[الـــراوي]

فجع سالم بالخبر كيف لا وأبوه هم من يتحدثون عنه !!!!

عـــاد سالم إلى البيت والهم والحزن مسيطران عليه ،لاحظت أم عبدالله حال غريب!! وفي اليوم التالي ظلت حال غريب على ماهي عليه0فأمرت ابنتها منى أن تلقي نظرة على غريب من خلف النافذة دون أن يشعر ، فرأت منى غريب يخرج دمية من درجه ويضم هذه الدمية وهو يبكي !!!! فعادت لأمها فأخبرتها بما رأت0
عرفت أم عبدالله أن هناك أمراً محزناً حدث وغريب لايريد أن يعلم أحداً به، وفي صبيحة اليوم التالي بنظرة حكيمة من أم عبد الله امرت غريب أن يدعو رفيقه في العمل واسمه عمر ،لأن هناك حاجة مهمة تريد أن تعطيه إياها كي يسلمها لأمها في أقرب وقت ، مضى غريب إلى عمله وقابل رفيقه عمر ، وطلب منه أن يذهب إلى بيت أبي عبد الله لأنهم يريدونه،توجه عمر إلى بيت أبي عبد الله ،سألته أم عبد الله : أسألك بالله هل حدث مكروه لأبي عبدالله ؟
قال عمر : لا0
قالت أم عبدالله: إن غريب،حاله قد تغيرت فهل حدث له شيء؟
قال عمر : نــــعم ،، ولـــــكن لا 000 في الحقيقة لاأدري ما أقول 0
قالت أم عبد الله : يابني ، إن غريب بمثابة ولدي فأخبرني أرجوك0
قال عمر: في الحقيقة ياخالة 00000 ( وأخبرها عن مشكلة غريب )
قالت أم عبد الله: فأمره أن يذهب إلى أهله ويطمئن عليهم0وحثه على الذهاب أرجوك يابني0

عاد عمر إلى عمله ، وغريب لايزال محتاراً، فكيف يجد الطريقة المناسبة للذهاب؟؟ وهو مسؤل الآن عن بيت أبي عبد الله !!!!
وبعد أن إنتهى غريب من عمله ، قال له عمر :ألا أجد لك طريقة مناسبة للذهاب إلى أهلك !! فأشار غريب وعلامات الحزن تعلو محياه، أنه يريد حلاً0
قال له عمر : خذ هذه 70 ديناراً قد جمعتها ، وأضفها مع ما جمعت أنت ،وأعطها لأم عبد الله ، وأنا سأعتني ببيت أبي عبد الله فسأزورهم وألبي حاجاتهم كل يوم ، وامضي أنت إلى أهلك 0ومتى ما إطمأننت على أهلك عد إلينا0

رضي غريب بما قاله عمر،وفي الصباح إستأذن أم عبد الله بالذهاب وتوجه إلى قريته،وبعد عناء وتعب شديدين وصل إلى القرية وكان ذلك في آخر النهار فتوجه على الفور على بيت خالته وحينما دخل البيت بدأ يتذكر خالته التي كانت تحبه كأنه ولد لها ويتذكر أمه وحينما كان يلعب مع أخته ويتذكر صورة أبيه والدموع تنسكب من عينيه000 غلب على غريب التعب فنام ، وفي الصباح توجه إلى بيت ابيه ، وأخذ يطرق الباب ، فردت زوجة أبيه قائلةً من الطارق ؟؟
غريب لايستطيع الكلام ، وأخذ يطرق الباب 0
فتحت زوجة الباب وقالت: من سالم الأخرس !! أين أنت ؟؟ وماذا تريد ايها الأخرس الوقح ؟؟ لايوجد أحد في المنزل ، فأبوك مسافر , وأختك عند جارتنا0
فأغرب عن وجهي ، أيها الأخرس 0
تجمدت مشاعر سالم ( غريب) نحو زوجة أبيه، فلم يعرها أي إهتمام0
توجه سالم لبيت جارتهم، وطرق الباب ففتح له، وإذا بجارتهم ترحب به، فسأل عن أخته !! فأجابته أنها نائمة0
فجلس بجوار أخته النائمة وأخذ يقبلها ، فسالت الدموع من عينيه ، على وجه أخته التي بدأت تستيقظ0فإذا سالم أمامها وهي تحتضنه بشدة وتبكي قائلة له :
سالم هل أتت ماما معك ؟؟؟
فما كان جواب سالم إلا الدموع !!!
وبعد أن هدأ سالم ، سأل أهل جيرانه، لماذا سارة تنام عندكم ؟؟؟
قالت جارتهم : يابني إن سارة مازالت صغيرة ، وكانت تجلس دائما عند باب بيتهم ،وهي تنظر إلى أبنائي وهم يلعبون ، وكانت زوجة أبيك تعاملها بقسوة ، فطلبت منها أن تجعل سارة تقيم عندي لمدة كي تلهو مع أبنائي، ومن ذلك الحين ياسالم وسارة لم تعد إلى البيت 00000!!!!
طلبت الجارة من سالم أن يقيم عندها، أو يقيم في بيت خالته بعيداً عن زوجة أبيه بشرط أن يأتي للطعام كل يوم فوافق سالم 0

