بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قصة هيا قصه من واقع المجتمع ((((السعودي ))))الذي يفتخر به البعض

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-01-2002, 09:10 PM   #1
الرايات السود
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
المشاركات: 138
قصة هيا قصه من واقع المجتمع ((((السعودي ))))الذي يفتخر به البعض

<منذ سنوات تعودت هيا أن لا تنام بعد أن تصلي الفجر ، تعد القهوة لوالديها والإفطار لإخوانها ، وتكمل ما فاتها من أمور البيت ، التي غلبها الإعياء والنوم ، دون أن تنجزها الليلة السابقة 0 في الخامسة والعشرين ولم تتزوج هيا ، التي أصبحت معلمة منذ ثلاث سنوات 0 متوسطة الجمال ، ومتوسطة في كل شئ ، طرق باب أهلها كثير من الرجال ، لكنها امتنعت عن الزواج ، أو أن شرطها ، يرد عنها راغبي الزواج : أتزوج لكن أبقى عند أهلي 000 - من يقبل هذا الشرط يا هيا 000؟ تسألها أمها بمزيج من العتاب والشفقة 0 تحاصر آهة تكاد تذيب صدرها ، وترد على أمها دون أن تنظر في عينيها : - المقسوم لابد أن يكون يا أميمتي 0 بينها وبين أكبر إخوانها عشر سنوات ، بنت في الخامسة عشرة 0 أمها ليست من أنصار تحديـد النسل ولا تنظيمه 0 نصف متعلمة ، أو قل أمية إن شئت ، أجهضت في حملها الثاني ، بعد هيا ، فأسقطت جنينها ، فتأثرت قدرتها على الإنجاب ، وفشل أطباء المستشفى الحكومي في علاجها ، ولم يكن في مقدور الوالد ، الفقير المعدم ، الذي لا يملك إلا دكانا صغيرا ، أن يعالج أمها في المستشفيات الخاصة 0 حملت أمها دون علاج ، هكذا كأقدار البسطاء ، بعد عشر سنوات ، وأنجبت أربع بنات وولدين ، أكبرهم عمره سبع سنوات 0 قبل ست سنوات ، حينما كانت أمها حامل بأخيها الأصغر ، وبينما كان والدها يجتاز الشارع ، في ظهيرة حارة ، في اتجاه الكلية ، حيث كانت تدرس ، ليأخذها ويعود بها إلى البيت ، إجتاحته سيارة فارهة ، فأصيب بشلل رباعي 0 لم يعرف نوع السيارة ، ولا قائدها ، لكن ، قال له فيما بعد ، شخص كان حاضرا الحادث ، أنه ترجل من السيارة شاب ، فتفقد مقدمة السيارة ، ثم قال ، وهو يمد بطاقة أخرجها من جيبه، لسيارة شرطة صادف وجودها في تلك اللحظة : - "وجع 000 ما يشوف 000؟" 0 ثـم أنطلق ، وهو يمسح من على جبينه حبات من العرق تكثفت ، حينما لفحت الشمس وجهه ، الذي كان قد غادر لتوه هواء مكيف السيارة البارد 0

