخلاف الجهمية والقدرية والمرجئة والرافضة والصوفية المغرقين بالتصوف الاشاعرة المنظرين المقعدين لمذهبهم وغيرهم كثير لمن تفرع منهم حيث ما أنت إلا فرخ من أفراخهم فالله المستعان على صرير الباب وطنين الذباب ، وقديماً قيل إذا لم تغلب فاخلب .


وقبل الختام
منصور ومنتجوا المواد الغذائية
عندما يشيع بين الناس منتجٌ ما لأحد المنتجين التجاريين ، وتألفه العامة ، وتعتاد عليه وعلى شكله ، تدب الغيرة في قلب أحد المُنْتِجِينَ فيهرع إلى منتج آخر على هيئة ونمط المنتج المألوف اللهم بعض التغيير اليسير ، الذي يتمشى مع أنظمة التجارة وينطلي على بعض المستهلكين السذج ، ولكن قد يعتذر لهؤلاء التجار ، بأنهم يسعون في الأرض يبتغون من فضل الله ، ولا محذور في ذلك ، إن لم يكن فيه غش للمسلمين ، ولكن الاتجار بالأفكار العقلانية الكفرية ، وترويجها بين المؤمنين ، وسرقتها من الملحدين والمارقين من الإسلام ، وتقديمها على أنها دين من الله ، كفر ، وإلحاد نسأل الله السلامة من ذلك ونعوذ بالله من الزيغ .


أخيراً لا آخرا :
لا يزال في الأمة الخير ولا تزال ، تلد أولئك الغُيُر الذين يدافعون عن الدين وأهله ، ولقد رفضت الأمة من هم أشد عتواً من هذا الغر اليافع وركلتهم بأقدامها وأبعدتهم عن الطريق وواصلت سيرها إلى الله سيراً حثيثاً ، وهذا المنهزم لا شك أنها ستلفظه وتطأه بأرجلها لتمهد به الطريق إلى المولى جل وعلا ، وذلك للقزمة الفكرية التي يعيشاها والمنظومة الدنيئة التي بدأ بالإنظمام إليها .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
العلم نور غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)