وفي يوم من الأيام ، وبينما سالم يصلي الفجر مع الجماعة ــــ وكان قد تأخر عن الركعة الأولى ـــ وبينما هو قائم لإتمام الصلاة إذا بصوت رجل يدعو الناس ويذكرهم بالله هذا الصوت ليس بغريب على سالم ،فما فرغ سالم من صلاته حتى إلتفت يمنة فإذا هو أبو عبد الله الشيخ الذي اقام عنده من قبل 0توجه سالم إلى أبي عبد الله يضمه ودموع الفرح تنسكب على عينيه0
فقال أبو عبد الله : غريب مالذي أتى بك هنا ؟؟؟
قال الحاضرون : إن هذا اسمه سالم وليس غريب0
فمكث أبو عبد الله في المسجد ، يستمع إلى أحد الحاضرين وهو يقص عليه قصة سالم0
صحب سالم أبي عبد الله إلى بيته،وأخبره عن حال بيت أبي عبد الله،عندما تركهم ،وأنهم بأفضل حال 0ودع ابو عبد الله سالم متوجها إلى أهله 0وحينما وصل ابو عبد الله إلى أهله وبعد أن رحبوا به وأطمأنوا عليه0 سألهم عن حالهم ؟؟؟
فقالت أم عبد الله : جزى الله غريب خير الجزاء ، فقد سدد عنك دين كاظم، وأعطانا بعض الدنانير التي تكفينا، ووكل من يهتم بشؤننا في غيابه0

فقال أبو عبد الله: جزى الله سالم خيراً، وفرج عنه كربته0
قالت أم عبد الله : من سالم هـــذا ؟؟؟ وقص عليهم القصة 0

وفي أحد الأيام وبينما سالم مع أخته يفسحها عند البحر ،وإذا به يسمع منادي ينادي بأعلى صوته قا ئلاً:
سلطان سالم عاد 0000 أبو ســـالم عـــــاد 0000
ركض سالم جهة الصوت ومعه أخته على كتفه0 فلما رأى السفينة بدأ يصرخ بأعلى صوته ودون أن يشعر : أبــــــــي 00000 أبـــــــي 0000أبتااااااااااااه

فلما وطأت قدم أبي سالم اليبس، حضن ولديه وسجد شكراً لله على أن جمعه بولديه، وأن من الله على ابنه سالم بالنطق (( فسبحان الذي أنطق كل شيء))وأخذ يحضن ولديه بشدة ويبكي، بكى الحاضرون تأثراً بهذا الموقف 0

سأل أبو سالم سالم عن حاله وحال أخته، وحال زوجته؟ وهل كانت تشفق عليكما ؟؟قال سالم يا أبي : إني لاأريد أن أغضبك ولكن الحقيقة مرة ، فأنا أعيش في بيت خالتي، وقبلي سارة كانت تعيش عند جارتنا ، فأين نحن من الحنان الذي تقدمه لنا زوجة أبي ؟!!!
قال أبو سالم : إنني حينما تهنا في البحر ، بدأت أسترجع ذاكرتي ، هل انا ظلمت أحداً؟ فلم يخطر ببالي سواك ، وتذكرت حينما ضربتك وهربت، ولم أتحر الدقة، فقد أطعت زوجتي فقلت : أن الله جازاني على ما فعلته بك
قال سالم : وهل يدعو الإبن على أبيه، أبي إنني حينما سافرت، لم أكن أحمل حقداً عليك ، ولكن لم يطب لي المقام مع زوجتك التي كانت تسبني كل ما رأتني ، وتفتري عليّ دائما ،فخشيت أن يزداد كرهك لي وتطردني ، ففضلت أن أخرج بكرامتي !!!
قال الأب : هيا بنا إلى بيتنا ، وأطرق الباب ياسالم دون أن تتحدث ، وسأبقى أنا متلثماً خلف الباب لأسمع ما تقوله هذه المرأة الخبيثة 0

طرق سالم ، وإذا بزوجة أبيه تفتح الباب ، وتقول له ، ماذا تريد أيها الأخرس ، أختك عند الجيران ، ولاتطرق عليّ الباب مرة أخرى حتى يأتي أبوك ،لابارك الله فيك لا أنت ولا أبيك 0دخل ابو سالم البيت وفك اللثام عن وجهه ،وبدون مقدمات صفع زوجته وقال لها : لا مقام لكِ عنـــدي أيتها الخبيثة ، أخرجي فأنت طـــالق000000 طالق 0000 طالق0000

عادت الحياة من جديد لبيت أبي سالم ، وأخذ سالم يعمل مع أبيه في التجارة ، وبعد سنة تزوج سالم من منى ابنة أبي عبد الله ، والتي كانت طيبة جدا ، حتى أن سارة تعلقت بها وصارتا كالأختين 0وعاش الجميع في سعادة0

(( هذه القصة كتبتها في السنة الثانية من دراستي الجامعية، قبل 3 سنوات
وأول مرة أقوم بنشرها ، فأرجو أن لا تلوموني على الأخطاء ، وإن وفقني الله فسأكتب أبيات عن هذه القصة ))
والســـــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،

[وضح النقـا]

الراوي00 جزاك الله خيراَ

لنا في ماتكتب يداك عبر ودروس

أرجو أن تستمر خادماَ لأمتك مذكراَ نفع الله بك وزادك من فضله00