هيا تخرج من البيت بعيد الفجر ، قبل أن تمزق الشمس أستار الظلام ، لتقلها سيارة ، هي وبعض زميلاتها ، إلى حيث تدرس ، حيث تم تعيينها معلمة في مدرسة تقع في قرية تبعد عن مقر إقامتها 300 كيلو متر 0 لم يشفع لها حطام ذلك الآدمى 00 أبوها ، ولا أمها البائسة التي تنوء بهم أبيها المقعد ، وبقلق الخوف عليها منذ تخرج حتى تعود ، وقلق العـذاب على مستقبلها ، الذي يعني بؤسا وضياعا لهم جميعا لو تركتهم 000 وهي لن تفعل 0 قالت للمسئول : - هذه حال أبي 00 وأمي وإخواني القصر ، حاول أن تساعدني 00 أن تجد لي مخرجا 0 سعادة المسؤل ، النزيه جدا ، قال لها : - عفوا 00 النظام لا يسمح 0 وضعت سماعة الهاتف ، والمرارة تكاد تمزق حلقها ، ونظرت بانكسار للمديرة وقالت : - لقد رفض 00 يقول النظام لا يسمح 0 كلتاهما تعلمان أن (سعادته) ، قد نقل قريبة له قبل أيام ، من مدرسة في الحي المجاور إلى مدرسة ملاصقة لمنزلها 0 استدارت خارجة من مكتب المديرة 0 وحينما حاذت لوحة على الجدار تعلق عليها قرارات إدارة التعليم بصقت عليها 0 هكذا هو رد فعل المحرومين، البؤساء ، يعبرون عن غيظهم بالبصق على الجدران 00 فقط حينما لا يراهم أحد 0 دائما أصادف هيا تخرج ملتفة بعباءتها مع الفجر ، تنتظر السيارة التي تقلها إلى عملها 00 إلا اليوم 0 اليوم أنا أجهشت بالبكاء ، حيث لم تخرج هيا كعادتها 0 وهي أيضا لم تعد القهوة لوالديها ، ولم توضئ أباها المقعد ، قبل ذلك ، أو تدفئ الماء لأمها ، التي تسلخت يداها ، من رضح نوى التمر لبيعه علفا للأغنام 0 وهي كذلك ، لن تصنع فطورا لأولئك الأطفال ، الذين سيخرجون إلى المدارس شعورهم مبعثرة 00 وربما بلا فطور 0 اليوم أنا أجهشت بالبكاء ، بكيت كثيرا ، رغم أنه لا تربطني بهيا صلة ، ولا أعرفها ولا تعرفني 0 ليس لأن هيا في الخامسة والعشرين ولم تتزوج ، لأنها تصر على أن تبقي مع أهلها 0 لا 000 لقد غادرت أهلها إلى الأبد 0

اليوم أنا مزقني البكاء على هيا ، التي رحلت وأخذت قلبي معها 000 قلبي الذي تعلق بروحها دون جسدها ، هيا ماتت بحادث سيارة ، قتلتها السيارة التي تحملها إلى عملها البعيد عن حطام البشر ، الذين كانت تقوم قبل الفجر من أجلهم 00 وأمتنعت عن الزواج من أجلهم 0 ماتت وهي في طريقها إلى عملها البعيد ، الذي تمزقت بينه وبين نماذج من البؤس ، قضت المشيئة أن تكون حبلهم الوحيد المتصل بالحياة 0 أنا جار هيا الذي أنطفأ وهج الحياة في قلبه ، يوم أنطفأت هيا 00 الشمعة التي ظلت تتقد بصمت 00 تقاوم الظلام بصمت 00 تقاوم الصقيع بصمت 00 الظلام والصقيع بكل ما يمثلانه من ظلم ، وتخلف ، وحيف ، وقسوة ، وترف ، ومحسوبية 00 وبيروقراطيـة قبيحة 0 الظلام والصقيع كأبرز مظاهر التوحش وإحتقار الإنسان ونسيانه 0 أنا اليوم جار هيا الجريح ، معطوب إلى النهاية ، لأن هيا التي مثلت أجمل مظاهر مقاومة الفناء ، الذي يفرضه الإنسان على الانسان ، وهيا التي مثلت نافذة الضوء الوحيدة ، لبقايا بشر (يقفون) بين الحياة واللاحياة 00 قد أنطفأت إلى الأبد 0 هيا ماتت في حادث سيارة ولم يسمع بها أحد ، رغم أنه دوى في قلوب أناس أيقظ نحيبهم صـم الصخر 0 ماتت هيا 000 لم يسمع بها أحد ، وهي التي لم تضاجع الرجال ، ولم تتعرى ، ولم تتخذ صديقـا ، ماتت في عباءتها 00 لم ير جسدها أحدا 0 ماتت لم تتزوج ولم تصنع لنفسها حياة ، لأنها كانت مشغولة بصناعة الحياة لغيرها 000 ولم تكتب عنها الجريدة 0 قلت لرئيس تحرير جريدتنا المحلية : - ماتت هيا 00 قال : - كتبنا عن ديانا 0 اليوم أنا أجهشت بالبكاء 000 بكيت طويلا ، وقفت ولم تخرج هيا كعادتها 0 اليوم كذلك ، لم يخرج الأطفال إلى المدارس ، ليس لأنه ليس هناك (هيا) ترتب شعورهـم وتعد لهم الإفطار 0 اليوم لم يخرج الأطفال إلى المدارس لأنه ليس لديهم دفاتر ، ولا أقلام ، ولا (مراييل) جديدة 00 ولا فطور 000 لأن هيا لم تعد هناك تنفق عليهم 0

ماتت هيا فارتاح مدير التعليم ، ورئيس التحرير لن يكتب عنها ، وأنا انتقلت إلى بيت آخر، بعيدا عن بيت أهلها 00 بعيد عـن المكـان الذي كانت تقف فيه ، بانتظار السيارة التي تقلها 00 إذن أنا لن أفكر فيمن ماتت من أجلهم 00 إذن أنا مرتاح الضمير 000 شكرا مدير التعليم 00 شكرا رئيس التحرير 00 وداعا هيا 00 وداعا هيا 0

// قصة للدكتور/ محمد الحضيف

**********************
أعلم ان الموضوع قصة ربما تكون واقعية وربما تكون لا
ولكني آثرت طرحه هنا في الاجتماعي لكي نناقشه ، كقضية تحدث او حدثت ، سواء علمنا بها ام لم نعلم
فهيا حلقة من مسلسل طويل غير منتهي الحلقات ، من قسوة النظام وتسلطه
حلقة ،، من مسلسل ، فيها النظام هو الشماعة ، وهو البطل وهو المخرج ،، مسلسل فيه الضحية ’’هيا ’’ والجاني مختبيء خلف النظام
ظالم يلتحف عباءة النظام ، ويضرب بيد النظام ، ويكتب حبرا اسودا قاتما بقلم النظام

أحبتي
هناك ألف هيا وهيا
هناك بيوت هدمت ، وأسر تشتت ، وهناك ارواح أزهقت
واخوات لنا في عمر الزهور فقدناهم في لمحة بصر وفي انفجار اطار ونعاس سائق
واخريات ذبلن وتحولن الى أشباح في ظل قسوة النظام ، وتعب الصحراء وطول الطريق
وأطفال فقدن حنان الامومة الحقيقي واصبحوا يعيشون في ظل الخادمة الرعناء، في ظل الخادمة التي لاهم لها الا جمع الاموال لتذهب هناك وتحتضن اطفالها ليبقي الاخرين يبحثون عن أم جديده تمنحهم قليلا من زيف الحنان
كم من هيا فقدنا وسنفقد تحت طائلة النظام ؟؟؟

قضية شائكة ، قضية لابد لها من حل
قضية تحتاج الى رأيكم ومشاركاتكم ،،،،،،،،،،
لعل ان يصل صدى صوتنا الى قلوب أطبقت عليها اللوائح فتستيقظ ,,,
وأذان أصمها الخوف على المناصب ، فتستمع لنا
وأعين ارعبتها نظرات مسؤول ،،، لترى مايحدث هنا وهناك ،
وتبحث معنا عن حلول منطقية تسجل وتطبق لترسم لاخواتنا معاني سعادة كادوا ان يفقدنها ان لم يكن بالفعل قد فقدنها بفعل فقرات نظام أصم لايعي ولايدرك ولايقدر ،
نظام نحن من جفف حبره ، نظام نحن من نصب مشنقته

"
ملاحظة :: للأمانة الموضوع تم نقله بحذافيره من منتدى السيف
__________________


هدية أخي الغالي (((ـ المرصاع ـ)))
الرايات السود غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)